أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مريم نجمه - من كل حديقة زهرة - 20















المزيد.....



من كل حديقة زهرة - 20


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2403 - 2008 / 9 / 13 - 06:53
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


زراعة – صحة – جمال
.... فصل الخريف يطرق الأبواب دون استئذان بعد أيام في 21 أيلول يوم الإعتدال الخريفي ليدخل عالم الزمن .
هذا الفصل المعتدل.. يهيؤنا للدخول إلى فصل الشتاء البارد .. هو محطة وإستراحة مناخية حرارية , يهئ أجسامنا لتقبل البرد دون أقل مشاكل وأزمات وأمراض .. ( فالإنسان طبيب نفسه ) عليه أن يلاحظ بوعيه وإدراكه اليومي ما الذي يؤذيه ويضره , وما ينفعه .. . واليوم أحببت أن أنتقل من خلال عالم الزراعة إلى فاكهة صديقة للإنسان وصيدلية البيت والعائلة , لتقينا من أمراض الخريف وتبدل الطقس ودرجة الحرارة وتأثيرها خاصة على الأطفال وكبار السن ... .. اّمل أن أوفق في هذه المعلومات , وألا أثقل على القارئ ما يفرحه وينشط ذاكرته الصحية والغذائية والجمالية ..
كذلك أهدي هذه الحلقة بكل حب وتواضع إلى إخوتنا في العراق الحبيب , بسبب إجتياح مرض ( الكوليرا) في محافظة بابل وغيرها من مدن الجنوب في هذه الأيام , طالبين الشفاء للجميع ومزيدًا من العمل و التوعية و التحرر من اّثار كوارث الحروب والتخريب والإرهاب والمخربين ... والعبث بالبيئة وصحة الإنسان الذي هو أثمن شئ في الوجود ..

شجرة الليمون :
شجرة الليمون .. ملكة الفواكه .
عرفت هذه الشجرة قديماً لأول مرة في شرق أسيا - الصين , والهند - ومنها انتقلت إلى غرب القارة - و أوربا - والأميركيتين – تجود في الأماكن المعتدلة الرطبة كما في سواحل البحر الأبيض المتوسط و , المناطق الحارة الرطبة .. كما في الساحل السوري واللبناني والفلسطيني وتعتبر فلسطين وبياراتها رمزًا لها كما في شهرة البرتقال اليافاوي ..
يقال أن الرومان , وقبلهم شعوبنا القديمة عرفوا هذه الشجرة ورسموها في زينة لوحات فسيفساء قصورهم قبل وبعد الميلاد - قرطاجة مثلا ... وغيرها من المدن .. .
لقد اهتمت الشعوب بهذه الشجرة منذ القديم , فأهلنا في دمشق زرعوها في فضاءاتهم المنزلية.. في البيوت الدمشقية القديمة .. إلى جانب شجر النارنج ( بوصفير ) والكباد وغيره للإستفادة من ثمرها – للطعام والشراب والمربيات .. وزهرها ( في صناعة ماء الزهر ) وجمال ورقها الدائم الخضرة ..
لقد زرعت أشجار الحمضيات ومنها الليمون في العراق بكثرة تحت شجر النخيل ليعطيها الظل صيفا وفي الشتاء دفئاً – من الجنوب حتى منطقة ديالى وبغداد ....
وفي مصر الشقيقة مثلاً .. يبدأ في فصل الخريف التقليد الموسمي السنوي عندهم " تخليل الليمون " .. وليس الليمون فقط بل النارنج أيضاً – وبكميات كبيرة وحفظه لأوقات الحاجة ..

..............

** الليمون , سيترون ( Le CITRON ) ( De CITROEN ) ) LEMON )

كلمة ومقدمةعن الشجرة :

الليمون ينتمي إلى أشجار الحمضيات التي تضم ( البرتقال اليوسفي مندرين كريفون كباد نارنج .. ) وهي بيضاوية الشكل , صفراء اللون . أِشجار الحمضيات أشجار دائمة الخضرة تحافظ على أوراقها طوال أيام السنة , يلزمها المناخ الرطب مع الحرارة < يؤذيها الصقيع والبرد القارص الشديد...... وقد أصبحت اليوم تزرع في البيوت الزجاجية هي وأشجار الموز وغيرها في المناطق الباردة...

* *
( ... " وفي الليمون الشفاء " .. لقد ابتعدنا في العقود الأخيرة في غذائنا اليومي عن كل ما هو طبيعي في الغذاء ابتعدنا عن كل ماهو طبيعي , واتجهنا إلى كل ما هو صناعي وضار , وانتشرت بيننا الكثير من الأمراض .. ففي دراسة فرنسية حديثة ثبت أن فيتامين ( س ) الموجود بكثرة في الليمون , والأطعمة الشعبية يمكنه أن يزيد من مقاومة الجسم ضد الأمراض وخاصة التسمم الذي يحدث نتيجة استنشاق الإنسان للهواء الملوَث , ولأنه يزيد الطاقة داخل الجسم فهو يعتبر العلاج الأمثل للإرهاق ... كما أنه يحمي من تصلب الشرايين وأمراض القلب التي لها علاقة بملوثات البيئة ..

يؤكد علماء البيئة أن تلوث الهواء هو أخطر أنواع التلوث على الإطلاق , فالإنسان يستطيع الحياة بدون طعام عدة أسابيع , وبدون ماء عدة أيام , ولكنه لا يستطيع الحياة بدون هواء أكثر من لحظات محدودة .
ويكفي أن نعرف أن الإنسان يتنفس في اليوم الواحد نحو ( 22 ألف مرة ) في حالة السكون . تزيد كثيراً في حالة الحركة وبذل المجهود وممارسة الألعاب الرياضية .
وقد أعلنت وكالة حماية البيئة ( EPA ) أن هناك نحو 150 مليونا من البشر يعيشون في مناطق الهواء فيها غير صالح للتنفس . ومما لا شك فيه أن ملوثات الهواء من غبار وأتربة وشوائب ورصاص وأكاسيد كربون , وأكاسيد كبريت وأبخرة وأدخنة وغازات سامة , هي أخطر ما تكون على صحة الإنسان .
من هنا كانت أهمية أن يعلن العلماء أن فيتامين ( c ) يقاوم التسمم الذي يحدثه استنشاق الهواء الملوث . فهو فيتامين مهم جدًا للنمو . والمحافظة على كفاءة الأوعية الدموية , ومقاومة الإلتهابات كما يرتبط بعملية التنفس فينقل الهيدروجين بين بعض مواد الجسم . ويزيد مقاومة الجسم لنزلات البرد والتهاب اللوزتين , ومفيد جداً في علاج النزلات الشعبية وأمراض الكلى والنزف والأسقربوط . كما يفضل زيادة كمية فيتامين سي في الجسم في حالة الإصابة بالإلتهاب الرئوي والروماتيزم , وله مفعول السحر في علاج حالات إلتهاب المفاصل والسرطان . وأهميته كبيرة أيضا في تكوين الأنسجة الضامة الموجودة في الأسنان والغضاريف والجلد وجدران الشعيرات الدموية , كما يقوم بدور كبير في التئام الجروح والحروق , وبصفة عامة........... يكسب الجسم مناعة ضد الأمراض .

0 عليكم بالليمون ..
فيتامين ( سيC < ) موجود والحمد لله بوفرة في الأطعمة الشعبية النباتية الرخيصة مثل :
الجرجير , البقدونس , الجزر , الخوخ , العنب , الكرنب , اللفت , البصل الأخضر , البسلة , القرنبيط , الثوم , الخس , السبانخ , البندورة الطماطم , الفاصولياء , الشمام ( البطيخ الأصفر الميلون ) , الموز , الكوسا , التفاح , الخيار , البطاطس , ويعتبر الليمون والبرتقال واليوسفي والجوافة من أغنى المصادر بفيتامين ( سي ) , والمشكلة أن " الإنسان " لا يستطيع تكوين هذا الفيتامين في جسمه ولهذا يحتاج له بصفة يومية وباستمرار .
وتتراوح الجرعة اليومية ما بين ( 75 – 100 ) ملغرام وهذه الكمية موجودة في برتقالة واحدة أو ليمونة بلدية . وتزداد هذه الجرعة في حالة الحمل للسيدات بحيث لا تقل عن ميللغرام . وفي حالة الرضاعة 150 ملغرام . أما الطفل في مرحلة النمو فإنه يحتاج لكمية أكبر .. ويحذر علماء الغذاء من أن فيتامين سي يفقد بالتسخين , القلي , التعقيم , البسترة , التخزين , التثليج , التجفيف , التجميد والتمليح . إلقاء ماء السلق , وتعريض الأطعمة لضوء الشمس أو للأشعة فوق البنفسجية . ولذلك لا يفضل تقطيع السلطة أو الفواكه وتركها في الهواء , والأفضل هو إضافة عصير الليمون , أو الخل على السلطة . أو عصير الليمون على التفاحة المقطعة حتى تحافظ على فيتامين ( سي ) , لفترة دون تلف .

ولأهمية فيتامين سي لجسم الإنسان قد يندهش البعض أنه قديماً عندما انتشر وباء " الكوليرا " لم يجد الأطباء أمامهم سوى أن ينصحوا الناس بتناول " عصير الليمون " . لأن الحمض الموجود في الليمونة له خاصية القضاء على جراثيم الكوليرا التي تنتشر عن طريق الماء .

0 ينقّي الجسم من السموم
1
. ولأننا نعيش في عصر تلوث البيئة .. فإن علماء الغذاء في العالم يحذرون من تناول أطعمة جافة خالية من الخضراوات أو الفواكه الطازجة . كما يجب عدم الإعتماد على الأطعمة والأغذية الجاهزة . والمعلبات المحفوظة كما يحدث في المعسكرات والرحلات . لأنه كثيراً ما يصاب الأشخاص الذين تقتصر تغذيتهم على النشويات وتناول اللبن والبيض والحبوب بأمراض نقص فيتاممين ( سي ) حيث ينشأ عن هذا النقص نوع من " الإينيميا " – فقر الدم - ناتج عن عدم وجود فيتامين سي الذي يساعد كثيراً على امتصاص الجسم للحديد , نقص الوزن , قلة الشهية للطعام , الضعف العام , ضيق التنفس , الإحساس بالتعب لأقل مجهود , ضعف الأوعية الدموية , تأخر نمو الأطفال , بطء إلتئام الجروح , وحدوث نزيف داخلي , وتصبح العظام هشة , بالإضافة إلى مرض " الأسقربوط " الذي يصاحبه ضعف عام وأورام بالمفاصل , وضعف اللثة , وتاّكل الأسنان , وحدوث نزيف تحت الجلد والأغشية المخاطية .

ويؤكد الدكتور- صلاح عبد الفتاح - أستاذ علوم وتكنولوجيا الغذاء بمعهد التغذية .. أن الليمون هو إحدى معجزات الله على الأرض , لأنه يقاوم السموم وأخطارها المدمرة وخاصة التي تدخل الجسم عن طريق ملوثات الهواء لأنه يتمتع بالقدرة على ترميم الأنسجة وبنائها , فهو قابض للأوعية الدموية , وله القدرة على وقف النزيف وتضميد الجروح , ومن المفيد جداً إستخدام " قشر الليمون " , في العصير لأنه مطهَر للجهاز التنفسي ويعمل على تنقية الحنجرة والقصبة الهوائية , كما أن فيتامين ( سي ) ينقي الجسم من الكثير من السموم ويعمل على تعديل مسارها لأن من مميزاته أنه يمتص بالكامل وبسرعة من خلال الأمعاء والأغذية الغنية بالحديد لها دور كبير أيضا في حماية الجسم من سموم الرصاص والنحاس . وبذلك يصبح لكل من فيتامين سي والحديد تأثير مشترك في وقاية الجسم من هذه السموم , ولذلك ينصح بأهمية إضافة فيتامين سي لأغذية الأطفال مما يؤدي إلى زيادة إمتصاص جسم الأطفال للحديد الموجود بالأغذية المختلفة , وكذلك الحوامل والمرضعات . أما الأشخاص العاديون فإن تناولهم للخضروات والفواكه الطازجة يعوضهم عن الأغذية الفقيرة في الحديد , وفوق ذلك كله فإن تناول فيتامين ( سي ) يساعد في حماية الجسم من فقد فيتامينات أخرى كثيرة , وخاصة فيتامينات ( ب , ه ) مما يزيد من قدرة الجسم على مقاومة السموم والملوثات ..

0 يقوَي جهاز المناعة :

.... من المعروف أن فيتامين( سي ) من أشهر الفيتامينات استخداماً لما عرف عنه مقاومته لنزلات البرد والأنفلونزا منذ زمن بعيد , ولهذا أدرك العلماء العلاقة الوثيقة بين فيتامين ( سي ) وبين تقوية جهاز المناعة للإنسان من خلال مقاومته لمرض السرطان , وذلك منذ أوائل السبعينيات من القرن الماضي حيث لاحظوا أن نسبة حدوث بعض السرطانات تقل في الشعوب التي تستخدم كميات كبيرة من الموالح والفواكه والخضروات الغنية بفيتامين ( سي ) . كما أن الدراسات الطبية التي قام بها ( الدكتور غلاديس بلوك ) في جامعة كاليفورنيا بركلي , أظهرت أن نسبة حدوث سرطان الفم والحلق والمعدة تزيد بنسبة الضعف في الأشخاص الذين لا يتناولون جرعات عالية من فيتامين سي ... وفي دراسات أخرى أجرتها الطبيبة " ريجينا زيجلر " في المعهد القومي الأميركي للسرطان , أظهرت أن سرطان الجهاز التنفسي وخاصة " سرطان الرئة " , تقل نسبة حدوثه مع تناول جرعات عالية من فيتامين سي وكلك سرطان الفم والبلعوم والمعدة والمثانة والمستقيم , وهناك بعض الأطباء الذين استخدموا فيتامين سي في علاج الحالات المتأخرة جداً من بعض أنواع السرطان , وذلك باستخدام جرعات يومية عالية جدا تصل إلى ( 40 ) غرام يومياً عن طريق الحقن , وكانت دهشتهم وانبهارهم حين اختفى الورم تماماً وتحسنت حالة المرضى بعد أن كانوا على وشك الموت .
ولأن الفيتامين ( سي ) له دور كبير في امتصاص الحديد , وتكوين ( الكولاجين ) الذي يدخل في تكوين الجلد والأظافر والشعر وجدار الخلايا وبروتينات الجهاز العصبي والغدد الصماء . فإنه يعمل على استعادة نشاط خلايا " الجهاز المناعي " والذي يبدأ " بالجلد " الذي يغلف كل جزء خارجي من أجسامنا .
ويحتوي على غدد دهنية وعرقية تفرز مواد تحمي الجسم من الميكروبات والسموم والملوثات . لذلك يقف الجلد السليم كحارس لمنع دخول ملوثات البيئة من أكاسيد الكربون والرصاص وعوادم السيارات والأبخرة والغازات السامة .

ولذلك يؤكد علماء المناعة في العالم أن فيتامين سي هو أهم فيتامين يزيد من مقاومة الجهاز المناعي للسموم والملوثات الخارجية . كما أن هناك علاقة وثيقة بين فيتامين سي وبين " التدخين " , فالتدخين " يقلل " من فيتامين ( سي ) في الدم عند المدخن , مما يسبب له حساسية ومضاعفات في الشعب الهوائية والقصبة الهوائية , لأنه يساعد على تكسير الهيستامين " الذي يسبب كل أعراض حساسية الصدر وضيق الشعب الهوائية , ولهذا ينصح الأطباء " المدخنين " بأن العلاج المستمر بالفيتامين ( سي ) يقلل من مضاعفات وأعراض حساسية الصدر المزمنة , وتلف الرئة , ويحسن من أعراض إنسداد الشعب الهوائية ..

لنرى الدكتور صبري القباني ... ماذا يقول عن الليمون مادة بحثنا المطوَل اليوم .

2–

( الليمون هو شقيق البرتقال , وأحد الثمار الحمضية المرموقة ... يدعى في اللغات الأجنبية ( ليمون , سيترون ) ... وفي لبنان يطلق إسمه على البرتقال , ويميز بينهما بتسمية أحدهما " ليموناً حامضاً " والاّخر " ليموناً حلواً .. وفي العراق يسمى النومي " – " والقارص " في الجزائر وتونس -
وفي كل الحالات والتسميات , يقصد ثمرة في مقدمة الفواكه المغذية والشافية على السواء .. على إختلاف مذاقها , وأنواعها , وأحجامها , ما بين الحلاوة والحموضة , وما بين الضخامة والصغر , والخشونة والنعومة .
والليمون فاكهة مغرقة في القدم . ظهرت في اّسيا وازدهرت زراعتها في حوض البحر الأبيض , بشكل خاص , ومنه انتقلت إلى أوربا محتفظة بإسمها العربي .
ومنذ أقدم الأزمان , والناس يستخدمون الليمون كدواء شاف من عدد من الأوبئة والأمراض , كالكوليرا , والتيفوئيد , والروماتيزما , والنقرس , والإنتانات المعوية , وأمراض الكبد .
لقد كان لسرعة إنتشار الأوبئة في الزمن السالف , أثره في ارتفاع مكانة الليمون جيلاً بعد جيل , مع إتساع نطاق الخدمات الشفائية التي يؤديها , ولعلنا ما زلنا نذكر كيف اشتد الإقبال على الليمون عند ظهور وباء الكوليرا في بعض بلاد الشرق الأوسط , فقد نادى الأطباء – أيامئذ – باتقاء ذلك الوباء بوساطة الليمون فنصحوا الناس بإضافة الليمون إلى ماء الشرب بعد غليه , لأن لليمون خاصية القضاء على جراثيم الكوليرا التي تنتشر عن طريق الماء .
وقد ألف ذوو المواليد أن يقطر الأطباء , والقابلات , قطرة واحدة من الليمون في عيني المواليد فور ظهورهم إلى الحياة , وذلك بقصد جلاء بصر المولود حديثاً ووقايته شر الإلتهابات وانتقال الجراثيم الهاجعة في ثنايا جهاز والدته التناسلي .
ولعلنا نذكر – كذلك – كيف أقبل الناس على اتقاء الأنفلونزا بواسطة الليمون عندما اجتاحت منطقتنا , وكيف أثبت مفعوله الحاسم في إيقاف جراثيم الإنفلونزا عن النمو والإنتشار .
إن سر الإمكانات الواسعة التي يتمتع بها الليمون في مجال الوقاية والعلاج , يعود إلى احتوائه على عدد من الفيتامينات والمعادن فهو غني بالفيتامينات ( أ A ) و ( ( ب2 B2 ) و ( ب12 B12 ) و ( ب ب PP) , بالإضافة إلى الحديد والكلس والبوتاس والفسفور والكربوهيدرونيات , والبروتين , والدهن ..
ولكن غنى الليمون بالفيتامينات يتمثل بشكل خاص بالفيتامين ( ج C ) , الذي يكوَن مع حامض الليمون العنصر الأساسي لهذه الفاكهة . وكما سبق لنا أن ذكرنا لدى الحديث عن البرتقال , فإن الفيتامين ( ج سي ) يفيد في حالات الإصابة بداء الحفر ( الأسقربوط ) بالإضافة إلى ميزاته الأخرى التي سبقت الإشارة إليها ,
وقد أعلن الطبيب العالمي الدكتور ( ملتون ) أن الليمون دواء أكثر فعالية وقدرة في أمراض الفم والوقاية منها , وخاصة الأمراض التي تؤدي إلى تخلخل الأسنان وسقوطها المبكر .
والليمون مقبض للأوعية الدموية كما أنه مخثر للدم , فهو إذا يستعمل في تضميد الجروح وعلاج القروح , فإذا ما أصيب امرؤ بالرعاف ( نزف الأنف ) فإن بالإمكان وقفه بسد فوهة الأنف بقطعة قماش مبللة بعصير الليمون وسيكون أثر ذلك سريعا وحاسماً .

ونظراً لما تبين من تأثير الفيتامين ) سي C ) في الغدة الدرقية , فإن الليمون يعتبر – تبعاً لذلك – مهدئاً للأعصاب , وقد أوصى الأطباء كل من يشكو الجدرة ( أي ضخامة الغدة الدرقية الرابضة في مقدمة العنق ) بالإكثار من تناول الليمون , أو زرق الفيتامين سي , ولما كان المصابون بضخامة الغدة الدرقية يشكون توفز الأعصاب , والإضطرابات العصبية , والرجفان , فإن أثر الليمون كمصدر من مصادر الفيتامين المذكور , لا يحتاج إلى تنويه .
وقد تبين أن الليمون يتمتع بالقدرة على ترميم الأنسجة , فإن مفعوله الباني لأنسجة الجسم , يمتد إلى جميع هذه الإنسجة . لأن الكلس الذي يدخل الجسم لا يتمثل أو يتثبت في العضوية إلا إذا دعم بالفيتامين ( د ) , أو الفيتامين ) سي ) ومعنى هذا أن الحليب الذي يعطى خلوا من الفيتامين بسبب تعقيمه أو حفظه في العلب , لا فائدة منه إذا لم يدعم بمادة غنية بفيتامين ) س C أو د D ) , حتى أن المؤتمر الوطني للطفولة والأمومة , والذي انعقد في إيطاليا , اتخذ في هذا الشأن مقررات وتوصيات تقضي بإضافة الليمون والبرتقال إلى غذاء الحوامل , وإلى وجبات الأطفال الذين يتغذون بالحليب الصناعي , وبهذا يمكن الإستفادة من الحليب الحاوي الكلس .
ولليمون خاصية أخرى , هي احتواؤه على أملاح وحوامض عضوية تساعد على احتراق الفضلات والأملاح , ولذا فهو يوصف في حالات الروماتيزما والنقرس وارتفاع الضغط الشرياني وتصلب الشرايين , والدوالي – الفاريس – وعرق النسا , والاّلام العصبية المختلفة .
ويستخدم الليمون في جميع حالات الحمَى , وخاصة عند ارتفاع حرارة المرضى , لأنه يساعد على طرح الفضلات , ويزيد في إدرار البول ويؤثر في غدتي الكظر والدرق اللتين تنظمان النبض .
ولليمون خاصية مقاومة السموم ,

........ تعال معي أخي القارئ الكريم لنقرأ ونسمع معاًهذه القصة المفرحة والحزينة باّن حول مفعول السحري لليمون كما ينقلها لنا الدكتور صبري القباني .. –

( ويروي لنا الفراعنة قصة مدهشة عن إثنين محكومين بالإعدام , سيقا لتنفيذ الحكم فيهما بواسطة لدغة نوع من الثعابين يدعى " اّسبيك Aspic " , ولكن أحد باعة الليمون دسَ في يد كل من المحكومين ليمونة كبيرة تناولاها في الحال , وكم كانت دهشة القاضي المشرف على تنفيذ الإعدام شديدة عندما تبين له أن لدغة الثعبان لم تؤثر في المحكومين , وبعد تحقيق دقيق استطاع الإهتداء إلى السر . ولكي يتأكد من صحة ما توصل إليه , أتى بمحكومين اّخرين وأعطى أحدهما ليمونة , وعرضهما للدغة الثعبان , فإذا بالذي أكل الليمونة ينجو من الموت , وإذا بالثاني يلاقي حتفه في الحال , وقد أيد العلم الحديث صحة هذه النظرية , واعترف بقدرة الليمون في مجال مقاومة السموم .

ولقشر الليمون قدرة على تقوية الكبد , فهو صالح للأكل بعد إزالة طبقته السطحية بواسطة الحك , كما يفيد في طرد الديدان والغازات والتعفنات المعوية .
ولا بد لنا أن نشير إلى أن المحذورات التي نوهنا عنها بالنسبة للإفراط في تناول البرتقال وعصيره , تنطبق أيضاً على الليمون , وكم من حادث مؤلم صادفته في حياتي الطبية عن فتيات في عمر الزهور أصبن بمضاعفات خطيرة نتيجة لإفراطهن في تناول عصير الليمون بقصد الرشاقة والنحافة .
ولا بد لنا – أيضاً – من التفريق بين الليمون وبين حمض الليمون , فليس هناك أدنى علاقة بين الإثنين , فيينما يعتبر الأول فاكهة , لا يعدو الثاني أن يكون عقاراً يسمى " حامض الطرطير " ذا الخاصية المقبضة , ولذا لا يجوز إستعماله في الطعام أو السلطة , لأن الليمون الحقيقي مغذ ومشه ومعقم ) .

- وتأكيداً على ذلك ففي بولونيا مثلاً , وكل من الإتحاد السوفياتي والدول الإشتراكية سابقاً - - لا يتناولوا كأس أوفنجان الشاي إلا بشريحة من الليمون الطازج –
- ولا يقدم كأس الماء أو الشاي للزبائن في المطاعم الصينية دون أن يضعوا فيه شريحة الليمون , ويقدمون في نهاية الغذاء أيضاً لكل شخص الفوطة ( المنشفة الصغيرة ) مبللة حارة بعطر ورق الليمون المنعش..!؟

( ... هذا ويعتبر عصير الليمون مرطباً جيداً في الصيف , فهو منعش وقادر على إرواء العطش , وسواء أخذ مبرداً على شكل ليمونادا ) أو حاراً على شكل مغلي . وفي العراق تستعمل ثمرات الليمون الصغيرة المجففة المسماة " نومي البصرة " في إعداد مغلي حار صيفاً وشتاء بنفس الطريقة التي يعد الشاي بها .
ولا يفوتنا أن نذكر أن الليمون يوصف في حالات إلتهاب المسالك البولية ( الكلي والبروستات والمثانة ) إذ يطهر المجاري ويغسلها بقدرته على إدرار البول وطرح الفضلات .
وإذا منع مريض من استعمال ملح الطعام العادي , فإن الليمون يعوضه بعض الشئ عن ذلك الملح , لأن خلو الطعام تماماً من الملح العادي يفقده نكهته فتعافه نفس المريض , أما إذا أضيف إليه عصير الليمون , فإن أملاح البوتاسيوم الموجودة فيه كفيلة بأن تجعل طعم الطعام مقبولاً أكثر .
وأخيراً .... فالليمون مهضم ومشه لأن حامضيته تحرض الإفرازات اللعابية , والغدد المعوية , فهو يحتوي على خميرة " الدياستاز " المهضمة , أما إذا عصر على الطعام المطبوخ فإنه يعيد إليه ما فقده من فيتامين بسبب حرارة الطبخ أو الغلي , كما أن وضع الليمون في الخضار التي تؤخذ دون طبخ يعقمها ويقضي على الجراثيم الموجودة فيها .

ماذا يقول لنا أيضاً الدكتور القباني عن إستعمال شرائح الليمون في الجمال ..؟
• وصفة لإستعمال الليمون في إكساب الوجه نضارة وإشراقاً :
توضع شرائح الليمون على الوجه والعنق مساء كل يوم لمدة ربع ساعة , أو يدلك به الوجه أو الشعر , لإعادة الفتوة والنضارة إلى الجلد المتغضن , ولتقوية بصلات الشعر للحيلولة دون انتشار الصلع في الرأس .

• وصفة لإستعمال الليمون في علاج جفاف الجلد :
يمزج عصير الليمون والغليسرين ويدلك الجلد الجاف أو المتشقق بهذا المزيج .

• وصفة لإستعمال الليمون في علاج الزيوان الأسود في الوجه :
يرطب الوجه مساء بالماء الحار ثم يطلى بمزيج مكون من نسب متساوية من عصير الليمون والغليسرين والكحول , في الصباح يرطب الوجه مرة أخرى بالماء الحار ثم تعصر الزيوانات بين الإصبعين , يكرر ذلك لمدة أسبوع فيقضي نهائياًعلى الزيوان الأسود الذي يشوه الوجه .

لتهدئة الأعصاب كذلك :
• وصفة لاستعمال أزهار الليمون في علاج العصبيين :
تجفف أزهار الليمون , ثم تغلى بنفس الطريقة التي يغلى بها الشاي , فتفيد في علاج العصبيين , وذوي الحساسية الزائدة , كما يعطي للمراهقين للحد من ثورتهم .

للنظافة واللمعان والإشراق كذلك ...
• وصفة لاستعمال الليمون في إزالة الصدأ عن القماش :
توضع شريحة من الليمون على بقعة الصدأ التي تصيب الأقمشة البيضاء , بعد عصرها بين قطعتي قماش , ثم تضغط بمكواة حارة , تكرر العملية بعد تجديد الشريحة عدة مرات فتزول البقعة تماماً .
.. تنظف الأواني النحاسية والفضية بشريحة من الليمون , ثم تغسل بالماء الحار , فتعود إلى لونها إشراقته ولمعانه .
شكراً للطبيعة والأرض ... التي تهبنا الغذاء والدواء .. والقوة والجمال .. فكن رفيقها أيها الإنسان .. ولا تتلفها وتخربها وتسمَمها بجهلك وحروبك .. وطمعك .. .

................
- في الجزائر وتونس يسمى الليمون الحامض ب ( القارس ) .

- يقال أن الشعب الأسباني أكثر الشعوب استخداماً لليمون , كما تشير مؤلفاتهم إلى ذلك .

- الليمون الأخضر يغسل السموم . الليمون الأخضر أسهل في الهضم من الليمون الأصفر , أي الذي يتم عصره بدون قشر ( خبير الأغذية الفرنسي أندريه جيث جاراي ) .
- الليمون ... منجم فوائد .
- الليمون .. سيد الموالح . ودواء وطبيب الفقراء .
- الليمون من أجمل الفواكه التي نعم الله علينا , ليس أنه فاكهة للطعام فحسب , إنما يعالج الأمراض أيضا .
يضاف عصير الليمون للكثير من الأطعمة اليومية كالسلطات المتنوعة وخاصة ( التبَولة ) الأكلة الشعبية لدينا , وكل أنواع الزيتون , وشوي الدجاج واللحوم والأسماك , وغيرها الكثير ..
الحديث عن منافع ثمرة الليمون طويل لا ينتهي , مهما تكلمنا عن الليمون فيبقى الكثير الذي يقال وسيقال في الكتب والدراسات والأبحاث . أختم هذه الحلقة بما قاله المؤرخ اليوناني هيرودوت عندما زار مصر : " عجبت من المصريين يمرضون ولديهم البصل , والليمون ..!!
لاهاي / 12 / 9
بعض المراجع :
 الغذاء لا الدواء – الدكتور صبري القباني
 - مجلة الوطن العربي 12 – 7 – 2002
 أسرار التغذية – كارلا حبيب مراد
 صيدلية المنزل – محسن عقيل
 تجارب , وقراءات شخصية -




#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف العربي ضحية الديكتاتوريات والإحتلالات والإرهاب .. كام ...
- طوبى لشاعر الثورة والحرية محمود درويش - 2
- خواطر زوجة معتقل سياسي - 11
- الصين الشعبية تبهر العالم في أوبمبياد بكين 2008 - الصين تجسَ ...
- من كل حديقة زهرة - 19
- أضواء.. على حركة السير و وطرق المواصلات والنقل في هولندا ؟ - ...
- مع شمس الصيف رحل شاعرنا محمود درويش ..
- هنيئاً لشيخ المناضلين عارف دليلة ..
- رأي في العلاقة بين القومية والديمقراطية
- الخلود .. للمناضلين الطاهرين الأوفياء للمبادئ والحرية
- من كل حديقة زهرة : زراعة - صحة - جمال -18
- هنيئاَ لكم في استقبال الأصنام في الإليزيه ..!؟
- الكلمة في ( الإنجيل ) أضواء على العهد الجديد ..؟ - 1
- من سيقود هذا العصر ؟ هل يمكن للصين الشعبية أن تنقذ العالم .. ...
- من سيقود هذا العصر ؟ هل إنقاذ العالم يمكن أن يكون بيد الصين ...
- خواطر .. على مشارف الفجر - حبذا لو جندوا في تحرير الجولان !؟
- من كل حديقة زهرة : زراعة - صحة - جمال - إهداء إلى الشعب الفل ...
- نداء .. وصرخة .. لإنقاذ حياة جميع معتقلي الرأي والضمير في سو ...
- ماذا نعرف عن الديمقراطية في هولندا ؟
- نساء في سطور ..؟


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مريم نجمه - من كل حديقة زهرة - 20