أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - يونس العموري - حينما يصبح الأسود رئيسا لأمريكا ....















المزيد.....

حينما يصبح الأسود رئيسا لأمريكا ....


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 08:41
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


هل انت مؤيد لأوباما ..؟؟ هل تعتبر ان الانتخابات الرئاسيية الامريكية قد حملت التغير لأمريكا وللعالم .؟؟ هل هو زلزال التغير والانتصار لمعاناة السود في بلاد العم سام ..؟؟ هل عجلة التاريخ تسير باتجاهها الصحيح ..؟؟ كيف سينظر العالم الأن الى ذاته بعد 4-11-2008 على اعتبار ان الرجل الاسود والذي ظل لعقود انسان من الدرجة العاشرة ...؟؟ هل هو حلم مارتن لوثر كينج يتحقق ..؟؟ وهل دموع القس جيسي جاكسون عشية نصر اوباما لها دلالات ومعاني اخرى لسود امريكا ...؟؟ وهل البيض قد اقتنعوا اخيرا بأن الأسود جميل ويستطيع ان يلقي على مسامعهم خطاب النصر بحضرة سيدة العالم ...؟؟
اسئلة تصارعت بأذهان كل اجناس البشرية، فهو مشهد له كل المعاني والدلالات، ويحمل معه ايضا مفاهيم انتصار الحرية، وانتصار ارادة الانسان اولا، وتراكمات الانجاز والبناء عليها، وان للشعوب ارادة لا يمكن ان تسحق او تستكين.
اذن اصبح لأمريكا رئيسا اسود، يحمل على اكتافه آنات العبيد والإستعباد، وتاريخ القتل بشوارع شيكاغوا، ولربما الأمل باعادة صياغة المفاهيم من جديد لطبيعة وشكل التعاطي الانساني. فأمريكا اليوم تحدث الإنقلاب الأخطر بحياتها وبمصيرها، فهل هي الصرعة الامريكية الجديدة لإلباس بلاد العم سام الثوب الجديد للبيت الأبيض,,؟ ام انه الأمل الفعلي بالتغير والمصالحة مع الذات الجماعية الامريكية واعادة صياغة مفاهيمها وقراءة تاريخها بأبجديات العصر الجديد..؟؟
هو التعبير عن الصدمة التي عايشها ويعايشها الأمريكيون منذ ان تولى بوش سدة الحكم وتلاعب بمصيرهم بعد ان افقد أمريكا ألمعيتها وأحالها الى واحة لممارسة طقوس المحافظون الجديد وانهم اولياء الله على الأرض وينفذون رغبات الرب بحق العباد ....
وهو الأمل بالتغير الذي دفع كل الناخبين الأميركيين إلى الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع لانتخاب «حصانهم الأسود»، هذا الأمل الذي اصبح طوقا للنجاة من غرق وانهيار امريكا بعد ان عصفت بها كل سياسات الجنون حتى الإستكبار، والذي استشعره ويستشعره كل بسطاء الشعب الأمريكي ... بل بات مقلقا لكل شعوب المعمورة ...
لن يقف العالم على الحياد ولا يستطيع ان يقف على الحياد بالمطلق حينما يستمع لكلام الرئيس العتيد فهو الرهان لإعادة العقلنة لسياسات البيت الآبيض ولإعادة الأمور الى نصابها الانساني بعيدا عن التغول وممارسة سادية الدولة الأعظم ....
من كل الأمكنة ومن كل ارجاء البسيطة كان الترقب سيد الموقف لكلام الساحر الأسود الجديد، من القصور الفارهة ومن قاعات صناعة السياسات والمواقف ومن خلف كواليس ترتيب الأوراق ورسم السيناريوهات، من السجون والمعتقلات، ومن باستيلات المارينز بالعراق وغوانتانامو، من على ارصفة الشوارع، من اكواخ القش بالقارة السمراء، ومن على شواطىء البحار كان الإنتظار لما سيقول .
يحق له ان يقول ما يقول ففي عينية ألمعية النصر واسترداد لكرامة داستها نعال الانسان المتغول. وقف شامخا وقال ما قال، وانتظروا الف سنة لسماع صدى اصواتهم ولصراخاتهم ولأنين عذاباتهم، انتظروا منذ ان جاءوا لهذه الحياة لمن ينصفهم ولمن يعتلي العرش بأسمهم ...
في عيونهم كرامة المنتصر، وفي رصانه كلامه قلق التحديات التي استقرت على كاهله، حاول ان يعيد الأمور الى نصابها فاصابت كلماته اعماق كل المؤمنين بعدالتهم وبعدالة ربهم بأن يستوي على العرش من مثلهم ومن منهم. فزمجر الأسود باسمهم قائلا (الى من يريدون تهديم هذا العالم، سنهزمكم. الى من يسعون الى السلام والأمن، سندعمكم. والى كل الذين تساءلوا عمّا اذا كانت منارة أميركا لا تزال تشعل بإشراقتها، الليلة برهنّا مرة اخرى أن قوة أمتنا الحقيقية تأتي ليس من جبروت سلاحنا، أو حجم ثروتنا، بل من القوة المستمرة لمثلنا الديموقراطية والحرية والفرص والأمل الذي لا يتزعزع).
والأن ومن خلال نظرة تآمل وبإعادة القراءة لهذا النصر لابد من التوزان بشيء من الزهو ايضا فلابد من استذكار تراكمات نضالاتهم حتى يكون للفقراء السود رئيسا منهم، فقد كانوا يعملون على صناعة وخلق اللحظة هذه، حينما كان الضرب سيد الموقف وحين أدركت نساء سوداوات المسافة الزمنية بين العصيان المدني وحقهن بالتصويت، وحين استيقظ أطفال سود على رمز يشبههم يتطلعون إليه. بعدما أُعتقلت روزا باركس في عام ١٩٥٥ لأنها رفضت إخلاء مكانها لراكب أبيض على حافلة عامة، وكسر مارتن لوثر كينغ طوق الفصل العنصري في شوارع الاباما.
جاء الكلام واضحا لدرجة انه كان صارخا مباشرا معبرا عن الجميع فقد قال أوباما (اذا كان لا يزال من أشخاص يشكّون في أن كل شيء ممكن في أميركا، ويتساءلون ما اذا كان حلم آبائنا المؤسسين لا يزال حياً، أو يشكّون في قوة ديموقراطيتنا، فهذا المساء جاء ردكم) واردف ايضا (الطريق أمامنا ستكون طويلة.. قد لا نصل الى هناك في عام واحد، أو حتى في ولاية واحدة، لكن، لم أكن يوما أكثر تفاؤلا مما أنا عليه الليلة بأننا سنصل هناك. أعدكم بأننا كشعب سنصل الى هناك).
يحق له ان يرد على استفسارات الجميع، وتساؤلات الكل، فهو الأن سيد العالم الأول، وكونه الأتي من عمق التاريخ، لابد له من يتمنطق بلغة الواثق على صناعة الموقف، والناظم لإيقاعات دق طبول تفاؤل المهمشين، وكونه قد اضحى السيد الرئيس فعلا فقد اصبح الناطق باسم أمته وسيتشرق الأمل لإعادة موازيين حقيقتهم.
بالمقابل فإننا يا ايها الأسود الرئيس لن نمعن بالتفاؤل ولن نملىء دنيانا افراحا، ولن نزغرد على نصركم فإننا نعلم ونعرف معادلتكم، ونعي حقيقة قوانين لعبة امريكا وتغولها، فنحن هنا قابعين لن ننتظر الإشارة منكم فحسب، بل سنسير على درب اجدادنا الذين كانوا اجدادا لنا ولكم حينما كانوا يأتون حجيجا مستبشرين بارض الأنبياء ليكون لهم الخلاص، وسنواصل نضالاتنا بالتصدي لمحاولة شطبنا واحالتنا الى عبيد القرن الجديد. وكما هي عاداتنا سنحاول ان نخترق جدران سمعكم لتسمعوا ضجيج كلماتنا الأتية من عمق قرانا وحوارينا ومخيمات البؤس والشقاء في محاولة منا لقول الكلام الفصيح الحامل في طياته إصرارنا على الحياة والحب كأناس لهم الحق بالحياة في اطار الحرية والسيادة والاستقلال.
تأكد ايها العابر الى دهاليز البيت الأبيض، الذي بناه اجدادك المستعبدين، اننا لن نستجدي حريتنا، بل لابد لنا من انتزاعها من انياب التنين الرابض على وقائعنا ولحظات عيشنا، وسنفرض ايضا قوانينا ولن نبرح امكنتنا وسنبقى مؤمنين بإنسانيتنا وبحقنا بأوطاننا وان نكون كما يجب ان نكون اسيادا في دهاليز امكنتنا.
هو الحلم من جديد يولد معنا مع كل اشراقة صبح، وهو التوق للحياة، كما كان حلمكم وتوقكم، وكما سيكون تربعكم على عرش امبرطوريتكم، سيكون لنا ايضا موعد مع صباحنا من خلال انتزاعنا لحقوقنا ونؤكد بهذا السياق اننا وبصرف النظر عن توجهاتكم وعن قوانين ادارتكم الجديدة اننا فرحنا لإنتصارامريكا وفقراء سيدة العالم.



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ان لم تتفقوا فلا تعودوا ....
- مرحلة المصالحات ... ضربة اخرى للسياسات الامريكية الاسرائيلية ...
- في الدعوات للمشاركة في الإنتخابات لبلدية القدس ...
- قراءة في الورقة المصرية للحوار الفلسطيني ....
- لعيسى قراقع .... ( دور يا كلام على كيفك دور) ....
- كرنفالية لعكا ...
- تراتيل في نداء مطران القدس كبوتشي ....
- المصالحات الفتحاوية لابد ان تكون على اساس الإصلاحات اولا ... ...
- تعويذة مقدسية بحضرة الفتنة من جديد ...
- مطالعة نقدية لواقع حركة فتح وسبل استنهاضها ...
- ابعاد الغضب الأمريكي من لقاء عباس بالقنطار ...
- على متن الفراشات كان رحيل محمود درويش ....
- الكل يتحمل مسؤولية المأساة ....
- بالرحيل او الهروب ... لم يعد هناك الكثير من الفرق ....
- القدس تتوحد مع غزة
- حينما يصبح التناقض الثانوي رئيسي واساسي في الحالة الفلسطينية ...
- حينما يعود الشهداء ....
- لفقراء الوطن كلمة ايضا ...
- لماذا لم ينعقد اجتماع عباس مشعل في دمشق ..؟؟
- في حضرة دلال المغربي ....


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة عندما شاهدت دمى تطفو في مسب ...
- شاهد: خامنئي يدلي بصوته في الجولة الثانية من انتخابات مجلس ا ...
- علاج جيني ينجح في إعادة السمع لطفلة مصابة بـ-صمم وراثي عميق- ...
- رحيل الكاتب العراقي باسم عبد الحميد حمودي
- حجب الأسلحة الذي فرضه بايدن على إسرائيل -قرار لا يمكن تفسيره ...
- أكسيوس: تقرير بلينكن إلى الكونغرس لن يتهم إسرائيل بانتهاك شر ...
- احتجاجات جامعات ألمانيا ضد حرب غزة.. نقد الاعتصامات وتحذير م ...
- ما حقيقة انتشار عصابات لتجارة الأعضاء تضم أطباء في مصر؟
- فوائد ومضار التعرض للشمس
- -نتائج ساحرة-.. -كوكب مدفون- في أعماق الأرض يكشف أسرار القمر ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - يونس العموري - حينما يصبح الأسود رئيسا لأمريكا ....