أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن جميل الحريس - جبران خليل جبران .... ج / 4















المزيد.....



جبران خليل جبران .... ج / 4


حسن جميل الحريس

الحوار المتمدن-العدد: 2464 - 2008 / 11 / 13 - 06:32
المحور: الادب والفن
    


صدرت رواية ( الأرواح المتمردة ) لجبران خليل جبران عام 1908 م وهو بعمر الخمسة والعشرين عاماً ، مما يجعلنا نقف بعض الشيء عند سيرة حياته كي نعرف من أين استقى فكرة روايته هذه ، ومن موسوعة ويكيبيديا نقتبس (( أنه من مواليد 06 / 01 / 1883 م ، وقد حط رحاله في ( إليس إيسلاند ) نيويورك بتاريخ 17 حزيران 1895م برفقة والدته ( كاملة رحمة ) وأخيه غير الشقيق ( بطرس ) وأختيه ( ميريانا وسلطانة ) ، ووصلوا إلى نيويورك بالتحديد في 25 حزيران 1895 م ومنها انتقلوا إلى مدينة بوسطن حيث كانت تسكن أكبر جالية لبنانية في الولايات المتحدة ، وهي المدينة التي ترتبط بها قضايا التاريخ الأمريكي الكبيرة : الثورة والاستقلال وإلغاء العبودية وتحرير النساء ، وفي بوسطن كانت أمه ( كاملة ) تحمل على ظهرها بالة صغيرة من الشراشف والأغطية والحريريات السورية وتنتقل بها من بيت إلى بيت لبيعها ، ثم عملت في الخياطة بمساعدة ابنتيها سلطانة وماريانا ، وعندما جمعت الأم مبلغاً كافياً من المال أعطته لابنها بطرس الذي يكبر جبران بست سنوات وفتحت للعائلة محلاً تجارياً ، وكان معلمو جبران في ذلك الوقت يكتشفون مواهبه الأصيلة في الرسم ويعجبون بها إلى حد ان مدير مدرسته استدعى الرسام الشهير ( هولاند داي ) لإعطاء دروس خاصة لجبران مما فتح أمامه أبواب المعرفة الفنية وزيارة المعارض والاختلاط مع بيئة اجتماعية مختلفة تماما عما عرفه في السابق ، وامضى جبران وقته في القراءة والرسم والاستغراق في الأحلام وواظب على التردد إلى مؤسسة خيرية تعطي دروساً في الرسم اسمها ( دنسيون هاوس ) حيث لفتت موهبته انتباه مساعدة اجتماعية نافذة جداً اسمها ( جسي ) التي عرّفته من خلال صديق لها إلى المصور الشهير ( فرد هولاند داي ) الذي كان يدير داراً للنشر في بوسطن ، وكان داي بحاجة لموديلات شرقية لصوره وقد راقه جبران بوجهه المسفوع وشعره الأسود ونظراته التأملية ، فألبسه ثياباً جديدة وأولمه ثم عرّفه إلى الرسام والشاعر الشهير ( وليم بليك ) ، وكان ( بليك ) بنظر جبران عالماً أسطورياً وتنبؤياً ، وقد بهره بتنوع ينابيع مفردات شعره التي أثرت مفردات جبران الشعرية ، كما تأثر جبران بخصوبة أعماله الرمزية الموسومة بالجدل الروحي بين الخير والشر والجنة والجحيم ، مما أهَّبَ جبران ليتبنى بعض أفكار ( بليك ) فأخذ ينقد المجتمع والدولة وفضيلة الرغبة الخلاقة ووحدة الكائن ، وراح يخط رسوماً مشحونة بالرموز مستوحاة من رسوم الفنان والشاعر اللندني الشهير ، وكان للمصور ( فرد هولاند داي ) فضلاً كبيراً في اطلاع جبران على الميثولوجيا اليونانية والأدب العالمي وفنون الكتابة المعاصرة والتصوير الفوتوغرافي ، ولكن ( فرد هولاند داي ) كان يتمتع بسمعة سيئة لاتدعو للإرتياح وعلى وجه الخاصة عندما ازدادت زيارات جبران إليه مما أثار قلق أسرته عليه ، فقررت أمه ( كاملة ) إعادة ابنها المراهق إلى لبنان ، ولم يعترض جبران على ذلك فوصل إلى بيروت في 30 آب 1898 م ، وكان بين أمتعته الأناجيل وكتاب لـ ( توماس بلفنيتش ) في الميثولوجيا اكتشف فيه الفنان الناشئ جبران دراما ( بروميثيوس ) وأسطورة ( أورفيوس ) والنبي الفارسي ( زرادشت ) والفلسفة الفيثاغورسية والأساطير الهندية ، وكانت لغته الإنكليزية ضعيفة ويكاد ينسى العربية أيضا ، والتقى جبران بأستاذه الشاعر والطبيب ( سليم الضاهر ) الذي نصحه بمتابعة دروسه في ( كوليج دو لا ساجيس ) التي بقي فيها زهاء ثلاث سنوات ، وكان من بين أساتذته الأب ( يوسف حداد ) الشاعر والكاتب المسرحي الذي اكتشف برفقته كنوز اللغة العربية وروادها أمثال ابن خلدون والمتنبي وابن سينا والشعراء الصوفيين ، وبدأ يجيد التعبير عن أفكاره بلغته الأم فكتب أولى نصوصه بالعربية ثم تعلم الفرنسية وأخذ يقرأ آدابها ، وفي بداية العام 1900 ومع مطلع القرن الوليد تعرف جبران على يوسف الحويك واصدرا معا مجلة ( المنارة ) وكانا يحررانها سوية فيما وضع جبران رسومها وحده ، وبقيا يعملان معا بها حتى أنهى جبران دروسه بتفوق واضح في العربية والفرنسية والشعر (1902) ، وكان في عام 1901 تم اختيار إحدى قصائده لنيل الجائزة التقديرية. وبعدما سمع أخباراً عن مرض أفراد عائلته في المهجر غادر لبنان عائداً إلى بوسطن ، ولكنه لسوء حظه وصل بعد وفاة شقيقته سلطانة ، وخلال بضعة أشهر كانت أمه تدخل المستشفى لإجراء عملية جراحية لاستئصال بعض الخلايا السرطانية ، وحينها قرر أخوه بطرس ترك محله التجاري وسافر إلى كوبا ولكنه ما لبث ان عاد من كوبا مصابا بمرض قاتل هو ( السل ) وقضى نحبه بعد أيام قليلة (12 آذار 1903) ، فيما فشلت العملية الجراحية التي أجرتها والدته في استئصال ورمها فقضت نحبها في 28 حزيران من السنة ذاتها ، وصار يترك البيت ويهيم على وجهه هربا من صورة الموت والعذاب ، وزاد من عذابه ان فتاته الجميلة التي كانت تربطه بها صلة عاطفية وكانا على وشك الزواج في ذلك الحين (جوزيفين بيبادي) قد عجزت عن مساعدته عمليا إذ كانت تكتفي بنقد كتاباته الإنكليزية ثم تتركه ليحاول إيجاد حل لوحده ، في حين ان صديقه الآخر الرسام هولاند داي لم يكن قادرا على مساعدته في المجال الأدبي كما ساعده في المجال الفني ، وغاص جبران في المجتمع البوسطني الذي تزدهر فيه حركات صوفية كان أبلغها تأثيراً حركة ( الحكمة الإلهية ) التي أنشأتها عام 1875 الأرستقراطية الروسية ( هيلينا بتروفنا بلافاتسكي ) التي اطلعت على تراث الهند والتيبت وشجعت نهضة البوذية والهندوسية ، وشيئاً فشيئاً اتضح له أن الروحانية الشرقية التي تسكنه يمكن أن تجد تربة خصبة في هذه البيئة المتعطشة للصوفية ، وفي عام 1904 قدمته (جوزيفين بيبادي) إلى امرأة من معارفها اسمها ( ماري هاسكل ) فخطّت بذلك صفحات مرحلة جديدة من حياة جبران ، إذ كانت ( ماري هاسكل ) امرأة مستقلة في حياتها الشخصية وتكبر جبران بعشر سنوات ، وقد لعبت دورا هاما في حياته منذ ان التقيا ، وحينها علم جبران بأن شاباً لبنانياً يدعى ( أمين غريّب ) قد أصدر صحيفة بالعربية في نيويورك اسمها ( المهجر ) تقرّب منه وأطلعه على رسومه وكتاباته وقصائده فقبله ( غريب ) مقابل أجر مقداره دولارين إسبوعياً ، وظهرت أول مقالة له في ( المهجر ) بعنوان ( رؤية ) كان نصها مفعماً بالغنائية أعطى الكلام فيه لـ ( قلب الإنسان أسير المادة وضحية قوانين الأنام ) ، وفي تشرين الثاني 1904 خصّه ( أمين غريب ) بزاوية منتظمة بعنوان ( أفكار ) ثم استبدلها بعنوان ( دمعة وابتسامة ) حيث راح جبران يتحدث عن المحبة والجمال والشباب والحكمة ، ونشرت له ( المهجر ) عام 1905 كتاباً بعنوان ( الموسيقى ) .
- كانت باريس في بدايات القرن العشرين حلم فناني العالم كله وبعد وصوله إليها بوقت قصير أقام في ( مونبارناس ) وسرعان ما انتسب إلى ( أكاديمية جوليان ) أكثر الأكاديميات الخاصة شعبية في باريس ، والتي تخرج منها فنانون كبار أمثال ( ماتيس ) و( بونار ) و ( ليجيه ) ، وانتسب جبران كطالب مستمع إلى ( كلية الفنون الجميلة ) ، وفي أوقات فراغه كان جبران يقضيها ماشياً على ضفاف نهر السين ومتسكعاً ليلاً في أحياء باريس القديمة ، فقال لصديقه "يوسف حويك" الذي عاش معه سنتين في مدينة النور بعد أن ترك باريس لاحقاً :: ( كل مساء تعود روحي إلى باريس وتتيه بين بيوتها ، وكل صباح أستيقظ وأنا أفكر بتلك الأيام التي أمضيناها بين معابد الفن وعالم الأحلام ) ، وفي بداية شباط 1909 عثر جبران على أستاذ جديد هو ( بيير مارسيل بيرونو ) الفنان الكبير والرسام الرائع والصوفي ، لكنه تركه أخيراً بعد أن نصحه الفنان الفرنسي بالانتظار والتمهل حتّى ينهي كل قاموس الرسم، فجبران نهم إلى المعارف والإبداع وراغب في حرق المراحل ، تردد حينذاك إلى أكاديمية ( كولاروسي ) المتخصصة في الرسم على النموذج والتي كانت تستقبل فنانين أجانب ، غير أن جبران كان يفضل العمل وحيداً بملء حريته في مرسمه فانخرط في مشروع طموح هو رسم بورتريهات شخصيات شهيرة ، وقد ابتدأها بالنحات الأمريكي ( برتليت ) ، كان جبران دائم الشك وطموحاً ومثالياً، ومتصوراً أنه يستطيع إعادة تكوين العالم فسعى لإقناع الآخرين بأفكاره ونظرياته حول الفن والطبيعة ، وكان قلقاً وكثير التدخين وقارئاً نهماً، وقد أعاد قراءة ( جيد ) و( ريلكه ) و ( تولوستوي ) و ( نيتشه ) وكتب نصوصاً بالعربية وصفها المحيطون به بأنها ( حزينة ووعظية ) ، وفي عام 1908 غادر جبران إلى باريس لدراسة الفنون وهناك التقى مجددا بزميله في الدراسة في بيروت يوسف الحويك ، ومكث في باريس ما يقارب السنتين ثم عاد إلى أميركا بعد زيارة قصيرة للندن برفقة الكاتب أمين الريحاني.
- وفي بداية تشرين الثاني عام 1910 وصل جبران إلى بوسطن ، وهرع لرؤية أخته ( ماريانا ) ثم مضى للقاء ( ماري هاسكل ) التي أعلمته على الفور حرصها على إبقائه تحت رعايتها وبأنها مستعدة للاستمرار في منحه الخمسة وسبعين دولاراً التي كانت تقدمها له إبان إقامته الباريسية ، ونصحته باستئجار بيت أوسع لممارسة فنه بحرية وساعدته في تحسين لغته الإنكليزية ، وتعززت صداقتهما ، وفي 10 كانون الأول 1910 زارها في بيتها بمناسبة عيد ميلادها السابع والثلاثين ، وعرض عليها الزواج لكنها رفضت بحجة أنها تكبره بعشر سنوات ، فكتب لها فيما بعد أنها جرحته بهذا الرفض وعندها قررت ( ماري ) أن تتراجع وتقبل به ولكنها عادت ورفضته مرة أخرى ربما بسبب علاقاته مع نساء أخريات أو لخوفها من الزواج بأجنبي ، ووعدته بالحفاظ على الصداقة بينهما ورعاية شقيقته مريانا العزباء الغير المثقفة ، فسعى جبران بعد ذلك لإغراق خيبة أمله بإنكبابه على عمله ، ولكنه سرعان ما شعر بأن بوسطن مدينة باردة وضيقة وأنها أصغر من طموحاته الفنية خصوصاً بعد تلك الإقامة التي قضاها في باريس الرحبة والدافئة ، عدا عن الجرح الذي تركته فيه ( ماري ) فقرر المغادرة إلى نيويورك وحزم حقائبه غير آسف حاملاً معه مخطوطة ( الأجنحة المتكسرة ) ونسخة من ( هكذا تكلم زرادشت ) لنيتشه ، بدأ إقامته في نيويورك بزيارة متحف ( متروبوليتان ميوزم أف آرت ) الذي خرج منه مندهشاً ، وتعرّف إلى الجالية اللبنانية وبعض مشاهير نيويورك ، وبهذه الأثناء جاءت ( ماري ) إلى نيويورك ووجدته يرسم لوحة ( إيزيس ) ، وقاما بزيارة بعض المتاحف والأوابد إلى حين ، ثم عادا معاً إلى بوسطن حيث تهيأت لصديقته فرصة قضاء عطلتها في غرب البلاد ، فعرضت حينذاك على جبران مبلغ خمسة آلاف دولار دفعة واحدة بدلاً من المبالغ الصغيرة المتقطعة وقبل عرضها وألح أن يوصي لها بكل ما يملك عرفاناً بجميلها. ولهذا كتب وصية أدهشت أصدقاءه إذ أوصى بكل لوحاته ورسومه إلى ( ميري ) وفي حال كانت متوفاة يوصي بها إلى ( فرد هولاند داي ) ، وأوصى بمخطوطاته الأدبية إلى أخته ، وبكتبه في لبنان إلى مكتبة بشري ، استغل جبران الصيف لإنهاء ( الأجنحة المتكسرة ) وروتشة لوحة ( إيزيس ) وبدأ برسم لوحات جديدة ، وزين بالرسوم كتاباً لأمين الريحاني ، وكتب مقالتين إحداهما بعنوان ( العبودية ) حيث يندد بالعبودية التي تقود شعباً وفقاً لقوانين شعب آخر ، والأخرى بعنوان ( أبناء أمي ) يتمرد فيها على مواطنيه الذين لا يثورون في وجه المحتل ، وحضر محاضرة للشاعر والكاتب المسرحي الإيرلندي ( وليم ييتس الحائز على جائزة نوبل 1923 ) وتعارفا والتقيا مراراً ، وفي 18 تشرين الأول عاد جبران إلى نيويورك وأقام في مبنى ( تنث ستريت ستوديو ) المخصص للفنانين ، وفي هذه السنة نشر روايته ( الأجنحة المتكسرة ) أكثر أعماله رومانسية ، وفي 15 نيسان 1912 هزت العالم حادثة غرق الـ ( تيتانيك ) التي كان على متنها مئات الأشخاص بينهم 85 لبنانياً وقد غرق 52 منهم ، كانت الكارثة صدمة بالنسبة لجبران الذي عز عليه النوم تلك الليلة. وفي اليوم نفسه التقى بعبد البهاء ابن بهاء الله مؤسس حركة البهائية الروحية في إيران ودعاه لإلقاء خطاب أمام أعضاء ( الحلقة الذهبية ) حول وحدة الأديان ، وفي بداية الخريف التقى جبران بالكاتب والروائي الفرنسي ( بيير لوتي ) الذي جاء إلى نيويورك لحضور عرض مسرحية ( بنت السماء ) التي ألفها مع ابنة الأديب والشاعر الفرنسي ( تيوفيل غوتيه ) وقد عبّر له ( لوتي ) عن قرفه من صخب أمريكا وقدم له نصيحة :: ( أنقذ روحك وعد إلى الشرق ، مكانك ليس هنا‍‍ ( ، وفي نيسان 1913 ظهرت في نيويورك مجلة ( الفنون ) التي أسسها الشاعر المهجري الحمصي ( نسيب عريضة ) ونشر فيها جبران مقالات متنوعة جداً وقصائد نثرية ، ووقع فيها على دراسات أدبية كرسها لاثنين من كبار الصوفيين ( الغزالي وابن الفارض ) اللذين تأثر بأفكارهما .
- وأما عن ( مي زيادة ) فهو الاسم الذي اختارته تلك المرأة القلقة التي تبدو كالبحر تارة هادئة وشفافة وأخرى ثائرة ، ولدت ( مي ) عام 1886 من أب لبناني وأم فلسطينية ثم رحلت مع أسرتها عام 1908 إلى القاهرة ، وقد أتقنت لغات عدة وأظهرت مواهب استثنائية في النقد والأدب والصحافة ، وحوّلت دارتها في القاهرة إلى صالون أدبي راحت تستقبل فيها كبار الأدباء والمثقفين كـ ( طه حسين و عباس محمود العقاد و يعقوب صروف ) ، واكتشفت جبران عام 1912 عبر مقالته ( يوم مولدي ) التي ظهرت في الصحافة ، وأسرها أسلوبه ثم قرأت ( الأجنحة المتكسرة ) وأعجبت بآرائه حول المرأة فيه ، تراسلا وتبادلا في رسائلهما الإطراء وتحدثا عن الأدب ، وروى لها همومه اليومية وطفولته وأحلامه وأعماله فانعقدت بينهما علاقة ألفة وحب حتى طلب منها عام 1913 تمثيله وقراءة كلمته في حفل تكريم شاعر القطرين ( خليل مطران ) ، وكانت ( مي ) حساسة جداً وحالمة ، ولما انقطعت رسائل جبران عقب قيام الحرب العالمية الأولى تعلقت بذكرى مراسلها البعيد ورفضت كل الطامحين إلى الزواج منها ، وتمنت في مقالة لها أن تكون بقرب ذلك الوجه الذي يمنع البعاد ، وهما لم يلتقيا قط غير أن الكاتبين شعرا أنهما قريبان أحدهما من الآخر وأحسا أن ( خيوطاً خفيفة ) تربط بين فكريهما وأن روح ( مي ) ترافقه أينما اتجه ، وفي عام 1921 أرسلت له صورتها فأعاد رسمها بالفحم واكتشف بسعادة أنها امرأة مليئة الوجه ذات شعر بني قصير وعينين لوزيتي الشكل يعلوهما حاجبان كثان وشفتين ممتلئتين ، ووجد في نظرتها البراقة شيئاً معبراً يجتذبه وفي ملامحها بعضاً من الذكورة تمنحها صرامةً كامنة تضفي عليها مزيداً من الجاذبية ، كانت ( مي ) تجسد الأنوثة الشرقية وكان فيها كل ما يعجبه غير أنها بعيدة جداً ولم يكن يشعر أنه مهيأ بعد ليترك أمريكا ويتخلى عن حريته ، وهذا الحب الروحي الفكري أعجبه ولكن هل فكّر بمجرد ما لكلماته من وقع على قلب مراسلته ، ففي عام 1923 كتب لها يقول دون كلفة :: (( أنت تعيشين فيّ وأنا أعيش فيك ، تعرفين ذلك وأعرفه )) ، فكانت ( مي ) كلما بدت عبارات مراسلها أكثر جرأة أو شابها بعض سخرية من تعبير اختارته دون قصد منها تلجأ إلى ( مقاطعته ) وتلوذ بصمت يستمر أشهراً أحياناً ، كانت مشاعرها الحقيقية تبوح بها في مقالاتها وإن كانت قد خصّت أعماله بمقالات نقدية مدحية فقد نهرته في أخرى ، وفي مقالة بعنوان ( أنت .. الغريب ) عبّرت عن كل هواها نحو ( ذاك الذي لا يعرف أنها تحبه ) و ( الذي تبحث عن صوته بين كل الأصوات التي تسمعها ) ، وفي رسالة له عام 1924 عبّرت له ( مي ) عن خوفها من الحب ورّد عليها جبران :: (( هل تخافين ضوء الشمس؟ هل تخشين مد البحر وجزره؟ )) إذ فاجأه موقفها وبدا أنه اختار التراجع لإنقاذ حريته أو وقته مفضلاً عدم الانطلاق في علاقة قد تتطلب منه ومنها تضحيات كبيرة ، حينذاك أدركت ( مي ) بمرارة سوء التفاهم بين رغبتها وفكرة جبران عن علاقتهما ، وأسفت أنها كانت على هذا القدر من الصراحة والمباشرة فصمتت ثمانية أشهر رآها جبران (( طويلة كأنها أزل ))
- وفي عام 1914 نشر مجموعته ( دمعة وابتسامة ) وهي جمع لمقالاته بالعربية (56 مقالة) نشرت في ( المهجر ) ، وكانت ذات نفحة إنسانية وضمت تأملات حول الحياة والمحبة والوضع في لبنان وسورية، وقد اتخذت شكل القصيدة المنثورة وهو الأسلوب غير المعروف في الأدب العربي وقد كان رائده ، وفي هذه الفترة تقريباً شعر بالحاجة للكتابة بالإنكليزية التي يمكن أن تفتح له الكثير من الأبواب وتمكنه من ملامسة الجمهور الأمريكي ، فقرأ ( شكسبير ) مرة أخرى وأعاد قراءة الكتاب المقدس مرات عدة بنسخة ( كينغ جيمس ) ، حتى أتقن لغة شكسبير ولكن دون أن يتخلى عن لغته الأم ( العربية ) ، كان أمامه مشروع ( النبي ) الذي نما معه منذ الطفولة ، لقد أراد أخيراً أن يجد موضوعاً يستقطب أفكاره ولغته الثانية ، وفكر جبران : ما الذي يمكن مع الإفلات من العقاب عندما يكشف حماقة الناس وجبنهم وينتزعه حُجُب المجتمع وأقنعته ؟ المجنون !!! أغرته الفكرة ولم ينس ( قزحيّا ) في الوادي المقدس وتلك المغارة التي كانوا يقيدون فيها المجانين لإعادتهم إلى صوابهم كما كانوا يعتقدون ، في ( يوحنا المجنون ) كان قد كتب يقول إن :: (( المجنون هو من يجرؤ على قول الحقيقة ، ذاك الذي يتخلى عن التقاليد البالية والذي ( يُصلبُ ) لأنه يطمح إلى التغيير برأيه )) و (( أن الجنون هو الخطوة الأولى نحو انعدام الأنانية ، وهدف الحياة هو تقريبنا من أسرارها ، والجنون هو الوسيلة الوحيدة لذلك )) وهكذا وضع عنوان كتابه القادم : ( The Madman ) ، وكانت فترة 1914 ـ 1916 غنية باللقاءات ، إذ تردد جبران إلى صالونات المجتمع الراقي الذي كانت تديره نساء متنفذات وتعرّف إلى الفنانة الشهيرة ( روز أونيل ) وعمدة نيويورك والشاعرة ( آمي لويل ) والرسام الرمزي ( ألبرت رايدر ) ، وفي خريف 1916 التقى مرة أخرى بميخائيل نعيمة الذي ألف فيه كتاباً ( جبران خليل جبران ) وكان ( نعيمة ) يدرس في روسيا قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة حيث درس أيضاً القانون والآداب ، وكتب كلاهما في ( الفنون ) وكلاهما آمنا بالتقمص ، وفي كانون الأول 1916 التقى جبران أخيراً بـ ( رابندراناته طاغور ) الشاعر الهندي الشهير والمتوج بجائزة نوبل في الآداب لعام 1913 ، تميّز أسلوب جبران في ( المجنون ) بالبساطة واللهجة الساخرة والمرارة ، وشكل هذا العمل منعطفاً في أعمال الكاتب ليس فقط لأنه أول كتاب له بالإنكليزية بل لما فيه من تأمل وسمو روحي ، وأرسل نسخة منه إلى ( مي زيادة ) التي وجدته سوداوياً ومؤلماً ، وأرسل نسخة أخرى إلى ( جيرترود باري ) حبيبته الخبيئة ، وربما أخفى جبران هذه العلاقة كي لا يجرح ( ميري ) ومن أجل أن لا تمس هذه العلاقة اللاأفلاطونية صورته الروحية ، وكان لجبران علاقات غير محددة أفلاطونية وجسدية :
- ( جيرترود شتيرن ) التي التقاها عام 1930 واعتبرت نفسها حبه الأخير .
- و( ماري خواجي )
- و( ماري خوريط )
- و( هيلينا غوستين ) التي أكدت، كما فعلت ( شارلوت ) و( ميشلين ) بأن جبران (( زير نساء )) وقد روت مازحةً ومداعبة أنه طلب منها ذات مرة أن تشتري له مظلة ليقدمها إلى شقيقته ( ماريانا ) لكنها اكتشفت بعد حين أنه قد أهداها لامرأة أخرى ، هذه المغامرات عاشها جبران سراً إما حفاظاً على سمعة تلك العشيقات أو خوفاً من تشويه الصورة التي كان يريد أن يعطيها حول نفسه (( صورة الناسك وصورة الكائن العلوي وعاشق الروح وليس الجسد ) ، وفي تشرين الثاني 1918 ادعى بأنه أعلن الهدنة عن النساء أخيراً فكتب إلى ( ماري ) يقول لها (( هذا أقدس يوم منذ ميلاد اليسوع )) رغم أن أغلب النساء المذكورات أعلاه جئن بعد عهده هذا !!! وفي ليلة 20 نيسان 1920 رأى الكتاب السوريون واللبنانيون في اجتماع لهم في نيويورك أنه يجب التصرف من أجل ( إخراج الأدب العربي من الموحل أي الركود والتقليد الذي غاص فيهما ) ، وقرر المشاركون تأسيس تنظيم يتمحور حول الحداثة ويكرس لجمع الكتاب وتوحيد جهودهم لخدمة الأدب العربي ، واجتمعوا في 28 التالي وحددوا أهداف التنظيم الذي أسموه ( الرابطة القلمية ) التي ضمت // جبران وإيليا أبو ماضي و ميخائيل نعيمة و عبد المسيح حداد صاحب مجلة ( السايح ) وآخرين // وانتخب جبران رئيساً وميخائيل نعيمة أميناً للسر ، وفي آب 1920 أصدرت منشورات الهلال القاهرية مجموعة تضم 31 مقالة لجبران كانت قد ظهرت في صحف مختلفة ناطقة بالعربية حملت ( العواصف ) على عيوب الشرقيين وتعلقهم بالماضي بالتقاليد القديمة ، وبعد أسابيع لاحقة نشر جبران كتابه الثاني بالإنكليزية ( السابق ) والذي زينه بخمسة من رسومه ، وقد جاء على شكل أمثال وحكايات صغيرة مفعمة بالحكمة والتصوف ، وكان بمثابة تهيئة لكتاب جبران الأهم ( النبي ) ، وفي سنة 1923 ظهرت إحدى روائع جبران وهي رائعة ( النبي ) وقد حمل جبران بذور هذا الكتاب في كيانه منذ طفولته وكان قد غيّر عنوانه أربع مرات قبل أن يبدأ بكتابته ، وفي تشرين الثاني 1918 كتب إلى ( مي زيادة ) يقول (( هذا الكتاب فكرت بكتابته منذ ألف عام )) ، ومن عام 1919 إلى عام 1923 كرّس جبران جل وقته لهذا العمل والذي اعتبره حياته و( ولادته الثانية ) ، وساعدته ( ميري ) في التصحيحات إلى أن وجد عام 1923 أن عمله قد اكتمل فدفعه إلى النشر، ليظهر في أيلول نفس العام ، وكتاب ( النبي ) كتاب شبيه بالكتاب المقدس وبالأناجيل من حيث أسلوبه وبنيته ونغمية جمله ، وهو غني بالصور التلميحية والأمثال والجمل الاستفهامية الحاضة على تأكيد الفكرة نفسها (( من يستطيع أن يفصل إيمانه عن أعماله ، وعقيدته عن مهنته ؟ )) (( أو ليس الخوف من الحاجة هو الحاجة بعينها ؟ )) ، وقد أمكن أيضاً إيجاد تشابه بين ( النبي ) و( هكذا تكلم زرادشت ) لنيتشه ، ومن المؤكد أن جبران قرأ كتاب المفكر الألماني وثمّنه إذ اختار كلاهما حكيماً ليكون لسان حاله ، وكذلك الموضوعات التي تطرقا إليها في كتابيهما متشابهة أحياناً :: (( الزواج ، والأبناء ، والصداقة ، والحرية ، والموت .. الخ )) ، كما نعثر على بعض الصور نفسها في العملين (( كالقوس والسهم ، والتائه ... الخ ) ومع ذلك تتسم الكتابة النيتشوية برمزية شديدة وفصاحة تفخيمية بينما تمتاز كتابة ( النبي ) بالبساطة والجلاء وبنفحة شرقية لا يداخلها ضعف ، ونيتشه أقرب بكثير إلى التحليل الفلسفي من جبران الذي يؤثر قول الأشياء ببساطة ، وبقي جبران على علاقة وطيدة مع ( ماري هاسكال ) فيما كان يراسل أيضا الأديبة مي زيادة وقد دامت مراسلتهما حتى وفاته رغم انهما لم يلتقيا أبداً ، وفي 10 نيسان 1931 توفي جبران في إحدى مستشفيات نيويورك وهو في الثامنة والأربعين بعد أصابته بمرض السرطان فنقل بعد ثلاثة أيام إلى مثواه الأخير في مقبرة ( مونت بنيديكت ) إلى جوار أمه وشقيقته وأخيه غير الشقيق ، ونظمت فوراً مآتم في نيويورك وبيونس آيرس وساوباولو حيث توجد جاليات لبنانية هامة ، وبعد موافقة شقيقته ( ماريانا ) تقرر نقل جثمان جبران في 23 تموز إلى مسقط رأسه في لبنان ووري فيها الثرى على أصوات أجراس الكنائس ، وإلى جوار قبره نقشت هذه العبارة :: (( كلمة أريد رؤيتها مكتوبة على قبري : أنا حي مثلكم وأنا الآن إلى جانبكم ، أغمضوا عيونكم ، انظروا حولكم ، وستروني !! ))
- كتب باحث أمريكي سيرة جديدة لجبران خليل جبران يتبين منها أن الكاتب اللبناني المتأمرك والنابه لم يكن بحسب ما يتصوره المعجبون به ، فقد ذكر هذا الباحث في كتابه ان جبران كان سكيراً وزير نساء كما انه كان يبتز النساء اللواتي يقعن في حبائله ، ويتوافق قسم من هذه الصورة مع الصورة التي اكتشفها لجبران الباحث والشاعر الفلسطيني الراحل توفيق صايغ في كتابه الصادر قبل ثلث قرن (( اضواء جديدة على جبران خليل جبران )) ففي هذا الكتاب واستناداً إلى وثائق ومراسلات جبران مع صديقته الأمريكية ماري هاسكل التي اودعتها هذه الاخيرة احدى الجامعات الأمريكية قبل أن تموت ، يبدو جبران عارياً من الكثير من الفضائل (( فهو يكذب على ماري كذباً صريحاً لا رفق فيه حول أصوله الشرفية ، ويزعم مزاعم (ما أنزل الله بها من سلطان ) حول أمجاد أسرة رفيعة المقام يدعي انه ينتسب إليها ، وكون هذه الأمجاد روحية وزمنية معاً )) هذا مع الاشارة إلى ان أسرته لم تكن سوى اسرة قروية فقيرة متواضعة الشأن وقد اضطرت هذه الأسرة تحت وطأة ظروفها المعيشية القاسية إلى الهجرة إلى الولايات المتحدة بحثاً عما يدرأ عنها غائلة الفقر والجوع ، ولأن كتاب هذا الباحث الأمريكي لم يصل بعد إلى لبنان ولم يترجم بالتالي إلى اللغة العربية فانني لا ادري ما اذا كان قد تعرض لجانب من سيرة جبران وهو فتى اي لتلك (( العلاقة الغامضة والملتبسة التي ربطته بفنان امريكي يدعى "فريد هولنداي" )) ، فقد ذكر بعض دارسيه في أبحاث سابقة منشورة منذ سنوات بعيدة (( ان علاقة جبران وهو في بداية شبابه - بهذا الفنان الأمريكي لم تكن علاقة ""بريئة""" بل كانت مشينة او رجيمة استغل هذا الفنان العوز المادي لجبران وأمده بالمال لغاية في نفسه لا لشيء آخر فأغدق عليه المال وموّل رحلة له إلى لبنان تابع فيها جبران دروسه الثانوية في مدرسة الحكمة ببيروت حيث زامل في تلك المرحلة نفراً من الطلاب الذين نبهوا فيما بعد كالاخطل الصغير ، ويبدو ان الشوق ( لجبران) دفع بهذا الفنان الأمريكي إلى ركوب البحر والمجيء إلى لبنان ليلتقي بجبرانه ثم لاصطحابه معه إلى الولايات المتحدة حيث عملا معاً في محترف فني واحد ، وكان سبق لرفيق جبران ونائبه في رئاسة ( الرابطة القلمية ) ميخائيل نعيمة أن كتب عن جبران كتابا لم يحز على رضا باحثين آخرين منهم امين الريحاني ، فقد اعتبروا ان نعيمة في هذا الكتاب إنما تجنى أيما تجن على رفيقه وصديقه جبران لا خدمةً للحقيقة كما زعم بل لغايات مبيتة منها القضاء المعنوي على جبران ، وعلى الرغم من ان نعيمة دافع عن نفسه ازاء هذه التهم دفاعا بليغا فإن كثيرين لم يبرئوه من تهمة النيل المتعمد من جبران ، وفي اعتقادنا ان جبران بالرغم مما قيل بصدد سيرته وما قد ينال في المستقبل قادر على الصمود والبقاء في الادب العربي كما في الادب الأمريكي ، ففي الادب العربي ما يزال الباحثون ينظرون اليه على انه احد رواد التجديد والنهضة اذ ساهم مع آخرين في نقل الادب العربي من حال إلى حال ، أما الأمريكيون فهم يتعاملون مع جبران كما لو انه ولي من الاولياء وعلى انه تلك الشخصية الادبية الروحية الساحرة التي ينشدون بعض ما كتبته ككتابه ( النبي ) في معابدهم ، وتدل الاحصاءات على ان كتاب ( النبي ) ما يزال الاول من حيث المبيع في الولايات المتحدة بعد ( الكتاب المقدس ) وهذا ان دل على شيء فعلى ان الذي يعتد به (الجبرانيون ) ليس هذا الجانب من سيرته أو ذاك بل نصوصه الادبية التي تتسم بالنضارة والحيوية ..
- تحليل :::: ذاك المقال كما سبق وذكرت هو منقح من موسوعة ويكيبيديا ، ورداً على العبارة الأخيرة للجبرانيين القائلة : (( نصوصه الادبية التي تتسم بالنضارة والحيوية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فهل رواياته من نتاج فكره حقاً أم سرقها من غيره وغلفها باسمه ؟؟!!!!!!!! سنرى بالجزء اللاحق الحقيقة كاملة ...... لأولئك الجبارنة انتظروا ......... يتبع



#حسن_جميل_الحريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبران خليل جبران .... ج / 3
- جبران خليل جبران .... ج / 2
- جبران خليل جبران .... ج / 1
- يَم
- تفسير الحديبية برواية أمريكية ........... ج / 10
- تفسير الحديبية برواية أمريكية .............. ج / 9
- للفقر مصداقية باكية .......... ج / 10
- للفقر مصداقية باكية .......... ج / 9
- للفقر مصداقية باكية .......... ج / 8
- للفقر مصداقية باكية .......... ج / 7
- للفقر مصداقية باكية ..... ج /6
- للفقر مصداقية باكية .... ج / 5
- أريد ولدي
- مرمر
- تفسير الحديبية برواية أمريكية ............. الجزء السابع
- سلاحي
- الوروار
- ضمير
- حمّالة الحطب
- قادمات من الشرق ..... ج / 3


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن جميل الحريس - جبران خليل جبران .... ج / 4