أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العيفاري - المؤامرة الكبرى على العراق الجريح















المزيد.....

المؤامرة الكبرى على العراق الجريح


عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 2086 - 2007 / 11 / 1 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القسم الاول

كثيرة هي المؤامرات التي حيكت وتحاك ضد العراق . واحدى تلك المؤامرات هي هذه المؤامرة الكبرى على العراق الجريح التي نتكلم هنا عنها .وهي جاثمة على صدره منذ الانتخابات ولهذا اليوم . ولا ندري كم ستبقى تؤرق العراق والعراقيين وتهدد البلاد عموما ً . والطريف ان لا احد يرغب في اثارتها او اثارة الشعب عليها في القريب المنظور على الاقل . مع انها مررت في ظروف استثنائية لم يتحمل الوضع العراقي مقاومتها في حينها . وهي مدثرة الآن تحت القش . ومن غير المعروف متى يحين الوقت لازالة القش عنها . ومن مواصفاتها انها تنطوي على ذيول مترامية . والاشد ايلاما انها من عمل السياسيين العراقيين انفسهم . سياسيين من مختلف التوجهات . ولكن التأ ثير الاكبر كان لاسياد السلطة " بفضل" حيازتهم على الاكثرية البرلمانية . ولمعرفة هذه المؤامرة لا يحتاج المــرء الى جهد او ذكاء خارقين . انها المؤامرة التي قام بحياكتها وتنفـيذها نفر ركبوا الموجة السياسية العراقية في حين من الدهر عندما حصل الفراغ السيا سي في البلاد بعد السـقوط . اذ اختزل القادة الجدد كل تاريـخ الحركة الوطنية العراقية و تضحيات الملايين من شهـدائها بجــرة قلم ، وبالـتالي اعـتـبروه ـــ وفقا لمنطقهم الرسمي والاعلامي ـــ مـلـكا لهم وحدهم . والملفت للنظر ان جزء من المؤامرة اودعت بخطوطها العريضة ليس ببيان او اعلان في جريدة ولا حيكت بغرف مظلمة ، بل ادخلت في مواد القانون الاساسي ــ الدستور علنا ً .
يعلم الجميع ان بنود الدستور قد وضعت تحت ظروف هوجاء كانت تعج بالضغوط الطائفية والقومية المتزمتة . لذا اصطبغت بها عنوة . وكجــزء من المؤامرة كذلك ، فرضت تلك القوى ذاتها على الدستور مفاهيم مغلوطة من اساسهـا كما هو الحال بالنسبة للفيدرالية . وقبلها ارتكبت اخطاء مؤسفة بحيث حولت المكسب الديقراطي الذي هو مكسب الانتخابات النيابية واقرار فتح الباب لولوج المرأة العراقية قاعة البرلمان ، الى مأساة على شكل مجلس نيابي مأزوم في اغلبية اعضائه . اذ تسيطر عليه مجموعة من التكتلات الحزبية الطائفية و القومية ــ العنصرية و من " نواب " مشبوهين اساسا ً بحكم علاقاتهم بميليشيات وعصابات متهمة بالارهاب والجرائم الكبرى .وغالبا ما تمتد اصابع الاتهام الى " نواب " معروفـيـن بانتمائهـم لجهات ارهابية مكشوفة . والخلاصة ، ان ادوات السلطة الاساسية والحا ل هذه تقع تحت طائلة الالغام والمتفجرات بصورة رسمية ، الامر الذي لا يشجع على الاطمئنان والثقة في المستقبل القـريب بالرغم من التصريحات الرسمية " المتفائلة " . واصبح مصير بلادنا لا يبشر بالخير اذا ما بقي دخان المؤامرة يخيم على الساحة العراقية و نفوذ العناصر المشـبوهة تلك تبقى تتصرف كما تشتهي وتدير دفة الحكم كما تريد .
وهنا رب من يسأل : هل كانت ــ اذن ــ ممارسة الشعب للانتخابات والتصويت الشعبي على الدستور امرا ً خاطئا ً ؟ لا .. ابدا ً . الانتخابات والتصويت حق من حقوق الشعب ،بل وعندما فتح الباب للاشتراك فيها اصبحت الانتخابات في تلك الظروف امــرا واجبا على المواطنين . وعليه فان الاشتراك فيها كان بمثابة الممارسة لواجب وطني وكان صورة من صور الكفاح الشعبي . ولذا فان الجواب على هذا السؤال ينبغي ان يأخذ بنظر الاعتبار الوضع الشاذ الذي اكتنف البلاد حينذاك . يوم كان مجرد الاستعداد لدى المواطنين للاقتراب من صناديق الاقتراع والاشتراك في التصويت بحد ذاته هو مأثرة عراقية يذكرها التاريخ بفخر . ولكن لا ينكر ان التصويت على الدستور او على قوائم الانتخابات لا يعني ان الشعب قد درس او ناقش او اقتنع في نهاية المطاف بما تحتوي عليه مواد الدستور . اما بخصوص اعضاء البرلمان فا ن الشعب انتخب قوائم مجردة ولم يعرف اي شيء عن العناصر التي سترسلهم الاحزاب صاحبة القوائم . وهذه خاصية مأساوية ليس لها سابقة في بلدان متحضرة . وقد حد ثت بالضبط من جراء الظروف الطارئة التي خيمت على بلادنا في حينها وسمحت بمجي خليط من الناس الى قبة البرلمان واغلبهم لا يفقه المشكلات التي تعرض على البرلمان مع انهـا تنطوي على مسؤولية ما فوقها مسؤولية . وقد رأينا كيف كانت التكتلات العائدة لبعـض الاحزاب والميليشيات والتيارات الدينية عبارة عن (سيارات مفخخة ) لا يعرف توقيت انفجارها لتنسف البرلمان نفسه ، وهذه احــدى صور المؤامرة .
واذا يريد المرء معرفة حـجـم الخسارة الوطنية التي سببها هذا الاسلوب الانتخابي عليه ان يعرف مدى حرمان العراق من قوى برلمانية هائلة كان يمكن ان تأتي وتساعد العراق في انهاء الارهاب وحـفـظ مئات الالاف من الانفس البريئة من الموت بل وحتى ربما كان يمكن انهـاء الاحتلال وبلوغ الاستقلال والسيادة الوطنية لو لم تهجم الفوائم الطائفية ( وتزور قناعات الناس البسطاء بشعوذة دينية مبتذلة وتستخـدم المرجعية غطاء لها ) واخيرا ً تتسبب بازاحة الفئات السياسية العراقية المثقفة ( رجالا ونساء ) و تبعد رجال القانون والادباء ورجالات العشائرمن ذوي الباع الطويل بالسياسات الوطنية وفي مقدمتهم ابطال الصحوة من العشائر العراقية من امكانية الترشيح والفوز بالنيابة البرلمانية . اي الذي حصل هو ازاحــة النا س الوطنيين الذين يربأون بانفسهم ان يكرروا مايقوله و يريده شيوخ الطائفـية ودعاة المذهبية و رمــوز التزمت والتعصب القومي .
ومن المفارقات الصارخة ، ان الفيدرالية التي هي في الواقع نظام حضاري ، جاء في الد ستور بصورة خاطئة من الاساس . وذلك عندما اعتبر الاقليــم الفيدرالي يمكن انشاؤه مباشرة عند الطلب ولا يخضع لاية شروط !!!. ومن المقرف ان بعض البرلما نيين اختزلوا الهدف من الفيدرالية واعتبروه ، قبل كل شئ ، اضعاف المركزلصالح الاقاليم الفيدرالية . وهذه مفاهيم جهنمية ويبـد و انها كانت بمثابة بيت القصيد بالنسبة لبعض القوى السيا سية لكي تجدوا الفـرصة السانحة للعبث كما تشتهي وتريد هي بدون رقابة مركزية . وفي ابسط التحليلات ان هذه الافكار وضعت اما جهلا بجوهر هذا النظام او عمدا ًلارباك البلاد واخضاع المصلحة الوطنية الى المصلحة الحزبية الخاصة والى تغليب الشعور القومي المتعصب لفئة من الفئات القومية ولكن تحت واجهة دستورية . وبا لنتيجة فالفيدرالية بصورتها التي يطرحها" الفيدراليون" القوميون او الطائفيون عندنا سواء كانوا في الشمال او في الجنوب ماهي الا لفتح الطريق الى تقسيم العراق . ونراهم هنــا في وضع لا يحسدون ولا يحمدون عليه . لانهم ــ كما اتضح ــ غير مبالين بالاخطار والكوارث التي ستتركها مفاهيمهم هذه لو قدر لها وان نفذت على الارض . انهم غير مبالين فيما اذا دفعوا البلاد الى التقسيم والتشرذم والهلاك المحقق. الامر الذي يفرض واجبا على كل العراقيين الوطنيين (عربا واكرادا) المطالبة منذ الان باعادة النظر ليس فقط في المفاهيم تلك بل وفي الوضع الفيدرالي القائم في العراق . انه وليد مريض وهجين . ذلك لانه اقيم في ظروف شاذة وبناء على ارادة ومصالح فردية لرموزلا تنظر الى العراق ، بل عيونها معلقة بما هو خارج الحدود . ان المطالبين بالفيـدرالية كما يبدو لا يربطونها بالحاجة الوطنية ولا كوسيلة لتوطيد قوة الـعـراق في الميادين الدولية ، بل ان الاحداث التي ندور حول اوضاعنا دللت على نياتهم التي تنتهي بتقسيم البلاد !!! كنتيجة مـلـمـوسـة للمؤامرة .
ولذا على عشاق رياضة ( القفز في الظلام ) ان يعلموا ان النظام الفيدرالي انما يقام قبل كل شئ في ظل وضع دولي ملائم . وبهدف نأ سيـس التكامل الاقتصادي والتنمية الاجتماعية واحراز المواقع السياسية المتقدمة بالنسبة التآلف الشعبي وليس بدوافع طائفية اوعنصرية ــــ قومية ومنا فع سياسية ضيقة . ثــم لا يصح ان تؤسس الاقاليم الفيدرالية وفقا ً لمنطلقات سياسية ــ انفصالية وفقا لبرامج حزبية انعزالية كما شاهدنا من خلال الاحداث الاخيرة المرتبطة " بالاقتراحات التي صدرت من الكونغرس الامريكي والازمة مع تركيا " . وبعبارات اكثر وضوحا : ان الغرض من الفيدرالية العراقية يجب ان يدور حول هدف التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الداخل مع توطـيد وتمتين مركزالبلا د على المسرح الدولي . وبكلمة اخرى : على اساس تشديد وحـدة البلاد شعبا ومساحة وحدودا ً. وعلى ان النظام المنشود لا يجـب ان يثير حفيظة دول اخرى على العراق ويكون سببا في ادخاله في صراعات مع الآخرين . فنحن لا نعيش في جزيرة منعزلة عن الكون ولا على كرة ارضية غير مأهولة . علينا ان نعيش مع الشعوب الاخرى وفقا للانماط الحضارية المعروفة . اما الدخول في الحروب والاصطدامات الداخلية او الاقليمية او العالمية يعني تدمـير البلاد وهلاك العباد ( وجرائم صدام الحربية دليل على ذلك ) . وادا ما استمر الاحتراب ، سواء داخليا او خارجيا فلا يبقى اذن معنى للفيدرالية وسـوف تتحول الى مأساة وكارثة وطنية وستخسر البلاد ابناءها وربما اراضيها ايضا ً . فهل ان العراق مذنب اذا كان شعبه متعدد القوميات ومتعدد الطوائف الدينية ، لكي يكون عرضة للتمزيق بارادة جماعة معتادة على الاحتراب في كل حياتها ؟ !!!.
وبناء على هذا فاذا ما جرى اصرار من جهة سياسية على اقامة الفيدرالية باي ثمن كان فسيكون ذلك عبارة عن جريمة بحق العراق بكافة شعوبه وقومياته وطوائفه الدينية حتى لو سميت هذه الفيدرالية بتسميات اشتراكية او قومية او اسلامية او اي شئ آخر .... .
ان قسما من السياسيين ممن يطلون عادة من شاشات الفضائيات على المستمعين يوردون امـثالا للفيدراليات في العالم . ومما يؤسف له ان بعض هؤلاء على الاغلب لا يعرفون ( او لا يريدون ان يعرفوا ) حقيقة تاريخية بهذا الصدد . وهي ان ما دعا الى تأ سيس الفيدراليات هناك هو السعي الحثيث لتوحيد كياناتهم السكانية و مساحاتهم الجغرافية المتفرقة وذلك بواسطة دولة فيدرالية ليتـم تطويرها جميعا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ثــم توطيد مكانتها على المسرح الدولي ...الخ .و بنفس الوقت نجد ان تلك الفيدرالية تسعى مباشرة الى تأ سيس مركز اتحادي فيدرالي قوي ومجهز بارقى وسائل التقنية وتحت ادارة اختصاصيين من سياسيين واقتصاديين وعلماء في التربية وعلم الاجتماع وآخرين في الطب والقانون الدولي .... ليتولى المساهمة الدائمة في التنظيم الداخلي للبلاد الفيدرالية ويعتبر اي اضعاف في اجهزة (المركزالاتحادي ) هو تخريب للدولة . ولذا فان الفيدراليات تلك تقع تحت رقابة مركزية مشددة لتلافي الفساد الاداري والمالي او التلاعب بالشعور القومي والديني وغيرها في تلك الاقاليم الفيدرالية .
بينما العراق لم يكن على شكل كيانات متفرقة . انه بلد متكامل في محافظاته وحكومته وطبقاته الاجتماعية ذات التاريخ المشترك الطويل وله تراثه الادبي ومكانته الدولية . ولذا اذا ما قررالشعب اقامة الدولة الفيدرالية فيجب ان تكون الاسباب تنموية حسب .
ولكن من الغريب انه في هذه الاجواء العالمية المشحونة بالصراعات وعندما تتكالب " الدنيا كلها " على العراق تتصرف اغلب الكيانات السياسية بصورة عارية من الشعور بالمسؤولية وهي تحمل معها كل تناقضا تها ومتضاداتها و توجهاتها المتباينة واحيانا تطلعاتها الانفصالية !!!! .
كما نجد في ظروف الحالة البرلمانية المعتمة التي نشهدها ، وتـفـنن الميليشيات الدينية في قتل المواطنين وتهجير العائلات من بيوتها ، وهجرة المواطنين الى الخارج طلبا للامان !!! ، وفي وقــت اشعال نار الخلافات العشائرية في المحافظات الجنوبية بايدي الميليشيات ( المدللة ) ، وتلكؤ الحكومة قي اتخاذ التد ابير الرادعة لتلك الميليشيات نجــد المسؤولين في فيدرالية كردستان لا يكفون عن الضغط وبالحاح على حكومة العراق بمطاليب يعتبرونها تكميلية لفيدرالية كردستان لا كجزء من العراق بل كدولة " مستقلة " خارجيـه مما يؤكد على ان الفيدراليات في مفهوم سياسيينا ( سواء كانوا من الجنوب او الشمال ) هي خطوة يراد منها " تحقيق " الحلم القومي المتزمت الرامي الى الانفصال . اي الى المـجهول بالنسبة لهم والى اضعاف الوطن الام ــ بالنسبة للشعب العراقي .
والغريب في الامر ان اخواننا الاكراد يلحون ايضا على الاسراع في ضم كركوك للاقليم . وهم يعلمون تمام العلم ان ذلك يعرض العراق (والفيدرالية في الشمال كذلك) الى مخـاطر و مواجهات اقليمية تهدد كيانهم هم وعراقنا ككل . فهل هذا لايعني شيئا بالنسبة لهم ؟؟!! وهل سألوا انفسهم ( مثلا ) اذا ما رجع الرئيس الطالباني الى السليمانية ليترأس حكومة حزبه هناك فلمن ستتبع كركوك ؟؟؟!!! فهل ستتبع السيد الطلباني في السليمانية ام الرئيس البرزاني في اربيل ؟؟ وهل ان الحاحهم على موضوع كركوك ينطوي على اسرار لها صــلة بالانفصال ؟ !!! علما ان هذا الموضوع بالذات هو اصلا بمثابة موقد نار قد تحرق الفيدرالية كلها . اليس هذه مجازفة سياسية ولعب بمقدرات العراق وكردستان ؟ .ويجب العلم ان اي اجراء بخصوص فيدرالية ما او تصرف ما بمساحة العراق هو امــر يقرره الشعب العراقي باجمعه وليس حزب من الاحزاب ولا قومية من القوميات ولا رؤساء مجبولين على التزمت القومي والاحتراب .
واليوم ينوء العراق ــ كما يرى العالم ـــ تحت ثقل مخلفات الحكم البائد . وقد ظهرت على السطح احدى تلك المشاكل وهي مشكلة تواجد عصابا ت من اكراد تركيا على الاراضي العراقية . وليس تواجدة فقط وانمــا تقوم تلك العصبات بتنفـيـذ اعما ل ارهابية على اراضي تركيا . واصبح العالم كله يشاهد اليوم التحشدات التركية على حدود العراق. اننا فقط نوجه اسئلة الى السياسيين العراقيين : الا يجعلنا الوضع العالمي والتأزم على الحدود العراقية والاحتمالات المتعلقة بالاضطرابات الحدودية ان نفكر من جديد بما تعنيه الفيدراليات في الوقت الحاضر بالنسبة لبلادنا ؟ الا يجب ان يقلقنا خطر التقسيم او القتال مع دول اخرى ؟ لماذا هذا الركض وراؤ الدماء والخراب والعداوات ...؟؟؟!!!اليس من الحق اعادة النظر ببعض بنود الدستور وهي التي يتباهى بها البعض بانها اقرت النظام الفيدرالي بينما الشروط الداخلية والخارجية لهذا النظام غير متوفرة الان لا في العراق ولا فيما حول العراق . ان الفيدرالية ليست نزهة . بل هي عمل مسؤول وشاق !! وعلى العموم ان النظام الفيدرالي كنظام حضاري لا يجب العمل به في الوقت الحاضر بل تأجيله الى حين استقرار العراق واستتباب الامن فيه واستكمال البناء والاعمار و في ظل حكم رصين ومؤيدعالميا ً. وهذه القواعد نوجهها نحـن كمواطنين عراقيين الى (عمار الحكيم ) ومن يقف وراءه سواء كان في العراق او في ايران لينظر الى مآسينا التي ملأت الارض قبل ان يقف للخطابة .
وبما ان الكلام يجري عن المصلحة العراقية فمن المناسب جدا ان يطا لب الشعب باعادة انتخابات البرلمان وجعل الترشيح فيه فرديا وليس على شكل قوائم ومحـا صصة ؟ وذلك لكي يتاح اشتراك الجماهير المثقفة و العلماء و رجالات العشائر واهل الصحوة من الرجال والنساء . اننا نرى في هذا وسيلة لانهاء الارهاب تماما ًوعودة الحياة الى مجراها الطبيعي . على ان البرلمان المقبل هو الذي يكلف باعادة النظر بالدستور وتركيب السلطة وحل الميليشيات ونزع اسلحة العصابات وبناء البلاد وفق برنامج يقوم على الوحدة الوطنية التي لم يستطع ان يحققها برلماننا القائم .اي عليه الغاء اثار المؤامرة التي حيكت ضد وطننا الجريح .
واذ اتقدم بهذه الاقتراحات ارى مصلحة شعبنا عربا واكرادا تكمن في تأجيل موضوع الا قاليم بل وفي عودة شعبنا في كردستان الى الحكم الذاتي مع كافة الحقوق القومية المتعلق بهذا النوع من الحكم والاستمرار في البناء والتطويرسـوية مع كل البلاد ، من شمالها الى جنوبها . ومن المؤكد ان الجماهير العراقية باجمعها سوف تحتفظ بالاخوة العربية الكردية وتتعـاون امتنا العراقية بكل الوانها وسـتتمكن من درء الاخطار عن البلاد ونبدأ ببناء الحياة المشتركة بعيدا عن التقسيم و الانفصال و عن الارهاب والدمار .

( ملاحظة : لقد نشرنا مقالا مطولا حول تأجيل الفيدرالية في كردستان عام 1996 على صفحات الوفاق التي كانت تصدر في لندن في الاعداد 233 و 234
بعنوان " الفيدرالية في وضع العراق والمنطقة والعودة الى الحكم الذاتي " والمقال هذا عبارة عن مناقشة لحديث ادلى به الرفيق حميد مجيد موسى الذي نشرته طريق الشعب ــ العدد 11 عام 1996 حيث اعتبر المتحدث الفيدرالية مطلبا آنيا لشعبنا الكردي وذلك بعد ان استبعد الحكم الذاتي بحجة ان انه مطلب " لم يعد صالحا " ً وكان رأينا ان ما جاء في حديث الرفيق حميد بهذا الخصوص امر خاطئ و غير وارد بالنسبة للعراق لعـدم جاهزيته لذلك وعلى اعتبار ان الفيدرالية في المستقبل سوف تخلق اخطـارا جسيمة للعراق بما في ذلك التقسيم كما نشاهد اليوم . اننا نحتفظ ابالمقال وقد ننشره خدمة للتاريخ .



#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العراقية . ماذا يريد البعض ان يكون مصيرها ؟؟
- تقسيم العراق ليس اقتراحا ًبل اشارة وتحذير
- تقسيم العراق ليس اقتراحا ً بل اشارة وتحذير
- السياسة العالمية والعمائم الايرانية
- هل ستقدم الحكومة برنامجا اقتصاديا للشعب ؟ !!!
- حل المشكلة العراقية يتطلب حل الميليشيات
- ضحايا القحطانية والمتفرجون عليها !!
- الشعار الجديد فيدرالية جنوب بغداد !!!!
- مناورة مفضوحة وسياسيون متفرقون
- الحرب الاعلامية والدعوة لإقامة منظمة عالمية لنصرة العراق
- الاخطبوط يعمل بكل طاقته في العراق
- مقصورة المجد
- السياسيون العراقيون ومسلسل تفجيرات العتبات المقدسة
- التطاير في العواصف السياسية
- اللعب بالنار احرق اللاعبين والملاعب ايضا ً
- اين الاحزاب الدينية من الكارثة العراقية الجديدة ؟
- هل سنعود الى المربع الاول ؟
- هموم عراقية إلى أنظار الحكومة ! إنقاذ الدين من سلطة الدولة ...
- الارهاب ...يستهدف من ؟
- البعث السوري والحكم الاموي


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العيفاري - المؤامرة الكبرى على العراق الجريح