أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - الحرب الجديدة وزرع الكراهية بين الشعوب














المزيد.....

الحرب الجديدة وزرع الكراهية بين الشعوب


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2370 - 2008 / 8 / 11 - 10:52
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الحروب التي اشتعلت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق الذي لم يصمد أمام يلتسن عندما صعد على متن دبابة وأعلن تفكيكه ففكك بسرعة البرق نتيجة طبيعية للتحولات والاصطفافات في الجمهوريات السابقة التي كانت تؤلف الاتحاد السوفيتي ولم يقتصر الاصطفاف على هذه الجمهوريات فقد سبقتها دول أوربا الشرقية التي كانت في حلف سياسيي وأيديولوجي مع موسكو وهكذا تقسم هذا العالم الموحد سابقاً نسبياً إلى مواقف واتجاهات لكن التقسيم والاتجاهات ارتأت بالرأسمالية طريقاً والانضمام إلى حلف الناتو أو الأمم الأوربية وسوقها المشترك وراح البعض منها يعرض أراضيه الوطنية لقواعد تدعى مضادات الصواريخ البعيدة والمتوسطة المدى وكل ذلك حسب تصريحات بعض الرؤساء والمسؤولين في هذه الدول من اجل الديمقراطية الجديدة المضادة للأوضاع السابقة التي كانت تحجب الديمقراطية التي يتمتع بها الغرب وأمريكا ولن نجري مقارنات ما بين الحال السابق والحال الجديد حتى لا نتهم بالجمود العقائدي أو العقلية الشمولية لكننا نتجه إلى قضية من اخطر القضايا التي تجابه البشرية وهي الحرب وأدواتها من الأسلحة الفتاكة التي وضعت على ما يبدو ليس من اجل الدفاع عن النفس بل من اجل الحروب الخارجية والداخلية ضد الشعوب أحياناً.
الحرب الجديدة بين جورجيا وروسيا مسألة طبيعية بين نهج النظامين الجورجي والروسي الرأسماليين وهما بالتأكيد يحملان سمة العدوان والهيمنة كطبيعة ملازمة للأنظمة الرأسمالية التي يهمها الربح والاستغلال بالدرجة الأولى ، هذه الحرب التي خطط لها منذ زمن ووفق بيانات سابقة تذكرنا بالحرب العالمية الثانية بين شعوب الاتحاد السوفيتي وبين ألمانيا الرأسمالية النازية وكيف قامت تلك الشعوب المتآخية بالدفاع عن أوطانها وقدمت أكثر من عشرين مليون شهيداً للدفاع عن شرف الوطن لا بل مضت لتحرير العديد من الشعوب والبلدان من براثن النازية العنصرية ولم تفكر في ذلك الوقت عندما قدمت تلك التضحيات الهائلة بان يوماً سيأتي لتقاتل بعضها البعض وتصبح عدو تاريخي كما يدعي الرؤساء لكن المسألة غاية في البساطة فقد انتقلت العقليات الديمقراطية الجديدة إلى ضرورة استغلال الوقت لحساب جيوب المئات والإثراء السريع والاستفادة من الأوضاع الجديدة تحت راية تطبيق الديمقراطية الغربية البريئة منهم والدعوى للحفاظ على شرف الوطن حتى لو أبيد نصف الشعب وبدلاً من منح الحقوق القومية لبعض القوميات والشعوب فان شرف الوطن يتدخل لذبح هذه القوميات والشعوب وبحجة عدم العودة للشمولية التي نحن أيضاً بالضد منها وبحجج اوسيتيا الجنوبية أو أية بقعة أخرى فقد قامت القوات الجورجية بالهجوم على عاصمتها وحررت الجزء الكبير منها مما أدى إلى قتل العشرات من المواطنين المدنيين الأبرياء حيث قدرت بـ 1500 قتيل ونزوح الآلاف من ديارهم والذين لا دخل لهم بالمصالح المتضاربة بين الفرقاء وبما أن الأمر يهم هذه المرة شرف القدرة العدوانية لدى روسيا فتحركت العقلية البوتينية بالطائرات والدبابات وقصف " العامي شامي " لبعض المدن الجورجية حتى تدمير مرفأ بوتي على بحر قزوين وحشد حوالي 10 آلاف عسكري أضافي وفرضت سفنها الحربية حصاراً بحرياً وبعد هذا الخراب والدمار والقتلى والنازحين سحبت جورجيا قواتها العسكرية من اوسيتيا الجنوبية وادعت أنها " لم تكن هزيمة عسكرية ولله الحمد لم تقل انتصاراً" لكن الذي يتابع الموازنة العسكرية بين الطرفين سيجد الجواب سريعاً بأنها هزيمة عسكرية لكن الحكام على شاكلة المقدام صدام يعتبرون الهزيمة انتصاراً، انه نزاع السيطرة بالقوة ورسم خارطة للحدود جديدة حسب تقديرات بوتين حول الوحدة الترابية لجورجيا " تعرضت لضربة قاضية " وهي إشارة على تعقيد الوضع أكثر من السابق حيث لن تفكر اوسيتيا الجنوبية للاندماج مع باقي أجزاء جورجيا أي انفصالها بتشجيع النظام الروسي في الوقت الذي نسى بوتين وحكام روسيا ما فعلوا بالشيشان وشعبها وتدمير عاصمتها المشابه إلى تدمير المدن الروسية التي تعرضت للغزو الألماني النازي.
بعدما نَظّرَ المنظرون السوفيت حول الوحدة التاريخية الأخوية بين شعوب الاتحاد السوفيتي والصداقة العميقة الأممية بين الدول الاشتراكية واعتبروها واحدة من الأزليات الباقية عاد لها المنظرون الجدد الروس والجورجيين وغيرهم وقلبوها على رأسها وبدءوا بزرع الكراهية والحقد والتربص بالبعض وصوروا الجميع أعداء فيما بينهم ، أنها الرأسمالية الجديدة التي تريد أن تبلع الجميع بدون استثناء حتى لو كان ذلك بالحرب المدمرة التي نحن بالضد منها وليس للمقارنة بين الماضي والحاضر لكن لتحديد مفهوم السلم والحرب والأسباب التي تكن خلفهما فإذا نظرنا إلى الماضي وان كانت لدينا ملاحظات عليه لوجدنا أن هذه الشعوب كانت تتعايش بشكل سلمي وبدون شعور بالكراهية والتحريض على الحرب ولكن الحاضر يشير أن الكثير من المشاكل والتعقيدات وجدت نتيجة سياسة الحكومات الجديدة وتوجهاتها ضاربة بعرض الحائط ما كانت تدعيه حول الديمقراطية والرفاهية والحريات الشخصية والعامة وبالضد من الأحلاف العسكرية .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالفات الطائفية طريق مظلم لا مستقبل له
- العراق - خان جغان - لكل من هب ودب
- إحياء المناسبات بالبدع والتهريج الإعلامي الطائفي
- مساء الخير يا منديلا الحلم عسير
- التصويت السري مخالف للدستور وليس التصويت
- الانتخاتبات الأخيرة لنقابة الصحافيين العراقيين
- تطور الأزمة وتصدّع العلاقات والفيلم الإيراني
- الحكمة في برامج التأهيل
- التغيير حالة ذاتية وموضوعية في 14 تموز 1958
- لن تكون المرأة إمعة بدون حقوق إنسانية
- العودة إلى حنين الخلاص
- خلط الأوراق في انتخابات مجالس المحافظات في العراق
- الاتهام بالتدخل هو تدخل في شؤون العراق
- بالقرب من خاصرة الجنّة
- البرنامج الذي سرقت من خلاله أموال العراق
- الهدف من اللعبة الدموية
- الاتفاقية الطويلة الأمد حلم أمريكي قديم
- مسودة قانون العمل الجديد وطموحات الطبقة العاملة العراقية
- متى تتفهم الدول العربية أن ديون العراق سببها النظام السابق؟
- حتى تولد بغداد كعشتار الحبّ


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - الحرب الجديدة وزرع الكراهية بين الشعوب