أمريكا الصغيرة / قصيدة لبابلو نيرودا

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

الحوار المتمدن-العدد: 2328 - 2008 / 6 / 30 - 09:55
المحور: الادب والفن
    

حين أطّلع على شكل أمريكا في الخارطة،
يا حبيبتي،
إنما أراك أنت ِ :
على قمة رأسك يقع تاج جبل النحاس،
ثلوج الصدر والقمح،
خاصرتك النحيفة،
الأنهار المتسرعة كنبضات القلب،
التلال والمروج المبهجة،
وفي الجنوب البارد، تنهي قدماك جغرافيتهما المتكونة من الذهب المضاعَف.

حبيبتي!
حين ألمسك،
لا تنزلق يداي على حُسنك فحسب،
بل على الأغصان، والحقول، الفواكه والماء،
الربيع الذي أحبّ،
قمر الصحراء،
صدر اليمام البري،
نعومة الصخور التي لمّعتها مياه البحار أو الأنهار،
والأجمة الكثيفة الحمراء، حيث يتربص بنا العطش والجوع.
هكذا يحيّيني موطني الشاسع،
أمريكا الصغيرة، في جسدك.
وحين أراك تستريحين،
أرى في إهابك، و في لونك الشوفان ،
قومية َ مداعباتي.
لأن حاصد قصب السكر في كوبا الملتهبة يرنو إليّ،
وهو مغطى بعرق داكن،
ويغني صيادو السمك عن أسرارهم خلال حنجرتك،
في البيوت الرطبة على الساحل.
وهكذا على امتداد جسدك،
يا أمريكا الصغيرة المعبودة!،
تقاطع الشعوب والبلدان قبلاتي.
وإن حُسنك لا يشعل فقط النيران المحرقة،
بل أن عشقك يتم ابتلاعه بيننا،
ويهتف بي بعشقك،
ويهبني خلل حياتك الحياة التي أفتقد،
ويضاف السماد كمطيبات إلى العشق ،
قُبلة من التربة التي تنتظرني.

‏الاحد‏، 29‏ حزيران‏، 2008

#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات