أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - كتابة المقالات مسؤولية أخلاقية أولاً















المزيد.....

كتابة المقالات مسؤولية أخلاقية أولاً


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2383 - 2008 / 8 / 24 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قد يغتاظ البعض ممن يكتبون عن الآخرين بدون مسؤولية أخلاقية بعدما يفلسفوها وكأنها تشهيراً بهم أو أن ذلك بالضد من الرأي الآخر لكن نقول الحكمة في التأني ومن يكتب للناس عليه أن يراعي أخلاقه أولاً ويراعي كلمة الحق والصدق بدلاً من الكذب والإساءة بالألفاظ النابية البذيئة وتكرير الاتهامات والإساءات بدون أي رادع لضمير لا بل المضي ليس في شتم أو التشهير بالأشخاص الذين يختلفون معهم في الرأي والمعتقد والنهج فحسب إنما الشتم والإساءة إلى القوميات والشعوب واتهامها اتهامات ملفقة بعيدة المنطق، هذا الشتم حسبما نفهم وحسبما يفسره العقلاء من القوم ليس صفة عابرة أو موقف شخصي بحت بل انه يندرج تحت طائلة الشوفينية والعنصرية وكراهية الأقوام الأخرى بحجج نظافة العنصر وطهارته من رجس الخلاسية الموجود منذ نشوء القوميات والشعوب، وقد برز هذا الاتجاه في أوربا ومن خلاله أنتج الفكر اليميني الفاشي العنصري أحزابا قومية تحت يافطات اجتماعية واشتراكية مثل الحزب النازي والأحزاب الفاشية في ايطاليا وأسبانيا وغيرهما وقد أثبتت هذه الأحزاب العنصرية الفاشية من خلال وصولها إلى كرسي الحكم أنها من اشد أعداء الشعوب والقوميات والأديان لا بل من أشد أعداء الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في بلدانها أيضاً ونتج عن سياستها قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية ملايين الضحايا وملايين المعتقلين الذين غيبوا أو احرقوا في محارقهم المشهورة لا بسبب معارضتهم السياسية بل لأنهم من شعوب وقوميات واديان وأعراق تختلف معهم، هذا الأمر انجر على الفكر القومي العربي المتطرف وكحالة حتمية قامت أحزاب وفي مقدمتها حزب البعث العراقي على الرغم من شعاراته عن الحرية والاشتراكية على أسس الكراهية للفكر التقدمي وللقوميات غير العربية والتخطيط لصهرها في بوتقة القومية العربية وفي حالة العراق فقد فاق الفكر القومي المتطرف أقرانه من بلدان أخرى فسعى إلى طمس حقوق القوميات وفي مقدمتها القومية الكردية وجعل من سجونه مسالخ للعراقيين الذين اختلفوا معه بالرأي واعدم في عهوده المئات من المعارضين أو حتى المشتبه بهم وبما أننا لا نريد التطرق إلى الأسباب والنتائج وحصيلة السياسية التي اتبعت ضد الكرد والأقليات غير العربية فنحن نعود إلى حكاية التعصب القومي الذي بدا يتصاعد في الوقت الراهن من قبل القوى المعادية للحقوق القومية غير العربية بعدما أثيرت قضية كركوك وبخاصة حول قانون انتخابات مجالس المحافظات وهي حجة مفتعلة لا تحتاج إلى هذا الكم البائس من مقالات الشتم والسب وتشويه التاريخ والترحم على جثة النظام السابق وعلى اثر الضجة المفتعلة والاتهامات ضد الشعب الكردي والمطالبة بترحيله من وطنه أو تأديبه حسب الطريقة الصدامية فقد راحت بعض الأقلام تشوه حتى العلاقة التاريخية بين القوميات ولكن على طريقة تخويفها من الكرد واتهامهم بأنهم يتربصون الفرصة للانفصال وتكوين دولة كردية وكأنها قضية يسيرة تتحقق بين يوم وضحاه وتذر الرماد في العيون وتحاول تجسيم كركوك وكأنها قضية مستعصية لا يمكن إيجاد حل لها وهو توجه يكمن خلفه هدف خلق فتنة قومية وجر الجميع إلى مزالق الحرب الأهلية وشاركت المقالات المخصصة لهذا الغرض في هذا التوجه بقصد أو دون قصد، بوعي أو مع شديد الأسف بدون وعي مع العلم جميعنا يدرك مواقف واتجاهات القوى السياسية ويعرف أن البعض منها اقتصر الطريق فراح يردح ويعزف على نوتة الكراهية والحقد والتعصب القومي والطائفي وهو ما جمعهم مؤخراً تحت قبة البرلمان.
قد نختلف في الآراء والمواقف وهو أمر طبيعي وضروري إلا أن البعض يحاول أن يشوه هذا المبدأ من خلال الادعاء ووفق المثل الشعبي العراقي الدارج " الكذب المسفط أحسن من ألصدك المخربط " وعلى طريقة التحوير والمحاولة ووفق بدائية ووحشية بعض المفردات فهم يصورون للناس الملتقين بأن الاختلاف في الرأي جريمة يجب أن يعاقب أصحابه بالقتل أو بالشتم والتزوير وتشويه المواقف أو يعتبرون المخالفين لآرائهم أعداء تلصق بهم مختلف التهم بما فيه الخيانة والعمالة واللاوطنية والصهيونية ، بدورنا نقول لهؤلاء وبخاصة المخدوعين إن الاختلاف في الرأي ظاهرة صحية ومن العبث الحديث عن عودة قيم وأخلاقيات الحزب الواحد أو الشخصية الشمولية القائدة الفذة التي لو رفعت إصبعها وإيماء منه لقتل المئات لا لذنب جنوه إنما حبّ السيطرة وسادية البقاء على كرسي الحكم ومن الصعب جداً العودة إلى الحكم المركزي الذي يقرر للمحافظات وللناس طريقة البناء والعيش، وهذا لا يعني تزكية للحكام الحاليين أو الحكم الحالي فنحن نعلم علم اليقين أن من بينهم من يريد لا بل يخطط ليكون كالنموذج السابق ويحصر كل شيء بيده وبيد حزبه أو طائفته وبحجة العراقية والعراق يفعل أي شيء بما فيها استخدام الأساليب غير الإنسانية وغير القانونية المستخدمة سابقاً ويراهن على البقاء إلى الأبد ولكن هيهات فقد انتهى ذلك العهد ويقيناً أن البعض من أصحابه يعرفون ذلك بأن عهد القتل والإرهاب على تبنى الأفكار بالقوة وإجبار الناس على الانتماء ولى زمنها وأصبحت في مزابل التاريخ وإذا حاول ويحاول البعض منه فذلك لن يطول وسف تعي الناس هذه ألاعيب والضحك على الذقون ولهذا ندعو للمصالحة الوطنية مع جميع الشرفاء الذين يهمهم مصير العراق واستقلاله وندعو إلى منح الحقوق القومية للقوميات الأصغر بروح أممية إنسانية لا نفرق بينهم وبين أي مواطن من القومية الكبيرة ولا نفرق بين لون وآخر كما ندعو لإيجاد حل عادل لقضية كركوك على أساس المادة 140 من الدستور الدائم التي صوت عليها الملايين من أبناء عراقنا الحبيب أما سب وشتم الكرد وإحياء مفاهيم التعصب القومي الشوفيني المتطرف فانه لن يجدي نفعاً لعدة أسباب منها
1 ــ إن الكرد مواطنين عراقيين من الدرجة الأولى مثل غيرهم من المواطنين لن يستطيع أن يزاود على وطنيتهم كل من في نفسه مرض والدعوة إلى طردهم من العراق دعوة شوفينية عنصرية معادية لأبسط القيم الإنسانية وهو حلم العنصرين القومين المتطرفين وأعداء الوحدة العراقية وسوف لن يتحقق أبداً
2 ــ من حق الكرد كما هي القوميات الأخرى نيل حقوقهم القومية المشروعة ولن يجدي نفعاً العودة للسياسات الشوفينية السابقة ومحاولات تعريبهم أو صهرهم في بوتقة القومية العربية حسب منظري البعث العراقي والقوى القومية المتطرفة الذين كانوا يتحدثون عن عروبة الكرد وهو تسويف للتاريخ
3 ــ قضية كركوك هي قضية عراقية وتحل بأيد عراقية ومن الممكن الاستفادة من الدعم الاممي والتشاور معه لصالح الحل الأسلم ولكن وفق الدستور العراقي وبالتوافق
4 ــ لن يكون من الصائب عزل كركوك عن باقي المحافظات بحجة تعدد القوميات والطوائف لان الكثير من المدن والمحافظات العراقية تتشابه معها وهو أمر معروف وغير شائك أو مستعصي على الحل
5 ــ الدعوة لاستعمال القوة ضد القوى والأحزاب الكردية والشعب الكردي عبارة عن دعوة مريضة وعدوانية وليست بالسهولة التي تطرحها البعض من الكتاب المقالات وهي ليست بالسهولة التي يتصورها كاتبي المقالات أو ممن يقف خلفهم " فغيرهم كان اشطر " لأن الحل الصحيح والصائب يأتي من خلال الحوار والنقاش والمؤسسات التشريعية والقانونية فضلاً على ضرورة التوافق بين الكتل السياسية وبخاصة في هذه المرحلة
6 ـ اللغة البذيئة والتزوير والتشويه في الخطابات والمقالات السياسية لن تصمد أمام الحقائق وسوف تتعرى أمام الجميع وان طال الزمن
7 ــ المساهمة المسؤولة في طرح المقترحات ومناقشتها والوصول إلى قواسم مشتركة تحقق الحقوق المشروعة لجميع مكونات الشعب العراقي على أساس المواطنة وبدون تمييز أو خداع
8 ــ زرع الثقة ورفع مستوى الوعي الجماهيري بمفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتطبيق العدالة وتحقيق الدولة المدنية المستقلة للوقوف ضد أية معاهدة أو اتفاق يضر بالبلاد ويجعلها تابعاً يستطيع أن يملي عليها سياسته لتحقيق أهدافه ومصالحه فقط .
إن المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتق كل وطني مخلص هو الدفاع عن الحقيقة وتعرية الاتجاهات التي تهدف إلى خلق الفتنة بين الشعب أي كان نوعها ، قومي أو طائفي ، ديني أو عرقي، مسؤولية وطنية يجب أن يتحملها المثقفين والكتاب تجاه الشعب والوطن في هذا الظرف العصيب والصعب المحتاج إلى تضامن شعبي ووطني واسع النطاق لكي يقول كلمته ويعلن موقفه الوطني الحريص في الوقت المحدد أما الردح وتغيب الحقائق وبذر الشقاق والنفاق والكذب والتحريض فهي طرق عقيمة وحبل الكذب قصير وقصير جداً.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون تقاسم النفوذ الجم السيد ساكاشفيلي وحلفائه
- الدرويش في رحلته الطويلة
- الحرب الجديدة وزرع الكراهية بين الشعوب
- التحالفات الطائفية طريق مظلم لا مستقبل له
- العراق - خان جغان - لكل من هب ودب
- إحياء المناسبات بالبدع والتهريج الإعلامي الطائفي
- مساء الخير يا منديلا الحلم عسير
- التصويت السري مخالف للدستور وليس التصويت
- الانتخاتبات الأخيرة لنقابة الصحافيين العراقيين
- تطور الأزمة وتصدّع العلاقات والفيلم الإيراني
- الحكمة في برامج التأهيل
- التغيير حالة ذاتية وموضوعية في 14 تموز 1958
- لن تكون المرأة إمعة بدون حقوق إنسانية
- العودة إلى حنين الخلاص
- خلط الأوراق في انتخابات مجالس المحافظات في العراق
- الاتهام بالتدخل هو تدخل في شؤون العراق
- بالقرب من خاصرة الجنّة
- البرنامج الذي سرقت من خلاله أموال العراق
- الهدف من اللعبة الدموية
- الاتفاقية الطويلة الأمد حلم أمريكي قديم


المزيد.....




- بعد مظاهرات.. كلية مرموقة في دبلن توافق على سحب استثماراتها ...
- تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة وأفراد عائلات الرهائن في غزة
- مقتل رقيب في الجيش الإسرائيلي بقصف نفذه -حزب الله- على الشما ...
- دراسة تكشف مدى سميّة السجائر الإلكترونية المنكهة
- خبير عسكري يكشف ميزات دبابة ?-90? المحدثة
- -الاستحقاق المنتظر-.. معمر داغستاني يمنح لقب بطل روسيا بعد ا ...
- روسيا.. فعالية -وشاح النصر الأزرق- الوطنية في مطار شيريميتيف ...
- اكتشاف سبب التبخر السريع للماء على كوكب الزهرة
- جنود روسيا يحققون مزيدا من النجاح في إفريقيا
- الأمور ستزداد سوءًا بالنسبة لأوكرانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - كتابة المقالات مسؤولية أخلاقية أولاً