أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام مطلق - الدماغ رحلة 300 مليون سنة من التطور















المزيد.....

الدماغ رحلة 300 مليون سنة من التطور


حسام مطلق

الحوار المتمدن-العدد: 2142 - 2007 / 12 / 27 - 06:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


متابعة لمساهمة سابقة بعنوان اخوان القردة

كنت قد تطرقت في الحلقة السابقة – أخوان القردة - إلى آلية حدوث التطور كنتيجة للاستقرار النسبي الذي حدث في حركة الكون.



وحيث أن نظرية التطور تقوم أساسا على مبدأ واحد هو البقاء فإن سؤالا منطقيا يبرز هنا ألا وهو : لماذا لم تتوقف الحياة عند الشكل البسيط الذي كانت عليه أساساً, سواء الخلية الواحدة أو الخلايا المتحدة ما دام البقاء قد تحقق لها؟. الإجابة أن الظروف لم تكن واحدة لكل تلك الخلايا سواء أكانت الخلية الواحدة أو الخلايا المتحدة وهذا ما جعل بعضها يضطر إلى التطور لأن بقائها تهدد. وبنتيجة حدوث هذا التطور صار الكائن الجديد أكثر قدرة على البقاء والاستمرار من الكائن الأبسط. فبقي الكائن البسيط محافظا على وجوده البسيط في مكان ما وتطور إلى ما هو أعقد في أماكن أخرى.

هذه النقطة يمكن شرحها من خلال مثال الحيتان والبشر. فهناك دراسات ما تزال قيد التوثق ومتضاربة عن أي المخلوقين هو الأكثر ذكاء, الحيتان أو البشر؟. النتيجة الظاهرية هي الإنسان, ولكن هذه النتيجة تغفل أن الحوت سبق الإنسان في التطور وتأقلم, بل وحتى السيطرة على بيئته من عصر مبكر ولذا هو لم يكن بحاجة إلى كل التغيرات التي أصابت الإنسان. لقد سيطر الحوت على محيطه, قوة وقدرة على البقاء وقهر الأعداء, فصار الملك المطلق هناك في وقت كان الإنسان يصارع أخوانه في الخليقة للبقاء. وإلى الآن ما تزال الدراسة المجردة للدماغ تعطي نقاط عالية للحيتان ( Cetaceans – كالدلافين ) ولكن بكل بساطة الحوت لديه عجز في التعبير عن الذكاء بحكم تكوينه الجسماني الذي تطور بما يوائم حاجته الطبيعية في البقاء والتكاثر في البحر. هو ملك البحر ولا يحتاج إلى الأذرع والأصابع كي يمارس سيطرته على البحار, فكه وزعانفه وحجمه هي أدواته في التسيد, بالإضافة إلى ذكائه في مراقبة الفريسة و مطاردتها. الإنسان احتاج الأعضاء ( الأذرع والأرجل ) كي يبقى ولاحقا كي يسيطر, ولكن نشوء تلك الأعضاء أساسا ومن ثم تطورها كان من أجل البقاء. راقب البطريق وكيف أن ذراعاه في مرحلة التطور, بعد ضعة ملايين من السنين قد تتحول إلى أيادي تشبه أيدي البشر أو القرود.

وهذا مدخل كي أشرح لماذا ظهرت الأعضاء. إن تلك الخلايا المتحدة قهريا بحكم الجغرافيا كانت بحاجة إلى الغذاء, ولم يكن ممكنا الحصول عليه سوى من الغازات و أشعة الشمس والمواد الأخرى المنتشرة في محيطها, وكان سطحها الخارجي هو الفم الذي تتلقى منه الغذاء. بعض النقد الذي تعرضت له نظرية التطور كان من عدم قدرة الكثيرين على تصور كيف يمكن للغازات السامة الناتجة عن الاحتراق الكبير للأرض أن تتحول إلى مادة للتغذية. أورد هنا نقلا عن صحيفة El Universal ما توصل إليه علماء اسبان من جامعة آليكانت بإشراف البروفيسور كريستان غوميس مدير البحث العلمي في الجامعة وبتمويل من شركة Bio Fuel System من إنتاج أشنات بحرية تتغذى على ناتج احتراق المازوت. المشروع بيئي وتجاري, حيث سوف يقوم بتنظيف البيئة من الغازات السامة وتأمل الشركة أن يصبح ضرورة لكل منشأة تعمل على المازوت في مرحلة ما. مصفاة طبيعية.

إذن تلك الخلايا المتحدة والتي كانت تتغذى على الغازات السامة والتي توحدت فيما بينها بحكم التراكم المستمر من استمرار النشوء الأولى ( التقاء المكونات الأولى ) وانخفاض مساحة السطح الخارجي المتصل مع محيطها الجغرافي الذي تستمد منه الغذاء بفعل تراكمها بأعداد كبيرة ظهر شكل جديد من التغذية عبر قيام تلك الخلايا باستهلاك بعضها البعض من اجل البقاء.

تقول دراسة الاحتمالات أن الزمن كان مليار سنة قبل اليوم. أي قبل ألف مليون سنة كانت المرة الأولى التي أكلت الأحياء بعضها البعض, بعد أن كانت تتغذى على الغازات والشمس. هذا التحول الأبرز في تاريخ الكون لا يقل أهمية لا عن الانفجار الأول ولا عن ذوبان الجدار الفاصل بين الخلية الأولى وشقيقاتها. لقد تبدل النمط الغذائي ودخلنا عصرا جديدا من الوجود.

من أجل الحصول على المزيد من الغذاء وفقا لحاجة كل كائن صار هذا الكائن يقوم بدفع عدد من خلاياه خارج التكور الأولى الذي قام عليه. صار يتحرك نحو غذائه دون أن يبرح مكانه. وهكذا صارت تمتد أجزاء الخلايا المتحدة إلى خلايا متحدة أخرى أقل مقامة من تلك التي هي قريبة منها أو ملاصقة لها والتي تعذر النيل منها. قبل أن يبدأ احدهم برفض هذه الفكرة فلنراقب النبات كيف يغير اتجاهه نحو ضوء الشمس إن نحن غيرنا زاوية ورود الضوء إلى نبات منزلي, بل راقبوا إن أنتم وضعتم عصا خشبية أو جدارا صغيرا صناعيا قرب نبتة كيف تتجه نحوه كي تلقي بثقلها عليه, طبعا إن كانت مصادر الضوء غير معاكسة للجهة التي وضعنا الجدار أو العصا فيها. هناك زاوية من الميلان في حركة النبات توازي بين الغايتين, وهناك تخصيص يقوم به النبات عبر تغير طبيعة الأفرع الممتدة نحو الجدار كي تلصق نفسها به وتقوي قدرتها على الثبات. مهما بدا هذا التغير محدودا فليس لنا أن ننكر أنه ناتج عن الظرف الجغرافي وأن مبرره البقاء. كما يمد النبات فروع منه نحو الشمس وأخرى في التربة نحو مصادر الماء الباطنية أو تراكم مياه السقي فإن الخلايا الأولى امتدت نحو حاجاتها البيولوجية الأكثر أساسية أي الغذاء. تلك الأجزاء المتمددة إلى حدود الخلايا الأخرى هي البداية الأولى للأعضاء. الأعضاء بدورها, والتي هي ليست سوى مجموعة من الخلايا ولكن تبدلت مهمتها وجغرافيتها دون أن تفقد اتصالها بباقي أخواتها من خلايا الاتحاد الأولي, بدأت تتعرض لتغير جديد ناتج عن طبيعة المهمة والحاجة. التبدل الذي حدث مليارات المرات وفي ملايين الأماكن وفي آلاف الظروف الجغرافية المتباينة وعبر ملايين السنين جعل بعض تلك الخلايا التي كانت أعضاء الخلايا المتحدة الأولى تتأقلم مع دور جديد أكثر من دورها كعضو للكائن, لقد نشأت الخلايا العصبية. لماذا التخصص العصبي للخلايا؟. لأن إمداد الجسم بالغذاء صار بحاجة إلى سيطرة و إلى أوامر نقل نحو جوف الكائن. في مرحلة لاحقة لنشوء الخلايا العصبية ومع قدرة الكائن على التحرك صار بحاجة إلى حمايتها وهو ما جعله يغير بنية بعض الخلايا إلى الخلايا العظمية. تماما كما يقوم النبات بتغير طبيعة الأفرع التي تصل إلى الجدار كي تكون أكثر قدرة على الالتصاق بالجدار في بضعة أيام ودون توفر دماغ لديه عليكم أن تتخيلوا أن الكائنات البسيطة تلك كانت قادرة عبر مئات آلاف السنين من إحداث تغير في بنية بعض خلاياها خصوصا وأنها متفوقة على النبات بحيازتها لجملة عصبية بسيط. تماما كما قام النبات بتغير بنية الخلايا التي تلف الساق كي يصبح أكثر مقاومة للهواء, وتلك التي في جوف الساق كي تصبح أكثر قدرة على نقل الماء, والأوراق بسطها كي تصبح أكثر قدرة على تلقي الضوء وامتصاص الهواء, كان للكائن الأول أن يفعل ما هو ضروري كي يحصل على الغذاء.

أرجو أن يظل حاضرا في ذهننا أن التغيرات كانت تحدث متزامنة ومتباينة على امتداد هذا الكوكب. فبعض الخلايا التي وصلت إلى اليابسة كانت تعيد أقلمت نفسها لتكون نباتا. وبعض الخلايا كانت تتكثف في اليابسة بحكم قذف البحر أو النهر وتظل لا ميتة ولا حية ربما آلاف السنين ( راجع رويترز 29 أب المنصرم تحت عنوان : على قيد الحياة منذ نصف مليون سنة ) إلا أن تقود الصدفة إلى ظروف مثالية كي تبدأ بإنتاج شكل جديد من الحياة.

التغيرات التي بدأت تحدث صارت تقود إلى طول عمر الكائنات الجديدة قياسا بأصولها الأولى من خلال قدرتها الذاتية على إعادة تعويض الخلايا الميتة, تماما كما يحدث اليوم في بشرتنا. لقد صار هناك حظ أوفر للغذاء وصار هناك مصادر متنوعة له ومن أشكال مختلفة من الكائنات وصار التزاوج أكبر وصارت الكائنات مزيجا من جينات أكثر سعة من شكلها الأولى البسيط ولذا هي صارت بحاجة ليس فقط إلى الأعصاب بل إلى آلية ما لتخزين المعلومات التي لديها ومفاضلتها بين بعضها البعض وصولا إلى الحل الأمثل. لقد تعددت الخيارات ومن هنا بدأت بعض الخلايا العصبية التي كانت مهمتها محصورة في نقل البيانات تتحول إلى خلايا خازنة لها وأخرى مسيطرة وهكذا ظهر الشكل الأبسط للدماغ.

في مرحلة ما كان التزاوج على سطح هذا الكوكب هو متبادلا بين جنس واحد. أي لم تكن الكائنات الأولى مقسومة إلى ذكر وأنثى. لقد كانت تلتقي وتتبادل التلقيح. وفي غمرة الصراع للحصول على الغذاء كان بعضها يتجاهل التكاثر لأن الغذاء أكثر أهمية للكائن من الحصول على جيل آخر ومن هنا طورت الكائنات انقساما جنسيا بسيطا يخلق دافعا لا يقل في ضغطه على مجمل الجملة العصبية من الدافع للحصول على الغذاء.

يقدر العلماء عمر المتعضيات الأولى التي صارت قادرة على التحرك نحو غذائها واختيار الفريسة والتزاوج بين الجنسين بحوالي 600 مليون سنة. أما الشكل الأبسط للدماغ فيقول العلماء أنه كان قبل 300 مليون سنة. أي احتاجت الخلايا الأولى إلى 300 مليون سنة من مراكمة التطور والتجريب والنتائج إلى أن أنتجت أول وأبسط شكل للدماغ.

ربما من المفيد أن أضع جدولا أوليا للأزمنة, 3500 مليون سنة ظهرت الخلية, 1000 مليون سنة تزاوجت الخلايا أحادية الجنس, 600 مليون سنة ظهرت الأعضاء البسيطة وتزاوجت الخلايا كجنسين مع استمرار التزاوج الأحادي الجنس, 450 مليون سنة ظهور النبات والشكل الأبسط للأعصاب, 300 مليون سنة ظهور أبسط شكل للدماغ. في هذه الحقبة كان الإنسان يقع في المرتبة رقم 350, أو للدقة الأسرة التي جاء منها الإنسان بين الكائنات هي التي كانت تقع في المرتبة 350 في الذكاء. في الحقبة اللاحقة كانت السيطرة من حيث الذكاء والقوة للحيتان في البحار وللدينصورات في اليابسة حتى ما قبل 75 إلى 65 مليون سنة حين عجز ديناصور الستينونيكوصور عن مجارات المتغيرات البيئة, سواء في الطبيعة أو تطور باقي الكائنات ومنها الإنسان ولن ننسى حاجة الغذاء فكان الانقراض الكبير لملك اليابسة وبدأت أولى عمليات وراثتنا للأرض كسادة لها. أرجو أن يلاحظ الجميع أن التغير في السيادة على الأرض تطلب لكي يبدأ عشرة ملايين سنة, وأقول لكي يبدأ لأن مشوار الصراع انتقل إلى صراع بين الإنسان والكائنات الأخرى بعد أن كان الإنسان ذليلا أمام الديناصور. عشرة ملايين سنة كي ينتهي احد الأعداء ليس بالزمن القليل.

حتى هذه اللحظة كان دور الدماغ يقتصر على تحقيق الوظائف البيولوجية, فحتى وعي المحيط لم يكن له دور أو غرض أبعد من تحقيق البقاء. ولكن من حقيقة البقاء نفسها, وأقصد هنا تربية الطفل, صار الدماغ في الثدييات يطور قشرته والتي هي المسئولة عن الوظائف الراقية, إن صح التعبير. لقد صار على الإنسان أن يبدي اهتماما أكبر بالأخر من جنسه, بالطفل, تحقيقا لضرورة البقاء, صارت رعايته أكثر تركيزا ويبذل لها وقتا أكبر. التحول الأكثر دراماتيكية كان قبل 50 مليون سنة كما يقول العلماء. هناك صار الإنسان أكثر اجتماعية حيث تراكم تغير مهم في قشرة دماغه ساهم في تمكين وعيه بنفسه كمنفصل على المحيط, لقد صار يدرك الأنا والآخر بصورة أكثر وضوحا. هذا الوعي الجديد يسميه العلماء بالوعي الاستبطاني ( Self-Reflective Consciousness ) . لم يعد الإنسان واعيا فقط ولكنه صار يعني أنه واعي. لقد صار يمكنه إدراك الصفات المجردة وحدث لديه فصل بين ال experienced أي المخبور عنه وبين experinecer الذات الخابرة. وهذا بداية الخروج من الحظيرة الحيوانية إلى الآدمية, مع التأكيد أن بعض الحيوانات انتقلت أيضا هذه النقلة ولكن ليس بنفس الحدة والوضوح الذي حدث عند الإنسان.

ومن هذا الوعي ظهر الكلام وتطور استخدام الإنسان للأصوات عن الأشكال الأولى التي كان يمارسها بدرجة لا تجعله يفترق كثيرا عن باقي الحيوانات. ومن ثم انتقل إلى مرحلة أخرى هي الرسم. ومن الرسم ظهرت اللغة البسيطة والتي تطورت حتى صارت معقدة وأكثر دقة وتوصيفا للمحيط والحاجات وصارت الخبرات تنتقل جيلا بعد جيل وكل انتقال يتطلب أن تكون فاعلية القشرة الدماغية أكثر و أفضل. وصار الدماغ أكثر تخصصا في وظائفه, حيث صار هناك مقدمة للوعي التواصلي ومؤخرة لباقي المهام البيولوجية وقس على ذلك.

أود أن أذكر هنا بالإنسان الذي عثر عليه في احد كهوف فرنسا متجمدا قبل بضعة سنوات والذي دلت التجارب المخبرية إلى أنه لا يختلف عن إنساننا الحالي بشكل جذري من حيث الشكل والجملة العصبية والتكوين الدماغي إلا أن الأهم في كل ذلك أن العلماء قدروا عمر الجثة بما يقارب 16 مليون و400 ألف سنة.

أي أننا إن لم نكن على حالنا هذه منذ 16 مليون و 400 ألف سنة فلم نكن على بعد كبير منها. البعض هنا سوف يعود إلى جملة مقولات عن تدرجات الإنسان ولكنني أذكر بأنه ما من دليل على أن أي من تلك القبائل البشرية هي التي أنتجت بعضها البعض ( عد إلى الاكتشاف الأخير الذي ميز بين الفروقات الجينية بين إنساننا وبين إنسان النيندرتال, نحن أبناء عملية تطور واحدة كظروف بيئة ولكننا لسنا أبناء سلالة جينية واحدة ). لقد عاشت أشكال من التطور الذي ينتمي إليه البشر والقرود كأصل وحقق كل منها تطورا مستقلا وفقا للظروف البيئية والمتراكم لديها من التغيرات في النسل. بعضها انتهى للفناء, وبعضها تزاوج, وبعضها استمر مستقلا. لذا إن نحن وجدنا هيكلا عظميا لنمط بشري ما كان يعيش قبل عشرين مليون سنة أو خمسة ملايين سنة فهذا يشكل دليلا على أن هذا المخلوق كان يعيش في ذاك الزمن ولكنه هذا لا يعني بالضرورة أن إنسان الخمسة ملايين سنة نتج عن إنسان العشرين مليون سنة. ( عد لتعليق احد القراء عن تطور الإنسان في موضوع المرأة ونظرية الاغتصاب للوقوف على الخطأ الشائع في فهم هذه النقطة ). علينا أن نجد العلاقة السببية, جينيا وجغرافيا, كمقدمة للتزاوج أو التطور المتسلسل بين أعضاء أسرتنا الإنسانية. نحن أخوان في نوع الكائن الذي نتج عن تماثل الظروف بشكل كبير أكثر منا أخوان في أن احدنا ابن للأخر بالضرورة. فقهر التباعد الجغرافي لم يكن سببا مساعدا في تواصل كل أشكال التطور الأولى للسلسلة البشرية أو أي سلسلة من الكائنات الأخرى. فحمار الوحش في أفريقيا ليس بالضرورة هو من نفس النسل الذي يعود إليه حمار الوحش في استراليا, ولكن بالضرورة هنا عدد هائل من القواسم التاريخية والجغرافية التي دفعت تطور الكائنات البسيطة الأولى إلى تكوين الحمار عبر مساحات جغرافية متباينة لم تتصل الكائنات فيها فيما بينها جنسيا بالضرورة.

الخلاصة أننا بكل بساطة نتاج ما بين 15 بليون و 16بليون سنة. بدأت رحلتنا من الانفجار الأول وصولا إلى مؤتمر أنا بوليس, وما تزال الطريق مستمرة.

في الحلقة القادمة سوف أتناول تقسيم الدماغ البشري بعرض سريع مبينا وظائف أجزائه ودور التطور الذي حدث في وعي الذات والمحيط والوظائف الراقية في الدماغ في نشوء فكرة الدين. لقد صار الإنسان بحاجة إلى تفسير الكون وتفسير وجوده فيه. لم يعد مجرد كائن يأكل ويتكاثر, لقد صار باحثا عن المعرفة وبحاجة للتفسير محيط. وطبعا جاءت تفسيراته انطلاقا من معرفته العلمية الضعيفة جدا بالطبيعة والنشوء الأول. الدين الذي نشأ لدى إنسان الهومو سيبين – Homo Sapian - كما يعتقد العلماء مرورا بالديانات وصولا إلى مقولة أرسطو : الإنسان حيوان ناطق كوقفة مغايرة في تاريخ البشرية القديم وانتهاء بالديانات الكبرى الحالية ومنها الأديان الثلاث المدرجة كسماوية : اليهودية والمسيحية والإسلام. لأخلص في النهاية, وإن تطلب الأمر حلقة أخرى, إلى العلاقة بين الكيمياء الجسدية وبين الوعي الإنساني بكليته.






#حسام_مطلق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزامن المسارات : الخيار الإستراتيجي الذي غير التاريخ
- سباق بين بورش وديزل
- جنس - حب - ارتباط
- المثلية الجنسية - حدد جنسك ذاتيا
- آليات خلق الجماعات الدينية - الصلاة كمثال
- الفاتيكان والقضية الفلسطينية موقف و دور
- مختارات من اقوال الحكماء
- ليلاي
- بلاغ الى السيد رئيس الجمهورية : ديمقراطية فشنك
- قصص الوفاء
- عذراء الأمس
- الشذوذ الجنسي في ضوء الحقائق العلمية
- كيف ظهرت القبلة
- نقاش عن العلمانية والاسلام في الكرسيتان ساينز مونيتور
- ِشرفاء وشرفاء
- العراق بين المحدد والمفهوم: هل نبحث عن العراق ام العراقي؟.
- المرأة ونظرية الإغتصاب
- كومبرمايز
- مفاوضات مع سوريا أو خوفا من حرب في الصيف
- مصحف عبد القادر الحسيني


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام مطلق - الدماغ رحلة 300 مليون سنة من التطور