أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - أحمد السعد - الحزب الشيوعى العراقى والموقف من الأتفاقية العراقية- الأمريكيه















المزيد.....

الحزب الشيوعى العراقى والموقف من الأتفاقية العراقية- الأمريكيه


أحمد السعد

الحوار المتمدن-العدد: 2458 - 2008 / 11 / 7 - 09:35
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


فى الوقت الذى كثر فيه الحديث عن الأتفاقية المزمع توقيعها بين العراق والولايات المتحدة وكثرت الآراء بين معارض ومؤيد وكل من الفريقين يسوق التبريرات والمسوغات لتبرير موقفه منها وتزامنت التصريحات والمواقف للقوى والجماعات السياسيه العراقية مع أقتراب موعد أنتخابات مجالس المحافظات للتأثير فى عقلية ونفسية الناخب . وبات من الضرورى بل ومن الملح أن تتجلى الصورة اكثر لدى رجل الشارع العراقى وهو يستعرض المواقف والتصريحات التى تصدر عن هذا الطرف او ذاك من الأطراف السياسيه بشأن الأتفاقية والتى لم تزل مبهمه بالنسبه للمواطن العراقى البسيط الذى ينبغى أن يكون هو الحكم وبأسمه تصدر الأحكام .
ولابد أيضا ان تتوضح الصورة لدى المواطن العراقى حول الأسباب والمسوغات التى تدعوا بعض القوى العراقية الى قبول الأتفاقية والتى تدعو بعضها الآخر الى رفضها والتنديد بها . ومن هنا لابد ان نلقى الضوء على مواقف القوى السياسيه العراقية من هذه الأتفاقية وما الذى سيترتب عليه توقيعها او عدمه على مستقبل العراق وطبيعة العلاقة مع الولايات المتحده الأمريكيه .وفى ظل هذه الأجواء يبرز موقف الحزب الشيوعى العراقى كممثل لليسار العراقى وكحزب عرف بتاريخه الطويل فى محاربة الهيمنه الأستعمارية على الشعوب وأعتبر الولايات المتحده بأداراتها المتعاقبه العامل الرئيسى لمعاناة الشعوب من خلال دعمها للأنظمة الدكتاتوريه فى آسيا وأفريقيا وأمريكا اللأتينيه والمخطط والمنفذ للتدخلات المدمرة فى شؤون الدول الأخرى ومعاداتها السافرة للفكر الأشتراكى والماركسى خاصة لكن الحزب الشيوعى العراقى ومن خلال الطروحات التى قدمها الأمين العام للحزب حميد محيد موسى فى الندوة الجماهيريه التى أقامها الحزب مؤخرا والتى بين فيها موسى موقف الحزب الشيوعى العراقى بشأن الأتفاقية العراقية – الأمريكيه بشكل واضح لاغموض فيه لكى تفهم جماهير شعبنا المواقف الحقيقية للقوى السياسيه العراقية بشكل مباشر ومن خلال قيادات القوى السياسيه وليس من خلال تصريحات هذا المسؤول او ذاك أو هذا النائب أو ذاك .
بعد ان استعرض الأستاذ حميد مجيد موسى مواقف الحزب من كل التغيرات التى شهدها الوطن قبل وبعد سقوط الدكتاتوريه موضحا رفض الحزب الشيوعى العراقى لخيار الحرب اولا من أجل تغيير الأوضاع فى العراق وتأسيسا على ذلك رفض الأحتلال كنتيجة حتميه لحرب غير متكافئة وما ترتب على الأحتلال من أستحقاقات سياسيه وعسكريه مكنت الولايات المتحده من أن تصبح سيدة الموقف والمتحكمة فى القرار خصوصا بعد أن تمت شرعنة الأحتلال بالقرار الدولى 1483وصار لزاما على الحزب الشيوعى وعلى سائر القوى الوطنية العراقية التعامل مع هذا الواقع الجديد وبالفعل تعاملت القوى السياسيه العراقية مع هذا الواقع ولكن كل ضمن رؤيته وأهدافه ونواياه وخططه وتحليلاته وقاد مسار الأحداث التى تمخضت عن الأحتلال وما شاب السنوات الأربع الماضيه من صعوبات ونكسات وما أفرزت من ظواهر وما كشفت من حقائق وضعت الوطن امام خيارات صعبه تجلت فى التعامل مع حالة الأحتلال القائمة ومن أجل الوصول الى صيغة لأنهائه ووضع الوطن مرة أخرى على طريق الأستقلال والسياده وتقرير مستقبله ووحدته الوطنيه ،برزت ضرورة التصدى لهذه الحاله من عدم الأستقرار والتى كان وما يزال شعبنا العراقى هو من يدفع ثمنها يوميا من دمه وأمنه وأستقراره وعيشه .
الأتفاقية شخصت قيادة الحزب الشيوعى العراقى نقاط الخلل التى شابت عملية التحضير والمفاوضات التى مهدت للأتفاقية والتى جرت –كما أشار الأستاذ حميدمجيد موسى- فى اجواء الغموض وأنعدام الشفافية وأنعدام التكافؤ فى موقف الفريقين المتفاوضين حيث ارتكز المفاوض الأمريكى على الحقائق والمعطيات على الأرض والتى تمثل واقع الحال الذى كرسه الأحتلال والذى تشرعن بقرار مجلس الأمن بينما كان موقف المفاوض العراقى يتسم بالضعف ولم يستفد من الوضع السياسى الأمريكى والأجواء التى خلقها السباق الى البيت الأبيض بين الديمقراطيين والجمهوريين وتقاطع مواقف الفريقين من مسألة وجود القوات الأمريكيه فى العراق وتمديدها او سحبها وهى ورقة بالتأكيد سيكون لها تأثيرها لو استخدمت بشكل ذكى من قبل المفاوض العراقى اضافة الى ان تشكيلة الوفد العراقى المفاوض لم تكن بالمستوى من الخبرة القانونيه والسياسيه التى يمكنه من مواجهة خبرة الأمريكان فى عقد اتفاقيات ومعاهدات بلغت حوالى المائة معاهدة . وتعرض الأستاذ حميد مجيد موسى ايضا الى ما كان يصدر من تصريحات لمسؤولين وبرلمانيين عراقيين يؤيد الأتفاقية بصيغتها المقترحه من قبل الأمريكيين مما أضعف موقف المفاوض العراقى وكشف عن تباين صارخ بشأن الأتفاقية بين القوى السياسيه العراقية مما يعطى لأمريكاوللمفاوض الأمريكى مزيدا من أوراق الضغط التى لعبها وبذكاء .
لقد لخص السكرتير العام للحزب الشيوعى العراقى موقف الحزب بكلمات قليله قائلا" لانتعامل مع الأمور بسياسة الرفض المطلق بل نتعامل مع الأمور من منطلق واقعى وننظر اليها من أفق تطابقها مع مصالح شعبنا ومدى حصولنا على مكاسب تخدم تطوره وأعادة بنائه ، فأذا استطعنا وعبر مشروع ما أو فى مناقشة وثيقة ما أن نستحصل حقوق شعبنا لا نتردد فى دعمهاونعمل على تطبيقها بأحسن ما يمكن " فالحزب الشيوعى العراقى لايرفض الأتفاقية بشكل مطلق ليوظف ذلك الرفض فى سوق المهاترات والمزايدات السياسيه كما تفعل بعض القوى العراقية من اليمين واليسار لتوظف ذلك الرفض لتعبئة الجماهير حولها فى مسعى لكسب مقعد او مقعدين فى مجالس المحافظات او كأستجابه لدعوات أقليميه وضغوط تمارس عليها بشكل مباشر او غير مباشر . الحزب الشيوعى العراقى وبالأستناد الى ما أسماه الأستاذ موسى ( المنطلق الوقعى) يحدد موقفه من الأتفاقيه بأنها يمكن أن تشكل مرتكزا للعراق – فى ظل الظروف الحاليه – للخروج من حالة اللأاستقرار والفوضى الأقتصاديه والسياسيه والخدميه وتعثر النشاطات الأقتصاديه وبقاء العراق معتمدا بالدرجة الرئيسيه على واردات النفط والذى باتت اسعاره على كف عفريت بين صعود حاد وهبوط حاد متأثرا بأقتصاد السوق الرأسماليه 0 هذا المنطلق الواقعى والذى يعى ويستوعب كل المتغيرات والحيثيات التى تشكلت جراء الأحتلال لاينسى أو يتناسى المطلب الوطنى والجماهيرى فى جدولة انسحاب القوات المحتله التى يرتهن استمرار وجودها بأستمرار توفر الغطاء القانونى الدولى لها و ببقاء الوضع العراقى على حالته من عدم الأستقرار مما يتيح للجانب الأمريكى ممارسة ضغط على الجانب العراقى من خلال تضخيم خطر التهديد الأيرانى والذى لم يبادر حكام أيران الى التخفيف منه بل بالعكس عملوا ومن خلال التصريحات التى يدلى بها الرئيس الأيرانى نفسه من أستعداد ايران لملآ الفراغ الذى ستتركه أمريكا فى حال انسحابها .
موقف الحزب الشيوعى العراقى أذن مع أتفاقية تضمن جلاء القوات الأجنبيه ويعتبر ان المشكله (ليست فى الأتفاقيه أم عدمها بل فى محتواها) وعلى الأسس والثوابت التى يجرى عقد الأتفاقية بمقتضاها وجدولة أنسحاب القوات الأجنبيه من العراق يعنى وجود آليه ووثيقه تنظم هذه العمليه والحزب يسعى لأن تكون هذه الوثيقه (معبره عن رغبة العراقيين وتطلعهم فى ان يروا نهايه واضحة بدون لبس للوجود الأجنبى وبدون أطالات وتسويف وأشتراطات مرهقه )0 يريد الحزب أذن ( أتفاقية واضحة المعالم ) و( لا تنطوى على أى غموض ولا على صياغات ملتبسه وأن لاتكون مضامين فقراتها حمالة أوجه أو متناقضه أو تنفى بعضها البعض ) وبالنسبه لبقاء القوات الأجنبيه فالحزب يرى أن ( تتحدد شروط وجود القوات الأجنبيه بشكل واضح و(لا تكون لها صلاحيات مطلقه ، بدون حدود وغير مقننه وأن تكون حركتها وأعمالها كلها بالتنسيق وتحت رؤية وأشراف القرار الوطنى العراقى ) 0
الأمر المهم هنا هو فى احتمال أن تتضمن الأتفاقية بنودا تنص على تواجد دائم للقوات الأمريكيه فى العراق أى أقامة قواعد أمريكيه على الأرض العراقيه وهو ما يثير حفيظة جيران العراق التى تتوجس من وجود طويل الأمد لهذه القوات مما يهدد أمن هذه الدول وخصوصا أيران حيث أنه لامصلحة للعراق والشعب العراقى من وجود دائم للأمريكان على الأرض العراقيه ولا مصلحة للشعب العراقى فى أن تنطلق من أرض العراق قوات أمريكيه او غير امريكيه لتهديد أمن الدول المجاوره والتى لابد للعراق من أن يحسن علاقاته معها على اسس الأحترام المتبادل وحسن الجوار 0لذلك أعتبر الحزب الشيوعى العراقى أن وجود بنود سريه فى الأتفاقيه يجعلها موضع شك وعدم قبول من الشعب العراقى وقواه السياسيه خصوصا اذا تضمنت تلك البنود أقامة قواعد دائمه للقوات الأمريكيه على الأرض العراقيه 0 وهنا نستطيع أن نقول أن كل الأتفاقيات الأمنيه التى وقعتها الولايات المتحده مع دول اخرى تضمنت بنودا لم تلتزم بها الأدارة الأمريكيه وتمكنت بسبب ضعف الجانب الآخر من الألتفاف عليها ومنها عدم أستخدام أراضى الدول الموقعه فى مهاجمة دولة اخرى حيث فعلت الولايات المتحده ذلك مع قطر وهندوراس وباكستان وتركيا وكوريا الجنوبيه وألمانيه .
بقى أن نقول أن هذا الموقف لابد له أن يعلن للجماهير وعليه لابد من قيام فروع الحزب فى المحافظات بتنظيم لقاءات جماهيريه لتوضيح موقف الحزب منها وأن لاتقتصر هذه اللقاءات على المثقفين بل تشمل كل قطاعات الشعب العراقى وخصوصا الشغيله من عمال وفلاحين وطلبه وكسبه وموظفين ونساء بأعتبارهم أصحاب المصلحة الحقيقية فى النفع أو الضرر الذى يمكن ان تجلبه الأتفاقية لو وقعت أو ما يترتب على عدم التوقيع عليها وأن يجرى ذلك من خلال حمله واسعه لمنظمات الحزب لتحشيد الجماهير وأصدقاء وأنصار الحزب الى تفهم ودعم موقف الحزب من الأتفاقيه لقطع الطريق أمام من سيحاول تشويه مواقف الحزب .



#أحمد_السعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هالة تحيط بوجه أحمدى نجاد
- حمايات المسؤولين العراقيين.....مصيبة أخرى
- لماذا تدق تركيا طبول الحرب الآن
- تحية للمرأة فى يومها العالمى
- الحرب على ايران -تحذيرا الديمقرطيين
- وداعا بوخوالد
- الحزب الشيوعى العراقى وسياسة التحالفات
- ما سر هذا النفس (لثورى) عند قناة الجزيرة
- حكاية موظف عراقى
- حول البيان التأسيسى للتيار الوطنى فى البصرة
- ثقافة الحوار لا ثقافة الذراع
- صدام- الشخص والنموذج
- الديمقراطيه فى العراق بين تهكم بوتين وحذاء المشهدانى
- أيام المزبن وأيام اللف فى حياة العراقيين
- فنان الحرية - فؤاد سالم .. لك الحب وأنحناءة التقدير
- ils
- فاوست وهاملت - وجهان لتطور الفكر البرجوازى-
- مكارثية الثيوقراط الجديده
- الأنسان- المدينة- التاريخ قراءة فى قصائد الشاعر كاظم اللآيذ( ...
- العملية السياسية الجارية ومستقبل العراق


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - أحمد السعد - الحزب الشيوعى العراقى والموقف من الأتفاقية العراقية- الأمريكيه