أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام مطلق - الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء التاسع - الاضطهاد والتعتيم الاعلامي والتاريخي















المزيد.....

الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء التاسع - الاضطهاد والتعتيم الاعلامي والتاريخي


حسام مطلق

الحوار المتمدن-العدد: 2155 - 2008 / 1 / 9 - 11:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجزء التاسع الاضطهاد والتعتيم الإعلامي التاريخي :
سوف يقول قائل : كيف يكون كل هذا الضعف ومع ذلك لم نسمع بمعترضين كثر؟. الجواب في الأسماء التالية : الفارابي لوحق بتهمة الزندقة, ابن سينا لوحق بتهمة الزندقة, الرازي لوحق بتهمة الزندقة, ابن رشد حرقت كتبه, الحلاج صلب حتى الموت في حلب, عدي بن مسفر طرد ولوحق فالتجأ إلى جبال الموصل, ابن عربي اتهم بالزندقة, ابن قرمط قتل, بن درز قتل, والكثير من الأسماء لرجال تحول أتباعهم إلى أقليات باطنية بعد أن نكل بالمفكر الأول والتابعين من الجيل الأول والثاني والثالث والرابع حتى فقدت السلسلة فتحول ما لديهم إلى خرافة لدى عامة المسلمين, بل وحتى لدى الأجيال اللاحقة من المناصرين. فلم يعد هؤلاء ينصرون الفكرة الأولى, ولكنهم بكل بساطة أصبحوا متعصبين للجماعة التي تغربت إلى أعالي الجبال, تحت وطأة الإهانات الكثيرة التي كيلت لهم عبر عصور. لاحظوا كيف أن كل الأقليات الدينية والطائفية تسكن الجبال, وحين ندقق في تاريخهم نجدهم وصولوا إلى هناك هربا من عمليات تقتيل منظم مورست ضدهم استجابة لفتاوى " كبار العلماء " في التاريخ الإسلامي وأخرهم حضورا من باب السطوة الأدبية هم ابن تيمية الذي أباح دماء كل المخالفين ( دروز – علوين – يزيدية – مسيحيين – متصوفة ..الخ ) تنقية للدين. وهنا بعض الشواهد من مصادر إسلامية عن منادين بالحقيقة طمست أعمالهم أو أهدرت حياتهم :
*قال ابن الجوزي في تاريخه: زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الراوَندي وأبو حيَّان التوحيدي وأبو العلاء المعري، وأشرّهم على الإسلام أبو حيَّان التوحيدي ,ابن الراوندي، لأنَّهما صرَّحا، وهو جَمْجَم.
* وما رأيت من غير إبليس وزاد عليه في الجنون والتغفيل مثل أبي الحسين ابن الراوندي فإن له كتباً يزري فيها على الأنبياء عليهم السلام ويشتمهم، ثم عمل كتاباً يرد فيه على القرآن ويبين أن فيه لحناً، وقد علم أن هذا الكتاب العزيز قد عاداه خلق كثير ما فيهم من تعرض لذلك منه ولا قدر.
" أخبار الحمقي والمغفلين – بن الجوزي "
وينقل أبو علاء المعري عن إبن الجوزي البيتين التاليين :
قسمت بين الورى معيشتهم قسمة سكران بيّن الغلط
لو قسم الرّزق هكذا رجل قلنا له: قد جننت فاستعط
طبعا الدارس المعاصر بحاجة لأن يقرأ ما قال هؤلاء الرجال على نحو تحليلي, وهو بحاجة لمراجعة كتاب ابن الراوندي الذي فصل فيه بأكثر مما قدمت لكم عن " الاضطرابات اللغوية بالقرآن " وكلنا يعلم أن ابن جوزيه عالم لغوي جليل, لم يسكته الذهب الذي عرض عليه ولا المناصب عن قول الحقيقة فقتل وهو ابن ستة وثلاثين سنة كي لا ينتشر علمه بين الناس إلا أنه وكما قدمت كان قد وضع كتابا في تبيان ما في القرآن من لحن. وهنا نقطة بالغة الأهمية يقتضي توضيحها. حين وضع القرآن لم تكن العرب قد استخرجت بعد قواعد الصرف والنحو, ولذا كان العارفون بأمور اللغة ممن ورد ذكرهم في السياق حين يقولون بلحن في القرآن ما كان لديهم دليل سوى سمعهم. العربية حتى تلك المرحلة كانت لغة سماعية, مما سهل إشكال الأمر على العامة. بعد ذلك حين وضع النحاة قواعد الصرف والنحو كان القرآن قد أصبح هرما عظيما وأكبر من أن يقترب منه أحد بالتحليل. مشكلة ابن الراوندي أنه فعل ذلك. طبق قواعد الصرف والنحو على القرآن فأكتشف الخلل, وصار الناس تسأل أهل الصنعة اللذين حاروا فما كان منهم إلا أن يتلمسوا المخارج. روي عن أبو علاء المعري أنه أنفق أربع سنوات في شعر المتنبي فلم يجد فيه زلة واحدة, ولكنه وكما سمعنا من الشواهد السابقة أتهم بالزندقة لأنه بدوره قال بلحن في القرآن. التحدي الذي أضعه أمام المتقولين بـ" إعجاز " القرآن اللغوي أن يطبقوا عليه قواعد الصرف والنحو التي باتت معلومة, أو قل متاحة, للعموم. وبنفس الطريقة يطبقوها على شعر المتنبي. فكلا النصين قد جميع في كتاب ولا خلاف على نسبه, كما لا خلاف على سعته ليشمل كل ما تقتضيه المقارنة. أي ليعربوا القرآن ولكن كل جملة يريدون إعرابها فليأخذوا ما يقابلها من شعر المتنبي وهنا سوف يتضح للجميع التلاعب الذي قام به جيل من النحاة, إما تحيزا للقرآن, وإما لتبقى الرؤوس على الأكتاف. فسوف يلاحظ الجميع كم مرة سوف يحتاج فيها القرآن إلى تخريجات خاصة من تلك التي قدمت أمثلة عنها فيما أورد ابن الراوندي وكم مرة سيحتاج شعر المتنبي. لن تجد المتنبي بحاجة حتى إلى تخريجة واحدة, ألا يحق له أن يدعي النبوة وينكر القرآن؟. لقد عرف كما عرف كثر من جهابذة اللغة ما ورد في القرآن من إضطراب.
تاريخ الاضطهاد ضد كل من يحلل ويصل للحقيقة ليس من التاريخ البعيد كي يشكك به طرف ما. فمن أشهر من مورس بحقه الاضطهاد لإسكاته, أستاذنا العظيم الملقب بعميد الأدب العربي, وتحديدا لتطرقه للأخطاء اللغوية, وهنا بعض مقتطفات من كتابه " في الشعر الجاهلي " مذيلة بنصوص من أوامر النيابة في ملاحقته على جهره بما تبين له من ضعف, وهذه التحقيقات محفوظة في ملفات النيابة في مصر ونشرت بعضها الصحف المصرية في حينها. سوف أورد تعليق بخط احمر اصغر حجما, كالعادة, منعا للالتباس على القراء الكرام .
يقول طه حسين في كتابه الشعر الجاهلي " ... وأنا أقدر النتائج الخطرة لهذه النتيجة ، ولكني مع ذلك لا أتردد في إثباتها وإذاعتها ، ولا أضعف عن أن أعلن إليك وإلى غيرك من القراء أن ما تقرؤه على أنه شعر امرئ القيس أو طرفة أو ابن كلثوم أو عنترة ليس من هؤلاء الناس في شيء ؛ وإنما هو انتحال الرواة أو اختلاق الأعراب أو صنعة النحاة أو تكلف القصاص أو اختراع المفسرين والمحدثين والمتكلمين . ( هناك أخطاء صنعت لها أبيات من الشعر ونسبت إلى شعراء كبار كي تبرر )... أريد أن اصطنع في الأدب هذا المنهج الفلسفي الذي استحدثه (ديكارت) للبحث عن حقائق الأشياء في أول هذا العصر الحديث . والناس جميعا يعلمون أن القاعدة الأساسية لهذا المنهج هي أن يتجرد الباحث من كل شيء كان يعلمه من قبل ، وأن يستقبل موضوع بحثه خالي الذهن مما قيل فيه خلوا تاما , والناس جميعا يعلمون أن هذا المنهج الذي سخط عليه أنصار القديم في الدين والفلسفة يوم ظهر ، قد كان من أخصب المناهج وأقومها وأحسنها أثرا ، وأنه قد جدد العلم والفلسفة تحديدا ، وأنه غير مذاهب الأدباء في أدبهم والفنانين في فنونهم ، وأنه هو الطابع الذي يمتاز به هذا العصر الحديث ... ( طبعا هذا الكلام هو ما أبقى رأسه على كتفه لاحقا, فقد برر ما نسب إليه من كفر وإلحاد بأنه باحث, أما " الإيمان " بسماوية القرآن فراسخ في قلبه ) ... يجب حين نستقبل البحث عن الأدب العربي وتاريخه أن ننسى قوميتنا وكل مشخصاتها ، وأن ننسى ديننا وكل ما يتصل به ، وأن ننسى ما يضاد هذه القومية وما يضاد هذا الدين ؛ يجب ألا نتقيد بشيء ولا نذعن لشيء إلا مناهج البحث العلمي الصحيح .... قال ابن سلام : وقد نظرت قريش فإذا حظها من الشعر قليل في الجاهلية ، فاستكثرت منه في الإسلام . وليس من شك عندي في أنها استكثرت بنوع خاص من هذا الشعر الذي يُهجى فيه الأنصار ( بعض الشعر الذي هُجِيَ به الأنصار طاول القرآن كصنعة لغوية كون قريش رفضته وأهل يثرب قبلوه بيد أننا لا نجد منه اليوم شيئا بفضل الحرق والقتل الذي مورس ) ... لا أكاد أستثني منهم إلا الأستاذ مصطفى صادق الرافعي ؛ فهو قد فطن لما يمكن أن يكون من تأثير القصص في انتحال الشعر وإضافته إلى القدماء ، كما فطن لأشياء أخرى قيمة وأحاط بها إحاطة حسنة في الجزء الأول من كتابه " تاريخ آداب العرب " . نقول إن هذا الفن قد تناول الحياة العربية والإسلامية من ناحية خيالية خالصة . ونعتقد أن الذين يدرسون تاريخ الأدب العربي لو أنهم عُنوا بدرس هذا الفن عناية علمية صحيحة لوصلوا إلى نتائج قيمة ولغيروا رأيهم في تاريخ الأدب . فمهما تكن الأسباب التي دعت إلى نشأة فن القصص عند المسلمين ، فقد نشأ هذا الفن ؛ وكانت منزلته عند المسلمين هي بعينها منزلة الشعر القصصي عند قدماء اليونان .( هنا يتحدث عن جملة شواهد عن توظيفات أسطورية من جهة وشعر مفترى كي يبرر ما يقع فيه شك من ملاحظ خبير ) .... كان قصّاص المسلمين يتحدّثون إلى الناس من مساجد الأمصار فيذكرون لهم قديم العرب والعجم وما يتـّصل بالنبوات ، ويمضون معهم في تفسير القرآن والحديث ورواية السيرة والمغازي والفتوح إلى حيث يستطيع الخيال أن يذهب بهم لا إلى حيث يلزمهم العلم والصدق أن يقفوا( إنه إعلان صريح عن كثرة الدس في الأصل)... وأكاد لا أشك في أن هؤلاء القصّاص لم يكونوا يستقلون بقصصهم ولا بما يحتاجون إليه من الشعر في هذا القصص ، وإنما كانوا يستعينون بأفراد من الناس يجمعون لهم الأحاديث والأخبار ويلفقونها ، وآخرين ينظمون لهم القصائد وينسقونها ، ولدينا نص يبيح لنا أن نفترض هذا الفرض ؛ فقد يحدثنا ابن سلاّم أن ابن إسحاق كان يعتذر عما كان يروى من غثاء الشعر فيقول : لا علم لي بالشعر إنما أوتي به فأحمله . فقد كان هناك قوم إذن يأتون بالشعر وكان هو يحمله . فمن هؤلاء القوم ؟ . أليس من الحق لنا أن نتصوّر أن هؤلاء القصاص لم يكونوا يتحدثون إلى الناس فحسب ، وإنما كان كل واحد منهم يشرف على طائفة غير قليلة من الرواة والملفقين ومن النظام والمنسقين ، حتى إذا استقام لهم مقدار من تلفيق أولئك وتنسيق هؤلاء طبعوه بطابعهم ونفخوا فيه من روحهم وأذاعوه بين الناس . وكان مثلهم في هذا مثل القاص الفرنسي المعروف (ألكسندر دوما) الكبير . وأنت تدهش إذا رأيت هذه الكثرة الشعرية التي تنبث فيما بقي لنا من آثار القصّاص . فلديك في سيرة ابن هشام وحدها دواوين من الشعر نظم بعضها حول غزوة بدر ، وبعضها حول غزوة أحد ، وبعضها في غير هاتين الغزوتين من المواقف والوقائع ، وأضيف بعضه إلى حمزة ، وبعضه إلى عليّ ، وبعضه إلى حسّان ، وبعضه إلى كعب بن مالك ، وأضيف بعضه إلى نفر من شعراء قريش ، وإلى نفر من قريش لم يكونوا شعراء قط ، وإلى نفر آخرين من غير قريش . وليست سيرة ابن هشام أقل منها حظا في هذا الشعر الذي يضاف إلى الجاهليين مرة وإلى المخضرمين مرة أخرى...( لاحظوا كيف كل ما نوقش متدين لجأ إلى " آيات محكمات " من الشعر العربي والمصادر التاريخية ليؤكد الرواية موضوع الشك. و طه حسين يعلن صراحة أنه بعد تدقيق وتمحيص مارس فيه التفكيك والتركيب لم يستقر قلبه سوى على تكذيب تلك المصادر. فهل أصدق شيخ مسجد له في الكذب غاية ؟. أم اصدق طه حسين الذي عذب في قوله الحقيقة وجعلها هي الغاية ؟. ) والتي يضاف بعضها إلى جذيمة الأبرش ، وبعضها إلى زهير بن جناب ، وبعضها إلى العنبر بن تميم ، وبعضها إلى مالك وسعد ابني زيد مناة بن تميم ، وبعضها إلى أعصر بن سعد بن قيس عيْلان . وكل هذا الشعر إذا نظرت فيه سخيف سقيم ظاهر التكلف بيّن الصنعة . واضح جداً أن راويا من الرواة أو قاصا من القصّاص تكلفه ليفسر مثلا من الأمثال أو أسطورة من الأساطير أو لفظا غريبا أو ليلذ القارئ أو السامع ليس غير . ولنضرب لذلك مثلا هذين البيتين الذين يضافان إلى أعصر بن سعد بن قيس عيْلان ، وهما :
قالت عميرة ما لرأسك بعد ما نفد الزمان أتى بلون منكر
أعميز إنّ أباك شيّب رأسه كـَرُّ الليالي واختلاف الأعصر
قال ابن سلاّم وغيره من العلماء والرواة : إن هذا الرجل إنما سمّي "أعصر" لهذا البيت الأخير . قال ابن سلاّم : وبعض الناس يسميه "يعصر" وليس بشيء .وابن سلاّم نفسه يحدثنا أن معدّاً كان يعيش في العصر الذي كان يعيش فيه موسى بن عمران ، أي قبل المسيح بقرون عدّة أي قبل الإسلام بأكثر من عشرة قرون ، فإذا لاحظنا أن "أعصر" هذا هو ابن سعد بن قيس عيْلان بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ ، رأينا أنه إن عاش فقد عاش في زمن متقدم جدا أي قبل الإسلام بعشرة قرون على أقل تقدير . أفتظن أن هذين البيتين اللذين قرأتهما آنفا يمكن أن يكونا قد قيلا قبل الإسلام بألف سنة ! ونحن لا نعرف اللغة العربية قبل الإسلام بثلاثة قرون أو أربعة قرون ، ونحن نجد مشقة غير قليلة في فهم الشعر العربي الصحيح الذي قيل أيام النبي أو بعد النبي ، ولا نجد شيئا من العسر في فهم هذا الكلام الذي إن صح رأي ابن سلاّم فقد قيل قبل النبي بأكثر من عشرة قرون . أليس واضحا جليا أن هذين البيتين إنما قيلا في الإسلام ليفسرا اسم هذا الرجل الذي هو في حقيقة الأمر من أشخاص الأساطير لا نعرف أوُجد في حقيقة الأمر أم لم يوجد..( لا حاجة للحذاقة, فقط قارن البيتين مع المعلقات التي لا شبهة بأنها قيلت قبل الإسلام وقارن بين متانة البناء وجزالة اللفظ في الموضعين ومن ثم احزم أمرك) . وهناك لون من ألوان القصص كان الناس يتحدثون به ويميلون إليه ميلا شديدا ويرون فيه الأكاذيب والأعاجيب وهو أخبار المعمّرين الذين مدّت لهم الحياة إلى أبعد مما ألف الناس . وقد رويت حول هؤلاء المعمّرين أخبار وأشعار قبلها العلماء الثقات في القرن الثالث للهجرة كأبي حاتم السجستاني وابن سلاّم نفسه ، وهو يروي لنا في كتاب الطبقات هذا الشعر المتكلف السخيف الذي يضاف إلى أحد هؤلاء المعمّرين وهو المستوغر بن ربيعة بن كعب بن سعد الذي بقي بقاءً طويلا حتى قال :
ولقد سئمت من الحياة وطولها وازددت من عدد السنين مئينا
مائة أتت من بعدها مئتان لي وازددت من عدد الشهور سنينا
هل ما بقي إلا كما قد فاتنا يومٌ يكرُّ وليلة ٌ تحدونا
ويروي لنا ابن سلاّم شعرا آخر ليس أقل من هذا الشعر سخفا ولا تكلفا ولا انتحالا يضيفه إلى دُوَيْد بن زيد بن نهد حين حضره الموت :
اليـــومَ يبنى لدُوَيْد بيته لو كان للدهر بلىً أبليته
أو كان قربي واحداً كفيته يا رُبَّ نهْبٍ صالحٍ حويته
ورُبَّ غيْلٍ حسن لويته ومِعصمٍ مخضّبٍ ثنـيـته
فأنت ترى أن ابن سلاّم على ما أظهر من الشك فيما كان يروي ابن إسحاق من شعر عاد وثمود وتبّع وحِمْير ، قد انخدع عما كان يرويه ابن إسحاق وغير ابن إسحاق من القصّاص من الشعر يضيفونه إلى القدماء من حاضرة العرب وباديتهم ( ويستخدم هذا النوع من الشعر لتبرير السقطات في العلاقة السببية زمنيا بين شخصيتين من شخوص كثيرة ترد في القصص القرآنية و" النبوية " يتكشف فيها للمتأمل وجود فجوة بين وقت معاش الرجلين, فيقولون لك بكل سذاجة : الناس أيامها كانت تعيش مئات السنين ثم ينشدون ما كذبت به ضمائرهم كي يلبسوا على المستمع الحق بأكاذيبهم. خذ مثلا قصة أيوب وتحديدا حين اتهم زوجته بالزنا يوم أحضرت له الخبز وكانا جائعين حتى الموت فظن أنها أسلمت نفسها للفران كي يدفع لها الخبز عن شرفها. وفقا لحسبة بسيطة لعدد السنين وبما جاء على ألسنة شخوص القصة كما وردت في القرآن وشرحتها " مصادر الثقافة " وفقا للمصطلح الإسلامي سنجد أن رحمة زوجة أيوب كانت قد بلغت المئة. فأي عاقل سوف يقبل بأن عجوز في المئة تزني, وأي زوج عاقل يمكن أن يتبادر لذهنه مثل هذه التهمة. إلا أن الناقل أو الراوي لم يتنبه للمصيبة, وفي مثل هذه الحالة يكون المخرج : أهل ذاك الزمان كانوا يعيشون بمئات السنين وبالتالي فإن رحمة ورغم انها كانت بالمئة إلا انها كانت صبية والمخرج بعض الأبيات المدسوسة على الشعر العربي التي تم تأليفها بعد الإسلام وفقا لتحليل طه حسين. ولن ننسى أن نذكر أنه ما من دليل واحد قام في علم المستحاثة وباقي العلوم الاستكشافية التاريخية على أن الناس كانت تعيش أعمارا أطول, بل أغلب الرأي يذهب إلى أن أعمار القدماء الموغلين في القدم كانت لا تتجاوز الأربعين إلا نادرا, وأن الأعمار امتدت مع اكتشاف النار وطبخ اللحم والدفء الذي صار ينجي من الأمراض فيمد في الأعمار ) انتهى الاقتباس من طه حسين.
يمكنني أن أدون الكثير من الشواهد والنصوص التي تطرف فيها طه حسين لآليات الكذب التي مورست في تجاوز الثغرات ولكن الفكرة وصلت للقراء على ما أظن فلم يعد من التوسع فائدة إلا لم يريد والمصدر بين يديه. ويمكن الاستنارة أكثر من نصوص مداولات النيابة العامة في مصر خلال تقديم الكاتب طه حسين للمحاكمة .







#حسام_مطلق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء العاشر والأخير - محاكمة ...
- الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء الثاني ( في اللغة و الاض ...
- الاسلام في التفكيك والتركيب - مقدمة
- اخوان القردة
- الدماغ رحلة 300 مليون سنة من التطور
- تزامن المسارات : الخيار الإستراتيجي الذي غير التاريخ
- سباق بين بورش وديزل
- جنس - حب - ارتباط
- المثلية الجنسية - حدد جنسك ذاتيا
- آليات خلق الجماعات الدينية - الصلاة كمثال
- الفاتيكان والقضية الفلسطينية موقف و دور
- مختارات من اقوال الحكماء
- ليلاي
- بلاغ الى السيد رئيس الجمهورية : ديمقراطية فشنك
- قصص الوفاء
- عذراء الأمس
- الشذوذ الجنسي في ضوء الحقائق العلمية
- كيف ظهرت القبلة
- نقاش عن العلمانية والاسلام في الكرسيتان ساينز مونيتور
- ِشرفاء وشرفاء


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام مطلق - الاسلام في التفكيك والتركيب - الجزء التاسع - الاضطهاد والتعتيم الاعلامي والتاريخي