أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - ريم الرياشي















المزيد.....

ريم الرياشي


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 724 - 2004 / 1 / 25 - 04:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ريم الرياشي أم فلسطينية عظيمة فضلت الموت بدلا من رؤية الاحتلال وهو يقوم بهدم المنزل فوق رأسها ورؤوس أطفالها، وفضلت تفجير نفسها بجنود الاحتلال قبل ان يفجروها هي واطفالها بقنابلهم المصنعة محليا أو صواريخهم المستوردة من ولايات بوش المتحدة الأمريكية، حيث الاسماء الهندية الجميلة التي ابيد حاملوها على يد الغزاة من البيض اجداد بوش وتشيني ورامسفيلد وآرميتاج، هذه الأسماء الجميلة اصبحت تطلق على الأسلحة الامريكية الفتاكة، مثل الاباتشي وغيرها..

ريم الرياشي وصلت بها الأمور حدّ ترك طفلاها الصغيران والرحيل الى عالم آخر  حيث لا احتلال ولا مستوطنات ومستوطنون قادمون من وراء البحار ومن جفاف اثيوبيا ومن الأزمات الخانقة في الأرجنتين وجمهوريات ستالين ويلتسين السابقة ، وحيث لا يوجد قتل وقصف واعتقال عشوائي وسجون ومعتقلات ومدنا وقرى وبلدات ومخيمات محاصرة ومغلقة، جائعة و شبه معدومة الحياة، كل هذا بفعل شعب الله المحتال، الذي سرق الأرض والتراب ولازال يسلب الشعب الفلسطيني ما تبقى له من اراضي وزيتون وحياة في ظل الاحتلال، وفي زمن الصمت العربي الأشبه بصمت القبور، حتى أن بعض العرب يمارس دورا سياسيا معاديا في محصلته النهائية للحقوق الفلسطينية، وهو بهذا يغدر بالقضية الفلسطينية، وهنا ينطبق عليه بيت الشعر الشهير للشاعر الجاهلي طرفة بن العبد :

 

كلهم أروغ من ثعلبٍ   

 

   فما أشبه الليلة بالبارحة.

 

ريم الرياشي لم يعد امامها أي شيء يستحق الحياة ، فاطفالها بلا حليب وبلا طعام وبلا هواء نقي وفي وضع تصعب معه الحياة، واطفالها كما كل اطفال فلسطين يدفعون من حياتهم ويومياتهم فاتورة الخذلان العالمي والانحياز الأوروبي للسياسة العنصرية الاستعلائية التوسعية الاجتثاتية الصهيونية، حيث لا ضمير يتألم ولا محاسب يحاسب ، فالقاضي حليف القاتل والضحية موجودة دائما في قفص الاتهام، والضحية موجودة دائما في الهدف وعين المرصاد حيث  تتحالف ضدها أمريكا ومعظم أوروبا والدول الخفيفة والحركة الصهيونية " اليهودية" التي تحتل مكانة مرموقة في دنيا المال والقرار في العالمين، ويأتي كل ذلك مع خصيّ سياسي و وحم رئاسي عربي يتمثل في مجموعة المفطومين عن الشهامة والكرامة من الذين يتحكمون ببلاد العربان ويتحدثون بلغة الضاد.

 

وهنا ايضا يصح الاستعانة بقول آخر للشاعر الجاهلي طرفة بن العبد :

 

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة

 

     على المرء من وقع الحسام المهند

 

ريم الرياشي فضلت الموت على الحياة وللأسف وجدت من يقبل طلبها هذا رغم انها أما لطفلين رضيعين، ومع يقيننا بأن الذين وافقوا على مهمة ريم وتنفيذها العملية الاستشهادية هم من الوطنيين الفلسطينيين الذين نعتز بوطنيتهم وتضحياتهم وعطاءهم ومقارعتهم المشرفة للاحتلال، لكنا نقول هذه المرة أن القبول بان تقوم زوجة وأم لطفلين صغيرين بعملية استشهادية كان أمرا غير صحيح ويعتبر من الأخطاء التي يجب علينا الاعتراف بها، فالشعب الفلسطيني الذي انجب ريم الشهيدة فيه الكثير من الاستشهاديات من غير الأمهات ومن غير المتزوجات، فيه الكثير من الشابات العازبات ومن الشباب الفلسطيني الذي لم ولن ولا يبخل بالدماء وتقديم الحياة لأجل فلسطين.

 

كل التبريرات لا يمكنها تبرير موافقة أولياء الأمر على قرار الأم الشهيدة بالاستشهاد، فهذا العمل يصعب تبريره ويكون عادة من الصعب تقديمه للرأي العام، ليس لأن الرأي العام ضد العمليات الاستشهادية بل لأن التي نفذت العملية تركت خلفها رضيعان صغيران، وهنا من الصعب ايجاد من يوافق الشهيدة قرارها، ومع يقيني التام بان ريم العظيمة وصلت بها قناعاتها إلى اتخاذ أهم قرار بحياتها وهو القيام بتنفيذ عمليتها التي حصدت حياتها وحياة اربعة من جنود الاحتلال الذين يعيثون في فلسطين موتا وخرابا ودمارا، وقامت بقتل نفسها كي تقتل اكبر عدد ممكن من المحتلين الصهاينة، ثم هي بالأصل نفذت العمل وهي على علم مسبق ويقين بانها لن ترى بعد اليوم اطفالها وهم سوف يحرموا من حنان الأم ووجودها، أن مجرد التفكير بهذا الموضوع يرفع ضغطي شخصيا، ويزيد من حقدي وبغضي للاحتلال الارهابي العنصري، الذي كان ولازال السبب في موت شاباتنا وشبابنا واطفالنا وحتى أمهات اطفالنا.

 

ريم الرياشي سوف تبقى و حتى الأبد شعلة فلسطينية مضيئة ومنيرة ، تنير ليل الشعب الفلسطيني الذي قرر الخلاص من الاحتلال مهما كان الثمن، ووصية ريم أن لا يقبل أبناء هذا الشعب المعطاء بصعود السفهاء والمسلمين بالتعامل مع الاحتلال الى سدة الحكم والقيادة مرة اخرى، فيكفي شعب فلسطين ما ذاقه على أيدي هؤلاء وما تحمله من اهانات وامتهان للكرامة الوطنية وتنازلات مجانية عن حقوقه ولعب صبياني بالثوابت الوطنية الفلسطينية، كل هذا يتطلب ان نكون اوفياء لدماء ريم الرياشي التي داست عقالات أشباه الرجال في وطن العرب الكبير، هذا الوطن الذي اصبح مجموعة قواعد ثابتة للاحتلال الامريكي حليف الاحتلال الصهيوني.

ريم الرياشي اسشهدت بطريقة عظيمة سوف تبقى حاضرة في أذهاننا وفي أذهان الاحتلال، لكن من المفضل ان تكون ريم الرياشي الأم الفلسطينية الأولى والأخيرة التي تُقدم على القيام بعملية استشهادية تاركة وراءها اطفالها الصغار يعيشون لا يدرون ما الذي حل بأمهم الغائبة.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضامنًا مع الصحفي ذيب حوراني (مراسل -المنار-) الذي اعتقلته ق ...
- نهايات و بدايات
- هل هذه بداية النهاية بين اسرائيل والدروز الفلسطينيين ؟
- فنان سوري بقلب عربي فلسطيني
- كانت سنة سوداء
- وداعا احمد صدقي الدجاني
- كلمات وطائرة وأفق
- كلمات لروح الأسير الشهيد بشير عويص
- اختراق الجليد ، سلام العبيد ..
- ايها الجنود المقيمون في دباباتكم
- اعياد الميلاد بلا بهجة وفي حداد
- 2003 عام العراق وأمريكا بلا منافسة
- سمير القنطار يأبى الاعتذار
- لا - للتلعيم
- تشخيص الاكتئاب و منع الحجاب
- صدام حسين عومل كما البقر لا كما البشر
- على هامش فشل الجولة الأخيرة من الحوار الوطني الفلسطيني في ال ...
- اسرائيل ومحاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين
- فدوى طوقان حمامة فلسطين البيضاء
- التدخل الاسرائيلي في شؤون الدول الاوروبية


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - ريم الرياشي