أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد سيد رصاص - استهداف السودان















المزيد.....

استهداف السودان


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2400 - 2008 / 9 / 10 - 09:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم يكن السودان موضع اهتمام كبير في فترة(الحرب الباردة)1947-1989من قبل قطبيها،فيماحصل العكس بعد انتهائها،الذي تزامن مع وصول الإسلاميين للسلطة في الخرطوم يوم30حزيران1989،في وقت كانت واشنطن المنتصرة على موسكو تفضُ تحالفها مع الإسلاميين الذي انعقد ضد السوفيات وخاصة بعد غزوهم لأفغانستان27كانون أول1979.
في زمن الأحادية القطبية، أبدت واشنطن اهتماماً مركزاً بالسودان،ودخلت في مشاكله الداخلية وتفاصيلها،ولعبت بها،أوشجعت المحيط الإقليمي الإفريقي للسودان دون العربي على التدخل بها:كان المظهر لذلك هو وجود نظام اسلامي في الخرطوم دخل في حالة تفارق سياسات مع واشنطن،كما في(أزمة وحرب الكويت:آب1990- شباط1991)،وشجع حركات اسلامية معارضة للأنظمة الحليفة لواشنطن،مثل "تنظيم الجهاد الإسلامي"المصري،الذي أثبتت التحقيقات تلقي منفذي محاولة اغتيال الرئيس مبارك في مطار أديس أبابا(حزيران1995)الأوامر من قياديي"الجهاد"المتمركزين في السودان قبل أن ينطلقوا من هناك،فيماكان ابن لادن مقيماً في السودان آنذاك حتى 1996 وهو الذي أظهر مؤشرات منذ حادثة الإستهداف الأول لأحد برجي مركز التجارة العالمي(1993)أن تنظيمه،أي"القاعدة"أصبح اسمه"قاعدة الجهاد"في شباط 1998إثر توحده مع "الجهاد"المصري بقيادة الظواهري،قد وضع الولايات المتحدة في رأس أهدافه.
كانت اللوحة،آنذاك بالتسعينيات،تعطي مؤشرات على رعاية واشنطن لتحالف افريقي،من دول"منظمة إيغاد"= أوغندا وكينيا وإثيوبيا وإريتريا،من أجل معالجة ملف جنوب السودان،وعلى تشجيعها لفرض العزلة على نظام الخرطوم من تلك الدول المحازية حدودها للسودان إضافة لمصر،فيماحصلت رعاية أميركية وثيقة لحركة التمرد الجنوبية بزعامة العقيد جون غارانغ،التي كانت بزمن (الحرب الباردة)في صف السوفييت وحليفهم الإثيوبي(هيلا ميريام)،وأيضاً للتجمع المعارض الذي ضم الأحزاب السودانية الشمالية بمافيها الشيوعيين.
أمام ذلك،كله،حاول (نظام الترابي - البشير)فك عزلته عبر فتح قنوات مع فرنسا التي سلمها(كارلوس)في عام1994،ومن خلال منح امتيازات نفطية للشركات الصينية،وأيضاً عبر إقامة علاقات وثيقة مع طهران:رغم هذا فقد ولدَت(اللوحة الدولية-الإقليمية-الداخلية)طريقاً مسدوداً أمام ذلك النظام،لم تنفع معه انفتاح كوات في تلك اللوحة،كماجرى في أعقاب التقارب الإثيوبي-السوداني عقب الحرب الإثيوبية-الإريترية في صيف1998.هذا أدى إلى انفجار التناقضات بين طرفي ذلك النظام حول الخيارات،التي تصادم قطباه من خلال"خيارات الدولة"و"خيارات الحركة الإسلامية"،حتى تم حسم ذلك الصراع في يوم12كانون أول1999عندما أبعد الفريق عمر البشير الدكتور حسن الترابي من السلطة.
قاد هذا إلى انفراج في علاقات النظام السوداني مع الدائرة الإقليمية،مع مصر والمحيط الخليجي العربي،وإلى تيسير سكة المفاوضات مع المتمردين الجنوبيين،برعاية"الإيغاد"،حتى الوصول إلى(اتفاقية مشاكوس)تموز2002،التي كان من الواضح فيها ميلان الأمور لصالح الجنوب في مواضيع(تقاسم السلطة والمناطق والثروة)،وهو ماازداد اختلالاً في(اتفاقية نيفاشا)كانون ثاني2005،التي أتت بعد أن ازداد ضعف نظام الخرطوم إثر نشوب تمرد دارفور في شباط2003،حيث كان من الواضح،منذ تفرد الفريق البشير بالسلطة،بأنه كلما قدم تنازلاً مرضياً لثالوث(المركب الدولي-الإقليمي-الداخلي)تزداد شهية الطرف الآخر أكثر من دون اعطائه صك الرضا الدولي،كما حصل مع العقيد القذافي منذ تنازله عن البرنامج النووي الليبي في الشهر الأخير من عام2003،كماأن(الدولي)كان يشجع(الداخلي)ضد أي محاولات لتبريد الوضع السوداني أوحلحلة بعض مشاكله،كما جرى في(اتفاقية أبوجا)أيار2006،لمااتفق نظام الخرطوم مع(حركة تحرير السودان)فصيل أركي مناوي،وبرعاية نيجرية- ليبية،على حل لأزمة دارفور،حيث شجعت واشنطن الفصيل المنشق عن (مناوي)بزعامة عبد الواحد محمد نور،وأيضاً(حركة العدل والمساواة)المنافسة،على عدم الإنضمام للتوقيع على تلك الإتفاقية،ثم على رفضها ،ماجعلها حبراً على ورق.
من هذا السياق يأتي القرار الأخير لمدعي عام (المحكمة الجنائية الدولية)،ضد رئيس الدولة السودانية، ليبيِن
بأن الأمور،التي بدأت بين واشنطن والخرطوم منذ أوائل عقد التسعينيات،هي أبعد من مظهر اسلامية حكام الخرطوم
،وخاصة إذا أخذنا فترة مابعد عام1999لماأظهر نظام الفريق البشير براغماتية قصوى أعطت استعدادية للمضي إلى آخر الشوط تجاه ماتريده واشنطن منه إن ضمنت بقاء نظامه،مثل نظيره الليبي،وتوقفت عن دعم عملية ابقاء السودان مشتعلاً،كما في دارفور الآن،أوقابلاً للإشتعال مثلما هو الحال في الجنوب الراهن وفي اقليم كردفان.
من الواضح أن قرار(لويس مورينو أوكامبو)ضد الفريق البشير هو سياسي أكثر منه قضائي،وهو يحوي مؤشرات على قطوع جديد ينوي(الدولي)وضع السودان على طريقه،مثلما كانت عملية(حصار آذار1991-آذار2003)مؤشراً على قطوع أراد(الدولي)وضع العراق عليه،ليتمثل هذا لاحقاً في أجندات حرب2003:هل هذا الإستهداف المنهجي من قبل واشنطن للسودان،والذي أصبح عمره عقدان من الزمن تقريباً،يجد تفسيره فقط في النفط الذي يعوم السودان فوقه من خلال اقليمي الجنوب ودارفور،أم أن الأمر أبعد من ذلك ليطال الإستراتيجيات الأميركية للقارة السمراء،التي يبدو أن آليات تنفيذها لايمكن أن تنطلق بدون قطع(وتفكيك) الجسر الواصل بين العرب والأفارقة المتمثل في دولة السودان،في وقت وضح فيه الإتجاه الأميركي إلى تهميش الدور الإقليمي جنوباً للدولة العربية الإفريقية الكبرى،ممثلة في مصر،التي مُنعت أميركياً (رغم النيل)من أي دور في قضية الجنوب السوداني،ثم حصل ذلك ثانية في مسألة دارفور،ليتكرر هذا في مشاكل القرن الإفريقي ،فيما أعطيت إثيوبيا- وأيضاً إريتريا المغضوب عليها الآن أميركياً بسبب عدم قبولها بالدور الإثيوبي في الصومال مادفعها للمشاغبة على ذلك بدعم المعارضة الصومالية وافتعال مشاكل حدودية مع جيبوتي- ذلك الدور المحوري الذي وصل إلى الرعاية الأميركية للغزو الإثيوبي للصومال،وقبلها أوغندا في مشاكل رواندا وبوروندي والكونغو والسودان؟.................





#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابعد جورجيا:هل وصل (القطب الواحد)إلى مرحلة الأزمة؟
- تحولات أميركية جديدة
- عسكر موريتانيا:العودة من وراء الستار
- ثالوث السياسة العربية
- هل انتهت الثورة اليمينية؟
- الماركسيون العرب والإسلام
- اليساريون العرب: تصنيم-الحليف-
- ثنائيات عربية متضادة
- تمظهرات الصراع السياسي
- تركيا:تناقض العلمانية والديموقراطية
- قراءة في (اتفاق الدوحة)
- هل وصل عصر النفط إلى منعطف حاسم؟
- تنامي الدور التركي
- اقتراب شيعة العراق من الإنشقاق
- تحت الخيمة:الإصلاح المحافظ
- الإستيقاظ الجديد للنزعة الحربجية العربية
- تطويع السودان
- مسار انقسامات (الجامعة العربية)
- هل فشل المشروع الأميركي في العراق ؟
- حدود القوة الروسية


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد سيد رصاص - استهداف السودان