أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الزلابيا حرام ياناس














المزيد.....

الزلابيا حرام ياناس


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2413 - 2008 / 9 / 23 - 05:41
المحور: كتابات ساخرة
    


سرت قبل يومين اشاعة قوية في اوكلاند العاصمة التجارية لنيوزيلندا ان احد رجال الدين في العراق اصدر فتوى حرم بموجبها اكل الزلابية في رمضان , وسرعان ما اجتمع عدد من المهاجرين العراقيين ممن امضوا اكثر من 40 سنة في ديار الغربة في احدى المقاهي المنتشرة على طول ساحل المدينة حيث الحسناوات يستعرضن اجسادهن وغنجهن جيئة وذهابا على رصيف المقاهي.
وحين التم شمل القوم استهل الحديث اكبرهم سنا وهو معروف بحسن طويته وسلاطة لسانه, فقال بعد ان اشبع عينيه بقامة احداهن مرت من جانبه بسرعة:
- اعتقد ياسادة ان رجل الدين هذا لم يستعمل فرشاة الاسنان في حياته لانها مع معجون الاسنان صناعة غربية وسكان الغرب كما علموه اسياده اصحاب اللحى والعفونة المستديمة انهم كفار وظل صاحبنا هذا يستعمل " المسواك" رغم التهاب لثته الدائم ورفضه العلاج لدى طبيب الاسنان لان الم بالمسواك يقابل باجر من رب العزة كما ورد ذلك في اصحاحات المفتين العرب قبل عدة عقود من السنين.
والذي حدث في هذا الشهر , شهر رمضان المبارك ان قدمت له زوجته في اول يوم من ايام هذا الشهر المبارك طبق الزلابيا "ليحلي به" كالعادة بعد ألافطار, ومن سوء حظ الزوجة المسكينة انها نست ان تضع الكثير من "الشيرة" التي يحبها على الطبق فغضب صاحبنا ورمى عمامته على الارض وارغى وازبد وحلف باغلظ الايمان انه سيصدر فتوى بتحريم الزلابيا ابتداءا من يوم غد وهكذا كان فقد اصدر فتوته وحين انتهى من السطر الاخير من ديباجة الفتوى شعر بزهو وانتشاء لامثيل لهما تماما كما يحس الطفل غير السوي بالسعادة حين يكسر لعبته.
صاحبنا الآخر كان مستمعا جيدا ولكنه يحب ان يسترخي على كرسيه منبطحا على ظهره تماما كما ينبطح الناس على شاطىء البحر. قال وهو مغمض العينين:
- لقد فاتتك ياصديقي ملاحظة قوية فقد قيل ان هذا المعتوه الذي يطلق عليه اسم "السيد" او " الامام" مصاب بداء السكري وممنوع من اكل الحلويات فنسبة السكر عنده عالية جدا ويمكن ان يموت باي لحظة اذا "دنت" نفسه واكل قطعة حلوى, ولانه يخاف الموت ولايبالي بما يقوله البعض عن الحوريات الجميلات في الجنة فانه وعد نفسه بان لا يقترب من الحلويات ليعيش فترة اطول في هذه الدنيا ففيها من المال والبنون والغلمان الشىء الكثير.
قال آخر وق اعتدل في جلسته:
- يبدو انكم شططتم بعيدا فرجل الدين هذا وهو على ما يبدو يضع 3 خواتم في اصابع يده اليسرى يحترم معاناة العراقيين في الحصول على السكر اما لانه غير موجود في الاسواق او لانه غالي السعر او لانهم يعتبرون السكر من المواد الكمالية ولهذا فهو حين اصدر فتواه فانه كان يبغي راحة العراقيين وعدم تحميلهم اعباء شراء السكر من السوق السوداء.
قال الثالث معقبا وهو رجل غزا الشيب مفرقه كما غزت التجاعيد وجهه ورقبته :
- اذن فهذا الرجل انساني النزعة يعرف جيدا مايريد كما يعرف ان فتواه هذه سيكون لها التأثير الحسن على الناس وربما ستخدمه في الانتخابات المقبلة ليكون عضوا فعالا في البرلمان او ربما نائبا لرئيس الوزراء وحينها سيعمل على تنفيذ ما تشتهيه نفسه التي يعرف تماما ان رؤية الدولار نقطة ضعفها الاولى.
تنبه القوم الى صاحبهم الرابع وهو ينظر للسماء ساهما شاردا عنهم فقال احدهم غاضبا:
- ياعزيزي انت لست معنا فاذا لم يعجبك الحديث يمكنك ان تغادر الى حيث تريد.
فرد عليهم صاحبنا الشارد قائلا بصوت عطوف:
- اعتذر منكم ايها السادة ولكني كنت افكر باعداد ديباجة رسالة احتجاج وتوسل الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اقول له فيها ان الزلابية عند العراقيين مثل قهوة الصباح عندك ايها السيد المبجل ولانريد منك سوى ان تتكرم علينا وتصدر بيانا يحث جميع تجار السكر في العالم وخصوصا التجار في كوبا وفيجي واستراليا على ضخ اطنان السكر الى اسواق العراق وتحثهم على عدم نسيان اسواق البصرة والحلة والسماوة فناسها يعيشون تحت خط الفقر كما غيرهم في المحافظات الاخرى واذا رفض التجار عرضك هذا – ياسيادة الامين العام- فما عليك الا ان تشمر عن ذراعيك وتذهب بنفسك مع لفيف من حاشيتك الى اسواق الجملة لتشتري كل كميات السكر هناك وتأمر سكرتيرك الخاص بتولي امر شحنها قبل ان تنتهي ايام رمضان.
انفض القوم بعد ذلك وكل واحد منهم قرر ان يتوسل بزوجته ان تعد له طبقا من الزلابية كل يوم حتى بعد ايام رمضان.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطة واسامة بن لادن
- حين يعتذر القاضي
- شخصيات ...مشروع رواية
- ميوشة تسمع عن الاتفاقية الامريكية العراقية
- عزازوالله عزاز
- دودة الارض اعظم منكم جميعا
- سيارتي تكره امريكا
- الى الشيخ عيسى قاسم... انتبه لاتكن عنتريا مثلهم
- عيد الحب حرام عند مفتي السعودية ..ياناس
- امي والله
- متى يلتقي الضدان، بن لادن ومهدي المنتظر
- لماذا لايحب المسلمون الحب ..؟
- امرأة تبحث عن -حوري- في الجنة
- رسالة الى الله.. صداقتي قيد التنفيذ
- ميوشة تعلن الحرب على القاعدة
- الى علاء مهدي ... رد هادىء جدا
- سحقا لكم .. ماذا تفعلون؟
- يامعود يا حكومة
- ميوشة تصحو على - الصحوة-
- ببغاوات في السعودية عمرها قرون


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الزلابيا حرام ياناس