أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة العراقية - قصة من الواقع العراقي














المزيد.....

قصة من الواقع العراقي


فاطمة العراقية

الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 04:00
المحور: الادب والفن
    



ضاع الامل الموعود
هناك تجلس وحيدة وسط حديقتها المهجورة الا من بقايا حشائش صفراء تنبت هنا وهناك. الا قليل من شتلات من الورود الذابلة كروحها ..مظللة بشجرة اليوكالبتوس الكبيرة المنتصبة فوق باحة المنزل..
جلست تعيد حسابات الماضي وتقلب اوراق العمر وايامها الجميلة التي ذهبت دون رجعة ..ذهب ولاحتى ورقة او قصاصة تعلمها عن وجوده حيا او ميتا ..انتظرت ولازالت تنتظر على مدى سنين طوال فارغة موحشة ..وهي مسترسلة في خواطرها ظهرت غيوم سوداء تلبد السماء بعتمتها الرمادية هبت رياح باردة اسقطت بعض وريقات صفراء من شجرة اليوكالبتوس.اقشعر بدنها ازدادت برودة الجو والسماء تنذر بهطول امطارا غزيرة ..
دخلت مسرعة الى غرفتها وجلست على سريرها البارد مطوقة كتفها بيديها تستشعر بردا قارصا يلذعها ..
انفردت مرة اخرى بتذكر ايامها وهي ترنو الى صورة معلقة على جدار غرفتها صورة لشاب وسيم بملابس التخرج من كليته ..استقرت عينيها الى الصورة الماثلة امامها هو غائب عنها بلحمه ودمه لكنه يجلس وسط حشاشتها.. تأملت الصورة وتفحصت الملامح طويلا وبدأت تردد اغنية قديمة
(عد وانه عد ونشوف ياهو اكثر هموم) انها تهدهد النفس بهذه الكلمات المشبعة بالحزن والشجن ..
انتقلت ببصرها الى صورة اخرى معلقة تقبع في ركن الغرفة تظمها وهو في ملابس زفافهما بدأت تشنجات تهزها والعبرات تتكسر في صدرها وهي تتأمل ذلك الحلم البعيد الذي ولى من غير رجعة والاهات تعتصرها الى متى سيطول الانتظار والبقاء وحيدة والعمرينطوي والشباب يذوي وهي كالشمعة تحترق وسط ظلام النفس الذي يعتريها ..عيون كحيلة برموش سوداء وشعر طويل ينسدل على كتفيها وثغر كحبة الكرز الطرية يفتر عن اسنان كأنها اللؤلوء المنضود تنفرج عن ابتسامة ملؤها الفرح والسعادة..هذه ملامحها ..هو وسيم عراقي السمرة وابتسامة مشرقة ترتسم على وجهه الجميل وذراعه التي تلتف حول خصرها كانت هذه صورة الزفاف المعلقة على جدران غرفتهما لقد اطرتها (باية الكرسي)
عاشت هذه اللحظات مع ذكرياتها وهي نصف نائمة فوق سريرها تتراقص اطياف الماضي امام عينيها كأن انفاس الحبيب لازالت تدغدغ اذنيها وهمساته ترن في اصداء الغرفة ..
فجأة قفزت مذعورة خائفة عن سريرها على صوت طرق عنيف على باب دارها الخارجي خرجت كان الظلام قد حل والرياح شديدة البرودة
والمطر ينزل بغزارة قالت في نفسها ..من يكون قديكون هو عائدا من غيبته الطويلة وحن عليها الزمن وعاد الامل الموعود واصبح حقيقة روادتها هذه الخواطر وهي في طريقها لتفتح الباب ..
فتحت الباب وهي قلقة مرتبكة متلعثمة من انتم ؟؟؟ سألت الواقفون على بابها وقفت واجمة كانت وجوه غريبة لاتعرفها تقف امام بيتها وسط شارع موحل مقفر وهناك على بعد امتار قليلة تقف سيارة تكسي تحمل على سقفها نعشا يلف بالعلم العراقي تكلم احدهم اسفين جئنا في هذا الوقت المتأخر من ليل ممطر لاكنا مأمورين بتنفيذ الاوامر المعطاة لنا ..
لقد اتينا ونحن نحمل رفات زوجك الذي وجد مع رفاقه المفقودين وها نحن نسلمه اليك ......... نظرت مندهشة وخائفة فصرخت وسقطت مغشيا عليها ...قد ضاع الامل المرتجى ..تمت..



#فاطمة_العراقية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوبعة جديدة
- الحلقة السابعة عشر من مؤلف الاستاذ بهاء الدين نوري(قضايا الع ...
- حول تألف قوى اليسار
- للمبدعين تحية
- هواه بحجم العراق
- الحلقة السادسة عشر من مؤلف الاستاذ بهاء الدين نوري(قضايا الع ...
- عودة الى الكهرباء مرة ثانية وعاشرة الى يوم يهتم برأي المواطن
- نداء الى من يهمه امر البيئة
- الكهرباء وجمال حضورها تظهر في لمح البصر وتختفي
- الحلقة الخامسة عشر من مؤلف الاستاذ بهاء الدين نوري (قضايا ال ...
- مالك الهوى انت
- مظاهر الدافعية والمزاج والطبع وقتل المبدعين في بلادي
- حول النساء المطلقات
- صدى الذكريات
- الحلقة الرابعة عشر من مؤلف الاستاذ بهاء الدين نوري (قضايا ال ...
- الى زاهد الشرقي
- حول مقالة الاخ جوزيف شلال الكويت مازالت تعيش عقدة صدام حسين
- سيد الرؤى
- الحلقة الثالثة عشر من مؤلف الاستاذ بهاء الدين نوري (قضايا ال ...
- قضية كركوك والمجادلات الكلامية


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة العراقية - قصة من الواقع العراقي