أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن جميل الحريس - تفسير الحديبية برواية أمريكية ............. الجزء السابع















المزيد.....

تفسير الحديبية برواية أمريكية ............. الجزء السابع


حسن جميل الحريس

الحوار المتمدن-العدد: 2321 - 2008 / 6 / 23 - 09:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( شجرة الأمة / 2 )
وللفوضى مسارين يمكن اختصارهما إلى :
- فوضى خارجية .
- وفوضى داخلية .
وكذلك لها ردود أفعال تبين لنا سبل سلوكها ومستوى تأثيرها على الساحتين الداخلية والخارجية لأية دولة ، ولكي نسّهل عملية إيجاد حلول منطقية لمعالجتها نرى أننا بحاجة لتنظيرها بحيادية وشفافية تامة بعيداً عن المحاباة والمراوغة وبعيداُ عن رضا التيارات المختلفة المكونة للنظم العربية ، وقبل أن نبدأ بها يجب علينا أن نميز جيداً بين مفهوم حاجتنا للعلوم والتكنولوجيا المتطورة وبين الأيديولوجيات الفكرية التي تعصف بها لأن مسألة القبول بهما معاً دون التمييز بينهما يخلط مفاهيمنا التي نستنبطها من عقائدنا وعاداتنا العربية الحميدة ، أما وان حصل وخلطنا بين المفهومين معاُ فإننا ودون ريب سندخل في متاهات عبثية وفوضوية لا متناهية قد تذهب بوجودنا إلى الهاوية ، لهذا يجب على كل التيارات والأحزاب العقائدية المختلفة أن تعي وعياً تاماً التفريق بينهما كي تصبح أحزاباً واقعية ومرغوبة لدى جماهيرها ، وإن تنوير الذات الفكرية الحزبية تنبع من تلك النظرة الإستراتيجية برؤية حقيقية لواقع جمهورها وليست نابعة من مسار تطويرها ، أي أن طرح فكرة تطويرها عبر تعديل عقائدها غيرمجدية إطلاقاً طالما أنها تعاني من ابتعاد جمهورها عنها سواء كانت جملة الإصلاحات المقترحة في مفهومها الثوري أو المدني أو الديني ، وعليه فإن التأهيل المطلوب يرتبط وبشكل كامل بإعادة تثقيف كوادر التيارات والأحزاب بدءاً من القاعدة إلى قمة الهرم وليس العكس صحيحاً أبدا ، وأن منهاج التثقيف يجب أن يبدأ بترسيخ المكنونات اللإرادية لأية أمة ( كالعقائد الإلهية السماوية المؤلفة لها – والهوية – والقومية – والإنتماء – والوفاء والإخلاص ووو ) على أن يتبع ذلك قيامها بأعمال ذات مصداقية تؤمن بمعتقداتها الإرادية وتنفذها ، نستنتج مما سبق أن عملية تطوير تيار أو حزب ما هي عملية مشكوك بها وستكون فيها نسبة الفشل أكثر من ( 90% ) وعلى وجه الخصوص لو كان الحزب أو التيار يعاني من مساوئ اجتماعية خطيرة جداً ( كالفساد والرشوة واستغلال المناصب الخاصة والعامة والنفوذ والسلطة والتبعية الإدارية المبهمة وغير ذلك من التناذرات الإجتماعية الممرضة ) ، ومن المؤكد أن زمن الخلط بين العقلية اللاإرادية والإرادية قد انتهى أجله منذ سنين طويلة ولم يعد ينفع العودة إليه مجدداً لأنه سيأخذ أمتنا إلى ساحة تتضارب بها العقائد الفكرية المختلفة وتشتتها زمنياً وكأننا بهذا نسارع إلى انحلالنا ذاتياً ، وسأضرب مثالاً بسيطاً يشرح موقفنا من الفكرة السابقة :
- ما زالت بعض التيارات والأحزاب تعتنق استراتيجية زمن مضى عليها الدهر وانتهى ، كتلك التي تنخرط حالياً بمتاهات دائرة الصراع الكبرى المتمثلة بالصراع بين الأيديولوجيات المادية للأمم وأيديولوجية الذات الإلهية المقدسة مما يجعلها بعيدة جداً عن مجموع الرغبات الحياتية اليومية التي تنادي بها شعوبها ، وبالتالي سيجعلها في متاهة فوضى داخلية تبعدها عن أهداف استراتيجيتها التي ترجو تنفيذها ، وكأنها ومن فعل يدها قد دفعت نفسها بنفسها لتنجرف لصراعات ليست بحاجة لها وستعمي بصيرتها عن مسارها المرسوم لها عقائدياً ، ولهذا نجد أغلب الأحزاب والتيارات قد انحرفت عن مسارها وباتت تجاهد لتبقى حية وستضمحل ذاتياً لأنها خسرت شرائح كبيرة وهامة من قاعدتها الشعبية ، لذلك فمن واجب تلك التيارات أن تفطن لنفسها وتخرج من دائرة الصراع تلك وأن تعيد توجيه بوصلتها برؤية واقعية حقيقية ومنطقية كي تضمن أن تبقى حية .
وتعتبر عملية إعادة تكوين الذات الحزبية أهم من عملية تطويرها ومن أهم المرتكزات الأساسية لنجاح تيار شعبي على آخر ، وليس من الضرورة إخضاعها لعملية ترميم بل من المهم جداً إعادة تكوينها وتحفيزها بما يتلاءم مع متطلبات عصرها الراهن ولهذا يجب على التيارات الوقوف بحزم في إعادة تكوين المكنونات الفكرية لكوادرها وشرح ذلك واقعياً وتفصيلياً كي لا تنحرف العملية عن مسارها ، ويمكن حصر هذه العملية ببندين أساسيين :
أ – عقائد ثابتة ليست قابلة للجدل أو التعديل .
ب – وعقائد متحولة تتناسب مع التحولات الزمنية .

أ – العقائد الثابتة :
ولها ركيزتين رئيسيتين :
1 – أهداف قومية .
2 – وأهداف وطنية .
وقبل أن أتناول تلك الركيزتين أود الإشارة إلى أنني لا أقصد حزباً أو تياراً بعينه إنما أشير إلى كل تيار يرغب بالريادة شعبياً ليكون نموذجاً قيادياً ،إن تباين المواقع بين الأحزاب والتيارات ناتج عن مدى سلامة استراتيجية كل منها فضلاً عن مستوى إحقاق تلك الرؤى واقعياً ،فإن كان لدينا تيارين لهما الأهداف القومية والوطنية ذاتها فما هو السبب بريادة أحدهما على الآخر رغم تماثل استراتيجيتهما ؟!! سبب ذلك أنهما اختلفا في كيفية تنفيذ استراتيجيتهما المشتركة على أرض الواقع ، فمن هنا نكتشف مدى أهمية الذات الفكرية الحزبية ونشاطها ميدانياً ،ويبرز أيضاً مفهوم حصاد النوعية الذي يتفوق على حصاد الكمية .
والعقائد الثابتة عبارة عن أيديولوجيات غير قابلة للتعديل أو التبديل وهي بمثابة الدماغ المفكر والمسير لجسد التيار أو الحزب ، ولكونها تحقق آمال وطموحات جماهيرها ، كما وتمثل موقعاً استراتيجياً فكرياً تتدرج منه سلسلة مواقع ديموغرافية وجيوسياسية حقيقية تعبّر عن كيفية بناء جسد الأمة التي تنتمي إليها سواء كانت الأمة دينية أو سياسية أو مجموعة هيكيلية ، ولهذا تعتبر العقائد الثابتة أساسية ولا يمكن التنازل عنها أو المساس بها تحت أية ضغوط آنية أو مرحلية أودائمة أو استثنائية ، ونرى هذه الصيغة الفكرية راسخة في مختلف التيارات الأيديولوجية المستمرة منذ زمن قديم رغم اختلافنا مع أيديولوجياتها سواء منها الشرقية أو الغربية ، إذ نجدها ثابتة بالماسونية والعنصرية اليهودية !!!! وكذلك هي ثابتة بالتيارات الأصولية الدينية ( الاسلامية والمسيحية واليهودية )مثلما هي ثابتة أيضاً بتيارات العقائد الوثنية رغم شدة التنافر فيما بينها ، لذلك يجب أن تتوفر للعقائد الثابتة ميزة الديمومة الفكرية كي تستطيع أن تنتسب لوجودها ميدانياً ، وإن نقطة ضعف تيار أو حزب ما كائنة ضمن هذه المنظومة الفكرية الروحية ، واذا تم العبث بهذه العصيدة الفكرية سيتم القضاء على مستقبل التيار كله ، وقد تتعرض هذه العقائد لعملية تقزيمها واختزال حجمها دون أن تخسر محتواها الثمين ، بيد أن زمن انكماشها لن يكون قصيراً حتماً بل سيحتاج لفترات زمنية طويلة الأجل مما يصعب على أحد أن يقتفي أثارها بينما تكون آثارها ظاهرة كلياً إن كان زمن اسقاطها قصيراً نسبياً ، وعليه فإن لهذا الفعل محاذيره المؤثرة جيوسياسياً على مسار التيار وقاعدته الشعبية وخصوصاً إن كانت سلطاته التنفيذية غبية أو فاسدة ومتغابية ، لنطرح مثالاً تشبيهياً كي نستوضح فكرة الفقرة السابقة :
- إن انجرف تيار ما في دائرة الصراع الكبرى فإنه سيتأثر بمردودات تلك الدائرة بنسب متفاوتة تتناسب مع سرعة انخراطه بها زمنياً ، فكلما كانت فترة اندماجه بصراعاتها أسرع كانت مستويات تأثره بها عنيفة وكبيرة جداً ، وستكون واضحة للعيان حينها وبشكل يجعل تلك الصراعات محتلة لساحته كاملة فتعوم على سطح الأحداث المتلاحقة بزمنه الحاضر والمستقبلي معاً ، بينما لو كانت عملية الإنخراط بها بفترات زمنية طويلة نسبياً لكانت سمة ظهور سلبياتها أقل حدّة من نقيضتها ، ولكي يتجنب عقلاء التيار الإتخراط بها أو الشك بذلك !!! من الأفضل لهم أن يتخذوا موقفاً لا يواجهون به العقائد الإلهية المقدسة بل عليهم أن يأخذوا بيدها ليصير إلى ضمها إليهم لاحقاً ، وهذه العملية ليست بمستحيلة أبداً إنما تحتاج لوضع دراسة عملية هدفها تحديد نقاط التوافق بينهما وكيفية تحقيقها ودوام فاعليتها دون الخوض العبثي بنقاط الإختلاف بينهما ، أما مايحصل بزمننا الحاضر فإن تلك التيارات أهملت كل نقاط التوافق مع العقائد الإلهية المقدسة وانخرطت في عملية تغذية نقاط الإختلاف بينهما ، وهذا هو الخطر الحقيقي المحدق بأمتنا وسيدفع تياراتها لتنحرف عن مسارات عقائدها الثابتة فضلاً عن خسارتها قواعد شعبية كبيرة جداً هي بغنى عن خسارتها ... فما هو مصير تلك التيارات وكيف سيكون مستقبلها ؟؟؟؟؟؟
لقد وقع المواطن العربي ضحية مقاربة تاريخية بين مفهومين متنافرين تماماً هما :
1 – من هو عدوك ؟؟؟ اسرائيل أم العرب .
2 – ومن هو حليفك المنتظر ؟؟؟ اسرائيل أم العرب .
الكل يرى أنك إن أردت الميل لأحدهما فإن ذلك مرتبط بنواحي عدة عليك إدراكها ، ومن أهمها :
1 – ماهو موقعك الاستراتيجي منهما وما هي أهميته وتبعياته المرتقبة .
2 - وما هي قدرتك على اختيار أحدهما .
3 – ثم هل لديك قدرة كافية لتستطيع من خلالها أن تشكل نسيجاً مشتركاً منهما .
4 – وماهو مستوى رغبتك في تفعيل أحدهما أو كلاهما معاً .
5 – ثم هل لديك وعي واقعي كافٍ تستطيع من خلاله أن تفرق بين مفهوميهما .
6 – وهل تملك منهاجاً شاملاً تستقل به عنهما أم أن منهاجك ملزم بهما وبتأثيرهما .
7 – وبعدما تختار أحدهما أو كلاهما ، هل ضمنت أنك وفقت في اختيارك سيما وأنك سترتبط وبشكل وثيق بمسار أنت اخترته بنفسك !!!!!
8 – وبعدما تختار بينهما هل تملك قدرة حقيقية على المناورة في الساحة الداخلية لوطنك والساحة الخارجية المحيطة بك ؟؟؟؟؟
أسئلة كثيرة وواقعية لاحدود لها ، وقد يظن البعض أننا ندعوه ليختار أحدهما أو كلاهما كدعوة مفتوحة ليرضى علينا ، ولكنه وبهذه الحالة سيكون قد أخطأ تماماً في إدراكه لأسئلتنا لأن مخلفات القرن العشرين جعلت مسألة الإختيار بين المفهومين إلزامية علينا وليست رضائية لأمتنا ........ يتبع



#حسن_جميل_الحريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاحي
- الوروار
- ضمير
- حمّالة الحطب
- قادمات من الشرق ..... ج / 3
- تفسير الحديبية برواية أمريكية ............ ج / 6
- بوذا والعلمانية والماسونية في زيارة مضاجعنا العربية ........ ...
- بوذا والعلمانية والماسونية في زيارة مضاجعنا العربية ........ ...
- بوذا والعلمانية والماسونية في زيارة مضاجعنا العربية …….. ج / ...
- بوذا والعلمانية والماسونية في زيارة مضاجعنا العربية ....... ...
- بوذا والعلمانية والماسونية في زيارة مضاجعنا العربية ........ ...
- ناردين .....
- أرامل الزمن الحنون
- بذور التفاح ....سوريا ولبنان ... والبديل باكستان
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية .......... ج / 6 /
- أيها السادة تنعموا
- حجر الشيخ وليف القابلة ... 2/2
- تفسير الحديبية برواية أمريكية ...... ج / 5
- تفسير الحديبية برواية أمريكية .... ح / 4
- حجر الشيخ وليف القابلة ......... 1/2


المزيد.....




- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن جميل الحريس - تفسير الحديبية برواية أمريكية ............. الجزء السابع