أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد نصره - الإنسان: حيوانٌ عاقل..أم غير ذلك...!؟














المزيد.....

الإنسان: حيوانٌ عاقل..أم غير ذلك...!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 09:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يبدو أن حقيقة الإنسان في بلداننا ككائن عاقل تزداد قتامةً يوماً بعد يوم من واقع أنه صار يستخدم لسانه أكثر من عقله وبعضهم كما هو معروف يستخدم أذنيه بدلاً من لسانه...!؟
لا شك أن مقاربة هذه الإشكالية المعقَّدة ضربٌ من العبث تحليلاً كان أم محاولة تفسير وفهم.. ففي حين تتراكم الأسئلة من دون إمكانية الحصول على إجابات مقنعة ولو في حدود دنيا، فإن ذلك يترافق مع تسارع انحدار فعالية الإنسان القيمية الحياتية والسلوكية بما هي محصلة طبيعية لوظيفة العقل الذي افتقدته الكائنات الأخرى في الطبيعة.! والمفارقة على هذا الصعيد تكمن في المعادلة العكسية الحاصلة بين وضوح صورة الحيوانات على اختلافها وهي تتكِّيف مع بيئة تفترسها الكائنات الناطقة، و بين تشوّش حالة الإنسان في محيطه الاجتماعي وتعمّق غموضها بحيث استحالت إلى حالة ملتبسة لا تفك طلاسمها كل الفلسفات والنظريات ذات الصلة.!
شراسة وتهافت الإنسان كحيوان ناطق منظورة في مجتمعاتنا فهي لا تحتاج لأدلة وبراهين..! وفي الزمن الراهن الذي يفترض تراجعاً مطرداً في حيوانية الإنسان المتجلِّية في سلوكه العنفي الدموي أو المعنوي أو الاقصائي، فإنه على العكس من ذلك تزداد وحشيته، وسفاهته، ودونيته.! وكما أن كثرة المرعى تدفع الحيوانات للانفلات في كل اتجاه فإن كثرة الثروة تعمي بصر الحيوان الناطق وفي معظم الحالات تعمي بصيرته تؤكد ذلك الظواهر الاجتماعية السلبية المنتشرة وفي مقدمتها ظاهرة التفكك والانفلاش التي تطال كافة المستويات الاجتماعية وأولها العائلة وليس آخرها الحزب كتعبير متحضر عن الجماعة.!
نحن هنا لا نتكلم عن ماهية العقل الذي بحث فيها وعنها مئات الفلاسفة والمفكرين بل عن وظيفته الضائعة التي آلت بالذات البشرية في مجتمعاتنا العربية إلى الانكماش والتراجع حتى الانحطاط اقتراباً من مملكة الكائنات غير العاقلة..! فما يحدث في العراق وبعده في لبنان و منذ فترة قصيرة في قطاع غزة حيث راح أفراد عائلة كبيرة واحدة ( حلس ) يكسِّرون عظام بعضهم واضطرار بعضهم للاحتماء لدى الجيش الإسرائيلي، يعبِّر بجلاء، وبكل بساطة ووضوح وشفافية، عن تراجع الأنسنة في بلداننا لحساب ( الحيونة )..!
هذه الخلاصة الواقعية غير المنظورة فلسفياً في ما عايناه من متروكات فلسفية هي المقصد الذي نبتغي التساؤل عنه مع التنويه إلى أننا لا نغفل عن الذرائع الأيديولوجية والمظلات العقائدية التي يتلبسها أصحاب الألسن، والآذان، والأيدي الفاعلة..؟
إذن: ماذا تعني هذه الحالات التي أضحت سمة عامة ( تقريباً ) في مجتمعاتنا الممسوخة..! أن لا يلتقي الأشقاء لا في الأفراح ولا في الأتراح.؟ أن تسعى الأمهات إلى تسويد عيش الأبناء و بالعكس..؟ أن يصبح النفاق بكل أشكاله ودرجاته عملة شائعة ومطلوبة في كل الأحوال..؟ أن يبطش الواحد بجاره ليقبض ما يعادل دولارين ثمن تقرير الوشاية..؟ أن يتطلع العاقلون إلى مسايرة الأفاقين واللصوص بدواعي مستوجبات واستحقاقات أنسنة وهمية يعتقدون أنها لا تزال حاضرة..؟
أن يتكلم الفاسدون عن النزاهة والمهزومون عن الشجاعة والقوادون عن الخلاعة والفلاحون عن الصناعة والسباكون عن الزراعة ومشايخ المملكة عن ورع الملوك وقوامة ( الديوك ) و غزوة تبوك..!؟
أنسنة أم ( حيونة ) هذا هو السؤال عندنا نحن العرب...!؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثرثارون العرب...!؟
- سيمفونية الهزيمة...!؟
- ثمّ ولكن: لسنا محكومين بالأمل...!؟
- كيف انتصر القوميون العرب لمواطنيهم...!؟
- شرُّ الانتخابات ما يضحك...!؟
- ميليشيا الصقر العربي...!؟
- تسيبي ليفني والفحول العرب...!؟
- الماركسيون الإسلاميون العرب...!؟
- الحزب الشيوعي السوري يسأل ...!؟
- المسألة أبعد من: تفاؤل.. وتشاؤم...!؟
- السوريون الجدد...!؟
- أم علي.. والكائن العجيب..!؟
- ما بعد الصحوة...!؟
- ( التغبير ) الديموقراطي .. واليهودي العظيم...!؟
- رعايا جلالته.. وفطاحل الإعلام العربي...!؟
- أم علي بين البابا..والماما...!؟
- رابطة السلبيين العرب...!؟
- كلٌ مسئولٌ عن زبيبته...!؟
- ولكن..أي عيد...!؟
- صحوة مجلس الصحوة الدمشقي..!؟


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد نصره - الإنسان: حيوانٌ عاقل..أم غير ذلك...!؟