أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - عود وغابة وليل ابيض














المزيد.....

عود وغابة وليل ابيض


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2421 - 2008 / 10 / 1 - 06:47
المحور: الادب والفن
    


كل لحظة تمضي على ربع نغم السنوات هي لحظة الفقد والجنون
كل ترنيمة .. العندليب والصبح على افق المدينة
كل تلويحة من المساء الرصاصي على شريعة النواب
كل لحظة خمر بغدادي بيد أمرأة حانية اغلقت الماضي الكسيح
وفتحت نافذة الروح..
هي لمسة الجنون العراقي الغريب .. لمسة المخالطة ..
لمسة المخالفة .. لمسة الأجتهاد..
وفي كل لحظة يمضي النغم على كل ربع تون ليغاير..
لتقول.. دوسة الأصابع انّا مثل موجة الشواطيء لاتستقر
كل كلمات البكاء الحاني دون دموع
هي شجن التفاصيل .. ونحن نعرف سر البقايا
كلما مر التتار .. قتلونا ف.. قلنا لننهض كي نغني من تراب البقاء
ننهض كي نكتب ايامنا من جديد
وكلما كتبنا ايامنا .. ولد مسيحنا الجميل ..
.. ولد من صلوات الروح في الماء
في بابستية .. التطهّر في جنون الصلاة
نحن نحمل صلباننا طوال الوقت كي نتطهر من الأكاذيب والظلام
من روايات الخديعة .. ومن ديانات الجنون والقتل .. والدماء
نحمل صلبانا .. خشب جبال اورشليم ..
خشب البرتقال في ميزوبتيميا
من شجر البلوط في ديري .. الحجر الجميل الى الشمال المرمي
كلغة وحيدة ..
من خشب الشجرة القديمة لأبينا آدم .. في قرنة التلاقي
في جنوب الفرات والغناء الحميم ..
هذه بلادنا التي نعرف روائحها ..
وانغامها التي تزخرف غناءنا على ربع النغم العتيق
نعرف اهلها وصلوات المياه والتطهّر العجول
اذ ..كل دهر يطوف مابيننا قاتل من اهلينا ..
يحمل نصل القتلة العتاة .. مقدما القرابين لكل آلهة غريبة ..
قلت احمل صليبي .. خشب محمد فاضل البياتي
خشب الزان من مقام البلاد .. ربع التون على بكاء لميعة
بكاء عفيفة .. بكاء أحلام .. بكاء نرجس شوقي .. بكاء ملك
كانت البلاد تغني .. لكنها حين بكت دماءا
قلت احمل صليبي .. عود محمد فاضل وأمضي
*
مات صانع اعواد الغناء الرافديني..
مآلذي تبقى غير الدم والعقوق ...
كان يحب شوربة العدس عند الصباح..
في سيد سلطان علي .. او في ركن قصي من راغبة خاتون
كان يستيقظ في الفجر البغدادي المترب
على ربع التون .. مقام نهاوند
يفتح درج العدس .. يخرج حفنتين
يفتح درج الخبز اليابس .. يخرج كسرتين
يمضي نحو النار ممسكا القدر .. تستيقظ حبيبتة البغدادية
امرأة خجول احبت صانع اعواد الشرق وقررت رفقته دون سؤال
قررت كل شيء بسيط .. دون شروط
كي تطعمه فطور الصباح وتنظر الى يديه المرهقتين
تصنعان العود الرافديني وهو في التسعين
..كان محمد فاضل ..اكثرنا عزلة وحرية مع حبيبته العتيقة
وهي تغسل قدر الشوربة.. حيث يمضي يختبر عودي
ياللغرابة ...
محمد فاضل صانع اعواد الشرق الدامي .
لايعرف عن الموسيقى اي شيء
لكنه يدوس بأصابعة ليختبر عنق العود ورنينه
قائلا بلطف بغدادي حميم .. هذا احسن من عود فريد
احسن من عود عبد الوهاب اللذين اهديتهما لهما ..
يضحك بسخرية البغاددة الأسطوات ..
تعال افطر شوربة من يد حبيبتي البغدادية واذهب لتبكي
اقصد اذهب ودوزن عودك من جديد
انه عود طربي ..
عود محمد فاضل .. خشب اصلي وصنعه بغدادي
لتخاف ..
كل مفتاح سر في مشط العود
كل كلمة ستغنيها هي روح بلادنا
من زمان وانا ارث الصنعة ولم اعزف في حياتي
انا اعرف دوستين على زند العود..
لماذا تسميها رقبة .. انها الزند
روح افتح كتاب الموسيقى الكبير وقل للفارابي ان محمد فاضل الأمي
مثل نبي أمي .. أمرتني آلهة الموسيقى ان اعزف فتعلمت دوستين فقط
لكني تعلمت صنعة الآلهه فصنعت العود البغدادي
انا فرحان ايها البغدادي انك تعزف .. مقام مخالف..
حجاز كار
حجاز ديوان .. اذن اذهب .. الى البراري وغن .. مثل انكيدو
غناء الوحشية البريء
دوزن عودك ماتشاء من العلو .. والركود
وغن .. اذهب يابني
حملت عودي وتراب الزمان ..
صنعت صليبي
جاوزا لنقاط الحراس .. واليانكيز
وهدير الدبابة الهجين
عبرت سيطرات الأسود والأبيض
بالترفق الحزين امام القتلة واللصوص
عبرت سكين الملثمين : ماذا تحمل ياولد
- احمل كفني .. وفي سري احمل صليبي
- ذاهب الى جنتك اذن
نعم ايها الملثم والقاتل في جنون الفرقة والبلاهة
في جنون الأكاذيب والأحلام
في جنون النصوص
عبرت الحدود حاملا صليب محمد فاضل
مضيت اعبر البحار
سألتني حارسة الحدود الثلجية عن سر هذه الآلة
قلت انها اسمي .. وترابي وكفني
في خمسة اوتار .. فيما تشائين من اوتار
ضحكت .. وانا اشير الى اوتار قلبي ..
اذهب الى الغابة وغن اذن بأنتظار صلبك
غني ماتشاء
مادام قلبك العراق ..



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياأخا الطير في طشقند:عشرة ايام قرب الجواهري
- سور الصين .. وهادي العلوي ونحن الثلاثة
- مراجل الوطنية الجديدة
- ويأتيك كل غد بما فيه
- ومثقفون يتاجرون بالعراق
- مثقفون عراقيون في طهران
- خازوق يرسم شكل المرحلة - شاشه 3
- الحرّة .. يأكلها الدود - شاشة 2
- أمة ضاحكة..شاشة 1
- الذي في يديك .. في الكلمات
- كل شيء معتم ..كل شيء بائر
- الشرق البعيد يمضي ..الشرق يغيب
- طائر الحصى
- طائر اسود وسط بياض الحديقة
- ابراهيم الكوني : عزلة السرد بكل اللغات
- اوراق الدفتر لاتكفي لكلمة
- امنية ثالثة للوليتا
- البنفسجة التي في بلادي
- ناشطات عراقيات ودعوة .. وارتجالات
- مارك جينكنز : تماثيل الشارع ..امتداد للفن الشعبي


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - عود وغابة وليل ابيض