عارية في ناد ليلي .. وسعيدة لانها قريبة من الله

ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

انتفض احد الاصدقاء وهو يهم بالجلوس، ولوح بيداه على امتدادهما، وتسمرت عيناه في وجه زميل له وقال .. كنت اشاهد برنامجا في التلفزيون حول الهجرة العربية الى اوروبا ... واضاف شاهدت مشاهد تقشعر لها الابدان ... الناس تلقي بنفسها في البحر لتموت هربا من بلادها.
وواصل حديثه والدهشة تملأ عباراته .. كيف يقبل حاكم تلك البلاد بما يتعرض له شعبه؟؟
لماذا لا يترك الحكم ويعلن بصراحة انه غير قادر على ادارة تلك البلاد وغير قادر على توفير لقمة العيش لشعبه حتى لا يغرق في البحر ؟؟
لماذا يتمسك هؤلاء بالسلطة ويتكالبون عليها ؟؟... لماذا لا تنتفض عليهم شعوبهم؟؟ ...
وواصل صاحبنا سيل الاسئلة بانفعال شديد حتى يظن من يستمع اليه ان قريبا او صديقا عزيزا عليه قد قضى نحبه غرقا وهو يحاول التسلل بواسطة قارب تجاوز عمره الافتراضي.
وحاولت ان اهديء روع صاحبنا وقلت له .. هل تعتقد ان حاكم تلك البلد يفكر كما تفكر انت؟
وهل تظن انه يعرف لماذا يهرب الناس من بلادهم ؟؟...
الا تعتقد بان الحاكم يشعر بسعادة غامرة عندما يموت الناس ويعتبر انهم لاقوا ما يستحقونه جراء جريمتهم الشنعاء؟؟ .
عاد بعض الهدوء لصاحبنا وهو يقول ... لكن هناك منطق متعارف عليه و لايحتمل الجدل وهو ان دور الحاكم الاساسي ان يدير بلاده بكفاءة بحيث يوفر لشعبه الحد الادنى من مقومات الحياة وهو لقمة العيش ... واضاف هل تعتقد ان هؤلاء لو وجدوا فرصة عمل في بلدهم يغامرون بحياتهم للهجرة الى بلاد اخرى؟
فقلت .. ليس بالضرورة ان يؤمن الزعماء او غيرهم بهذا المنطق، فلكل فئة من الناس مفاهيمها الخاصة وتعتبرما عداها خطأ.
واضفت ... منذ شهر تقريبا كنت في زيارة الى عاصمة تايلند بانكوك، وفيما اتجول مع صديق رافقني في تلك الزيارة في سوق شعبي شهير قبل منتصف الليل بقليل، واذ بفتاة شبه عارية تقف على باب احد العلب الليلية امسكت بيد صديقي واستدرجته الى داخل المرقص, وبالطبع اتبعته فاذ بعض الفتيات عاريات تماما, فجاءت احداهن تطلب مني ان اشتري لها بيرة فقلت لها لا مانع بشرط ان تجيبي على سؤالي فقالت اسأل ..
قلت ما هو شعورك الان وانت تقفين امام كل هذا الجمع من الناس عارية تماما.؟
قالت .. اشعر بسعادة غامرة.
قلت .. لماذا .. وكيف ؟
قالت .. لانني اشعر انني قريبة جدا من الله !!!
قلت .. وما علاقة الله بكونك عارية ؟
قالت .. الم يخلقنا الله عراة !!
قلت .. بلى... لقد خلقنا الله عراة.
قالت .. اذا عندما تكون عاريا فانك تكون قريبا جدا من الله.
هز صاحبنا راسه وقال ولكن هذا استثناء.
قلت .. نعم انه استثناء ولكن ها هي طائفة من البشر تؤمن به, وتابعت قائلا هل تعرف لماذا ينتشر مرض الايدز في افريقيا بسرعة هائلة ؟
فاجاب بالنفي
فقلت انت تعرف انني امضيت عاما كاملا متجولا في القارة الافريقية.
وتابعت قائلا .. لأن هناك عقيدة منتشرة في تلك البلاد تقول انه اذا ما مارس المصاب بالايدز الجنس مع فتاة عذراء فأنه يشفى من ذاك المرض اللعين ..
ولذلك اذا ما اصيب شخص بذاك المرض اخذت اسرته تبحث عن احدى البنات العذراوات ليمارس معها الجنس, فتحمل الفتاة المرض لتنشره بدورها فيما بعد.
وقلت هذه هي الحياة افكار متناقضة, كل مجموعة او جماعة تعتقد ان افكارها هي فقط الصحيحة فيما يعتبرها الاخرون خاطئة ، وهناك الاف الامثلة على ذلك, ولهذا فليس بمستغرب ان يموت الناس اثناء محاولتهم الهجرة والهرب من بلادهم فيما يعتبر الحاكم انه يقدم لبلاده خير ما يستطيع.
واضفت قائلا ان الحكام يفكرون من منطلق وواقع ومعطيات مختلفة تماما عن تلك التي تحيط بالشعوب, ولا يشعروا الا فيما ندر بالام شعوبهم ومطالبهم واحتياجاتهم, وكيف لهم ان يعرفوا ذلك والحريات مقيدة فلا صحافة حرة ولا اجهزة اعلام والتظاهر ممنوع والاضراب جريمة وعضوية النقابة شبهة !!.
والاعلام الرسمي يصور الحاكم كانه ظل الله على الارض ومنبع الحكمة والالهام وانه لا ينطق عن الهوى و لايفعل الا ما هو صحيح وضروري لخير الامة ومستقبلها.
هل تستغرب يا صديقي اذن بقاء الكثير من حكام العرب حكاما حتى الان رغم البؤس الذي تحيا به شعوبهم.
هز صاحبنا رأسه موافقا وقال ليموت الناس اذن وليبقى الحكام.

#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات