أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - من أجل صحافة على هيئة -منشور زجاجي-!














المزيد.....

من أجل صحافة على هيئة -منشور زجاجي-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2324 - 2008 / 6 / 26 - 11:51
المحور: الصحافة والاعلام
    



بين الفكر في الرأس، والذي يشبه "المادة الداكنة (أو المُظْلِمة)" في الكون، وبين "التعبير"، باللسان والقلم، مسافة، إنْ قطعناها قَطَعْنا منتصف الطريق، ليس إلى الديمقراطية، وإنَّما إلى ضواحيها، أو مَدْخلها؛ فقَطْع المسافة بين "التعبير" و"التغيير" إنَّما هو وحده السير في الداخل من الديمقراطية، صعوداً أو هبوطاً، إلى الأمام أو إلى الوراء، إلى اليمين أو إلى اليسار، فلا أهمية (من وجهة نظر الواقع) لـ "تعبير (حُرٍّ)"، أنْتَج ما أنْتَج من التعليل والتفسير لعالمنا، أو عوالمنا؛ ولكنَّه ظلَّ حبيس العجز عن الانتقال من التعليل والتفسير إلى التغيير.
بعض "النصائح" ليست بـ "نصائح" إلاَّ إذا أحْسَنَّا الظن، وتحلَّيْنا بما يكفي من حُسْن النِّية، على أن يكفينا حُسْنها (أي حُسْن النِّية) شرَّ جهنَّم.

إنَّها "نصيحة"؛ ولكن ليست بجَمَلٍ، فمالِك الصحيفة، وهو د. رجائي المعشر، وهي "العرب اليوم"، يُحْسِنا صُنْعاً لو مَنَعا وجهات نظر تُجَدِّف، أو يُجَدِّف عبرها أصحابها، بـ "نعمة إلهيَّة"، هي "العولمة" و"الخصخصة"، فشرُّ الحديث، أي الصحافة، التجديف!

وفي دهشةٍ، ليست بأهمية دهشة الأطفال والفلاسفة، يتساءلون قائلين: كيف لـ "مالِك جريدة"، ولـ "رجل أعمال"، أن يسمح (طبقياً) بنشر آراء ووجهات نظر (عبر جريدته) يتحرَّر بها هذا المقدار الهائل من "طاقة العداء اليساري" لـ "العولمة" والـ "الخصخصة"، اللتين هما الآن في منزلة "الديانة الرابعة" للبشر كافة في القرن الحادي والعشرين؟!

وإنِّي لأتساءل؛ ولكن ليس في دهشةٍ كدهشتهم، ولا حتى كدهشة الأطفال والفلاسفة، عن السبب الذي يَحْمِل سكَّان بيوت كالقبور على أن يجاهدوا، بميولهم (وفكرهم وقلمهم..) وأنفسهم، في سبيل ما ينفع ويفيد ويخدم سكَّان القصور؟!

على أولئك أن يسألوا هؤلاء عن سبب "تصالحهم اليميني" مع "العولمة" و"الخصخصة" وهُم الفقراء المعدمون، الذين تُمْعِن "العولمة" و"الخصخصة" في نقلهم من بقايا الوجود إلى أعماق العدم!

الطيف وألوانه.. إنَّنا كثيراً ما نحدِّثهم، في دفاعنا عن "حرِّية التعبير"، وعن الحق في امتلاكها وممارستها، عن الطيف السياسي والفكري؛ ولكن نقص "الفيزياء" في وعيهم وثقافتهم يَحول بينهم وبين "الفيزياء السياسية"، فيتوَّهمون، إذا ما أسأنا الظن؛ وبعض إساءة الظن فطنة، أنَّ "الطيف" من "الطائفية" و"الطوائف"، فلنضع ما تيسَّر من النقاط فوق (وتحت) بعض الحروف، لعلَّهم يهتدون.

ضوء الشمس أبيض اللون؛ فلا خلاف معهم، على ما أتوقَّع، في هذا الأمر، أي في هذه البديهية أو المسلَّمة. الخلاف يبدأ، أي يشتعل، ما أن نُمرِّر شعاع الشمس (الأبيض) في "منشور (زجاجي)"، هو كناية عن "الإعلام الحر الشفَّاف"، فَيَخْرُج من "رحم الأبيض"، الأحمر والأصفر والأخضر..؛ فهل نغضب على الصحافة (أي المنشور الزجاجي الشفَّاف) ونلعنها لاقترافها "ذنب" إظهار الكامن في المجتمع من ميول ونزعات واتِّجاهات..، والسماح لـ "الواحد" بأن "يتعدَّد"؟!

إنَّنا مع حق "الأحمر" و"الأخضر" و"الأصفر".. في الانتقال من الكمون إلى الظهور، فهو "لون"؛ وكل لون يستحق الحياة؛ ونحن مع "الأبيض" ليس حُبَّاً بالبياض، وإنَّما لرغبتنا في أن يُظْهِر مكنونه من ألوان الحياة؛ ولكنَّنا ضد "الأسود"؛ لأنَّه ليس بـ "لون" ولو توهَّم المتوهِّمون؛ ولأنَّه (وهنا يكمن السبب الأهم) سِجْن وسجَّان كل الألوان الألوان.

إنَّنا نريد "جريدة" يتعدَّد فيها، وبها، الواحد؛ أمَّا هُمْ فيريدون "جريدة" يتوحَّد (بحسب المعنى الأوتوقراطي لـ "التوحُّد") فيها، وبها، المتعدِّد.

لستُ مع "الأصفر" من الجرائد؛ ولكنَّني مع "الأصفر" من "إشارات المرور" في "شارع الصحافة"، فـ "الأحمر" منها، "إعلام مرعوب"، و"الأخضر"، "إعلام مُدجَّن"؛ أمَّا "الأصفر" فهو "الإعلام الجريء"، الذي ينبغي له أن يتحمَّل مسؤولية اجتياز "الإشارة" وهي "صفراء"، فالنجاة وعدمها احتمالان متساويان هنا.

لقد "اصْفَرَّت"، على ما يرون، إذ مارست من "حرِّية التعبير" نزراً مما تمارسه الصحافة في أوطان "العولمة" و"الخصخصة"، التي بحمدها يسبِّحون، فكيف إذا ما تمادت "العرب اليوم" في محاكاة وتقليد تلك الصحافة؛ بل كيف إذا ما أصبحت الصحافة عندنا، "حرِّية التعبير" التي لا انفصام بينها وبين "حرِّية التغيير"؟!

إنَّ "الحقائق"، خَمْساً كانت أم خمسين، لا تأثير لها يُذْكَر في عقول أُناس يمكن أن تحملهم مصالحهم الشخصية والفئوية الضيِّقة على إنكار بديهية كبديهية أنَّ عمان عاصمة الأردن!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدراء وموظَّفون!
- لماذا تردُّ طهران على -التهويل- ب -التهوين-؟
- أسئلة الحرب!
- تهدئة مع حصار مخفَّف قليلاً!
- صحافة الموت وموت الصحافة!
- جدل -الأزمة السكانية- في مصر!
- خطوة سعودية قد تكون تاريخية!
- -الفشل الوشيك- و-التحدِّي الكبير-!
- نمط استهلاكنا مهدَّد ب -الصَّوْمَلَة-!
- ظاهرها -كتابة- وباطنها -إملاء-!
- أما حان للولايات المتحدة أن تستقل عن العراق؟!
- عسكر تركيا يلبسون -حجاب العلمانية-!
- عَصْرٌ من الجوع.. و-الطاقة الذُّرَوية-!
- هذا هو كل متاعهم الفكري!
- -حزيران-.. -سلام الهزيمة- و-هزيمة السلام-!
- -أزمة اولمرت- هي خير عُذْر!
- اولمرت.. كم أنتَ مسكين!
- خطاب نصر الله في ميزان الخطأ والصواب!
- الأُميَّة الديمقراطية!
- مفاوضات للسلام أم لاجتناب مخاطر حرب؟!


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - من أجل صحافة على هيئة -منشور زجاجي-!