أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - جواز (فاطمة) من (يوسف) باطل














المزيد.....

جواز (فاطمة) من (يوسف) باطل


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 2451 - 2008 / 10 / 31 - 04:28
المحور: الادب والفن
    


الكمبوشة
مابين الستينيات والسبعينيات تغيرت توجهات بعض الكتاب في المسرح المصري؛ فمنهم من جنّد فكره وإبداعه كسبا لتأييد توجهات النظام الحاكم، ومنهم من توشح بالتراث استلهاما لحدث أو حدوتة يسقطها علي الواقع الاجتماعي بأسلوب ترميزي؛ لا يجعله في متناول عصا اليد العسكرتارية؛ متوسلا بتلميحاته المراوغة إذ يتقنع نقده للأوضاع خلف شخصية تراثية؛ أو متنكرة في أزياء تاريخية. بينما كتب نفر قليل منهم بعد أن أصابه الهلع من هزيمة 67 (المسامير ـ يا سلام سلم الحيطة بتتكلم ) سعد وهبه. وكتب علي سالم ( أنت اللي قتلت الوحش) وتوفيق الحكيم(بنك القلق) وكتب ميخائيل رومان مسرحيات منعت من النشر ومن العرض. وألفريد فرج (جواز علي ورقة طلاق) ويوسف إدريس (المخططين). كان هذا هو ظاهر الكتابة المسرحية؛ حتى كانت حرب أكتوبر التي لفح وهج نصرها مشاعر مثقفينا الوطنيين بكل توجهاتهم الفكرية والسياسية؛ فانبروا في الكتابة التي لم تخلو من الحماسة الوطنية؛ التي كتب بها القليل منهم مواكبا لحرب الاستنزاف ك (رأس العش) لسعد وهبة و(أغنية علي الممر ) لعلي سالم. وكتب محمود دياب ( رسول من قرية تميرة للسؤال عن الحرب والسلام) مشيدا بحرب أكتوبر 73، وكتب رشاد رشدي (محاكمة عم أحمد الفلاح). والمتابع لمنحني الصعود الوطني الحماسي والفكري وهبوط في كتابات مسرحيينا مابين كتابات السير تحت شعارات النظام الوطني في الستينيات وتحولات تلك الكتابة فيما بين سنوات المرارة وصدى بطولات جنودنا في حرب الاستنزاف ومناورات النظام ومراوغاته فيما يخطط لحرب 73 وصولا إلي الانفتاح الاستهلاكي؛ لاشك سيلاحظ الكثير من التغيرات التي طرأت علي الكتابة المسرحية في مصر؛ حيث تحولت العروض المسرحية من موقع التحريض الفكري والسياسي في الستينيات إلى التمريض النفسي والسياسي بعد هزيمة67 ثم التعريض السياسي بفترة الستينيات بعد انفتاح 73 وصولا إلي مسرح الترويض السياسي الثقافي المواكب لثقافة الإغارة النفطية الصحراوية؛ التي انتهت بنا إلي السير تحت شعار(الكل في واحد) الذي انتهي بالعرب كل العرب إلي( ثقافة الكون في واحد) حيث سيطرت عولمة العسكرتارية الأمريكية علي كل مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية. لم يصبح غريبا والأمر علي نحو ما رأينا بوادر التغير في كتابات مسرحيينا دون استثناء. توفيق الحكيم يكتب (الحمار يفكر ـ الحمار يؤلف) معرضا بتجربة التأميم وشعار التطبيق العربي للاشتراكية وممارسات السلطة ويكتب عن خلل العدالة في ( مجلس العدل) مراوغا في مقدمة النص بأنه قصد (مجلس الأمن) وهو يقصد الإتحاد الاشتراكي (القاضي:رمز الحاكم- ص.الأوزة الرأسمالي – الأوزة – رأس المال المؤمم – الصرماتي: العامل – الفلاح – المؤذن: المثقف) الشخصيات رموز تعادل ممثلي فئات الشعب (العامل) وفق مسميات النظام حينذاك. ويبادر(حبيبتي شامينا ) في توجه واضح نحو التطبيع مع الدولة العبرية فايز حلاوة يشهر بتجربة الستينيات وارتباط النظام بالكتلة الاشتراكية وجلال الشرقاوي يعرض بممارسات النظام (ع الرصيف). ويكتب بهيج إسماعيل ( حلم يوسف) في توجه واضح نحو التطبيع فلا أمل لـ(فاطمة ) في الحياة الآمنة والخلاص النهائي من العداء القديم المتجدد؛ إلاّ بزواج (فاطمة) من (يوسف) والملاحظ المدقق يستطيع أن يتوقف عند اختيار المؤلف لاسم (يوسف) فهو معادل رمزي يحيل إلي أحد أنبياء اليهود، كما يستطيع التوقف عند اختياره لاسم (فاطمة) وهو معادل رمزي لـ(فاطمة الزهراء) ومن تأويل دلالة الاسمين يسقط قناع دعوة الكاتب إلي التطبيع. ومن الغريب أن هذه المسرحية تحديدا موضع إقبال من مخرجي هيئة قصور الثقافة ؛ دون تأمل مخرج وحد منهم للدلالة المسكوت عنها في النص. أرأيتم كيف نقلب بعض كتابنا المسرحيين مابين شعار وشعار خلال عشر سنوات.



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقامة التنظيرية الأردشية والصدمات المسرحية
- التجريب المسرحي بين عروض الحكي وعروض المحاكاة
- المسرح وفكرة المخلص المستبد العادل
- شهرزاد/ موناليزا ..في كباريه وليد عوني السياسي
- الفن والعلم بين التعليم والتعلم
- ( لير) قبل العرض ..(لير ) بعد العرض
- إشتراكية ( سوسولوف) و نظام رأسمالية الدولة
- مؤثرات الفابية في البنية المسرحية ل(جمهورية فرحات)
- مسرح.. كليب
- بيرجينت.. وفن الإهانة
- جماليات الإخراج المسرحي وتجليات الفاعل الحضارى - دراسة في تح ...
- الميتا ذات .. طفل الأنابيب المسرحى
- ذاكرة المسرح السكندرى
- جماليات الفن التشكيلي بين اللوحة المقروءة واللوحة القارئة
- تأملات فلسفية حول المسرح والمصير الإنساني
- التجريب واصطياد فراشات المعني بشبكة الصورة
- تقنيات الكتابة السينمسرحية في- تسابيح نيلية- لحجاج أدول
- المسرح في زمن الحكي
- حوارية القطع والوصل في الحديث عن المسرح الشعرى
- الفن بين ثقافة الاباحة وثقافة المنع


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - جواز (فاطمة) من (يوسف) باطل