أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - الماركسية والدين















المزيد.....

الماركسية والدين


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 11:34
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تعقيب علي محاضرة الماركسية والدين
التي قدمها د.فاروق محمد ابراهيم بمركز الخاتم عدلان
اقام د. فاروق محمد ابراهيم محاضرة بمركز الخاتم عدلان بتاريخ 20/2/2008م عن الماركسية وعقب عليها بعض الحضور . بعد أن أشار د.فاروق الى آراء ماركس الشاب حول الدين خلص الى استنتاج خاطئ وهو خلل ماركس الذي حاول الغاء الدين وقام في الوقت نفسه بخلق دين بديل( الصحافة: 25/فبراير/2005م)،
والجدير بالذكر أن د.فاروق محمد ابراهيم كان قد دعاني لحضور المحاضرة للمناقشة والتعقيب ولكن حالت ظروف لم اتمكن فيها من حضور الندوة ، وسألته عن القضايا التى سوف يناقشها حول الماركسية والدين ، فذكر لي أنه سوف يركز على نصوص ماركس الشاب عام 1844م، اقترحت عليه أن ينطلق من آخر كتابات وآراء ماركس الناضج حول الدين ،ومجموع التجربة والمعرفة التي راكمتها الاحزاب الشيوعية في تناولها لقضية الدين وما توصل اليه المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي حول الاهتمام بقضية الدين الاسلامي حتي يخدم تحرر الشعوب بدلا من استغلاله لخدمة مصالح المستعمرين ولمصالح طبقية ودنيوية زائلة ، وكذلك تجارب لاهوت التحرير في امريكا اللاتينية التى انحاز فيها رجال الدين للمستضعفين في الارض وحتى الانتفاضة الأخيرة في بورما حيث انحاز رجال الدين للكادحين الذين سحقتهم الطبقات الحاكمة واورثتهم الجوع والفقر، كل هذه التجارب تشكل رصيدا هاما ننطلق منه في تناول قضية الدين، بدلا من الانكفاء على نصوص ماركس الشاب التى تجاوزها ماركس نفسه، الذي كان يشير فيها الى أنه ليس هدف الاشتراكية احلال الالحاد محل الدين أو خلق دين بديل ، وانما الهدف تحرير الانسان من الاستغلال والاستلاب: يقول ماركس الناضج( ان الالحاد قد عاش وقته ، انه تعبير سلبي لايعنى شيئا بالنسبة للاشتراكيين الاصلاء ، ان المعني لديهم ليس هو انكار الاله وانما تحرير الانسان ) ، كما اشاد ماركس بدور رجال الدين الذين انخرطوا في النضال ضد الاضطهاد والظلم ،مثل رجل الدين ( مانزر ) في حرب الفلاحين وثنائه على دوره الخلاق والواعي كرجل دين مصلح، وان القضية الاساسية بالنسبة لماركس ، كانت ضد استغلال الدين لتبرير الاضطهاد الطبقي والظلم الاجتماعي القائم، وأن هدفه ليس تفسير العالم ، بل تغييره والغاء استغلال الانسان للانسان، وأن الجوهري في افكار ماركس أن حرية العقيدة لاتنمو ولاتزدهر الا بتوفير العدالة الاجتماعية والاقتصادية بين الناس ، ولايمكن للانسان أن يكون حرا في عقيدته في مجتمع قائم على استغلال الانسان للانسان ، كما أن القيم الروحية والاخلاقية السامية لاغنى عنها في بناء المجتمع الاشتراكي الديمقراطي.
كما أشرت على د.فاروق أن ينطلق من مناقشة انجلز لللاستاذ الجامعي والاشتراكي دوهرينغ الذي حاول انتاج توليفة فكرية جديدة حول الاشتراكية والاقتصاد والفلسفة موازية للماركسية واعتبرها الحقيقة النهائية والخالدة والتى تجب ما قبلها ، انتقد انجلز تصور دوهرينغ الذي حاول في تصوره لقيام المجتمع الاشتراكي أن يتم الغاء الدين بقرار ، أشار انجلز الى ضرورة حرية الضمير والمعتقد في المجتمع الاشتراكي، وعدم اتخاذ اجراءات ادارية فيما يتعلق بمعتقدات الناس والتى سوف تستمر في المجتمع الاشتراكي ولأن هدف الاشتراكية ليس محاربة الدين وانما تحرير الانسان ، كما اشرت عليه بخطأ ستالين الذي جعل من الالحاد سياسة رسمية للدولة في حين أن الدولة للجميع غض النظر عن معتقداتهم الدينية والفكرية والفلسفية، وكان ذلك من الاخطاء الاساسية للتجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق اوربا والذي يتعارض مع جوهر الماركسية .
رغم تلك الملاحظات التي ابديتها لد.فاروق قبل تقديم محاضرته حتى لايظلم ماركس الذي كان يتجاوز نفسه وارائه باستمرار حسب منهجه الديالكتيكي الذي لايعرف النهائية والاكتمال والحقيقة المطلقة ، وهذه من سمات العلماء الذين يضحون بارائهم ومعتقداتهم السابقة كلما ظهرت حقائق جديدة ونظريات جديدة تفسر الاوضاع الجديدة،
رغم ذلك قدم د. فاروق أراء ماركس الشاب وخرج منها باستنتاجات فطيرة مثل ان ماركس حاول الغاء الدين وقام بخلق دين بديل ، وقد عقب عليه بعض الحضور مثل ابوبكر الامين قائلا: (ان محاكمة ماركس- الشاب- بالتوقف في نقطة معينة من سياق فكره فيه ظلم له) ، كما أشار د.بكري خليل في تعقيبه قائلا: (ان ماركس في مسألة الدين كان ابن بيئته ولم يكن مبشرا بالهرطقة والالحاد)، فالماركسية في جوهرها ليست عقيدة جامدة وانما هى منهج ونظرية تتطور باستمرار ، وتتطلب مراعاة الواقع الموضوعي في كل بلد ، والانطلاق من خصائصه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فماركس كان يعارض تحويل لوحته الخماسية لتطور التاريخ لاوربي( شيوعية بدائية، رق ، اقطاع،راسمالية ، اشتراكية) الى نظرية فلسفية شاملة لكل بلدان العالم ، كما كان ماركس يتجاوز تصوراته السابقة باستمرار ، فبعد اربعين عاما من صدور البيان الشيوعي كتب ماركس مقدمة له : بأن هناك اشياء شاخت في البيان بعد التطورات العاصفة التى مرت بها الرأسمالية ، وأن هناك حوجة لتعميم جديد ، هكذا كان منهج ماركس ، يأخذ دائما في الاعتبار الحقائق الجديدة التى يطرحها العلم وتطور المجتمع فليس هناك حقيقة نهائية ، وهذا هو جوهر منهج ماركس الديالكتيكي.
أما فيما يختص بتجربة الحزب الشيوعي السوداني ، فلم يكن الالحاد شرطا من شروط العضوية ، ولكن شروط العضوية حسب ما جاء في الفصل الثاني من دستور الحزب : (قبول برنامج الحزب ولائحته والاشتراك في احد هيئاته والعمل النشط لتنفيذ قرارته ودفع الاشتراكات المقررة والاستقامة وحسن السوك والاخلاص لقضية الشعب)، كما حددت اللائحة سلوك العضو بين الجماهير ومنها: (احترام عقائد الشعب وتقاليده والبعد عن اى مسلك ينم عن عدم الاحترام لهذه العقائد والتقاليد)
كما أشارت وثيقة الماركسية وقضايا الثورة السودانية والتى اجازها المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي ، اكتوبر 1967م الى أته: اصبح لزاما على الحزب الشيوعي أن ينمى خطه الدعائي حول قضية الدين الاسلامي وعلاقته بحركة التقدم الاجتماعي والى أن يكون الدين الاسلامي اداة لخدمة المصالح االأساسية لجماهير الشعب السوداني لاأداة في يد المستغلين) .
فالقضية الاساسية هى ضد استغلال الدين لخدمة مصالح طبقية ودنيوية زائلة ، اضافة الي أن التجربة السودانية كشفت مآسي استغلال الدين في السياسة كما حدث في تجربة نميري في قوانين سبتمبر 1983 ونظام الانقاذ ، وتراكمت تجارب واسعة للشعب السوداني في كشف ومعرفة استغلال الدين في السياسة والتى اورثت شعبنا القهر والبطش والنهب باسم الدين. فلم تتعرض محاضرة د.فاروق محمد ابراهيم للتجربة السودانية في استغلال الدين في السياسة .
الفكرة الاساسية التي ينطلق منها د.فاروق محمد ابراهيم هي حل الحزب الشيوعي السوداني وتكوين حزب اشتراكي بديل له ، وعمل مشروع ارشادي جديد يحل محل المشروع الماركسي ويحتوى في الوقت نفسه على كثير من مكوناته ويحتوى على الجانب العلمي في الاشتراكية وحقوق الانسان وعلى موضوع البيئة ومحاربة الفقر ( الصحافة: 25/2/2008م). اى عمل توليفة فكرية جديدة بديل للماركسية ونحن في انتظار هذه التوليفة لمناقشتها ، وهذا من حق د.فاروق ، ولكن ليس عن طريق تشويه الماركسية والعرض الخاطئ لها والتجنى عليها. .
والجدير بالذكر أن فكرة حل الحزب الشيوعي طرحها المرحوم الخاتم عدلان في وثيقته التى قدمها في المناقشة العامة والتى نشرت في الشيوعي (157) حيث أشار في حالة قبول المؤتمر الخامس لوثيقته:( يحل الحزب الشيوعي السوداني وتتكون لجنة تمهيدية تضم بالاضافة الى الشيوعيين السابقين عناصر ديمقراطية مؤثرة وشخصيات وطنية مثقفة ومناضلة ويراعي فيها تمثيل الاقليات القومية والعرقية لصياغة برنامج الحزب الجديد ولوائحه واسمه ونشر وثائقه التأسيسية ( مجلة الشيوعي 157 ، طبعة الخارج ، ص 108)، ولم ينتظر الخاتم حتى نهاية المناقشة العامة وخرج من الحزب وكون حركة حق . فالمشترك بين الخاتم ود.فاروق هو حل الحزب الشيوعي والتخلى عن الماركسية وابتداع توليفة فكرية جديدة لتسويغ فكرة الحزب الجديد.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفهوم المادي للتاريخ محاولة لتوسيع مدي المفهوم
- وداعا عالم الاثار الجليل البروفيسور اسامة عبد الرحمن النور
- حول تجربة الاسلام السياسي في السودان الفترة:(1967- 2007)
- تجديد الماركسية
- بمناسبة الذكري ال36 :دروس انقلاب 19يوليو1971
- الصراع الفكري في الحزب الشيوعي السوداني الفترة:مايو 1969- يو ...
- موقع السلطنة الزرقاء في خريطة التطور الاجتماعي للسودان
- ابعاد جديدة لنشأة الدولة السودانية في الاكتشاف الاثري الاخير ...
- الماركسية وتحرير المرأة
- كيف تناول التقرير السياسي المنهج الماركسي
- الستالينية وتجربة الحزب الشيوعي السوداني
- من تاريخ الفكر الاشتراكي في الذكري ال 160 لصدور البيان الشيو ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - الماركسية والدين