أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - التدخل الاسرائيلي في شؤون الدول الاوروبية














المزيد.....

التدخل الاسرائيلي في شؤون الدول الاوروبية


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 686 - 2003 / 12 / 18 - 05:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


معروف ان أي سفير يمثل دولته لدى دولة أخرى عليه واجب احترام سيادة تلك الدولة التي تستضيفه، وهذا متفق عليه في العلاقات الدولية بين الدول والشعوب والأمم. لكن  في السياسة الاسرائيلية وعلاقاتها بالدول والحكومات لا يوجد مكان لهذه  الأعراف، فتلك الاعراف لا مكان لها في القاموس السياسي والديبلوماسي  الاسرائيلي خاصة حين يتعلق الأمر بالمانيا بالذات، فهذه الدولة الكبيرة والعظيمة في العالم لازالت تحمل عبء الورثة الثقيلة التي ورثتها عن النازية بقيادة السفاح هتلر، فقد كانت تلك النازية عدوا لدودا لليهود وليس اليهود وحدهم! حيث ارتكبت مجازر خاصة بحقهم ، ومجازر عامة بحق الشعوب والدول الأخرى في كافة انحاء اوروبا وبالذات في بولونيا والاتحاد السوفيتي سابقا.

 

بالرغم من أن المانيا عوضت ولازالت تعوض عن مذابح هتلر، مع أن اسرائيل ليست الجهة التي من المفترض ان تستلم التعويضات لكنها تمكنت من فرض الجزية على العالم أجمع بحيث أن على الدول ان تدفع التعويضات عن اليهود للوريث الذي اسمه اسرائيل، حيث اصبحت هذه قاعدة في التعامل مع قضايا اليهود ولو كانوا عربا أو عجما أو من الخزر والروم، رغم ان كلهم أي الذين قضوا ابان الحرب العالمية الثانية كانوا من يهود  تلك الدول و مواطنون من دول اوروبية مختلفة، لا علاقة لهم باسرائيل لا من قريب ولا من بعيد، خاصة أنهم قضوا قبل أن يكون هناك بالأصل دولة اسمها دولة اسرائيل، وإذا كان الأمر يتعلق بعائلات قسم منهم هاجرت الى فلسطين المحتلة بعد قيام اسرائيل فهذا شيء خاص بتلك العوائل وليس بالدولة العبرية.

 

كما نعلم فان الحصار على السيد ياسر عرفات رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية اصبح محكما واستمر طويلا ولازال قائما بجهد اسرائيلي امريكي مشترك ومنظم، ولا يغيب عن بالنا هنا الدور العربي السيئ والمعيب الذي تقوم به معظم الدول العربية كل حسب دوره وحسب ما رسمته له السياسة الأمريكية، فحصار عرفات بدأ اسرائيلياً ثم تحول أمريكيا وصار عربيا وأخيرا أوروبيا، حتى أن الأوروبيين يتمتعون بمواقف مشرفة أكثر من مواقف الكثير من دول العرب. لكننا نعلم ايضا ان الأوروبيون لن يكونوا عربا اكثر من العرب و كاثوليكيون اكثر من البابا نفسه، لذا نرى احيانا بعض التراجع في حماسهم أو تحركاتهم إما لتفادي الصدام مع يهود العالم أو لعدم الدخول في مجابهة مع الأب الروحي لاسرائيل المتمثل بالادارة الامريكية المتصهينة، خاصة ان هناك حملة اسرائيلية وأمريكية عنيفة ضدهم وضد علاقاتهم وزياراتهم ولقاءاتهم بياسر عرفات شخصيا.

 

ضمن هذه السياسة يجيء التدخل الوقح من جانب السفير الاسرائيلي في المانيا شيمون شتاين الذي طالب وزير خارجية المانيا يوشكا فيشير بالامتناع عن لقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خلال جولته الحالية في منطقة الشرق الأوسط،وأكد السفير الاسرائيلي لدى المانيا ان على اوروبا تجاهل عرفات وإظهار التعاطف مع اسرائيل إذا ما ارادت ان تلعب دورا مؤثرا في حل الصراع الاسرائيلي مع الفلسطينيين.وقد ذهب شتاين ابعد من ذلك عندما هدد الاتحاد الاوروبي بقوله " ان الاتحاد ما لم ياخذ موقفا متوازنا بل مطابقا لموقف اسرائيل فانه سوف لن تكون لاوروبا فرصة في المشاركة في عملية السلام الشرق أوسطي"، بمعنى آخر الاتحاد الاوروبي مطالب باتخاذ موقف ضد الفلسطينيين ومع اسرائيل حتى يسمح له بدخول الحلبة والمشاركة في اللعبة.

 

كما ان شتاين الذي لا يخجل من كلامه طالب فيشر بعدم إغضاب اسرائيل بلقاؤه عرفات خلال زيارته الحالية وكما فعل في ابريل الماضي عندما التقى بعرفات لأن هذا اللقاء بنظر اسرائيل غير بناء ولا يمثل عاملا ايجابيا يدفع عملية السلام، لأن عرفات عامل معوق للسلام وهو ليس شريكا لاسرائيل ولأمريكا في عملية السلام. طبعا عرفات لم يعد عاملا مهما في العملية السلمية من وجهة النظر الصهيونية والامريكية لأنه لم يعد يستطيع تجاوز الخطوط الحمراء وتقديم تنازلات اكبر للاسرائيليين، فقد استفاد من تجربته السابقة مع الاسرائيليين والأمريكان،ومع الشعب الفلسطيني نفسه ومع مَن هم حوله من القيادة التي تدير السلطة الفلسطينية وعملية التفاوض مع اسرائيل. ففي اوسلو وما تلاها من تفاهمات واتفاقيات قدم الجانب الفلسطيني كل ما يمكن تقديمه مقابل لاشيء يذكر، فكان الخاسر وأصابه مصاب الذين خرجوا من "المولد بلا حمص" كما يقول المثل الشعبي الفلسطيني.

 

أما السفير شتاين الذي يهدد ويتوعد ويحاول فرض آراء بلده على الدول الاوروبية الكبيرة والصغيرة يفعل ذلك بلا حياء وبلا خجل ، كان يجب عليه ان يتذكر أن المجتمعات الأوروبية قالت قبل اسابيع قليلة ان بلاده وكيانه يشكل اكبر خطر على البشرية جمعاء، وهذا اجمع عليه 59% من سكان الاتحاد الاوروبي، ويعي السفير شتاين تماما ما معنى هذا الاستفتاء المدوي وتلك النتيجة الصاعقة، إنها ضربة قوية وقاسمة للاعلام الاسرائيلي الذي احتال طويلا على الأمم والشعوب، لكن اعمال اسرائيل الاجرامية والعدوانية المخالفة لكل الشرائع والقوانين الدولية، هي التي جعلت شعوب اوروبا تقول كلمتها. بعد هذا  الاستفتاء التاريخي كيف يستطيع شتاين ان يطالب دولا ديمقراطية وذات سيادة بالعمل بشكل مغاير ومخالف لتوجهات شعوبها؟.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الروائي العراقي عبد الرحمن مجيد الربيعي
- الكاتب لا يُوَدِّعُ الكتابةَ حتي يُودِعُوهُ قبرَهُ
- بوش في لندن
- الجنرال يوسف مشلب والأسير سمير القنطار
- طلعت يعقوب الظل العالي
- الصهيونية و سلاح معاداة السامية
- العداء للحجاب حالة عنصرية
- استطلاع الرأي .. فعاليات الجدار .. ما الذي حدث ؟
- حنان عشراوي
- رب صدفة خير من ألف ميعاد ...
- إحنا بتوع الأوتوبيس !
- صفقة تبادل الاسرى بدون سمير القنطار تعتبر فاشلة
- مدارات الحمير
- جورج غالواي وذيل الكلب
- الشعب الفلسطيني ووقفة العز التي لا بد منها
- الليل بتنا هنا والصبح في بغداد
- صباح الخير يا صغاري
- من جنين حتى رفح
- عربي أوروبي في أمريكا
- إذا بوش أنتصر


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - التدخل الاسرائيلي في شؤون الدول الاوروبية