أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - العداء للحجاب حالة عنصرية














المزيد.....

العداء للحجاب حالة عنصرية


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 653 - 2003 / 11 / 15 - 02:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لا استطيع ان افهم بأي شكل من الاشكال حملة العداء البغيضة التي تتعرض لها المحجبات في العالم، فكلما فكرت بالأمر أكثر كلما توصلت الى نتائج تؤدي لتفسير وحيد فقط لا غير، مفاده أن الذين يعادون المحجبات عنصريون يبغضون المسلمات، ومُدَعوون يدعون التحرر والعلمانية والديمقراطية والتطور والواقعية ، ثم يركبون موجة الموضة العنصرية التركية و الفرنسية في اوروبا ، والمتصهينة في أمريكا اليانكية واستراليا أتباع رئيس الوزراء هوارد.

ففي فرنسا ممنوع على المسلمة المحجبة دخول المدرسة لمجرد ارتداءها الحجاب،كما هناك حرب معلنة على كل اللواتي يرتدين حجاب في المدارس والجامعات والمعاهد وغيرها من المؤسسات، و هناك عنصرية واضحة في التعامل مع المسلمات، لأن هذه الاصوات لا نسمعها تواجه القلنسوة اليهودية أو الرداء الهندي والسيخي والمسيحي الرهباني، فالراهبات المسيحيات ترتدين لباسا خاصا وتضعن على رؤوسهن لباس مسيحي مميز، واليهود كذلك والسيخ والهنود وغيرهم، فلما إذن تخصيص الاسلام والمحجبات المسلمات؟

 

إذا كانت هذه القضايا ممنوعة في فرنسا فهي محاربة بقوة في تركيا ، هذه البلاد الحديثة التي ارادها جنرالات العلمنة والتأمرك والتغرب سابقا والتصيهين والتبعية للصهيونية لاحقا، أن تكون بلاداً بعيدة كل البعد عن الاسلام والدين والعادات والتقاليد الاسلامية، ففي تركيا التي هي بلد اسلامي وشعبها بمعظمه من الذين يعتنقون الاسلام، هناك حكم علماني شكلي،ديمقراطي على الطريقة الأتاتوركية التركية، حيث الحكم بيد الجيش والعسكر، وحيث لا مجال لظهور  أية احزاب اسلامية  حقيقية تستطيع الحكم في بلد اسلامي مثلما هي تركيا، فعندما يبلغ أي حزي اسلامي القمة تقوم العسكرية التركية باخراحه عن القانون وحله ومحاكمة ومحاسبة رؤسائه.

 

في بلاد أتاتورك حيث تمت أتاتركة تركيا ممنوع على المسلمة المحجبة العمل في التلفزيون أو الدخول الى الجامعة ، وممنوع على المحجبات دخول البرلمان بالحجاب، وقد حصل مرة أن خالفت تلك القوانين العنصرية المتخلفة أحدى النائبات التركيات ، التي تحمل بالأضافة لجنسيتها التركية الجنسية الأمريكية ، مما أدى لحملة كبيرة عليها وطردها من البرلمان التركي، تصوروا أن هذا يحدث في برلمان دولة تدعي الديمقراطية والأكثرية الساحقة من  سكانها ومواطنيها هم من معتنقي الديانة الاسلامية.

في بلاد اتاتورك ايضا لا تستطيع زوجات أعضاء الحكومة الاسلامية مشاركة أزواجهن في اية احتفالات رسمية لأن القانون المتخلف التركي يمنعهن من ذلك، هل هذه ديمقراطية أم ديكتاتورية ؟

 

كذلك هناك شكاوى من معاملة المحجبات في بعض الدول العربية الافريقية والآسيوية، حيث هناك معاملة خاصة تعامل بها المحجبات، منها مثلا رفض طلبات العمل للواتي يرتدين الحجاب بالرغم من أن مؤهلاتهن تكون احيانا كثيرة متساوية أو أفضل من مؤهلات النسوة الأخريات ، وهذا ما اشتكت منه جهات عدة، ففي لبنان مثلا أعرب مؤخرا المفتي محمد رشيد قباني عن قلقه من سلوك بعض المؤسسات اللبنانية التي تقف موقفا عدائيا من المرأة المسلمة المحجبة رغم حيازتها الكفاءة العلمية التي تتطلبها الوظيفة.

 

هنا لا بد من التذكير ان التدخل في الشؤون الخاصة للانسان وفي الحريات الشخصية للثياب التي تختارها المرأة المسلمة يشكل عدوانا على حريتها كأنسانة وعلى خياراتها كبشر وعلى معتقداتها وحريتها الدينية كمؤمنة ، طبعا في هذا كله مخالفة واضحة واعتداء على الاعتقاد و الحرية الشخصية التي تنص عليها الدساتير على الأقل في الدول العربية والاسلامية، ولا نريد أن نقول الدول الديمقراطية التي تحترم نفسها.

 

تأتي دعوة المفتي قباني بعد ان قامت بعض المؤسسات اللبنانية بالتدخل بشؤون المرأة المسلمة ورفضها في اماكن العمل بسبب ارتداءها للحجاب، وهذه الظاهرة تعتبر غريبة فعلا عن المجتمع اللبناني وبنفس الوقت معادية للاسلام، وكانت تقارير ذكرت أن احد المصارف اللبنانية قد طرد احدى موظفاته بعد 13 سنة من العمل بسبب ارتداءها الحجاب مؤخرا.

 

إن استمرار حملات العداء للمسلمات المحجبات سوف لن يخدم بالضرورة تلك الدول والمؤسسات التي تتبنى تلك الحملات، لكنه بالتأكيد سوف يزيد من حالات العداء والعداء المتبادل بين المضطهدات المحجبات والعنصريين من أصحاب المؤسسات وقادة الدول والحكومات، وسوف يخدم المتزمتون من الطرفين، الطرف العنصري الذي يشن الحملة على المحجبات والطرف المتزمت في عالم الاسلام اليوم.

 

فهذه السياسة ليست حكيمة ولن تكون مفيدة أبدا ، بل هي سياسة مغلوطة ومأزومة تعاني النقص والميل نحو العنصرية ضد بعض فئات المجتمع في البلاد التي تريد اضطهاد المحجبات وحرمانهن من ارتداء اللباس الذي اخترنه بملء ارادتهن وليس رغما عنهن، فحرمانهن من العمل والدراسة والوظيفة والحياة بشكل طبيعي سوف يكون خطوة في الطريق الغلط وستحتاج تلك الدول لسنوات طويلة حتى تستطيع اصلاح ما افسدته بسبب جهلها أو عنصرية اركانها ومهندسي سيساتها.

 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استطلاع الرأي .. فعاليات الجدار .. ما الذي حدث ؟
- حنان عشراوي
- رب صدفة خير من ألف ميعاد ...
- إحنا بتوع الأوتوبيس !
- صفقة تبادل الاسرى بدون سمير القنطار تعتبر فاشلة
- مدارات الحمير
- جورج غالواي وذيل الكلب
- الشعب الفلسطيني ووقفة العز التي لا بد منها
- الليل بتنا هنا والصبح في بغداد
- صباح الخير يا صغاري
- من جنين حتى رفح
- عربي أوروبي في أمريكا
- إذا بوش أنتصر
- الوصايا العشر
- فيتو أمريكا و تفجير غزة
- عن تملك الفلسطينيين في لبنان
- المجهول والمعلوم في زمن الغول
- مخيم يبنا يدافع عن القدس والقبلة
- من يسأل عن مصير المفقودين العرب ؟
- أرنولد كلاسيك و الأجساد الرشيقة


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - العداء للحجاب حالة عنصرية