أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - كريم الهزاع - أزمة الاقتصاد العالمي ونمط التفكير الديني















المزيد.....

أزمة الاقتصاد العالمي ونمط التفكير الديني


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2450 - 2008 / 10 / 30 - 01:08
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في تفسيره لآية «ويمحق الله الربا» قال الداعية الإسلامي وأستاذ الجيولوجيا وعلوم الأرض والسماء والبحار والمثير للجدل زغلول النجار: «المحق يعني الإبادة، ونرى هذه الإبادة أمرا واقعا الآن.. فالكثير من الناس ينتحرون أو يصابون بأمراض مستعصية نتيجة للخسائر الفادحة التي يواجهونها في البورصات العالمية في كل ساعة... هذه صورة من صور المحق، والآية تؤكد أن نهاية الربا المحق... والمحق هو الدمار الكامل والذي نراه أمرا واقعا محققا في الساحة العالمية كلها في هذه الأيام، نتيجة لقبول الناس هذا النظام الذي لا يرضاه ربنا تبارك وتعالى». وإن الأزمة المالية العالمية هي بداية لانهيار النظام الغربي بأكمله، ودعوة إلى إقامة المؤسسات الاقتصادية على أسس إسلامية صحيحة.

وتنبأ النجار في حديث لقناة «القدس» التابعة لحركة حماس في الثامن من أكتوبر 2008 بـ«دمار شامل» وذلك بسبب «مظالمها الكثيرة على مستوى العالم.. لأنهم أناس لا يؤمنون بالله ولا بالآخرة ولا يؤمنون بالحساب، لا يؤمنون إلا بالقوة المادية الغاشمة». وإسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني أيضاً وصف الاضطراب الاقتصادي الراهن في الولايات المتحدة بأنه عقاب إلهي. وقال هنية خلال خطبة الجمعة في أحد المساجد في مدينة غزة «إن الله كان يعاقب الولايات المتحدة لدعمها الدائم والمستمر لإسرائيل في كل قراراتها، وبخاصة في قرار الحصار المفروض على قطاع غزة». وأضاف هنية أن عقاب الله على أميركا لم يشملها فقط، بل امتد هذا العقاب ليشمل أيضا الدول الحلفاء للولايات المتحدة الأميركية.

يذكر أن الرئيس الإيراني قال منذ أيام إن الأزمة المالية العالمية جاءت بسبب تخلي الغرب عن الله، مشيراً إلى أن دولاً إسلامية مثل إيران لم تتأثر بتلك الأزمة بسبب إيمانها، وكذلك وزير التجارة الكويتي أحمد باقر قدس الله سره السياسي والاقتصادي والديني، وسر التيار السلفي المنتمي له، والذي يكيل بمكيالين، بحيث يغضب الله على الغرب وينزل عليه المصيبة الاقتصادية، ويتجاوز عنهم بغضبه حينما يقفون ضد حقوق الإنسان والأقلية المعذبة من فئة البدون، ورفضهم التوقيع دون رحمة أو إيمان بالعدل على الوثيقة التي تنصفهم على الرغم من أن كل المشهد الكويتي وقع عليها بكل أطيافه، ذلك التيار أو التكتل الذي أعلن قبل أيام وبعد انعقاد الجلسة البرلمانية الأولى في دورته الجديدة بأنه القوي في البرلمان، وأعلن ناطقهم الرسمي: «شبكنا الحكومة وبقينا حبايب»، وهذا الميدان يا حميدان، لذا من حق وزير التجارة أن يصرح ثم ينفي تصريحاته على الرغم من وجود الأدلة لدى الصحافة المحلية، وكما يقول المثل الكويتي «فوق شينه قواة عينه»، طبعاً قواة عينه، فمن يجرؤ من الحكومة أو البرلمان أن يجلسه على منصة الاستجواب؟ ونحن في حال لا يوجد في هذا البلد غير هالولد.

ونقول لقد حل الدمار بكثير من البلدان الإسلامية، 1000 قتيل في كارثة زلزال باكستان، وباكستان بلد مسلم متعصب إسلاميا أين أنت يا زغلول من 20 ألف مسلم ماتوا بسبب زلزال، هل هو عقاب إلهي؟ أم اختبار من الله يختبر به المؤمنين وبينهم 20 ألف طفل وامرأة؟ وماذا عن إعصار جون الذي دمر مسلمي دولة عمان وفيضانات اليمن والمغرب؟ نعرف بأنك والكثير من المشايخ يرون الغرب الكافر منهزما ليتشمتوا فيه.. لا بأس من هذه الرؤية ولكن يا مسلمين إذا خسر الغرب وتخلف هل لديكم بديل؟ أعطونا بديلا وإلا فاصمتوا. غداً سوف نخسر الإبرة والطائرة ونرجع نركب «البعارين». وعن الإعجاز العلمي في القرآن، نسأل النجار: لماذا لم يستفد الخلفاء الراشدون من الإعجاز العلمي في القرآن؟ ولماذا لا يكتشف هؤلاء المسلمون الآن هذا الإعجاز، بينما كل الاكتشافات تسجل باسم الغربيين، وكالعادة سترد «دول كفرة وربنا سخرهم لينا»، متى تقتنع بقول الرسول( ص ) : «إنما بعثت لكي أتمم مكارم الأخلاق»؟.. وتقول «لا فض فوك وفوه اللي درسوك»، بسبب البورصة الكثير من الناس في الغرب ينتحرون، ماذا تسمي حالات الانتحار في السعودية ومصر والمغرب وفي كل الوطن الإسلامي والعربي؟ وأصابهم الجنون بسبب خسائرهم، وهم بالغالب يتعاملون بتعاملات إسلامية؟ هناك مقولة لمضارب مشهور اسمه جيسي ليفرمور تقول:«الثيران والدببة تكسب أموالاً، ولكن الخنازير تنتحر أو تُذبح». هكذا يفسر ويحلل النجار والكثير ممن يشبهونه بالتفكير، قراءة الأشياء وفق أمانيهم والأهواء والأحلام التي يتمنونها بعيداً عن التحاليل العلمية والواقعية وقراءة الحالة بكل تفاصيلها، ونقول حين يبلغ قصر النظر والغباء بالإنسان محلة الهذيان فيهذي، فذلك ولاشك «محقٌ أيضاً»، وتسطيح لعقول الناس وضحك على الذقون والعقول النائمة التي تلتقط الأشياء من دون تمحيص أو دراية، ومن ثم تكابر بها بأنها تمتلك الحقيقة، بينما هي مصابة بالعمى، وتجادل وتدير حروباً كالهواء مع الطواحين، حروباً دونكشوتية لا تنتهي أبداً في دواخلهم المريضة. ولذا نقول للنجار «فتى الجيولوجيا والأرض والسماء والبراري والقفار»: أنت عايز جنازة وتشبع فيها لطم، أنت ومن يفغرون أفواههم أمامك حين تتحدث، ورأفة بأحوالكم نقول لكم: تمهلوا قليلاً فما هكذا تورد الإبل، وزغللة في العين حتماً لا تشبه أبداً زغللة في الدماغ.

في نهاية الأمر هناك جانب مهم جداً في الطبيعة البشرية لم ينتبه له أبو الزغاليل (وهو مستوى الذكاء البشري) والذي له علاقة كبيرة بمقدار نجاحنا في كسبنا لوسائل العيش اللازمة للبقاء بعيداً عن المقدس والعواطف الدينية، وهذا الذكاء البشري حتماً سيجد حلاً لتلك الأزمة أو هذا الغضب الإلهي، كما يسميه المتدينون، وإن سوق المال والأعمال تتحكم فيها فلسفة تسمى الفلسفة الوضعية المنطقية، وهي أحد أشكال النزعة الإمبريقية. وهذه الفلسفة كان رائدها لودفيج فيتجنشتاين ومبدؤها الأساسي هو أن المعرفة لا يمكن الحصول عليها إلا من الحقائق والأرقام، فهي تشدد على البرهان الصارم. وليست هناك مُطلقات أخلاقية، فالقيم والأخلاق والطرق التي يتصرف بها الناس انعكاسات للثقافة وليست موضوعاً للمنطق. وهي تتفاوت تفاوتاً اعتباطياً بحيث تكون خارج نطاق الفكر الجاد في حل القضايا الاقتصادية.



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشجار قليلة عند المنحنى.. لن تموت
- نبوءة الانهيار العالمي مابين غرينسبان ولاروش
- خزّان العنف.. إلى أين؟
- لوكليزيو: في هذا العالم لم أعد كائناً عقلياً
- نبش الذاكرة وتلويحات أخرى
- ميكي ماوس..بين الخطاب الديني والمجتمع المدني
- النظرية النقدية الفلسفية وتحولات الإنسان
- الرقابة والكتب الممنوعة
- طائر الدودو
- لماذا غابت ثقافة السلوك؟
- ثمار الجوز.. هل ستنكسر بسهولة؟
- ريثما يتحرك أبو الهول
- الحرية.. وشرط المعرفة
- إشكالية الحرية وتقرير المصير
- 451 فهرنهايت
- إذا سكت المثقف ، فمن الذي سيدافع عن المجتمع ؟
- إصبع يشير إليك ويرميك في خانة التصنيف
- العولمة المتوحشة!
- بؤس العالم
- طبخة تموز وكأن شيئاً لم يحدث


المزيد.....




- ميشوستين رئيسا للحكومة.. اقتصاد روسيا يتحدى عقوبات الغرب
- مسؤولة بالفيدرالي: التفكير في خفض الفائدة سابق لأوانه
- -ستوكس 600- يغلق عند مستوى قياسي ويسجل ارتفاعا أسبوعيا
- وزير النفط العراقي: جولات جديدة للتراخيص في 30 حقلا للنفط
- أسعار عقود القمح تتجه لتحقيق أعلى تسوية منذ أغسطس 2023
- بهذه القيمة.. ماكدونالدز تطرح وجبات مُخفضة لجذب منخفضي الدخل ...
- ثقة المستهلكين الأميركيين تنخفض إلى أدنى مستوى في 6 أشهر
- أنشيلوتي: فينيسيوس قريب من الكرة الذهبية
- الأسبوع يغلق على ارتفاع الذهب والنفط مع تصاعد الحرب في غزة
- اقتصاد بريطانيا يعود للنمو.. هل هي نهاية الركود؟


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - كريم الهزاع - أزمة الاقتصاد العالمي ونمط التفكير الديني