أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام مطلق - هينغتون وحروب خط الصدع














المزيد.....

هينغتون وحروب خط الصدع


حسام مطلق

الحوار المتمدن-العدد: 2307 - 2008 / 6 / 9 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دائما يجب النظر الي ما بين السطور والي ما وراء المعلن في الحديث السياسي. المفترض بالجامعة العربية ان تكون ممثلا للقضايا العربية، فهل ان تكون عزيزي القارئ سنيا او شيعيا او درزيا او منتميا الي اي تفصيل طائفي اخر هو اخراج لك من الهوية العربية التي يفترض بالجامعة العربية ان تمثلها؟ اذن لماذا تثار قضية التشيع أو التسنن، والدين خيار شخصي في طريق التعبد لله؟ الحقيقة ان المشروع الامريكي كان يعتمد علي ما اسموه في دراساتهم الدمينو. اي ان سقوط النظام العراقي والنجاح الباهر الذي توقعوه لما بعد اسقاطه سوف يدفع الشعوب العربية المغلوبة علي امرها كي تثور مطالبة بالنموذج العراقي، فتتداعي الانظمة العربية المعاندة امام ضغط الجماهير والدعم الامريكي للمعارضات، فيما تصبح الانظمة العربية المطاوعة اكثر ليونة في يد السياسة الامريكية والاسرائيلية.
ومع الفشل الذريع الذي مني به الامريكيون في العراق صار المشروع البديل هو احتواء ايران. الاحتواء مورس قبلا بواسطة صدام حسين حين شن تلك الحرب علي ايران. اليوم ليس هناك في المنطقة رجل امريكي قادر علي فعل ذلك. السعودية بديل غير عقائدي اي ليس هناك قضية قومية يمكن من خلالها اثارة الشعب السعودي كي يقدم مئات الآلاف من القتلي من اجل احتواء ايران. ومن هنا وانطلاقا من طبيعة الوعي الجمعي السعودي اتجه المخططون الامريكيون الي اثارة فكرة التشيع والتمدد الشيعي علي حساب السني، فمثل هذاالكلام يثير المشاعر في السعودية، وفي اللحظة الحرجة يكون بالامكان استخدام الشعب السعودي قرابين لطموحات الامبراطورية الامريكية كما قدم مليون عراقي سابقا علي مذبح البوابة الشرقية. السعودية بدورها لا تريد ان تدفع الفاتورة كاملة وتريد ان تصد النفوذ الايراني والضغط الامريكي عبر اقحام الطرف العربي كاملا في المشروع الامريكي. ومن هنا جاءت كلمة وزير خارجية السعودية سعود الفيصل خلال احداث بيروت. هل هناك كلمة واحدة في ميثاق الجامعة العربية تتحدث عن هويتها الدينية كي نقبل الحديث عن هويتها الطائفية؟
ثم ان كانت الجامعة العربية سنية فلماذا كل هذا التباكي علي الرئيس الماروني الوحيد الذي يعبر عن حال التسامح في العالم العربي كما سبق لأكثر من مسؤول أن قال ان السعودية عبر اقحامها للطرف العربي كاملا تريد أن تدفع بالمزيد من الضغط علي ايران، وهي تأمل ان يؤدي هذا بايران للتراجع، وتنسي انه حين كانت ايران اضعف وكان العالم كله متوافقا مع العراق، بما فيهم السعودية، لم تتراجع ايران. وهي ايضا بالاقحام العربي تريد ان تعطي نفسها مساحة اوسع من المناورة امام الضغوط الامريكية عبر اقتسام التبعات مع اطراف عدة اقليميا. ولكن الحقيقة هي ان بعض الشعوب العربية لا يكترث للقضية الشيعية السنية. وهنا مكمن الخطأ السعودي، لانه تحليل للاخر من خلال الذات. شخصيا اري ان لجوء السعودية لاثارة قضية التشيع تعبير عن ازمة اكثر منه ممارسة للغيرة علي التسنن. والأسلم ان تقوم السعودية بدور ايران في المنطقة فتدعم الجهات المقاومة. فلو فرضنا ان حزب الله شيعي خالص ولا يمثل سوي المذهب الشيعي وأن هذا يشكل عائقا امام المساعدات السعودية له، فهل حماس او الجهاد الاسلامي ايضا منظمتان شيعيتان؟ من الواضح ان السعودية تمر بأزمة خانقة. فهي ان قبلت دور السيد صدام حسين في اشعال حرب احتواء بدلا من اسرائيل والولايات المتحدة ضد ايران أحرقت نفسها بنفسها، ولن يكون مصيرها بافضل من مصير العراق، المنهك والمثخن بالجراح بعد الحرب.
وان هي رفضت المشروع الامريكي، اي الضغط الامريكي، فتحت الابواب علي تطبيقات عملية للخطط الموضوعة لازاحة النظام السعودي بل وحتي تقسيم السعودية الي ثلاث او اربع دويلات. الوضع السعودي صعب جدا.. وشخصيا اتعاطف مع الازمة التي تمر بها السعودية، واحمل المسؤولية فيها كاملة للنظام السعودي الذي ربط مصيره بالمصير الامريكي. حين تتخلي عن الولايات المتحدة وليس خلفك احد فانت ساقط حتما، ولكن حين تتخلي عن الولايات المتحدة وخلفك ضمير وشعب فما زال هناك طريق طويل وحتي ان انتهيت تنتهي بطلا لا نذلا في اعين الاعداء قبل الاشقاء. يقول صموئيل هنتنغتون في كتابه (صدام الحضارات) ان حروب خط الصدع كصدام حضاراتي تعطي أيضا حياة جديدة لنظرية الدومينو والتي وجدت خلال الحرب الباردة، ولكن الآن الدول الرئيسية للحضارات رأت الحاجة إلي منع الهزيمة في صراع محلي، والتي قد تحدث خسائر تقود إلي كوارث... . ما حدث من هزيمة للقوات الامريكية في العراق وما تلاها من هزيمة للاسرائيليين في لبنان صيف 2006 تسعي الولايات المتحدة الي احتواء ارتدادات الدومينو الناتجة عن الهزيمتين عن حلفائها بعد ان كانت تأمل ان يسقط خصومها.



#حسام_مطلق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوزير والسكرتيرة وزوجة الرئيس
- السببية بين السحر والدين والعلم
- اخوان القردة بكلمات فلاسفة العرب
- الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء الثالث - في الوحدانية وا ...
- الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء الرابع - في القصص وأخبار ...
- الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء الخامس - في الاعجاز العل ...
- الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء السادس - في الصلاة وتماث ...
- الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء السابع - الخلية الأبيوني ...
- الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء الثامن - في الصفات المحم ...
- الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء التاسع - الاضطهاد والتعت ...
- الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء العاشر والأخير - محاكمة ...
- الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء الثاني ( في اللغة و الاض ...
- الاسلام في التفكيك والتركيب - مقدمة
- اخوان القردة
- الدماغ رحلة 300 مليون سنة من التطور
- تزامن المسارات : الخيار الإستراتيجي الذي غير التاريخ
- سباق بين بورش وديزل
- جنس - حب - ارتباط
- المثلية الجنسية - حدد جنسك ذاتيا
- آليات خلق الجماعات الدينية - الصلاة كمثال


المزيد.....




- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام مطلق - هينغتون وحروب خط الصدع