أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - إنها في السياسة أيضا، يا صديقي!















المزيد.....

إنها في السياسة أيضا، يا صديقي!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2323 - 2008 / 6 / 25 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت أمام الشاشة أشاهد وأسمع بشغف وانبهار حفلات عيد الموسيقي الدولي في باريس، والذي كانت فرنسا أول من دشنه عام 1982، ثم تحول لعيد دولي تحتفل به كثرة من دول العالم. كانت كل آلات الموسيقى تعزف مساء، وفي كل مكان، والشبان يرقصون منطلقين، وحتى الطباخون شكلوا فرقة صغيرة تدق بانتظام على القدور والصحون.
فجأة رن الهاتف، وكان على الخط صديق قديم يسأل عن صحتي بعد انتكاستها، ثم قال فجأة ضاحكا: "الحمد لله الذي أرجعك إلينا."
دهشت وطلبت التوضيح، فقال "عدت لعالم السياسة بمقالك الآخر بعد تتالي تداعياتك الأدبية." لم أشأ مناقشته وبدلت الموضوع ، ثم تبادلنا التحية والتمنيات.
لقد كان بودي أن أذكره بمقدمة الصديق عبد الخالق حسين، الذي أودعته القطع الأدبية منذ شهور لينشرها حين يرى ذلك مناسبا، والقطع كما ورد في مقدمتي كتبت على مدى سنوات طوال لاسيما في التسعينات، ولم تكتب هذه الأيام.
كان بودي أن أطلب منه العودة للعديد من تلك القطع ليدرك أنها في السياسة أيضا، مباشرة أو غير مباشرة، فالسياسة، إن صح القول، لا مهرب منها حتى ونحن نتجاوب مع أنغام الموسيقى.
الحقيقة أنني كلما أشاهد تلفزيونيا حفلة غناء وموسيقى هنا، والمئات سعداء، تهجم عليَّ أحيانا وفجأة فكرة مروِّعة: أن تفجر إرهابية إسلامية سافلة، أو إرهابي إسلامي حقير، هذا الحفل بحزام المتفجرات لتقع مئات الشابات والشبان ضحايا بريئة من قتيل وجريح. كما أنه في كل مرة تأخذني الموسيقى فجأة للعراق، حيث هيمنة رجال الدين والأحزاب الإسلامية، التي تحرم الموسيقى والفنون، فلا تبقى في الساحة غير مراسيم اللطم والتطبير! ومن حسن الحظ أن إقليم كردستان سلم لحد اليوم من هذه الوافدة الظلامية، أن الفرق الموسيقية الكردستانية، والرقصات الفولكرولية، أحيت هذه السنة عيد الموسيقى الدولي، ولكن! هاهم رجال الدين في الإقليم مهتاجون اليوم، مطالبين بكبح الصحافة والأقلام، وتطويعها لتتماشى مع أفكارهم الشديدة التخلف والتزمت.
إن معظم رجال الدين المسلمين، والأحزاب الإسلامية تعتبر حرية الرأي، والتعبير، والضمير، عدوا لابد من قهره، وهذا بصرف النظر عما يقوله البعض جهارا، وما يخفونه باطنا لأسباب تكتيكية.
إن الأخبار المتتابعة هذه الأيام القليلة تنقلني من خاطرة لأخرى لتلتقي كل الخواطر في إدراك مخاطر التطرف والإرهاب الإسلاميين بكل مدارسهما، وجنسياتهما، وهاهي مصر تصادر فيها المراجع الدينية والفكر الإخواني الطاغي في المجتمع وفي مناهج التعليم حريات الرأي والتعبير. ترى من يصدق أنه في بلد أحمد لطفي السيد، وعلي عبد الرازق، وسلامة موسى، ومنصور فهمي، وشبلي شميل، وطه حسين، ونجيب محفوظ، ألخ.، ألخ.، يصادر فيه كتاب جمال البنا، المفكر المتفتح، بقرار من مجلس البحوث الإسلامية؟! من يتصور أن تقدم مكتبة مدبولي الشهيرة منذ يومين على إعدام كتابين لنوال السعداوي بعد طبعهما، وذلك خوفا من المراجع الإسلامية؟! ثم ألا يلتقي هذا مع مواصلة اضطهاد الأقباط المصريين، والعدوان على ديارهم، وخطف رهبانهم، وهو اضطهاد مستمر تحت وضح النهار ولم تتخذ الحكومة المصرية أية إجراءات فعلية وحازمة لوقفه، وهذا ما ينقلنا أيضا للعراق، حيث تقترن محاربة الموسيقى والفنون بمطاردة المسيحيين، والصابئة المندائيين، وغيرهم من غير المسلمين.

أجل إن هذه الموسيقى الرائعة والرقصات البديعة إذ تملؤني بهجة وارتياحا نفسيا، ولكن في الوقت نفسه، وبالرغم عني، تنقلني لما أسمع وأقرأ من أخبار مفزعة، تنصب في مخاطر التطرف الإسلامي. وآخر الأخبار الباريسية بهذا الشأن اعتداء لفيف من المراهقين والشبان المسلمين على شاب يهودي في السابعة عشرة، وذلك في محطة مترو وهو اليوم بين الحياة والموت. أليست هذه الجريمة الشنعاء وجرائم قبلها بسبب غسل أئمة الجوامع لقول الناس، وشحنهم بكراهية غير المسلمين؟! أليس هؤلاء الأئمة، وأمثال القرضاوي، وأبو قتادة، من فقهاء الإرهاب هم شركاء بامتياز في جرائم العنف والإرهاب. الغريب المؤلم أن اليسار الغربي، والمنظمات الإنسانية، وفريقا غير فليل من القضاة الغربيين، يفكرون فيما يعتبرونه حقوق كبار فقهاء التطرف والكراهية، وحتى كبار الإرهابيين، وينسون ضحاياهم. كيف نسيت تلك المحكمة التي أطلقت سراح أبو قتادة، ممثل بن لادن في بريطانيا، تفجيرات لندن وضحاياها؟؟!! أعجب أم لا عجب؟ حتى إرهابيو غوانتينامو صاروا هم الضحايا عند هذه المنظمات، والجمعيات ورجال القانون، حيث نرى سباقا وحمية بالغين، بل وشرسين، في الدفاع عمن اعتقلوا متلبسين بجرائم التفجير وقتل الأبرياء، وقد أطلق سراح بعضهم فإذا بهم يكررون الجرائم الإرهابية في العراق وأفغانستان.

إن الإرهابي، وفقهاء الإرهاب، وكل المتطرفين الإسلاميين، لا يمكن أن يغيروا عقلياتهم العفنة المليئة بالكراهية، فما أن تسنح لهم الفرصة حتى ينفذون الجريمة من جديد، مثلهم كالمجرمين الذين يغتصبون النساء، والأطفال، حيث لا يطلق سراح أحدهم، حتى يقترف جريمة مماثلة وأكبر. إنه وباء التطرف الديني المغلق الذي لا دواء له غير مكافحته بوعي واستمرار، وعلى كل الجبهات.

فيا صديق العزيز: ألا يؤدي الاستمتاع بالحفلات الموسيقية، إلى عالم السياسة المضطرب- وبالرغم عنا!؟
إليكم أخيرا قطعة صدرت في آب 1997، تدخل في هذا السياق كله، راجيا أن لا يقول صديقي إنها لا تمس السياسة، والتطرف الإسلامي!

* قصيدة نشيد الطالبان:
أطيلوا اللحية العصماء مترا ليرضى ربنا ونفوز طرا
أطيلوها، ولا تنسوا عليها غرابا يبتغي عشا ووكرا
كمكنسة غطسناها مرارا بأنواع النفاق تزيد عدّا
ولا تدعوا النساء بلا حصار وسور، فالتحرر كان كفرا
وللأنثى أحابيل وخبث، وقد أخذت من الشيطان مكرا
أقيموا حولها طوقا، يقينا هواجس شهوة، ويصد سحرا
وفي الأنثى، ولو في المهد كانت، شرارات الفجور تنث جمرا
وإن دواء فاحشة صلاة فأموا مسجدا ليلا وفجرا
ومن لا يرعوي فله سيوف تؤدبه، وكان الدين قسرا
هم الكفار ذبحهمُ حلال لنمنح جنة، حورا، وخمرا!
23 حزيران 2008




#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الاتفاقية أيضا..
- تداعيات العمر (5)
- تداعيات العمر (4)
- تداعيات العمر (3)
- تداعيات العمر (2)
- تداعيات العمر (1)
- بين السياسة والأدب والحياة [3]
- جيش المهدي وحزب الله
- بين السياسة والأدب والحياة..[ 2 ]
- بين السياسة، والأدب، والحياة.. (1)
- تحية لعيد الأول من أيار..
- عيدنا نوروز: كفاح كردستان، ووحدة الشعب العراقي..
- في وداع عام!
- نحو -أممية- شافيز الغوغائية، اليساروية!
- الرئيس مشرف بين خطر الإسلاميين والهوس الانتخابي الغربي!
- العقل والحكمة في قضية حزب العمال الكردستاني!
- عندما تكون المرأة العراقية ضحيتهم الأولى..
- عن الجدل المثير حول قرار الكونغرس
- سلمان شكر في ذمة الخلود
- أين أنتم من محنة سلمان شكر!؟


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - إنها في السياسة أيضا، يا صديقي!