أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد الزعتر - حول مقولة عدم اختراق إعلان دمشق للمجتمع السوري














المزيد.....

حول مقولة عدم اختراق إعلان دمشق للمجتمع السوري


أحمد الزعتر

الحوار المتمدن-العدد: 2367 - 2008 / 8 / 8 - 09:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في اواسط ايار عام 1983 ، استشهد الطالب الجامعي أمين نصور تحت التعذيب الوحشي على يد قطعان الميلشيات الأمنية ، لم يكن من الأخوان المسلمين ، لم يكن من الطليعة المقاتلة ، كان منتسباٌ إلى الحزب الشيوعي السوري ـ المكتب السياسي ، كان مناضلاٌ تقدمياٌ وقومياٌ عربياٌ وعلمانياٌ ، لم يحمل السلاح ،كل جريمته أنه يملك رأياٌ مخالفاٌ للنظام . كان أمين نصور طالباٌ في كلية الهندسة ـ جامعة اللاذقية ، تم إعتقاله في اواخر عام 1980 ، تعرض لوجبات متلاحقة ومستمرة من التعذيب ، كانت اخر وجبة وحشية وقاتلة ، ولكي تضيع معالم الجريمة تم نقله إلى المشفى العام في المدينة ، وهناك وفي المشفى ومن الطابق السادس تم قذفه إلى الأرض ، لكي يتم تصوير الأمر على أنه إنتحار . رثاه حزبه على صفحات جريدة نضال الشعب بكلمات معبرة تقول ...." حين يتحول الوطن إلى زنزانة كبيرة ، ويزنر بالدم والرصاص والهراوات، يفقد المواطن وقع الدهشة . فماذا لو أغتيل واحد ، عشرة ، مئة ألف ......فهذا الوطن بأكمله يتعرض للاغتيال .............." .
أجل.....إنها قصة وطن يتعرض يومياٌ للإغتيال وللتخريب المنظم ،من نظام لا يعرف سوى لغة القتل والإغتيال والتعذيب والفساد المنظم وتخريب القيم المجتمعية ، شمولياٌ لم يستثني أحد ، قمع الأحزاب يسارها ويمينها ، خرب الطبيعة ، جفف الأنهار ، بنى ضباطه منازلهم حتى في عرض البحر ، سرق الثروة النفطية ، هجر الأدمغة الوطنية ، حتى الكفاءات الرياضية ، ونذكر على سبيل المثال هنا سرقة سيارة البطلة الأولمبية في ميناء اللاذقية التي اتتها هدية من شركة مرسيدس الألمانية تقديراٌ لإنجازاتها وتفوقها في المجال الرياضي . قام بتشجيع الفتنة بين فئات الشعب السوري ، ليبني جدرانا عالية بينها ، ليتسنى له قضمها ، وصلت به الوقاحة استجداء منظمة ايباك الصهيونية الأمريكية لكي تجتمع بمندوبيه ،ما نريد أن نقوله هنا أن المجتمع السوري هو في قبضة نظام مافيوي ، مجرم ، قاتل لا يعرف الرحمة ، لصوصي ، فاسد ،لا يتورع في القيام بأي عمل للحفاظ على إمتيازاته ، حتى لو كلف ذلك ملايين الضحايا .
ولأن الشعب السوري ، شعب مقاوم بطبيعته ، استمرت شعلة المقاومة عنده من جيل إلى جيل ، لم يستكن أبداٌ ، قدم الاف الضحايا والشهداء للتحرر من الاستعمار العثماني ،واستقبلت أعواد المشانق العثمانية أجساد النخبة الوطنية السورية ، لم تكن النخبة الوطنية السورية التي نادت بالإستقلال عن الإستعمار العثماني سوى تعبير حي عن المجتمع السوري وتطلعاته ، وكانت هذه النخبة تعرف مسبقاٌ الثمن الغالي التي سوف تدفعه في سبيل مجتمعها ، ولكن أصرت على نهج المقاومة حتى الشهادة ، يدعمها المجتمع السوري بكل أطيافه ، حتى نال السوريون الإستقلال .
تابعت الأجيال اللاحقة المقاومة في وجه الإستعمار الفرنسي ، قدمت الشهيد البطل يوسف العظمة ، الذي تصدى بصدر عار ، لرصاصات الفرنسيين ، واستمرت المقاومة ، حتى رحيل اخر جندي فرنسي ، كان الشيخ صالح العلي ، أبراهيم هنانو ، الشيخ سلطان باشا الأطرش ، فارس الخوري ......نخبة قاتلت حتى الموت في سبيل الإستقلال ومن وراء هذه النخبة المجتمع السوري .
تستمر تقاليد المقاومة لدى السوريين ، وينتفض المجتمع السوري بكل أطيافه على الجلادين القتله ، وهذا المجتمع المتطلع إلى إلى العدالة والحرية ، هو الذي انتج طليعته التي عبرت بشكل أمين عن تطلعات من تمثلهم ، وقاومت بكل شجاعة ، علماٌ أنها تعرف الثمن الغالي التي سوف تدفعه ثمناٌ لمقاومتها للطغاة .
أفضل تعبير عن المقاومة المجتمعية ، هي إعلان دمشق ، الذي يضم كل فئات وشرائح المجتمع السوري ، وهو نتاج مجتمعي ، هذا المجتمع المقاوم هو الذي انتج هذه الطليعة النبيلة ، لكي تمثله ، وتعبر عن تطلعاته ، هذه الطليعة ليست حالة فوق مجتمعية ، بل هي نتاج للمجتمع ، وحامل أمين لتطلعاته في أن يعيش تحت قيم العدالة والحرية ، هذا المجتمع الذي يرفض الدماء والحرب الأهلية ، لذلك يتطلع إلى تغيير سلمي ومرحلي ، يريد أن تكون لسورية الموقع المتميز ، ضمن عائلته العربية ، لا ولاية فارسية، يتحكم بها ولي الفقيه .
يستمر السوريون ونخبتهم النبيلة في المقاومة ، ويدفعون ثمنها ، سجون ومعتقلات وتعذيب واستشهاد ، ولن يتراجع هذا المجتمع ونخبته حتى الوصول الى الأهداف المشروعة ، إن البديل عن إعلان دمشق ، هو حلول متطرفة ، إقصائية ، مدمرة ، تهدد الوطن السوري ووحدته الوطنية ، إذاٌ لا تراجع عن المقاومة ، وهنا نقول أن المسؤوليات الملقاة على إعلان دمشق في الخارج ، هي مسؤوليات جسيمة ، يتطلع المجتمع السوري إليها ، ويتمنى أن يتم تفعيلها أكثر .



#أحمد_الزعتر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طقوس الحركة التصحيحية مستمرة.....الإغتيال الجماعي في سجن صيد ...
- النظام السوري يستمر في اعتقال قيادات إعلان دمشق.....أي نظام ...
- الفاشست يمسحون لواء اسكندرون السليب من الذاكرة الوطنية السور ...
- سوريا......يا حبيبتي
- رياض الترك الإنسان والمناضل..... رجل سياسة ودولة من طراز رفي ...
- الشهيد غازي يونان ....الجزيرة السورية مرجل قابل للإنفجار
- الله..... نصر الله......الضاحية وبس
- الرئيس تشافيز أيها النورس الجميل ماذا تفعل في قفص الدجاج الد ...
- ألا يستحق لبنان سفارة في دمشق ؟
- عذراً سماحة الشيخ نصر الله


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد الزعتر - حول مقولة عدم اختراق إعلان دمشق للمجتمع السوري