أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العيفاري - واخيرا ً سقطت الاقنعة















المزيد.....

واخيرا ً سقطت الاقنعة


عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 2450 - 2008 / 10 / 30 - 01:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واخيرا ً سقطت الاقنعة !!! فــلــم يد ر في خلد احد من السياسيين او من خبراء التاريخ ، بل وربما حتى من عشاق افلام الكارتون المضحكة ان يأتي يوم فيرى فيه بام عينه مثل هذا الذي يجري الان في دهاليز السلطات العراقية العليا لتقرير الموقف من المعاهدة العراقية ــ الامريكية . ان ما يجري هو اشبه بحفلة اجبارية لنزع او سقوط الاقنعة الكرنفا لية التي استمراستعما لها زمنا ً طويلا من قبل اصحابها . كما استعملت معها الا لسن الطويلة للثرثرة بمفردات ( السيادة ، الشعب ، الشهداء ، ... الخ ... والخ ) . فــواقع الامـــر ان الكتلة الحزبية الاسلاموية التي تسيطر على البرلمان اعلنت انضمامها فجـأة وفي هذه الظروف الحاسمة بالذات (با لنسبة للبلاد ) ليس لجانب مصلحة العراق كما كانت تدعي ، بل لعدو العراق الذي عنوانه ايران ـــ دولة الفقيه . ومن الغريب ان كل ذلك يجري الان امام انظار كافة الشعوب والدول ناهيك عن سياسيي العالم وبضمنهم جمهور الساسة العرب الذين طالما دعوناهم للوقوف بجاتب بلادنا ومساعدتها في التخلص من عصابات القاعدة وبالتالي مساندة حكومتنا الوطنية المنتخبة لتوطيد مكا نتها . !!!!! . ومن المقرف في الامر ان نجد ايران هي صاحبة القدرة على تحريــك ودفع " اولي الامر عتــد نا ) وتحديد جـهــة السير لهم ً، فا لفرصة سا نحة اليوم لايران لعلها تــنجح في اسقاط المشروع الوطني العراقي وتهيــئة الاجواء لسلطة ا لمرشد للتصرف ببلادنا كما يشــاء . اضافة الى ان الامر ( لو تـــم لايران ) فانه يشكل ( حسب تقديرها ) تكاية بامريكا وسيـؤدي الى كسر هيبتها اذا ما تحقق ابعادها من العراق . اي ابعاد هذه الـد ولة العظمى التي ربطتنا معها السياسة العا لمية بنضال مشترك ضد الارهاب العا لمي الذي فرض على بلادنا كساحة مركزية لــه . كما لا يجوز ان ننسى حقيقة تاريخية قائمة على الارض وهي ان امريكا هذه الدولة العظمى التي تقوم بكل ثقلها الدولي لتتعاون مع بلادنا انطلاقا ً من ا لمصا لح المشتركة التي فرصتها الحياة . فهي التي حررت العراق من البعث الصدامي البغيض ودكت اوكار القاعدة واستولت على مئا ت الاكداس والمستودعات من الاسلحة الفتاكة التي كانت موجهة لصدر العراق شـعبا ووطنا ً ثم كونت لنا جيشا وشرطة وطنية وهي ما تزال مستمرة بالمساعدة على اطفاء ديون العراق الخارجية و اخيرا ً بناء بلادنا تحت سقف من الامن و الاستقرار . اليس كذلك ايها المنصفون ؟؟؟ ما ذا سيحدث لو ان امريكا استمعـت "" صاغرة "" ونـفـذ ت ما يرمي اليه الملالي الايرانيون ( وتحققت احلام قادتهم من اصحاب العما ئم الكبيرة ) ثـــم تركت العراق ، فما الذي سيحدث لبلادنا ؟؟ ان ما يحدث هو قيام ايران بتنفيذ سياسة ملء الفراغ من جانبها . وهذه السياسة حسب اللغة العسكرية تعني ان ايــران ستقوم باحتلال العراق لتبدأ علينا كارثة وطنية لا يعرف مداها !!!! اليس كذالك ايها المعممون ؟؟ الا يعني هذا سياسيـا ً قلب العراق وتدمير شعبه وكسر شخصيته واسـتباحة نسائه وكذلك تــشــريــد الشعب الكـــردي وربما شطب مستقبله المرتبط بمصير ومستقبل العراق !!!!. وهكذا الامر فيما يتعلق با بناء قومياتنا الاخرى ثــم جعل الساحة العراقية منطلقا ً لمهاجمة البلدان العربية المجاورة ... ؟؟ وبتعبير اوضح ربما ستكون النتيجة النهائية : مسح العراق من خارطة العالم والحاقه ببلاد فارس التي يتمدد عليها دراويش القرون الوسطى !!! وهذا يعني سيادة الارهاب في المنطقة وتـعـمـيم الجريمة ؟؟.
نعم ، ان هذا ما يريد ان يقودنا اليه معــمـمـو العراق !!! نعم هذا بالذات وهو من الاجندة الايرانية !!. ولكن ماذا سيقول يا ترى اولئك الذين ملأوا الدنيا زعيقا عندما كان العراق ينزف دما ً تحت خنجر القاعدة وطالبوا " برحيل قوات التحالف والجيوش الامريكية وتخريب العلاقة مع امريكا باعتبارها رمزا ً " للاحتلال " برأيهم !! وقد تركنا النظام البا ئد وبلادنا ركام على ركام .الا يشعرون الان الدور الايجابي لقوات التحالف في بلادنا ؟ الا ينظرون الان الى الحفلة التي يقيمها الاسلامويون ( وليس المسلمين ) في الدها ليز الظلماء لحكومتنا وهم بدون اقنعة ويتكلمون بلسان عربي فصيح ( مع ان بعضهم ايرانيون ) مطا لبين الحكومة بعدم توقيع معاهدة مع امريكا , ولسان حالهم يقول : حتى لو ادى ذلك الى ضياع وتبديد مصالح العراق السياسية والامنية وحقوقه الدولية . المهم بالنسبة لهم ًالتمهيد لسيادة مصالح واجندة ايران وخططها الاجرامية في بلادنا . اليس كذلك ؟؟؟ .
ومن مؤشرات استخذاء الجهات الاسلاموية الجاثمة على صدر السلطة العراقية ، ان الحكومة اتبعت بدعة لم يسبقها عليها احد في العالم . وهي انها قررت عرض واحدة من قضايا العراق الحياتية (التي هي الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة الامريكية ) على دول الجوار وخاصة ايران لتأخذ رأيها بالتوقيع او عدمه عليها !!! في حين ايران هي جهة معادية للعراق وان جرائمها بالنسبة لنا لا تقل بشاعة عن القاعدة . وبهذا الخصوص لم يخجل بعض الرموز الدينية ان يعلنوا صراحة انهم يضعون الموافقة او عدمها بيد ايران ... اي بيد القاعدة رقم (2) بالنسبة لنا !!! فهل هناك شك في عمالتهم ؟؟؟ وهل يتفضل السيد رئيس الوزراء وهو وطني بدون شك والذي منحه الشعب بكل فصائله التقدمية وجماهير الصحوات ورجالات العشائر والقوات المسلحة فيعلن لماذا وافق على التدخل في شؤون البلاد من قبل دولة مجرمة بحق شعبنا وهي لا تزال تجهز العصابات والميليشيات الدينية وفلول القاعدة بالقنابل والصواريخ وحتي بالسكاكين لقتل ابنائنا وازالة حكومتنا المنتخبة !!! الم يكن من الواجب عليه التوجه مباشرة ليس الى الجهات الدينية بل الى الشعب ليحميـه كرئيس دحكومة وطنية ويحمي البلاد من شر وكلاء ايران هؤلاء اذا كا ن خائفا من خطرهم ؟؟؟ ان تصريحاتـه بخصوص الحزبية والتحزب في شؤون الدولة كانت صائبة جدا ً عندما رفض ان يعطي سياسة الدولة صفة حزبية او التأثر بها . الا اننا نرى واقع الحال ان البلد يباع من قبل جهة حزبية دينية ، بينما يقف رئيس الوزراء متفرجا ً ً !!!
لماذا ؟؟ .
ومن المناظر المؤسـفة التي يشاهدها العراقيون بين فترة واخرى هو منظر المسؤولين وهم يهرعون الى المرجعية الدينية لاخذ الرأي الاخير حول قضايا مصيرية بالنسبة للعراق في الوقت الذي يصرح المسؤولون دائـمـا ً ان المرجعية بالنسبة للحكومة هو مجلس النواب المنتخب من الشعب !! وبهذا الخصوص لا حظنا ولاحظ حتى الاجانب ان المرجعية لم تقل شيئا ً ايجابيا حاسما ، وان ما كانت تقوله ليس اكثر من اشياء عمومية تصلح لارضاء المغفلين فقط . ولا يزيد على اشياء عامة تكررها وسائل الاعلام الرسمية ( مع التطبيل ) . ولم يصل الى السياسيين والمحللين شيئ جوهري لاستشفاف حقيقة الامور . علما ً ان الحكومة لا يجب ان تفعل هذا ولا باية حال من الاحوال ! . وذلك لسبب بسيط جدا وهو ان المرجعية الدينية هيأة غير سياسية وليس لها اي رابط بالعلاقات الدولية . ثم انها تنتمي الى طائفة دينية محددة ( شيعية ) و لذا فان احكامها غير ملزمة لابناء الطوائف الاخرى ، ولا يصح فرض رأيها على البلاد التي هي بلاد الجميع وليس للــشيعة فقط . هذا وان الحوزة كلها بيد رجال ( مع احترامنا لهم ) ينتمون الى الجنسية الايرانية اصلا ً وان جزء كبيرا من مشا كلنا مرتبطة بالعنجهية الايرانية ، بل وان الجانب الايراني اقترف جرائم كبرى ضد العراق وهو لا يزال يمون ويمول العصابات والميليشيات الدينية والمرتزقة بالسلاح والاموال لاحداث اكثر ما يمكن من الجرائم في كافة محافظات البلاد بما فيها محافظات الاقليم الفيدرالي ( كردستان العراق ) . ومن المعروف ان المرجعية هذه لم تنهر عميل ايران المكشوف الذي هو مقتدى الصدر ، هذا المعمم المشعـوذ الصغير الذي لم تطله يد القضاء العراقي مع انه من رؤوس مقترفي الاجرام على مدى السنوات التي اعقبت السقوط ، بل وهو يتمتع ( بفضل ) الجهات الدينية " بالحصانة " رغم انف القانون بل وربما ( بمساعدة القانون ) الذي يحتل مكانه تحت عباءة المعممين الناطقين ( كما يبدو باسم المرشد الاعلى في طهران و الحوزة في قم وهم في العراق ) . والخلاصة يجب علينا ان نعترف بان قضيتنا العراقية ليست بيد العراق بل هي معطاة بكل اسـتـصغار وخذلان الى ملالي ايران ، قتلة ابناء الشعب العراقي . فهل هذا جائز دينيا ً ؟؟ هل ان هذا يصلح ان يكون هدية لشهداء العراق ـــ بلاد العتبات المقدسة ؟؟
ومما يؤسف له انه في اثنــاء هذه المناوشات المفضوحة يخيم على قوى سياسية عراقية كبيرة الصمت والانكماش تاركة الميدان للاتلاف ( الاسلاموي ) ولم تحاول النطق بكلمتها لترفض التلاعب بمصير الوطن . لعلها تريد من وراء ذلك ان يغــذ الاتلاف السير في الامعان في فضح سياسته الجديدة اكثر فاكثر ! ولكن الا فتضاح حاصل فعلا . ً وبقي ايـقـاف المــد الايـــراني و منعه من احراز مواقع جدية في هذه الحا لة الجديدة . لقد تلكأت الحكومة الان في سياستها الوطنية السابقة . وقد يتوقف انفتاح العالم علينا دبلوماسيا واقتصاديا ً بسبب التورط مع ايران والتنكر للدول الغربية التي تساعدنا . مما يستدعي التجمع حول عراقنا العزيز وايقاف المتاجرة بمصير البلاد .



#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه هي نتائج الفيدرالية المتسرعة !!!
- الفيدرالية في عراق اليوم ومقولة : رب - نافعة - ضا رة !!
- بمناسبة انحسا ر الارهاب في العراق
- رسائل الى المثقفين والاعلاميين العرب
- السيد حسقيل قوجمان يدخل على الخط !!!
- ايران لن تهدأ في حالة أن العراق يتفدم !!!
- العصابات البعثية والميليشيات الصدرية والايرانية تستبيح العرا ...
- العصابات البعثية والميليشيات الصدرية والايرانية تستبيح العرا ...
- خمسة اعوام على سقوط نظام البعث في العراق
- تعليق على مقالة - مد نيون والضحك على الذ قون -
- رسالة عراقية ..الى متى تبقى الدماء تجري في العراق ؟؟؟!!!
- - مثقفون - ولكنهم يعزفون على آلات قديمة .
- رسالة الى دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي
- مجلس النواب والعلم العراقي!!!
- هل بدأت مرحلة البناءالاقتصادي في العراق ؟ !
- الثقافة في العراق تتقدم رغم الارهاب والمتصالحين معه
- الدستور العراقي ومشكلة قتل النساء
- الاخطاء ذات التاريخ الطويل
- الاقتصاد في النظام الفيدرالي وسجناء الدستور
- المؤامرة الكبرى على العراق الجريح


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العيفاري - واخيرا ً سقطت الاقنعة