أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامر عبد زيد - مقاربة في اليات التسامح والامل















المزيد.....


مقاربة في اليات التسامح والامل


عامر عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 2290 - 2008 / 5 / 23 - 04:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1. " الفرد وذهنية التسامح "

في هذه الأوساط التي تعج بالعنف والإقصاء التي تترك ظلها عميق في خلق التوتر والاغتراب نحن بحاجة لمواجهة كل هذا بالأمل بالانعتاق والتحرر من الاحتلال الإرادة وهذا يفترض بنا أن نغرس في النفوس ذهنية جديدة تقوم على ملفوظات جديدة يغايرلما هو عالق في الذهان والذي ترك الانقسام والتمركز حول متاريس الذات والخوف عليها من الموت في فضاء مشبع بكل هذا الذي تعانيه.

الأمل تلك الطاقة التي غرسها الله فينا منذ الأزل وهي ذاتها التي تجعل الحياة ممكنة بل أن الأمل باب لولادة اليقين ونافذة لتحقق المعجزات التي تخلق في النفس الظفر والشعور بالتفوق ورغبة في مواصلة الحياة والقدرة على الصبر والمطاولة .

والأمل يقوم بنظر علوم الطاقة والإرادة على ثلاث ركائز هي :

أولا – الطاقة وهي الدافعية الداخلية التي تعمل على تحفيز الإنسان وهي تولد ذات الإنسان بوسائل عديدة منها ماهو سلبي من حيث المصدر عبر إخضاع الآخرين إلى التأنيب والإذلال ساعتها تتولد طاقة مصدرها الشعور بالهيمنة أو تلك الطاقة المتولدة عبر النقد للأخر فهذه تولد داخل الفرد طاقة تجعله يشعر بأهميته عبر إظهار التأثر والخوف لدى الآخرين منه ، وللطاقة أيضا مصادر أخرى ايجابية منها اكتشاف الذات وقيمتها والأيمان بقدراتها الداخلية وهذه تزرع الأمل بالتغيير .

ثانيا – الدافعية ، أي الأهداف التي ترجو تحقيقها إذ تكون الدوافع حاشة على العمل منها الرغبة في حب الذات والحصول على فرصة إسعادها سواء كان ذلك بالحصول على مرضاة الله وثوابه أو الحصول على الشعور بالأمان النفسي والاجتماعي عبر الرغبة في تحقيق نجاحات اجتماعية وسياسية ومادية التي تتصف جميعها كونها دافعة للعمل والدوافع متنوعة روحية أو مادية فردية أو اجتماعية ذات طابع جمعي

ثالثا- المهارات ، وهي كل ما يكتسبه الفرد من محيطه مثل مهارات اللغة ومهارات العلاقات الاجتماعية الناجحة بالآخرين والمهارات الفنية والمهارات النفسية والاجتماعية والرياضية والفكرية واليدوية أنها مهارات تترك اثر في قيمة الإنسان وأهميته داخل الفضاء الاجتماعي الذي يعيش في كنفه متمثل بقدرته على التوائم مع صيرورة هذا المجتمع وقدرته على التكيف معه .

أن العمل على تثوير كل هذا بالاعتماد على الإرادة التي يكتنزها العقل القادر على تحويلنا إلى كائنات أكثر قدرة على مواصلة الحياة ويساعدنا أن نكون أكثر قدرة على مواجهة التحدي عبر الاستجابة إليه .

لكن هذه القدرة الخلاقة غالبا ما تصطدم بحالة من العجز نسميها نحن ( الخوف ) أن هذه اللفظة لها معنى دلالي يشير إلى دلالة خارجية متمثلة بجملة من الوقائع هي الخبرات اليومية الفردية والجمعية والتي تحولت من تجارب إلى خبرات عبر تحولها إلى ماضي

إلا إننا نحولها من تجربة ماضية إلى صفة يتم إلصاقها بالموصوف وكأنها لسان حاله العجز والتردد والجبن في حين انه الخوف هو معنى أكثر منه واقعة خارجية انه فعالية شخصية تجاه تحديات خارجية تحوله إلى حالة لفعل فاعلية التكرار لمواقف متباينة يتم تصنيفها تحت عنوان الخوف وما هي في الحقيقة سوى خبرات ماضية تتسم بالذرية ( الفردية ) وعدم الترابط لكن ماهو معنى الخوف انه شعور ذاتي يتشكل عندما تشعر الذات أنها مهددة من الخارج يتولد منها حالة إحباط من أمثال ذلك الخوف من الفشل دون النظر إلى طبيعة الظرف الذي تولد عنه تجارب الفشل السابق أو الخوف من المجهول الذي ينشر في الذات شعور بالتهديد فالخوف الذي يتولد من فعالية اصطدام الإرادة الفردية بالمنظومة العرفية والاجتماعية مما يولد الشعور بالوهن والانخذال الذي يترك داخل الفرد خوف على ذاته من الفشل أي كان قبل القيام بأي تجربة بفعل عوامل الازدراء أو السخرية والإقصاء للفرد من قبل عائلته أو محيطه الاجتماعي . أن العلاج يكمن في توصيفات متداخلة تنطلق من الذات لأنها تعتبرها صاحبة القدرة على التأثير بالمحيط والتفاعل الايجابي معه ..وهذه التوصيفات تكمن في التالي :

تغيير طريقة التفكير : علينا أن نعمل على تركيز أذهاننا في اتجاه معين دون لبس أو تشظي لان المخ يعمل باتجاه فالتركيز في تحيد مسار التفكير ضروري لأنه يحدد الغاية المرادة من التفكير وهذا لا يتحقق إلا بوضوح الرؤية التي تتطلب الصبر والنية الواضحة فالأعمال مرتبطة بوضوح الهدف الذي تقوده الإرادة التي تمتلك النية وهذا يعني الصدق في العمل ويعني كذلك أن يكون العمل مخطط له بوضوح ودقة هذا يرتبط بالتفكير والنية والرؤية المرتبطة بالخطة القصدية ويمكن صياغة هذه بالثلاثية آلاتية القصدية ( النية) ، الخطة ( الرؤية ) ، الغائية ( القصد الخير ) هذه الثلاثية تأخذنا إلى الأبعاد آلاتية :

1- القصدية ( النية ) أنها تولد الدافع فالقصد يجعل فعالية التفكير قسي أي عمل ليس بمسألة عبثية بل عمل مقصود لذاته متمثل بالنية فان وضوحها يجعل الفرد يسعى إلى عمله بقصدية عالية فهو يولد الثقة القائمة على وضوح الهدف الذي يبعد عن الجهد التشتت رابطا الفرد بالهدف مثلما هو حال الكثيرين الذين يعيشون يومهم بلا قصد واضح وهدف معين ولتحقيق هذا لابد من الاقتناع بالهدف عبر مسآلة الذات هل هذا الهدف يستحق تلك التضحيات والصبر من اجله وهل الذات على قدر المسؤولية حنى تقوم بهذا العمل ، أي المقارنة بين قيمة الهدف وبين مقدرة الذات على القيام به وبعد ذلك يتولد الاقتناع بقيمة الهدف ومقدرة الذات ولتحقيق ذلك لابد من تدريب الذات على الايمان بقدراتها على تنفيذه عبر فعالية تصور المصاعب عبر التخيل وتوليد القدرة على ترويض الذات بالتخيل الفكري ثم الانتقال والإلحاح على تطبيق ذلك معززا بالأيمان بقدرات الذات التي تتصف بقدراتها الباطنية ونيتها الصالحة التي ترجو مرضاة الذات والله والمجتمع .

2- الخطة ( الرؤية ) لكل فعل أو نية لابد من وضوح في الرؤية حتى يتحول إلى خطة تقو السلوك من السلب إلى الإيجاب من الاغتراب إلى الانتماء ومن الإحباط إلى الايمان بالقدرات الذاتية لتحقيق كل ذلك لابد من وضوح الرؤية لكي تتولد عنها قصدية ( نية ) .

والخطة تقوم على ثلاثة ركائز: وضوح الهدف ، توفر الدافع ، امتلاك المهارات والقدرات على تحويل الفكرة إلى فعل . كيف تحول هذه الخطة إلى رؤية تؤطرالعمل وتعمقه لتصبح القائد فيها الرؤية للسلوك ،

أ- بالتفكير الخلاق الطموح القائم على تدريب الذات عبر التخيل الابتكاري المرتبط بالتدريب على التنفس .

ب‌- الايمان بذهنية التسامح كرؤية تزيح عن الفرد أي أدران أو أحقاد ضد الآخرين لان الكره يبدد الطاقة ويضعف العزيمة
ج‌- ومن ثم العمل على اكتساب المرونة في الفكر والعمل لانها تطور الذات وتجعلها قادرة على المواجهة عبر التطور الدينامكي . وتجاوز عوامل الخوف وإزالتها من أمام الذات عبر الايمان أن الفشل ليس صفة لصيقة بالذات بل هي تجارب سابقة مرتبطة بطرحها الذي قد يكون فاقد للوضوح في النية والغاية والرؤية تسلل في الفشل أما زالت تلك الأسباب ممكن تحقق المراد بالصبر والممارسة التي تحول الفكر إلى واقعه.

ثانيا – آليات تطوير الذات : أن من الآليات المعتم في تطوير الطاقة للفرد هي :
أ- التخيل الابتكاري : انه يقوم على وقوع الإحداث عبر التخيل ويتم من خلال ذلك مواجهة المواقف الصعبة وتدريب الذات بالصبر عليها .
وهو شبيه بأحلام اليقظة من حيث العمل إلا من حيث الغاية ، لان الأخيرة يمثل حالة نكوص على الذات بدل الإقدام على العمل تحاول إشباع حاجاتها عبر تخيل تحققها مثل الرغبة بالنجاح في العمل أو في الدراسة أو في بناء بيت المريض يدلان يخطط ويعمل انه يهرب إلى أحلامه التي يحققها عبر التخيل .

أما التخيل الابتكاري فانه فعالية ايجابية تقوم على تخيل صعوبة ما ثم معايشة المشاعر المصاحبة لها ثم ترويض النفس على تقبلها والانتصار عليها فهي تدرب النفس على القيام بالتجارب ذهنيا ثم تنفعل أجهزة الجسم عاطفيا نتيجة تلك التجربة ثم السيطرة على الانفعال ونتائجه . والعمل على تجاوزها / أنها تولد القدر على مواجهة المشاكل المماثلة والسيطرة على الانفعال المصاحب لها .

وفي نفس الوقت الذي يمكن تخيل المواقف السلبية يمكن تخيل المواقف الايجابية وهذه تولد مشاعر جيدة تكون دافع للقيام بالعمل .

ب‌- اختيار الظرف المساعد ويمكن أن نجده في :
1- في النفس العميق الذي يمكن تكرره.
2- في اختيار الأجواء الهادفة للقيام بالتخيل الابتكاري.
3- اختار قدوات اجتماعية ودينية وتخيلها في تلك المواقف ونظر الى ما كان يمكن أن تتوقع فعلها ، ثم ادخل نفسك في ذات الصورة حتى تكون متمما هي مع النموذج الذي ترغب فيه.

ج- تغير الذات من السلب إلى الإيجاب من مجرد النظر إلى العمل من التخطيط إلى الفعل الواقعي ، أن تحقيق النجاح فعالية بحاجة إلى أعادة النظربالاوضاع السلبية التي يمكن ان تصبك بالتوتر والاغتراب والسلوك العائي والعزلة أنها تفترض" تغير الصورة الذاتية" إذ كل إنسان يمتلك صورة ذاتية هي تجارب ومواقفه العاطفية تجاه ذاته وتجاه الآخرين رؤية لذاته وعلاقتها بالمحيط. لن العمل على تطوير الذات يعني كل ما سبق مما يفترض تجاوز تلك التصورات التي تستطيع إن تجاوزها عبر تجاوزنا الأوهام الاتية:
وهم الفشل : عبر إزالة الرؤية السوداوية وإحلال أخرى أكثر قدرة على صياغة المستقبل بالإرادة والأيمان بالله وبالنفس وبالمحيط انطلاقا من الذات أولا.
وهم القبيلة : ذلك الوهم الذي يشمل عادات وتقاليد وتصورات سلبية لذات المحيط تولد الإحباط وإحلال أخرى أكثر معاصرة وتديم الثقة بالذات.

وهم الكهف : الذاتية المغلقة العدائية بتصور العلاقة مع الآخرين هي أما ضحية وأما جلاد ، وخلال ذهنية الحوار والتعايش والتسامح محلها وهذا الوهم يجعل الفرد يتوقوع خلق ذاته وكأنها في صراع دموي معه الآخرين من القتال إلى النميمة التي تناول هدم الآخرين .

وتجاوز هذه الأوهام يعني توفر الوضوح بالنسبة والهدف بالغاية والرؤية الواضحة القائمة على الواتر والتعايش مع الآخرين
وهم التردد والمماطلة : انه وهم يقوم على الكسب والعجز غالبا ما ينطلق من الشعور بالعجز الذي ينقلب حق اجتماعي ، أو من الرضى بالإشباع عبر أحلام اليقظة ، أو تحطيم إنجازات العاملين وتجاوز هذا الوهم عبر وضوح الفكر والتطبيق له .
2. إرادة الاعتقاد
الإرادة هي في اللغة طلب الشيء أو شوق الفاعل إلى الفعل .إما اصطلاحا فهي الميل الحاصل على إيقاع الفعل وإيجاده وتكونه مع الفعل وتجامعه.
ويقال الإرادة بمعنى المشيئة ،إلا أن المشيئة في اللغة هي الإيجاد ،وإما الإرادة هي طلب الشيء.
وهنا تظهر الإرادة رغبه في العمل والمشيئة تحققه ونرى هذا في الإرادة عند الصوفية هي أن يعتقد الإنسان الشيء ثم يعزم عليه ثم يريده وهي تسعة مظاهر
فالإنسان ينجذب إلى الشيء ويسمى "ميلا" فإذا قوى ودام سمي "ولعاً" ثم إذا اشتد وزاد فهو "الصبابة" ثم ازداد فهو "الوجُد" كقوله " ابي زيد البسطامي" سبحاني سبحاني طاعتك لي يارب اعظم من طاعتي لك "ثم إذا تمكن منه سمى "شغفاً" ثم إذا استحكم سمى "هوى" فإذا استولى على الجسد فهو "الغرام" ثم الحب . فإذا هاج حتى يُفنى الحب فهو "الوُدّ".
وإما الإرادة والحرية : ترتبط الإرادة بالحرية التي تعرف بوصفها قدرة على الاختيار بين متعددات وقدرة الاختبار . ولا توجد حريه بدون ارادة ما ، ولا ارادة بدون حرية.وتنتمي الارادة الى السلوك الانساني الذي يشكل في مجمله موضوع علم النفس . وترتبط الارادة بالواقع النفسي والواقع الخارجي والعلاقة بينهما علاقة فعل بمعنى ان تختار وتصل في حرية.
الا ان الارادة ايضا مرتبطة بأعتقاد ما يقيدها في رغبتها في التحقق العملي بوصفهما ميل الى التحقق والايجاب .
وهذا الاعتقاد مرتبط باليقين وكما يقول النبي (ص)" وان الصبر نصف الايمان واليقين كله" ، ويقول ان من ضعف اليقين ان ترضى الناس بسخط الله.
وكما يقول الامام علي (ع)"على قدر الدين تكون قوة اليقين" ويقول :"اطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر وسن اليقين".
وعلى هذا الأساس فان الاعتقاد نفسيا واجتماعيا بالتفاعل بالارادة فانه يظهر لنا بنوعين هما :
_ الاعتقاد السلبي : هو جملة من المواقف العاطفية التي ترسبت في الذاكرة على اثر تجارب ماضيه او تربيه سلبيه شكلت صوره نمطيه عن الذات ، بوصفهما تفتقر الى الارادة الحرة ، لانها مكبلة بصورة سلبية تقيدها وتجعلها مستسلمة وبالتالي يهيمن عليها تلك الصورة وتولد لديها اعتقاد سلبي يقزم قدرتها على الفعل شيء ما وهذا الاعتقاد يقوم الى:
1- اعتقادات ماضيه سلبيه تولدت عن جمله من الاحداث الماضيه تركت اثاراً عاطفية في وجدان الانسان مفادها عدم قدرته على فعل ذلك الشيء.
2- اعتقادات المستقبل وهي الأخرى انعكاس لتلك التجارب الماضية يتم تعميمها على المستقبل بعدم قدرته على ضم ذلك الشيء مستقبلا فان هذا الاعتقاد وليد غياب كامل للاراده الايجابيه ويقين صلب واضح يعزز الثقة بالذات . بل تجد الانسان يحس باستلابه الكامل.
اما الاعتقاد الايجابي وامكانيه تحويل الاعتقاد السلبي الى الايجابي فهذا يقوم على احياء الثقة في النفس وخلق اليقين داخل الذات .
_اما على مستوى الاعتقاد الماضي يجب أن نتعامل معه لا من زاوية عاطفية سلبية بل من زاوية اخرى أي كونه مستودعا للخبرات الماضيه التي يتم تولد مهارات وتجارب يمكن استثمارها في خلق تجارب جديدة وهذا الامر وليد . يتصور يقوم على البات ثلاث منها" الامل" بالمستقبل ثم وجود خطه واضحه ثم " الصبر " والة تفترض عزيمة على التغير ثم "التخيل" وهي اليه قادرة على الانفتاح على المستقبل عبر تخيله ثم التعايش مع امكانيه هذا المستقبل عبر تخيل امكانيه وقوعه
إما على الاعتقاد بالمستقبل إذا ما استمر الإرادة التي كما قلنا شوق الفاعل إلى الفعل بوصفه ميلا إلى الفعل وتحويله من رغبه إلى واقعة وهذا يتطلب مراعاة تلك الآليات التي تقوم الأمل بالمستقبل ثم التخطيط لجعل هذا الأمل ممكنا ثم العمل بالصبر والمطاولة على جعله فعلا واقعيا بإزالة الآثار السلبية المترسبة في اللاشعور عبر إرسال رسائل ايجابيه إلى الفعل الذي يعمل على العمل باتجاه واحد يؤثر على اللاشعور فإرسال شحنات ايجابيه سرعان ما تقدر الثقة بالذات ويولد اليقين بدل الفشل والإحباط ثم اعتماد المرونة التي تغير مواقفها الايجابية بحسب التحديثات مما يجعلها قادرة على الظفر فان غياب المرونة معناه حلول الفشل وتبخر الأمل بهذا .
فان أي مسالة يفكر بها الإنسان ويعمل على تصديقها عبر تعميق الاعتقاد بها فأنه يكون قادرا على تحقيقها فعليا . فباليقين يثمر الصبر لهذا ضرورة طرح الأفكار والهموم التي تبعث رسائل سلبيه بعزائم الصبر الذي يعني تشبث بالأمل.
فهما تغير المكان وتغير الزمان لا يمكن تحقيق النجاح إلا بتغير الذات من اعتقاداتها السلبية وصورها السلبية لتحل محلها اعتقادات ايجابية وصور ايجابية تعززها المهارات التي تجعل اقدر على مواجهة المستجدات والتغلب عليها وفي هذا يقول الإمام علي (ع) (رحم الله امرءً تفكر فأعتبر واعتبر فابصر) ويقول ثلاث من ابواب البر اشحاء النفس وطيب الكلام والصبر على الاخرى. فاعتبار المرتبط بالصبر لابد ايضا ان ينقل هذا عبر التحديد الواضح الى العقل الواعي باعتماد التمارين الاتية:
_ اكتب الاعتقاد الذي ترغب في تغيره ، ثم اكتب خمس من الأسباب تدفعك للبحث عن اعتقاد ايجابي .
هذا التمرين يمثل مناقشة مع الذات وإرسال رسالة إلى العقل تبين بها موقفك من هذه المعتقدات وتوجه إلى الايجابي منها .
_ اعد النظر في تقييمك لذاتك وإسقاطاتك والشعور بالعجز وتقد الذات .حاول ان تعيد الأمل بالتأمل بالجانب المشرق من ذاتك عبر تخيل نفسك في هذا الاعتقاد الايجابي وموقف المحيط الاجتماعي منك في صورتك الجديدة . هذا يعيد لك الأمل ويكشف اللامفكر فيه في شخصك . تأمل في كل هذا مع نفس عميق بعد ذلك عود إلى الحاضر في تخيلك ، حطم خوفك وإرهابك وتحرر من مخاوفك وعش حياتك بالأمل وابعد عن نفسك موارد الكائبة وأحسن الظن بالله وبنفسك.


3. كيف تبني نفسك

لقد تعودنا الغاء الذات والذوبان في المجموع الاجتماعي وهذا امر له اثاره غير الحميده .بل على المرء ان يهتم بذاته ويتخذ منها محل اهتمامه الاول.
لهذا عليك ان تكون محب لنفسك قبل حبك للاخرين ومعنى هذا ان تدرك النافع لها فتسعى لها اليه وتدرك الضار لها فتجنبه.
دخل على رسول الله (ص) رجل اسمه مجاشع فقال: يارسول الله كيف الطريق الى موافقه الحق؟ قال:مخالفة النفس ، فقال يا رسول الله كيف الطريق الى رضا الحق؟ قال سخط النفس وحب الذات تخالف خصال الانانية التي منها ان صاحبها منكمش . قاصر اليد ذاتي متقيد بذاته لا يرى سواها ما ينفقه ضائع وهو يحسر عليه وعقله يري له الشهوات لان العقل لديه مطية الرغبة والشهوة.
وفي هذا يقول الامام علي (ع) "من شغل نفسه يغير نفسه تحير في الظلمات وارتبك في الهلكات ولم يعر نفسه" "ولا معرفة كمعرفتك بنفسك"
اما حب الذات فهي تعكس سلوك مقدام جواد كريم بفكر بالاخرين لنفسه ومثال ذلك فعل المعروف لمرضات الله او الاصلاح الاجتماعي لهذا فما ينفقه باقي كحسنه عند الله ثوابها او رضى النفس او تراحم وتكافل اجتماعي وهو في كل افعاله عقله يحكم ذاته يحكم ذاته لا شهوته لانه مسيطر على غرائزه بما يناسب الشرع والاخلاق والقانون لمصلحة شخصية لكن كيف يمكن تحقيق محبه الذات والاتهام بها وتحديد علاقتها انطلاقا من ذلك اولا ولهذا كان من الضرورة في مكان ان يضع تصنيف لعلاقته مع الاخرين انطلاقا من ذاته حتى يتقيد بهذا التصنيف . وتعليل ذلك بسيط ليس كل الناس هم نسبة لك واحده بل انهم فيما بينهم متباينات.
واجل تحقيق محبه الذات عليك ان تحدد علاقتك بالاخرين عن طريق وضعك كروت"أي تنظم كروت لكل شخص كرت بلون محدد" تبين طبيعة العلاقة معهم حتى تتقيد بهذه كروت إثناء تعاملك معهم.
اذ ليس كل الناس بنسبة واحدة بل هناك تدرج لوني
- النافعين أو أصحاب العلاقة الحميمة معك (كرت أخضر)
- مفيدين لكنهم بعيدين عنك (كرت أصفر).
- الناس بمعنى عام (كرت ابيض ).
- الناس الذين يمثلون خطر عليك (كرت احمر).
فالأخضر الأصحاب المقربون فالأخضر حياة /خضره علاقة مهمة إما الأصفر لون شاحب لعلاقات مهمة إلا أنها ضعفت أو ابتعد أصحابها إما اللون الأبيض كل الناس وهم علاقات عادية عامة .
إما اللون الأحمر هم خصومك أعداؤك الذي يقفون ضد مصالحك ويشكلون خطر عليك ان تنتبه لهم.
هذه الالية في العزل واليقين تحقق لك.
- حتى لا تكون علاقتك بمستوى واحد وحتى لا تخلط بين الناس وبالتالي تضيع الوقت والمال في علاقات غير ناجحة فالعلاقات المتشعبة تجعلك لا تميز بين المهم والاهم والعادي والصديق والمعادي ( الخطر).
- فإذا كانت علاقتك قائمة على التزامات متساوية فعليك أن تركز على التزام الأخر اتجاهك . فلكل شيء ثمن مادي او معنوي والعطاء بدون مقابل يقود الى تبخيس قيمك وضياع وقتك ومالك ووقتك في علاقة فاشلة . ومن اجل أن تعرف حقيقة علاقتك مع الآخرين عليك إن تختلي بذاتك وتعيد تأملك بعلاقاتك وفوائدها ومضارها انطلاقا من حبك لنفسك .
- وقات الخلوة دائما وإثناء الصلات في الصبح والمغرب
- ومن علائم المقارنة انطلاقا من ذاتك في التمييز بين الإنسانية ومحبة ألذات فيما يتم الأول بالضلالة والأنانية نرى محبة الذات مؤمن مهتدي قولا وفعلا .
- ولايمكن للفكرة أن تنصح بدون أن تفعل كسلوك عملي فالمفاهيم لابد أن تعاش سلوكا لا إن تكون قولا بلا تطبيق لأنها تغدو بلا عمل كوعاظ السلاطين وهذا الكلام ملخص تنظيم الجهد والمال والعمر في علاقة طبيعية مثمرة وحياة سعيدة خالية من المنغصات بسبب إهمال ألذات وعدم الاهتمام بها ، كن في كل حياتك هاديا ومهتديا تدرك مطلبك وان طال وتصل أليه.



#عامر_عبد_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاثيث الذاكرة عند زيد الشهيد
- الخطاب السياسي في العراقِ القديمِ
- الحداثة العربية الناقصة
- حفريا المعرفة في الحدث الحضاري العراقي
- الأسطورة والأدب
- انطولوجيا الموت والحياة في العراق القديم
- قراءة في ديوان (ايماءات بعيدة)
- شعرية السرد
- قراءات في المتن الابداعي الحلي
- نقد النقد ام نقد تهافتي؟
- أخلاق الطاعة في ظل مهيمنة الدولة
- المخيال السياسي في الآداب السلطانية
- الموت في الفكر المصري القديم
- قراءة في رسالة شفرة دافنش
- حوار مع ثلاثة فنانين
- الموت غدا رائجا
- الوجودية في الفكر الفلسفي المعاصر
- النص الرشدي في القراءة الفلسفية العربية المعاصرة
- القراءة الابستمولوجيه لتراث ابن رشدعند محمد عابد الجابري
- المثقف بين خانقي التخوين والتهميش


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامر عبد زيد - مقاربة في اليات التسامح والامل