أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن جميل الحريس - للفقر مصداقية باكية ..... ج /6














المزيد.....

للفقر مصداقية باكية ..... ج /6


حسن جميل الحريس

الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 05:53
المحور: الادب والفن
    


نيام ...... ح / 2

الضابط أنور : وقبل أن يغلق هاتفه نادته وفاء بحشرجة راجفة قائلة له :
- وفاء : لماذا يا هيثم ؟؟ ماالذي دفعك لتتغيب عني أياماً عدة ؟ هل مللتني ؟!
فأجابها الماكر زوجها بخديعة زائفة :
- هيثم : لم أملّ منك ولكنني مهدد بالقتل .
- وفاء : ماذا قلت !! بالقتل ؟! لماذ ؟ ومن يهددك ؟
- هيثم : دعك مما أنا فيه ... واعلمي أنني أحبتتك وسأعود لك عندما تسنح لي فرصتي المناسبة .
- وفاء : لا تغلق أرجوك ... أرجوك أبقي على هاتفك ... دعني أراك ولو للحظة واحدة .
- هيثم : لا أستطيع ... أخاف عليك حبيبتي ... فمنذ عامين تقريباً التقيت أنا وصديقي سامر مع تاجر أجنبي يهودي يحمل جواز سفر أوربي شرقي ... ووعدته أن أبيعه تحفاً أثرية عثرنا عليها أنا وسامر بأطراف بلدة نائية ... وأخذت من التاجر ألفي دولار أمريكي كدفعة أولى ريثما ننهي صفقتنا المتفق عليها ... ومن حينها لم يستلم مني ذاك التاجر شيئاً وتواريت عن ناظريه إلى أن رن هاتفي وأنذرني بالقتل إن لم أعطيه ماله أو قطعنا الأثرية المستلبة .
- وفاء : لماذا لم تخبرني بشأنك هذا قبل زواجنا ؟!! ولماذا لا تخبر السلطات عن أمرك وتنتهي المشكلة ؟
- هيثم : إن أخبرت السلطات لحكموا عليّ بالسجن خمسة عشرة سنة ... فضلاً عن اتهامهم لي بالخيانة والتجسس لصالح دولة أجنبية ... سيما والتاجر مقيم خارج بلادنا حالياً .
- وفاء : مما أنت خائف إذاً ؟!!
- هيثم : لقد استطاع التاجر أن يجنّد لصالحه مواطناً مثلنا ويحمل جنسيتنا نفسها ... فاشترى قاتلاً محترفاً هتف لي وهددني بالقتل بأقرب فرصة ممكنة !! لست خائفاً من التاجر إنما أرتعد خوفاً من ابن وطني القاتل !! وهذا مايهمني من مجمل المشكلة ... فادعي الله أن يتلطف بي في أمري ... وداعاً أيتها الحبيبة الجميلة الطيبة .
تناهى لسمع الضابط أنور أصواتاً صاخبة تتفاعل خلف باب مكتبه فهرع يتحرى أمرها وإذا بمساعده وعناصره قد قبضوا على رجلين أحدهما عجوز والآخر شاباً فتياً عريض الأكتاف يلوّح بكلتا يديه ويعوي على أخته الشابة المرافقة لهما ، فسأل الضابط أنور مساعده عن سبب الصراخ العاتي ، فأجابه مساعده قائلاً :
- المساعد : سيدي .. تلك الفتاة هي شقيقة ذاك الشاب الذي زوّجها عنوة عنها بذاك العجوز الذي يكبرها بخمسين عاماً ... وقد ألقينا القبض عليها وبالجرم الموصوف وهي تمارس الدعارة مع شابين غريبين عنها ... واعترفت لنا بأن ذنبها بعنق شقيقها الذي زوّجها من ذاك العجوز وأن شقيقها وزوجها هما من سهّلا لها ممارسة الدعارة التي لم تكن تعرفها فأتينا بهما ... وتركنا الشابين الآخرين في الصالة الثانية كي يتسنى لنا التحقيق مع كل واحد منهم على حدى ... فهلا أذنت لنا سيدي لنبدأ التحقيق معهم ؟!!
- أنور : أوقفهم بالنظارة بالأسفل وبعدما تنتهي من التحقيق معهم سأتولى القضية برّمتها ... اعلمني بذلك .
عاد الضابط أنور لمكتبه يتقزز مما سمعه وأخذ يتمتم بحرقة قائلاً :
- أنور : دعارة .... دعارة .... باتت الدعارة ملح الشعوب وبات الفقر أكياساً ممزقة له .... وبات الملح يباع ويشرى وأما فقرنا فمن المعيب أننا نستورده كل لحظة لندفنه بأجساد فقرائنا ولنأمن شره ، وبات الشرفاء كقطع نايلون شفافة تفصل بين الملح وأكياسه الحارقة .... هل تعلم يا فرحان كم نقاسي في حياتنا ؟!! المجتمع كله بخطاياه وجرائمه يصّبها علينا وكأننا نشبه مصارف صحية لفضلات قيمه الإنسانية كلها .... يا لهذا الزمان ماأعجبه إن نظر إلينا أظلم علينا وإن ضحك بوجهنا كشف مستورنا الخفي .
أراد فرحان أن يخفف الوطأة على سائله فأجابه باسماً بوجهه :
- فرحان : ولهذا ياسيدي ... نعتبركم الخطوط الحمراء لقيم الإنسانية كلها ... ولكن أتمنى عليك أن تتخيل مصير تلك القيم لو فسدت خطوطكم الحمراء واستحالت خضراء دائماً ... والفساد كفيل بتحويل لونها وفقما شاء ... فهو مركز صباغة العصر الفاعل بالعرض والطلب !!!
- أنور : ماذا قلت !!! تتهمنا بالفساد والرشوة ؟!!! لقد ارتكبت جريمة كبرى بحقنا .
- - فرحان : على رسلك ياسيدي أرجوك ... قلت ( تخيّل لوحدث ذلك ) ولم أعني حدوثه بالدلائل المُفحِمَةِ .
تنهد الضابط أنور للحظات ثم عاد لفرحان بقوله :
- أنور : الحق معك يافرحان .... لا تهلع يا أخي ... الفقرهو زرع مجتمعات مقهورة ، والدعارة شاة تأكل من ذاك الزرع لتدرّ على حاضنها لبناً طازجاً كزعنفة سامة .... والعجيب أن الفقر بائت دائماً ولا لذة فيه بينما الدعارة طازجة رائجة وتنعش نفوس أصحابها بلذة محرّمة زائلة .
- فرحان : عذرك سيدي .... هل لي أن أسأل ماذا فعلت وفاء مع زوجها ؟
- أنور : وفاء .... وفاء .... رمت المسكينة هاتفها وتوجهت قاصدة محطة حافلات السفر لتبحث عن زوجها .... إذ أخبرها بنيته الهروب خارج مدينته .... وسقط نظرها عليه مختبئاً خلف إطار إحدى الحافلات المتوقفة .... وبعدما افترشت الأرض بجانبه أمسكت بيده تقبّلها ثم قالت له :
- وفاء : ................
............... يتبع



#حسن_جميل_الحريس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للفقر مصداقية باكية .... ج / 5
- أريد ولدي
- مرمر
- تفسير الحديبية برواية أمريكية ............. الجزء السابع
- سلاحي
- الوروار
- ضمير
- حمّالة الحطب
- قادمات من الشرق ..... ج / 3
- تفسير الحديبية برواية أمريكية ............ ج / 6
- بوذا والعلمانية والماسونية في زيارة مضاجعنا العربية ........ ...
- بوذا والعلمانية والماسونية في زيارة مضاجعنا العربية ........ ...
- بوذا والعلمانية والماسونية في زيارة مضاجعنا العربية …….. ج / ...
- بوذا والعلمانية والماسونية في زيارة مضاجعنا العربية ....... ...
- بوذا والعلمانية والماسونية في زيارة مضاجعنا العربية ........ ...
- ناردين .....
- أرامل الزمن الحنون
- بذور التفاح ....سوريا ولبنان ... والبديل باكستان
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية .......... ج / 6 /
- أيها السادة تنعموا


المزيد.....




- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن جميل الحريس - للفقر مصداقية باكية ..... ج /6