أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد الزعتر - مأساة الجامعة السورية في ظل نظام الأسد















المزيد.....

مأساة الجامعة السورية في ظل نظام الأسد


أحمد الزعتر

الحوار المتمدن-العدد: 2389 - 2008 / 8 / 30 - 10:29
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في عام 1959 أيام الوحدة السورية المصرية ، كان هناك قراراً سياسياً للرئيس جمال عبد الناصر بتسجيل بعض الطلبة العراقيين في جامعة دمشق ، وكان منهم الرئيس العراقي السابق صدام حسين ، رفض رئيس جامعة دمشق انذاك هذا القرار ولم يسجل هؤلاء الطلبة وذلك لعدم استيفائهم شروط التسجيل ، فالقانون واحد ويطبق على جميع الطلاب دون استثناء وحتى لو كان الاستثناء رئاسياً .
في المقابلة التي أجراها موقع الشفاف مع الكاتب والمفكر السوري عبد الرزاق عيد ، ذكر كم تعرضت عائلته للضغوط والتهديدات وللمراقبة ، وهي عادة لطالما تميز بها النظامان السوري والعراقي في معاقبة عائلات المعارضين وجعل حياتهم لا تطاق ، وفي سياق التهديدات والضغوط على ابنائه ، كانت الجامعة الأداة التنفيذية لتعليمات المخابرات في الإنتقام من المفكر عيد عبر الضغط على ابنائه .
تعرض أبن المفكر عبد الرزاق عيد وهو الطالب الجامعي إلى الرسوب سنتين متواليتين ، وذلك بوضع علامة الصفر على جميع مواده الدراسية بطريقة وقحة ومكشوفة ، واستمراراً في الضغط عليه ، كان يتعرض إلى استدعاءات أمنية متكررة ، مع كل ما تحمله هذه الإستدعاءات من ترهيب وإهانات وعنف وحرب نفسية ، هذه الضغوط التي جعلته يفكر يوماً ما بالإنتحار ، لتجاوز هذه الحالة التي لا تطاق ، انتقل إلى الدراسة في الجامعة الامريكية اللبنانية في بيروت ، كان من الطلاب الاوائل على دفعته ، تكريماً لتفوقه منحته الجامعة منحة كاملة لدراسة الماجستير في اختصاصه العلمي . في السياق نفسه تعرضت ابنة المفكر عيد وهي طالبة جامعية الى نفس الضغوط ، وتتعرض إلى الرسوب في صفها ، تزامناً مع استدعاء بروفسور جامعي في الرياضيات لزوجة المفكر عيد ليشرح لها منجزات الحركة التصحيحية في المجتمع السوري ، ابتداءً من مجزرة تدمر ومجازر حماة ومروراً بمجزرة جسر الشغور ، وليقنعها أن ترسيب ابنتها في صفها هي لمصلحة ابنتها ، ولتنقل رسالة إلى زوجها بعدم معارضة هكذا نظام ، لأن الثمن سيدفعه حتى ابناء المعارض انفسهم .
تعرضت الجامعة السورية إلى حملات تخريب منظمة من نظام الحركة التصحيحية ، وهي كأي مؤسسة مجتمعية في المجتمع السوري دفعت ثمناً غالياً وقاومت هذه الهجمة الشرسة التي كانت غايتها تحطيم استقلالية الجامعة كمؤسسة علمية إجتماعية لتصبح حالة ميلشياوية ، وأداة تنفيذية للمخابرات ، كبقية مؤسسات المجتمع السوري ، البرلمان والقضاء، وغيرهم من المؤسسات .
أصدرت الحركة التصحيحية قراراً سياسياً ، سمي انذاك بسياسة الاستيعاب الجامعية ، وهي توصي باستيعاب أكبر قدر ممكن من الطلاب في الجامعة ، تدفقت أعداد هائلة للدراسة الجامعية ، عانت الجامعة من ازدحام كبير ، فالبناء الجامعي محدود ، والمخابر الجامعية محدودة ، والامكانيات محدودة ، قابله ازدياد هائل في اعداد الطلاب ، والسؤال كيف سيتلقى الطالب الجامعي التعليم في هكذا جو مزدحم حيث لا أمكنة ولا مخابر ولا حتى كتب دراسية ، أليس هذا تخريباً .
تعرضت الجامعة السورية إلى ضربة عنيفة كانت أشد فتكاً ، في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات ، عندما تم إعطاء علامات تفضيلية للمنتسبين إلى حزب البعث ، وإعطاء علامات تفضيلية أكثر فيما إذا كان البعثي حائز على شهادة القفز المظلي ودورات الصاعقة والقتال القريب ، بحيث يستطيع طالب حاصل على الشهادة الثانوية وعلامات تصل إلى 50% من المعدل العام إلى التسجيل في كلية الطب البشري ، فقط لانه بعثي ومظلي وانجز دورة قتال قريب .
أصبحت الجامعة حالة ميلشياوية أكثر منها مؤسسة علمية أجتماعية ، أضطر قسم كبير من اساتذة الجامعة المتميزين الذين رفضوا هكذا منطق متخلف إلى الاستقالة والرحيل إلى بلاد الله الواسعة ، ولنا أن نتصور عندما اضطر النظام السوري بمحادثات السلام التي انبثقت من مؤتمر السلام في مدريد إلى الاستعانة باستاذ جامعي سوري يدرس في الخارج كخبير في مسائل المياه لعدم وجود نظيره في سورية .
ويحق لنا ان نتسائل هنا ، من هم اساتذة الجامعة الان الذين يعاقبون الطلاب بسبب انتماء والديهم او اقاربهم إلى المعارضة ، إنهم الطلاب الذين دخلوا الجامعة باستثناء ،وحصلوا على شهادة دورات المظليين والقتال القريب وشهادات دورات حزبية بعثية عقائدية ، وقد مارسوا نضالهم العقائدي عندما كانوا طلاباً جامعيين ، في مراقبة نشاطات زملائهم ، وكتابة التقارير المنتظمة عنهم ، كانوا ايضاً يقومون بدوريات راجلة في الجامعة لمراقبة أي طالب يقوم بممارسة أي نشاط سياسي أو يقوم بإلصاق منشور للمعارضة وإعتقاله وتسليمه إلى مقرات الفروع الأمنية في الجامعة ، والتي هي مقرات رسمية موجودة وبكثافة في الجامعات السورية ، وتقديراً لنضالاتهم في الجامعة تم إرسالهم الى الدول الإشتراكية سابقاً ليرجعوا بعدها أساتذة جامعة ، يقومون بزيارات منتظمة للفروع الأمنية لتلقي التعليمات والقيام بالتنفيذ ، وكل حسب الفرع المخابراتي التابع له ،أمن دولة ....أمن عسكري.....أمن سياسي ..وهكذا .
في محاضرة للأستاذ ياسين الحاج صالح في شهر كانون الاول عام 2004 في منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي وكان الموضوع عن الجامعات السورية ، وقفت إحدى المتداخلات وبكل شجاعة ......أن العلم في سورية غدا تجارة من لا تجارة له.....، وذلك في إشارة واضحة إلى حالة الفساد والرشوة المنتشرة في الجامعة ، وأشارت أيضاً إلى حالة غير أخلاقية موجودة ، عندما قالت أيضاً ....الطالبات يعانين أضعاف ما يعانيه الطلاب..... في إشارة واضحة إلى الحالة الغير أخلاقية لبعض أساتذة الجامعة الذين يساومون الفتيات في النجاح مقابل أمور غير أخلاقية . وقد ركز المفكر الطيب تيزيني على موضوع الرشوة في الجامعات ، في ثلاثيته عن الفساد ومقالة رابعة عن الجامعات في جريدة تشرين السورية وهي جريدة حكومية .
تدفع النخبة النبيلة من الشعب السوري الثمن العالي جراء مقاومتها للطغاة الفاسدين دفاعاً عن المجتمع ومؤسساته التي اجتاحها النظام ودمرها ودمر كل المنظومات المعرفية والأخلاقية ليتحول المجتمع إلى قطيع تقوده الميلشيات المخابراتية ليصبح خارج التاريخ ، مع ان الانسان السوري هو من اوائل الشعوب التي يذكرها التاريخ الانساني بالعرفان بالجميل بالإبداع وأول من أدخل الأبجدية للتاريخ الإنساني .



#أحمد_الزعتر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مقولة عدم اختراق إعلان دمشق للمجتمع السوري
- طقوس الحركة التصحيحية مستمرة.....الإغتيال الجماعي في سجن صيد ...
- النظام السوري يستمر في اعتقال قيادات إعلان دمشق.....أي نظام ...
- الفاشست يمسحون لواء اسكندرون السليب من الذاكرة الوطنية السور ...
- سوريا......يا حبيبتي
- رياض الترك الإنسان والمناضل..... رجل سياسة ودولة من طراز رفي ...
- الشهيد غازي يونان ....الجزيرة السورية مرجل قابل للإنفجار
- الله..... نصر الله......الضاحية وبس
- الرئيس تشافيز أيها النورس الجميل ماذا تفعل في قفص الدجاج الد ...
- ألا يستحق لبنان سفارة في دمشق ؟
- عذراً سماحة الشيخ نصر الله


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد الزعتر - مأساة الجامعة السورية في ظل نظام الأسد