العطف نوعان ، عطف البيان وسيأتي الكلام عنه لا حقا ، وعطف النسق الذي سنركز عليه في هذا الدرس وهو الأشهر والأكثر استعمالا .
المعطوف في عطف النسق هو تابع يتوسط بينه وبين متبوعه ( المتبوع هو المعطوف عليه ) حرف من حروف العطف التسعة التالي بيانها :
1-الواو : تفيد مطلق الجمع في الحكم ( التطابق في كافة الصفات للمعطوف والمعطوف عليه ) بين المتعاطفين أي إنها لا تفيد الترتيب أو المصاحبة ..نحو : دخل كمال وعلي ومحمود .
2-الفاء : تفيد الترتيب، وتدل على تأخر المعطوف عن المعطوف عليه نحو : دخل كمال فمحمود فعلي.
3- ثم : تفيد الترتيب مع التراخي أي إنها تدل على تأخر المعطوف عن المعطوف عليه منفصلا أو متراخيا عنه نحو : دخل كمال فعلي ثم محمود .
4-حتى : هذا الحرف له استعمالات كثيرة حتى قيل عنه ( حتى التي حتحتت قلوب النحاة ) وهو قليل الاستعمال كحرف عطف ويشترط في المعطوف بحتى أن يكون جزءا مما قلبه نحو : أكلت السمكة حتى رأسَها . فرأس السمكة جزء من كل السمكة . كما يمكن أن تكون "حتى" في هذه الجملة حرف جر فتجر كلمة "رأس" نحو ( أكلتُ السمكةَ حتى رأسِها ) وسيختلف المعنى ليكون أكلت السمكة إلى رأسها، كما يمكن أن تفيد التعليل فتنصب الفعل المضارع نحو قولك : أجتهدَ التلميذُ حتى ينجحَ في الامتحان ..الخ ..
5- أو : وتفيد التخيير أي منع الجمع نحو : ُكلْ تفاحا أو برتقالا . وتفيد الإباحة أي الجمع أو التقسيم نحو : الفاكهةُ برتقالٌ أو تفاحٌ أو عنبٌ أو خوخٌ .. الخ . كما تفيد الشك والإبهام نحو : نجحَ كريمٌ أو خالدٌ .
6-لَكِنْ : تفيد الاستدراك بعد نفي أو نهي ولا علاقة لها بالحرف المشبه بالفعل "لكنَّ " نحو :
ما نجحت فاطمةُ لَكِنْ سميرةُ / نفي
لا يعاقَب البريءُ لكن المجرمُ / نهي
7-لا : تفيد العطف بعد النداء والأمر والإثبات وهي قليلة الاستعمال نحو :
- يا وليدُ لا أحمدُ .
- أطعمْ الجائعَ لا الشبعانَ .
- سافرَ حازمٌ لا ربابُ .
8-بل : تفيد العطف في النهي والنفي وتقرر حكم ما قبلها فتقرره كنقيض لما بعدها نحو :
- ما أفلح العميل للغزاة بل المقاوم الحر !
9-أم : وهي نوعان :
أ?- متصلة وهي التي تأتي بعد همزة المساواة نحو :
سواءٌ علينا أ رحلت أم أقمت بيننا .
ب – منفصلة وهي التي تفيد الإضراب ولم تتقدم عليها همزة المساواة نحو :
إنه لفيضان أم طوفان .( أي بل طوفان )
فائدة1 : لعطف الفعل على الفعل شروط منها الاتحاد في الزمن نحو :
دخل الضيف وجلس .
فالفعلان ماضيان . ويجوز أن يكونا مختلفين في الزمان وذلك نادر نحو : ( تبارك الذي جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار و يجعل لك قصورا .)
فائدة 2:
لا يكون الاسم الواقع بعد واو العطف معطوفا على ما قبله إذا اختل المعنى لم ينسجم مع معنى الفعل فيعرب الاسم عندها مفعولا به لفعل محذوف نحو :
علفتها شعيرا وماء .
فكلمة ماء تعرب هنا مفعول به لفعل محذوف تقديره " سقيتها " لأن الماء لا يعلف بل يسقى .
وإلى اللقاء في الدرس القادم / الحادي والثلاثين وسيكون عن تابع آخر هو البدل .