أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - ماذا كسب جورج البهجوري بزيارته لإسرائيل ؟














المزيد.....

ماذا كسب جورج البهجوري بزيارته لإسرائيل ؟


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2341 - 2008 / 7 / 13 - 09:31
المحور: الادب والفن
    


أدهشني نبأ زيارة رسام الكاريكاتور جورج البهجوري لإسرائيل وتوجهه إلي تل أبيب وضواحيها بدعوى المشاركة في معرض"رسوم كاريكاتورية من أجل السلام "، علما بأن رسامين عرب ومن دول أخرى رفضوا زيارة إسرائيل والمشاركة في هذا المعرض الذي يموه بحديثه عن السلام على الإجرام اليومي للدولة الإستيطانية . البهجوري برر فعلته بقوله : " " إن رسمة كاريكاتيرية قد تحدث ابتسامة على وجه جندي تمنعه من إلقاء قنبلة في يده " ! ولو أن مواجهة الاحتلال – أي احتلال - كانت ممكنة بهذه الطريقة لما كان علينا نحن المصريين أثناء الحروب التي خضناها سوى الاصطفاف على الحدود وإرسال النكت إلي الجنود الإسرائيليين لقتلهم ضحكا ! إنها الطريقة التي لم يكتشفها في حينه للأسف لا الجزائريون ولا الفيتناميون ولا العراقيون ولا أحد كوسيلة لتحرير الوطن. في شهر يونيو هذا الذي زار فيه البهجوري إسرائيل ، حدث أن موسيقارا لبنانيا هو وليام نصار فاز بجائزة عن " أفضل قطعة موسيقية " في مهرجان للموسيقى بكندا وقيمتها المالية ستين ألف دولار، فرفضها لأن استلامها يحتم عليه مصافحة مؤلفة إسرائيلية وقال : " إذا كان حصولي على الجائزة مرهون بشرط المصافحة إذن فلتقطع يدي ألف مرة قبل أن أضعها في يد ممثلة دولة تقتل أطفالنا كل يوم، ولا يشرفني نيل جائزة على حساب محو ذاكرتنا ودمائنا ". وأضاف الموسيقار الوطني العظيم قائلا : " لايمكن فصل الفن عن الموقف السياسي ". وقد أقدم البهجوري على تلك الخطوة غير المفهومة في لحظة متأخرة موضوعيا حين أصبح واضحا بعد ربع قرن من اتفاقيات السلام أن السلام عند إسرائيل فسحة من الوقت لمزيد من التوسع والمستوطنات، وفي لحظة متأخرة بالنسبة له شخصيا بعد أن ناهز السادسة والسبعين من عمره . ما الذي ساق البهجوري إلي ذلك؟ أليس مشهورا بما يكفي ؟ ألم يحصل في يونيو منذ عامين على جائزة الملك عبد الله الثاني للفنون في الأردن وقلده سمو الامير علي بن نايف شخصيا رصيعة ذهبية ؟ وصرح البهجوري بعدها بأن حصوله على هذه الجائزة " شرف كبير له كفنان " ؟ ثم نال جائزة الفنون في مصر؟ فما الذي ساقه لزيارة إسرائيل ؟ وما الذي أراده بتلك الزيارة ؟ . في تقديري أن العامل الرئيسي الذي دفع البهجوري لتلك الزيارة المؤسفة هو بحث البهجوري الدائم دون كلل عن المزيد من الاهتمام والأضواء أينما كانت وبأي ثمن، ومن هنا كان هجومه على صلاح جاهين شجرة الشعر والفن العملاقة التي استظل الجميع بأوراقها ، في حوار لجورج مع الأهرام العربي قال فيه : " كان صلاح جاهين يأتي إلي مكتبي في روز اليوسف متسللا ليتعلم مني رسم الخطوط وتوزيع الضوء والظل " ! أكانت شجرة الشعر والفن العملاقة تتسلل إلي مكتب البهجوري حقا ؟! ولماذا جاءت تلك الأقوال بعد رحيل صلاح جاهين وليس في أثناء وجوده الذي نشر العطر في حياتنا ؟ . لكن البهجوري لا يتهجم على فنان واحد فحسب ، فالفنانون في الحركة التشكيلية المصرية كلهم عنده " خيالهم سقيم " على حد قوله ! ولا يبقى لاستكمال الصورة سوى قول البهجوري لقناة الجزيرة في سبتمبر 2006 : " أشعر بأنني أهم فنان رسام تشكيلي في العالم العربي وبالأخص في مصر " ! ثم يعتبر البهجوري نفسه في حديث لجريدة الشرق الأوسط في نوفمبر 2004 فنانا عالميا ! ويقول : " عندي مرسم في المغرب والأردن وباريس فهي أوطاني والفنان العالمي يجب أن يكون هكذا " ! والحق أنني لم أقرأ ولا سمعت من قبل تفخيما للذات كهذا لا على لسان نجيب محفوظ ، ولا طه حسين ولا سلامة موسى ولا غيرهم من الأساتذة الكبار حقا الذين لم يضعوا أنفسهم بأحاديثهم في مكانة أعلى ، بل وضعهم التاريخ في تلك المكانة. مشكلة البهجوري هي أساسا في تلك الطبيعة النفسية التي تجعل الفنان يدور حول ذاته وحدها ، ولا يرى في الكون قضية أهم من صورته ومقدار الأضواء الملقاة عليها . لهذا زار البهجوري إسرائيل طمعا فيما يسميه هو " العالمية " ، أي المزيد من الأضواء التي لا تعني شيئا في حالات كثيرة . وبهذا الصدد يحكي الفنان عدلي رزق الله في سيرة حياته أنه التقي بالبهجوري في باريس ، وفاجأه البهجوري بقوله : " أنا سعيد بك لأنك هنا معنا الآن في باريس تبحث عن العالمية " فأجابه عدلي رزق الله : " هذه الكلمة زائفة ولا تعنيني في قليل أو كثير ".
البهجوري الذي أضحك بعض الناس طويلا ، أبكى الجميع فجأة . وقديما كتب الأديب الألماني العظيم فرانز كافكا : " الكتابة هي أن تهجر معسكر القتلة " وهو قول يصح على كل ألوان التعبير الفني .



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. محمد غنيم .. من أحلام مصر
- النقاش والطفلة
- وداعا أيتماتوف !
- دمياط تواجه حملة - أجريوم - الكندية
- رواية العمامة والقبعة لصنع الله إبراهيم .. زمن الغزو
- الآخرون .. ترف أم ضرورة ؟
- مصر .. أكواخ وقصور
- فلسطين في القاهرة اليوم
- كيف صارت أمريكا شيوعية ؟
- البدين والنحيف
- كرم العنب تحفة عبد الوهاب الأسواني
- الفن والحياة الاجتماعية
- الأدب في خطر !
- حصان فلسطيني أحمر
- حدثونا الان عن السيادة المصرية !
- فيلم - حين ميسرة - عندما يولد الفن ولا يعيش
- مقالات د. محمد مندور
- أبوتريكة يسجل هدف التعاطف مع غزة
- الدب الروسي يثير القلق
- الشاعر أحمد حجازي و - استحالة حوار -


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - ماذا كسب جورج البهجوري بزيارته لإسرائيل ؟