أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - إحنا بتوع الأوتوبيس !














المزيد.....

إحنا بتوع الأوتوبيس !


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 647 - 2003 / 11 / 9 - 06:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الى صديقي الشاعر سليمان نزال بمناسبة حصوله على جائزة الباصات..

يوم أمس عرفت عبر  جريدة الحقائق التي أكتب بها بشكل دائم تقريبا،أن الزميل والصديق الشاعر الفلسطيني الدنماركي سليمان نزال، أبن لوبية في فلسطين المحتلة، وأبن مخيم برج الشمالي في الشتات،من سكان مدينة أغوس ومخيمها الجديد في منفى الشتات ، قد فاز بجائزة اعلامية قيمتها المادية بسيطة 1500 كراونة أي ما يعادل 200 دولار أمريكي ، وبهذا المبلغ يستطيع الشاعر الفائز بالجائزة أن يسافر بالباص ثم في الباخرة من الدنمارك ألى النرويج. مع العلم أن الباص الذي يسافر بين المدن والبلدان، سوف لن يحمل أشعار وصورة الشاعر ، لكنه سيحمل لنا الشاعر بنفسه.

 قد تستغربون وتقولون ما علاقة الباص بالشعر وبالشاعر  ؟ فأجيبكم أن بيت القصيد في مقالتي هو هنا بالضبط. وأليكم حكاية صديقي سليمان نزال مع باصات أوغوس وبعض إخوانه من العرب والعربان.

كسب الشاعر الجائزة ذات القيمة المادية البسيطة ، وكسب أيضا القيمة الأهم في الجائزة ، وهي أن نصوص الشاعر سليمان نزال ،قصائده القصيرة ستنشر في الباصات مع صورة شخصية له، يعني كل راكب باص وأوتوبيس في مدينة أوغوس سوف يرى سليمان أمامه أو خلفه ، بقربه أو على جانبه، وسوف يعتاد سكان المدينة الذين يستعملون الباصات العامة على قراءة نصوصه والتصبح بصورته برضاهم أو رغما عنهم، فسوف تصبح أبيات قصائد سليمان مثل قهوة الصباح.

وكنت هنأت صديقي بهذا الشرف وبتلك الجائزة  وتمنيت له بطاقة باص سنوية مجانية ، لأنه بقصائده تلك سيجلب أصحاب السيارات الخاصة لاستعمال الباصات هذا بعد أن يقوم هو بنفسه بتخريب إطارات السيارات، كما أدعى بعض الخبثاء من الأصدقاء الفلسطينيين في مدينة الشعر المتحرك.

ظاهرة شعر الباصات أو كما سميته الشعر المتنقل أو المتحرك تعتبر ظاهرة شعبية في اسكندنافيا، برأيي أنها ظاهرة صحية ومفيدة ويا ريت بلادنا العربية تقوم بشراء أوتوبيسات و باصات جاهزة مع الشعر والنصوص والقصائد والصور ، يشترونها بشكل عادي وبأسعار مخفضة من بلاد اسكندينافيا على شرط أن لا يقوم مقص الرقيب بقص النصوص ومحو القصائد و إزالة صور الشعراء والكتاب، وإذا ما نجحت هذه الفكرة التي عبرها يمكن تعميم بعض أشكال الديمقراطية الحضارية الأسكندنافية،على العكس من ديمقراطية الأباتشي والتوماهوك والكروز الأمريكية، فأن الفائدة المرجوة من صفقات بيع الباصات بما فيها من قصائد ولوحات سوف تكون كبيرة وعامة في بلادنا العربية.

قصة الأوتوبيسات الدنماركية تذكرني بفيلم جميل لعادل امام وعبد المنعم مدبولي ، عنوانه " إحنا بتوع الاوتوبيس " ، يحكي الفيلم عن فترة ما من فترات الحكم في مصر العربية، ويظهر كيف كانت تتعامل أجهزة المخابرات مع الناس، تدور قصة الفيلم حول شخصين يتم اعتقالهما في أحد الباصات العامة أثناء توجههما لعملهما، طبعا الصدفة لعبت دورها لأنهما كانا في الأوتوبيس بدون بطاقات، وبنفس الوقت كانت المخابرات تبحث عن متهمين ، فوجدت ضالتها في الشخصين المذكورين، طبعا لم تفلح كل النداءات والتوسلات في عودتهما للبيت والعمل ، فبقيا تحت رحمة السجان والجلاد عبدو ، كان مطلوب منهما أن يعترفا بالجريمة مع أنهما لم يرتكباها،هذا هو مضمون القصة إذا لم تخني الذاكرة! ..

طبعا و بالتأكيد الفيلم يصلح لكل الأزمنة والفترات التي توالت بعد الحكم الناصري، فحالة الطوارئ في مصر لازالت سارية المفعول حتى يومنا هذا، وكلمة المخابرات لا تصبح كلمتين كما يقول أهل الشام وسوريا الكبرى، وهذا الحال ينطبق على الدول العربية لكن بتفاوت بين كل دولة وأختها.

ترى لو أن كل دولة عربية تفعل كمل فعلت مدينة أوغوس الدنماركية ، ألم يكن حالنا نحن العرب في بلادنا العربية وفي مهاجرنا الأجنبية واحدا ؟

بالتأكيد لو تم ذلك ستكون نتائجه ممتعة وشيقة ، أولا ستظهر الديمقراطية العربية لأول مرة منذ العمرين ،ستعود الحرية لبلادٍ تتوق لحريتها، وستسترجع الأمة العربية أضواء عصرها المضيء ، وستصبح الدول العربية من الواحات التي تؤمن بالقلم والكلمة والحرية الكتابية، وبهذا تكون انتصرت في ذلك على المشاريع المعدة والمجهزة من قبل دوائر الخبث والعنصرية الأمريكية الصهيونية.

هنيئا للشاعر سليمان نزال جائزته، فهي جائزة لكل فلسطيني يحمل في قلبه فلسطين وهموم أهلها من اللاجئين في العالمين، ومن القابعين تحت نير الاحتلال في فلسطين المستباحة.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقة تبادل الاسرى بدون سمير القنطار تعتبر فاشلة
- مدارات الحمير
- جورج غالواي وذيل الكلب
- الشعب الفلسطيني ووقفة العز التي لا بد منها
- الليل بتنا هنا والصبح في بغداد
- صباح الخير يا صغاري
- من جنين حتى رفح
- عربي أوروبي في أمريكا
- إذا بوش أنتصر
- الوصايا العشر
- فيتو أمريكا و تفجير غزة
- عن تملك الفلسطينيين في لبنان
- المجهول والمعلوم في زمن الغول
- مخيم يبنا يدافع عن القدس والقبلة
- من يسأل عن مصير المفقودين العرب ؟
- أرنولد كلاسيك و الأجساد الرشيقة
- بين حمام الشط وحطين أزمنة وسنين
- صحة عرفات و صحة فلسطين
- العرب تحت رحمة الإرهاب
- حكومة أبو علاء وجدار العار


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - إحنا بتوع الأوتوبيس !