أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - جميعهم الا انا !!!















المزيد.....

جميعهم الا انا !!!


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2345 - 2008 / 7 / 17 - 11:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فـي زيارتنـا الأخيـرة الى العراق فـي 21 / 04 / 2008 ’ ضمـن وفـد المثقفين العراقيين للتضامن مـع الكرد الفيلـة التقينـا الكثيـر مـن مسؤولي الدولـة وبشكل خاص الرمـوز الحكوميـة الفتيـة على السلطـة والجاه والثروات مـن اعلى مستوياتهـا الى اصغر نائبـاً برلمانيـاً مستقلاً ’ اغلبهـم ومـن دون ان نسألهـم يفتتحـون كلامهـم بالأستنكار المـر لظـاهـرة الفساد الأداري والحزبـي والمليشياتي والشخصـي ومـا ترتب عليـه مـن اختلاس ورشوة ومحسوبيـة ومنسوبيـة وعمليـة تهريب غيـر مسبوقـة لثروات الوطـن والسطـو على ارزاق الناس ’ امام حضـرة احـد المسؤولين الكبار جـداً والمؤثرين مـن حيث موقعهـم فـي الدولـة والسلطـة ’ تجـراء احـد اعضـاء الوفـد ليسألــه :
سماحـة ( سعادة ــ سيادة ــ ) سيدنــا الجليـل ’ جميع الذين التقيناهـم مـن المسؤولين الحكوميين يعيدون على مسامعنـا نفس الشكوى استنكاراً للفساد ’ فهـل تستطيع ان تقول لنـا مـن هـو الفاسـد والمسؤول عـن كل تلك المساوىء اذن ... ؟
" كلهـم فاسدين ... !!! " اجاب السيـد ’ مـع ان المنطقـة التي يسكـنها وربمـا يمتلكهـا تتسـع لأكثـر مـن الف عائلـة عراقيـة ’ همس فـي اذني الجالس في جنبي مـن اعضاء الوفــد ... ـــ الا هــــو طبعـاً .. ـــ.
للآمـانـة ’ شخص واحـد ومـع اني اختلف معـه حـد اللعنـه قالهـا صريـح " جميعـنــا " ’ هـو الدكتور محمود المشهداني رئيس مجلس النواب اثنـا لقاءنـا معـه عند زيارتنـا للبرلمان العراق في المنطقـة الخضـراء .
للمقارنـة فقـط : بعـد ثـورة 14 تمـوز / 58 ’ تـم تعيين بعـض المعارضين للنظام الملكـي ممـن اسقطت عن بعضهـم الجنسيـة ومنهـم الدكتور ابراهيم كبـه والدكتور فيصـل السامر والدكتور محمـد حسن سلمان وغيرهـم كان بعضهـن انذاك فـي سوريـا ولعسر الحال اشترت لهـم السفارة العراقيـة تذكـرة العودة الى العراق ’ وبعـد اغتيال ثـورة 14 تمـوز عاد اغلبهـم الى مهنـة التدريس ولم يتغير في وضعهـم الأجتماعي او يتحسن فـي الفترة التي كانـوا فيهـا وزراء ’ ومـن لـم يصدق اذكـره برئيس الوزراء والقائـد العـام للقوات المسلحـة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسـم كان كـل ما يمتلكـه ’ بدلـة عسكريـة وفراش على الأرض ( وصفر طـاس ) فـي غرفـة متواضعـة فـي وزارة الدفاع ... انـه الخلق الوطنـي والنزاهـة المثاليـة والأخلاص للناس والأرتباط بمصيرهـم والتمسك بالقيـم الأجتماعيـة والأنسانيـة .
حكومتنـا التـي تشكلت ــ واستأثرت في السلطـة قبـل ان تنتخـب نفسهـا ــ مـن قوى اسلاميـة وقوميـة وبعض المتعلمنين كانـوا معارضين للنظام البعثي السابق وقـد رفعتهـم الى حيث هـم الآن دمـاء وارواح ملايين الشهـداء ’ تلك اللوحـة البائسـة الهجينـة التي رفعت العراق بحق وتجاوزت بـه الرقـم القياسـي العالمـي فـي سباق الفسـاد العام ’ تلك اللـوحـة المعيبـة جعلت الوطـن يسيـر على عكازتي المقارنـة بين اهـون الشرين ’ بين ان يقبـل مـا هـو عليـه او يعـود الى مـا كان عليـه ’ فأختـار الأهون حكومـة للتحاصص والتوافق وتقاسـم العراق محميات جغرافيـة وبشريـة وثرواتيـة محروسـة بقسوة دمويـة للمليشات .
يحكـى ان رجلاً كان على يقين ان زوجتـه ترتبط بعلاقـة مـع شخص آخـراسمـه عبيـد فشكاه الى القاضي وكان المتهـم صاحب نفوذ في الدولـة فأراد القاضي ان يحتال على شكوى الرجـل فسألـه ان كان قـد شاهـد المتهـم فوق زوجتـه اجاب المشتكي ــ لا ــ لكـن ... فنهره القاضي وهـدده حيث ان ( بعـض الظـن اثـــم ) وبـعد ان اصبـح الأمـر مفضوحـاً لـدي العامـة ومـن غير الممكن السكوت عليـه فأخذوا يرمزون للأمر بأنشودة ( مـا ننـصـر نكـول عبيـد ثلثين الحجـي مغطــه )... حكومتنـا المنتخبـة الطاهرة الحـاجـة المتعبـدة التي كانت مجاهـدة معارضـة استشهـد مـن اجلهـا وهجـر وهاجـر وانفـل ودفن حيـاً وميتـاً فـي المقابر الجماعيـة ’ ومـن اجـل ان تكون البديل الذي سيجلب للناس الخير والأمـن والمستقبل نـزراً مـن ادعائآتهـم بعـد اكثـرمـن (44 ) عامـاً مـن مظالـم البعث العروبيـي ’جعلت مـن رذيلـة الفساد ظـاهـرة عراقيـة وثقافـة يجب ان يتحلى بهـا الموظف والمسؤول قبـل كفاءتــه ’ العراق الذي لا زال صابـراً بضحايـاه واراملـه وايتامـة ومعوقيـة ’ تقف على بدايـة طريق مستقبلـه حكـومـة تبتلـع الأتهامات على انهـا غارقـة فـي مستنقـع رذيلـة الفساد والأختلاس والرشـوة على اعلى المستويات وكأن الأمر لا يثيـر الخجـل ’ ورغـم صراخ الحقائق وتقـيء الواقـع تدعـي ان الأمـر مجـرد اتهـامات تعبـر عـن صيق نفس الحساد ’ وان بعض الظن اثــم .
السيد الوزير او النائب ومستشاري الأمن الوطني والقومـي والكبار والصغار في مجالس الرئآسات الذين كان اغلبهـم يعيشـوا بيننـا فـي المهاجـر المزمنــة يشتركون معنـا وشبهون حالنـا فـي العوز والفاقـة وضنك الظروف ’ يمارسون اعمالاً مرهقـة سوى القليل منهـم مـن تشكلت كياناتهـم واخلاقيتهـم وسلوكياتهـم وممارساتهـم فـي احضـان النظامين السوري والأيرانـي وكذلك الليبـي مـن طرف بعيـد ’ تلك الشخصيات والكيانات انجـزت طفرتهـا الأنفجاريـة فـي الثـراء والسطـوة والجاه لا تنـال منهـا اسـألـة المغيبين وشكوكهـم .
مـن ايـن لكـم كـل هــذا ... ؟ متـى زرعتـم ومتـى حصـدتـم .... ؟ وبعـض الظـن اثــم ويبقى ( ثلثين الحجـي مغطـه ) .
اصدقاءنـا ومعارفنـا الذين كانـوا معنـا فـي المهجـر واغلبهـم لم يكن بينهـم مـن اكمـل الجامعـة وربمـا بعضهـم لـم يحصـل على الثانويـة والمتوسطـة ’ قضوا ثلاثـة ارباع اعمارهـم فـي الأعمال التي لا تصلـح الا للأجانب او تهتك عافيتهـم النفسيـة والمعنويـة حالـة الأنتظار المهين على ابواب المساعدات الأجتماعيـة ’ ولا عيب بذلك فأنـا شخصيـاً لا زلت اعيش كغيري على تلك المساعدات فـي دولـة تحـتـرم ادميتـي قليلاً ولا احسـد احـداً ’ لكن المدهش فـي الأمـر اصبـح هؤلاء الأصدقاء والمعارف داخـل وخارج المنطقـة الخضـراء ضبـاطاً كباراً في الشرطـة والجيش ومستشارين سياسيين واعلاميين وامنيين او للأعمـار وفي مكاتب المسؤولين الكبار رئيسـاً لحمايـه سعادة السيد فلان او ناطقـاً رسميـاً باسم سماحـة علان ’ طبعـاً بعـد حصولهـم ربمـا فـي الطريق الى بغـداد على شهادة الدكتوراه ... احـدهـم شعـر بالخجـل امامنـا عندما سألـه الأقـل شأنـاً منـه " دكتـور اجيب للأخـوة كهـوة لـو جـاي " ’ وصديق اخـر مستشاراً مهمـاً في مكتب صاحب السيادة قال سـاخـراً " واخيـراً وجـدت ثقبـاً فـي كـورة الزنابيـر " .
تـل هنـا وتلال هنـاك مـن هـرم المحسوبيات والمنسوبيات محاطـاً بجدار مـن افراد الحزب والعائلـة والعشيرة والحبربشيـة الصغار وقسـوة رقابـة المليشيات الرسميـة وغير الرسميـة ساهـرة دائمـاً على دوام الحال وقطـع اللسـان الذي قـد يصـرخ بالحقيقـة وينطق معصيـة رفـع الغطـاء عـن فضيحــة السيد عبيــد .
القلائـل الطيبون المخلصون مـن هـم خارج جـدار فـورة انحراف الحالـة العراقيـة وثقافـة الحوسمـة وهيستيريـا نوبات الفرهـود هـل يمكن سماع ( ضـرطاتهـم ) فـي سوق صفـافيـر فـوضى الفساد والأختلاس والأحتيال وتقاسم النفوذ ..؟
ان التـورط فـي رذيلـة الفساد كارثـة ليس على الوطـن والناس فحسب ’ بـل على المتورط فيهـا بالذات ’ انهـا هـوة للرذيلـة لا يمكـن الخروج منهـا ’ انهـا تدميراً تامـاً للأخـلاق والقيـم الوطنيـة والأجتماعيـة والأنسانيـة والحياتيـة للأسـرة بكاملهـا ومحيطهـا الأقـرب ’ انهـا تسحب المتورط فيهـا الى الرذيلـة ’ وقـد يبدوا او يتظاهـر طاووسـاً لكنـه في الواقـع مهشمـاً مـن داخلـه قلقـاً يخشـى عيـون الناس ويشك فـي ثقـة الجميـع ويخاف حتـى مـن المقربين اليـه .
لجـان النزاهـة وبكـل ما لديهـا مـن جـديـة وعناد وحـق ودعمـاً مـن هـذا الوطني وذاك المخلص ’ هـل تستطيع فـي ابرة نزاهتهـا ان تحفـر مـأخـذاً او ثقبـاً فـي تلك الكيانات والتلال المتماسكـة المتصلبـة المتفـردة المشرعنـة سماويـاً ووضعيـاً ودستوريـاً وانتخابيـاً وكذلك مليشياتيـاً ... ؟
اشك بذلك على المدى القريب ’ لكـن التفائـل على المديين المتوسط والبعيـد يجعلنـي واثقـاً بـأنـه لا يصــح الا الصحيــح ’ وتفائلوا بالخيـر تجـدوه ــ آمـيـن



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما مر الصبح تموز ... ؟
- اقليات ام مكونات ... ؟
- عراق : نريده وطناً للجميع ...
- 14 / تموز ... عيدنا الوطني .
- ثقافة الخوف من الآخر ...
- السيد المالكي : رفقاً بميسان ...
- بين زمنين ...
- وللمثقفين مواقفهم الوطنية ...
- بين اجراءات المالكي و همجية المليشيات ...
- مؤتمر ام مطبخ للتحاصص ...
- مستقلون من اجل العراق ...
- الكورد الفيلية: شعار في عيون الثقافة الوطنية . 4
- الكورد الفيلية : شعار في عيون الثقافة الوطنية 3
- الكورد الفيلية : شعار في عيون الثقافة الوطنية ...
- الكورد الفيليين : شعار في عيون الثقافة الوطنية .
- الكرد الفيلية : سيرة معبدة بالشرف ..
- من دم المطران رحو : تولد المحبة .
- اليسار القديم في الواقع الجديد ...
- راجمات ثقافية ...
- حرق المراحل في البصرة ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - جميعهم الا انا !!!