أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - المفهوم المادي للتاريخ محاولة لتوسيع مدي المفهوم















المزيد.....

المفهوم المادي للتاريخ محاولة لتوسيع مدي المفهوم


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2320 - 2008 / 6 / 22 - 08:29
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



المفهوم الكلاسيكي المادي للتاريخ كما اوضحه انجلس يؤكد علي الآتي :
( ينطلق الفهم المادي للتاريخ من الحكم القائل بأن الانتاج وما يتبعه من تبادل منتجانه يشكل أساس أى نظام اجتماعي ، وان توزيع المنتجات ومعه انقسام المجتمع الي طبقات أو فئات يحدده في كل مجتمع متواجد في التاريخ : ماينتج وكيف ينتج ؟ وكيف يجرى تبادل هذه المنتجات ؟ ، وهكذا فالاسباب النهائية لكل التغيرات الاجتماعية والانقلابات السياسية يجب البحث عنها ليس في أذهان الناس وليس في فهمهم المتزايد للحقيقة الخالدة والعدالة ، بل في تغيرات اسلوب الانتاج والتبادل ، ويجب البحث عن تلك الاسباب ليس في الفلسفة ، بل في اقتصاد العصر المعني ) ( انجلز : ضد دوهرينغ ، دار التقدم موسكو 1984 ، ص 312 ) .
هذا هو المفهوم الكلاسيكي المادي للتاريخ ، كما أشار اليه انجلس ، صحيح أن انجلز لاحقا في رسائله وتوضيحاته أشار الى المحاذير التي تؤدي الي اعتبار الاقتصاد كعامل وحيد محرك للتاريخ ، وأشار الي خطأ هذا الفهم الذي يستبعد دوافع اخري اجتماعية ( دينية ، قومية ، سياسية ، شخصيات القادة وتقاليد كل بلد ، ... الخ ) ، ولكن مصطلح المفهوم المادي للتاريخ لايتطابق مع هذا المفهوم ، فمن المهم تطابق المفهوم مع المصطلح .
هذا المفهوم صاغته الماركسية خلال جدلها وصراعها ضد فلاسفة عصر التنوير وضد الاشتراكيين الخياليين ، وكان لابد من صياغته بهذه الحدة ، وفي شروط تطور المعرفة والعلوم الطبيعية ، كما كانت حالتها في القرن التاسع عشر ، وكان لابد من نقد المفاهيم التي ترجع التحولات الاجتماعية الى الافكار أو البحث عنها في اذهان الناس ، وكان لابد من تأكيد هذا الفهم . ولكن الطرح مع الظروف الحالية التي تتطور فيها المعرفة وتتداخل فيها العلوم ، والاتجاه الي النظرة الشاملة لما هو اقتصادي واجتماعي ، بحكم تطور العلوم الاجتماعية والانسانية ( الاجتماع ، السلوكية ، السلالات .... الخ ) ، هذه التطورات تتطلب نقد هذا المفهوم أو توسيع مدي المفهوم أو اعطائه مضمونا جديدا .
ومعلوم أن مفهوم المادة نفسه قد اتسع بعد اكتشاف مكونات الذرة ، وحاول لينين ادخال مفهوم فلسفي أوسع للمادة ، كما ادخل عالم الفيزياء اينشتين مفهوم الحقل كمفهوم أوسع واشمل من مفهوم المادة في الفيزياء الكلاسيكية والذي تجاوزته الفيزياء الحديثة .
المفهوم المادي للتاريخ بالشكل الذي أشار اليه انجلس هو مفهوم بسيط ، ولابد من تعميقه وتوسيعه على ضوء منجزات العلوم الطبيعية والانسانية المعاصرة .
ويمكن تقسيم منهج تفسير التاريخ الي مدرستين :
أ – المدرسة التي تفسر حركة التاريخ بدافع اجتماعي أو محرك اجتماعي باعتباره العنصر الحاسم أو المحرك للتاريخ ، والدافع الاجتماعي يشمل : الدين ، الاخلاق ، السياسة ، دور الملوك والابطال والقادة العظام ، القومي ، النفسي ، حركة الروح الكونية كما يقول هيغل ... الخ .
والنقد الذي وجهته الماركسية الى هذه المدرسة هو النظرة المثالية أو الاحادية الجانب ، رغم أنه صحيح جزئيا ، ولكنها لاتفسر تفسيرا كاملا حركة التاريخ في تجلياتها وتعقيداتها المختلفة ، ذلك أنها تركز او تعطي العامل الاجتماعي مركز الثقل ، ولاتنظر الي الوجه أو الوجوه المكملة لهذه الحركة .
ورغم أن بعض ممثلي هذه المدرسة لايحذفون الدافع الاقتصادي أو المادي ، الا أنهم يعطونه الدور الثانوي ..
ب – المدرسة الثانية : تفسر حركة التاريخ بدافع اقتصادي ، اى التي تعطي الاقتصاد الدور أو العنصر الحاسم في هذه الحركة ، سواء كان ذلك بالمفهوم الآلي الجامد البسيط أو بالمفهوم الديالكتيكي المعقد الذي لايغفل الجوانب الاجتماعية الاخرى ، ولكن يعطى للاقتصاد الدور الحاسم في هذه الحركة .. وربما ترجع جذور هذه المدرسة الى بدايات ظهور المجتمع الرأسمالي وظهور وتطور واستقلال علم الاقتصاد عن العلوم الاجتماعية الأخرى ، فبينما كانت العلوم الاجتماعية في بداية القرن التاسع عشر تخطو خطواتها الاولى أو في شكلها الجنيني ، كان علم الاقتصاد قد انفصل وظهر كعلم مستقل عن العلوم الاجتماعية الاخرى ( السياسية ، اللاهوت ، .. الخ ) ، مع ظهور نمط الانتاج الرأسمالي وتطوره على يد منظرى ومفكرى المجتمع الجديد مثل : آدم سميث ، وليم بيتى ، ريكاردو ، .... الخ ) ، وبالتالى ، اصبح علم الاقتصاد رائدا في تفسير حركة الظواهر الاجتماعية .
وحسب اشارة موريس غودولييه ( الظواهر الاقتصادية لم تنفصل عن مجمل الظواهر الاجتماعية الأخرى ( الدينية والسياسية ، .. الخ ) الا مع ظهور اسلوب الانتاج الرأسمالي ، ونعنى بذلك أن علاقات الانتاج ( اى العلاقات الاقتصادية ) اكتسبت في ظل الرأسمالية استقلالا كبيرا عن العلاقات الدينية والقبلية والسياسية من حيث التعامل الفعلي في المجتمع ، ثم من حيث نشأة علم كامل لدراستها ) ( في د . اسماعيل صبري عبد الله : التنمية المستقلة ، محاولة لتحديد مفهوم مجهل ، ص 25 ، التنمية المستقلة في الوطن العربي ، مركز دراسات الوحدة العربية ، يناير 1987 ) .
أى ان فكرة المفهوم المادي للتاريخ انبثقت من خلال النقد للمدارس الاجتماعية التي تفسر حركة التاريخ وحركة تطور المجتمع ، لا في انتاجه المادي ، لا في اقتصاده ( انتاج وتبادل ) ، وما ينتج عن ذلك من صراع الطبقات باعتباره المحرك للتاريخ ، بل كانت تفسر حركة التاريخ في افكار الناس ، وصاغت الماركسية مفهوم التناقض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج باعتباره المحرك للانقلاب أو التطور الاجتماعي . كما صاغ ماركس اللوحة الخماسية فيما يختص بالتاريخ الاوربي التي قسمته الى خمس مراحل : الشيوعية البدائية ، الرق ، الاقطاع ، الراسمالية ، الاشتراكية ، على أن ماركس عارض تعميم هذه اللوحة على كل المجتمع الانساني ، بل اعتبرها مجرد تخطيط عام للتاريخ الاوربي ، الا أن ماركس أشار الى أن المجتمعات الشرقية مثل : الهند ، مصر الصين ، .. الخ ، لها نمط خاص اطلق عليه نمط الانتاج الآسيوى ، ولكن ماركس اشار الى ضرورة دراسة كل مجتمع بطريقة مستقلة ، وبالتالى لايجوز ايضا تعميم صيغة نمط الانتاج الآسيوى على كل البلدان غير الاوربية .
رغم محاولات ماركس وانجلز واستدراكهما ، الا انه نلحظ استمرار هذا المفهوم الخاطئ .
والنقد الذي يوجه لهذه المدرسة هو أنه يغلب المفهوم المادي الجلف باعتباره أساس تطور التاريخ الانساني ، مما يؤدى في النهاية الى الجبرية الاقتصادية أو الآلية الاقتصادية التى لاتعطى للانسان وافكاره دورا في تلك العملية .
النظرة الانتقادية للمفهوم المادي للتاريخ تهدف الى توسيع وتعميق هذا المفهوم ، ليتناسب مع المستوى الهائل الذي وصلته العلوم الاجتماعية والانسانية الأخرى غير الاقتصاد في عالم اليوم مثل : علم الاجتماع ، الآثار ، علم الاقتصاد البدائي ، علم السلالات .. الخ .
ذلك أنه مع تطور تلك العلوم يضيق هذا المفهوم عن التعبير الدقيق عن سير حركة التاريخ والمجتمع الانساني ، فالمفهوم ليس جامدا ، بل يتغير ويتطور ويتسع مع تطورات الحياة والعلوم الطبيعية والانسانية ، ويتم استبداله بمفهوم اكثر تعبيرا عن الواقع الجديد أو اعطائه مضمونا جديدا .
ويمكن القول ، ان اهم اكتشافين للماركسية هما :
- المفهوم المادي للتاريخ .
- اكتشاف قانون فائض القيمة باعتباره قانون حركة المجتمع الرأسمالي أو سر الاستغلال الرأسمالي .
أى أن المفهوم المادي للتاريخ يعتبر من الاكتشافات الأساسية للماركسية .
وأى محاولة لدراسة الماركسية في ضوء العالم المعاصر ، وفي ضوء الحالة الراهنة لتطور العلوم الطبيعية والاجتماعية والانسانية ، يجب أن يأخذ في الاعتبار النظر في تطوير وتعميق هذين الاكتشافين ، كما أشار انجلس .
ما يهمنا هنا في هذا المقام هو المفهوم المادي للتاريخ .
وتأتى هذه المحاولة لتطوير وتعميق هذا المفهوم ، اقول تطويره وتعميقه ، لا استبعاده ، فكل نظرية تحتوى على جانبها الصحيح في الحالة الملموسة المحددة ، ولكن لاينسحب على كل الحالات وعلى الشروط الجديدة ، هكذا كانت تتطور النظريات والعلوم مثل : نظرية اينشتين التى عمقت وطورت نظرتنا للكون ، ولكنها لم تلغ قوانين الحركة لنيوتن ، بل طورتها في الشروط الجديدة ، وباعتبارها صحيحة في حالة خاصة من الواقع .
كان المفهوم المادي للتاريخ من المنجزات الهامة في علم الاجتماع ، ولا أظن اليوم أن علماء الاجتماع أو التاريخ أو السلالات يرفضون فكرة أن الانسان قبل أن ينتج الافكار ، عليه أولا أن يوفر احتياجاته الأساسية من مأكل وملبس ومأوى ، أى لابد ان ينتج ، ولكيما ينتج ، عليه أن يصنع ادوات الانتاج ، وأن ينظم عملية الانتاج في تعاون وتقسيم عمل ، وعندما يتطور المجتمع في مرحلة معينة ( بعد اكتشاف الزراعة وتربية الحيوانات ) وظهور فائض من الأغذية ( فائض اقتصادي ) ، يظهر تقسيم العمل ، وتظهر الطبقات ، وتظهر الدولة ، وتنشأ المدن ، ويظهر الانتاج الصناعي والحرفي وتتطور التجارة ، أى تنشأ الحضارة .
ولكن الاختلاف ربما يأتى من محاولة اعطاء الطابع الكلى أو الكونى لذلك المفهوم دون الأخذ في الاعتبار التأثير المتبادل بين ماهو اجتماعي وما هو اقتصادي ، وبطريقة جامدة وآلية ومتعسفة ، رغم محاذير ماركس وانجلز من ذلك .
وحتى تنسجم تلك المحاذير مع الواقع المعاصر مهم تمديد وتطوير المفهوم ليتناسب مع تمدد المجتمع وتطور العلوم الاجتماعية ، والنظر في المفهوم المادي للتاريخ هنا ليس بهدف تكراره أو عرضه من نصوص ماركس وانجلز ، وانما بهدف عرضه ونقده ، وبهدف تطويره ليتناسب مع المستوى الهائل الذي وصلته العلوم الاجتماعية والطبيعية اليوم .
وبالتالى ، فان هذه المساهمة ، تأتى في اطار الجهد الذي قام به آخرون في تطوير الماركسية بما يتناسب مع الواقع المعاصر .

مساهمة أساسية في المفهوم المادي للتاريخ
الفضاء التاريخي
المقصود بالفضاء التاريخي هو الذي يتكون من وحدة الزمان والمكان والحركة الاجتماعية والوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعي في اطار تاريخي محدد .
متصل الاقتصادي – الاجتماعي :
المقصود بمتصل الاقتصادي – الاجتماعي هو وحدة الدافع الاقتصادي والاجتماعي في عملية واحدة ، اى أن متصل الاقتصادي – الاجتماعي يتعارض مع التعامل مع الدافع الاقتصادي – والاجتماعي باعتبارهما متعارضان أو منفصلان عن بعضهما البعض .

في فضاء تاريخي معين يوجد الاتي :
1 – الدافع الاقتصادي والدافع الاجتماعي يوجدان في وحدة عضوية لاانفصام لها ، ويؤثر كل منهما في تطور المجتمع والتاريخ .
2 – الدافع الاجتماعي يكمل الدافع الاقتصادي .
3 – العلاقة بين الدافع الاقتصادي والاجتماعي في متصل – الاقتصادي الاجتماعي علاقة تناسب عكسي .
أ - في حالة تمدد الدافع الاقتصادي ينكمش أو يتقلص الدافع الاجتماعي ، في هذه الحالة ، يصبح الدافع أو العامل الاقتصادي هو المحرك للتاريخ .
ب - في حالة تمدد الدافع الاجتماعي وانكماش الدافع الاقتصادي ، في هذه الحالة يصبح العامل الاجتماعي هو المحرك الحاسم .
4 - من الخطأ تعميم أ اوب الى مستوى الصورة العامة المجردة ، ليصبح المحرك الحاسم للتاريخ ، بل يجب النظر في كل حالة ملموسة على حدة من الحالات الخاصة .
5 – وبهذا تكون الصورة العامة المجردة على النحو التالي :
الدافع أو المحرك العام للتاريخ هو متصل الاقتصادي – الاجتماعي ، أى محصلة لقوتين أو محركين هى متصل الاقتصادي – الاجتماعي .

مفهوم التشكيلة الاقتصادية – الاجتماعية :
التشكيلة الاجتماعية من المفاهيم الهامة التي صاغها ماركس في اكتشافه للمفهوم المادي للتاريخ . والتعريف الكلاسيكي للتشكيلة الاجتماعية هى مجموعة من الظواهر والعمليات الاجتماعية ( الاقتصادية والاجتماعية والايديولوجية والمعيشية والعائلية .. الخ ) التى تكمن في أساسها نوع من العلاقات الاقتصادية والانتاجية بين الناس . كما أشار ماركس الى تطور التاريخ الاوربي في لوحة خماسية : المشاعية البدائية ، الرق ، الاقطاع ، الرأسمالية ، الاشتراكية . كما استخدم ماركس مفهوم نمط الانتاج الذي يتكون من القوى المنتجة وعلاقات الانتاج والبناء الفوقي للمجتمع . وتعرف القوى المنتجة بأنها حاصل مجموع مواضيع العمل وأدوات الانتاج وعمل الناس . كما تعرف علاقات الانتاج بأنها العلاقات والروابط التى تنشأ بين الناس في العمل كتب ماركس ( ان الناس من اجل أن ينتجوا ، فانهم يدخلون في روابط وعلاقات معينة فيما بينهم وفي اطار هذه الروابط والعلاقات الاجتماعية توجد علاقاتهم بالطبيعة ويتم الانتاج ) . وان علاقات الناس في عملية الانتاج تسمى علاقات الانتاج التى هى جانب لايمكن فصله عن الانتاج المادي ..ونمط الانتاج المعنى هو وحدة لاتتجزأ بين القوى المنتجة وما يطابقها من علاقات الانتاج .. واساس علاقات الانتاج هو اشكال الملكية : اى علاقة الناس بوسائل الانتاج . وباشكال الملكية يتحدد وضع مختلف الجماعات الاجتماعية في الانتاج مسيطرة ام خاضعة وعلاقات الانتاج .. كما تتعلق اشكال التوزيع بطابع ملكية وسائل الانتاج ، وعلاقات الانتاج تتكون بشكل موضوعي مستقل عن ارادة ورغبة الناس .
كما يعرف البناء التحتي بأنه مجموع العلاقات الانتاجية التى تمثل التركيب الاقتصادي للمجتمع ، اى قاعدته ، ونوع القاعدة لمجموع علاقات الانتاج يتعلق بوضع القوى المنتجة .
ويعرف البناء الفوقي بأنه آراء المجتمع السياسية والحقوقية والفلسفية والاخلاقية والفنية والدينية والمؤسسات والتنظيمات التى تناسبها .
وتمثل القاعدة ذلك الجانب من نمط الانتاج أو اسلوب الانتاج الذي يقرر مباشرة مظهر المجتمع : آراءه السياسية ومؤسساته مع الأخذ في الاعتبار الاستقلال النسبي للبناء الفوقي ودوره الفعال في تغيير المجتمع .
على أن التطورات العاصفة في العلوم الاجتماعية تؤدى الى رفض التبسيط باختزال المجتمع البشري كله في سلم خماسي من تشكيلات اجتماعية ، كما لاحظ ماركس نفسه أن اللوحة الخماسية لاتنطبق بشكل دقيق على بلدان الشرق ( الهند ، مصر ، الصين .. ) ، ولذلك اقترح نمطا سادسا ، اطلق عليه نمط الانتاج الآسيوي .
الجانب الآخر هو أنه عند دراسة تشكيلات ما قبل الرأسمالية ، فان الصورة العامة لها تكون تشكيلات متعددة البنى الفوقية ومتعددة البنى التحتية ، وبالتالى تكون متعددة الانماط الانتاجية . فالصورة العامة للتشكيلة الاجتماعية - اذا جاز التعبير – يمكن اعتبارها دالة متعددة المتغيرات من الانماط الانتاجية ، والدراسة الملموسة لكل تشكيلة اجتماعية في بلد معين تأخذ في الاعتبار خصوصية هذه التشكيلة وسماتها التى تميزها عن التشكيلات الأخرى .

مساهمة حول مفهوم التشكيلة الاجتماعية :
استنادا على ما سبق نقدم هذه المساهمة حول مفهوم التشكيلة الاجتماعية :
التشكيلة الاجتماعية هى فضاء تاريخي واسع يحقق الشروط التالية :
1 – الصورة العامة - مع تحديد نمط الانتاج السائد – انها متعددة الانماط الانتاجية ، وبالتالى تكون متعددة البنى التحتية والبنى الفوقية .
2 – في حالة سيادة أو هيمنة نمط انتاج واحد على بقية الانماط الأخرى ، في هذه الحالة تؤول التشكيلة الى تشكيلة ذات نمط انتاجي واحد ، وهذه حالة خاصة من الحالة العامة .
مثال سيادة نمط الانتاج الرأسمالي في المجتمعات الغربية الرأسمالية المتطورة ، وبالتالى آلت الى تشكيلة ذات نمط انتاجي واحد ، والتى نطلق عليها التشكيلة الرأسمالية .
3 – المجموع الكلى للبنى التحتية ( قوى الانتاج وعلاقات الانتاج ) داخل التشكيلة المعينة يسمى : البنية الانتاجية – الطبقية .
4 – المجموع الكلى للبنى الفوقية داخل التشكيلة المعينة يسمى : البنية الثقافية – الفكرية .
5 – البنية الثقافية – الفكرية تكمل البنية الانتاجية – الطبقية وتتفاعل معها وتؤثر فيها وتتأثر بها بشكل متبادل .
6 – وحدة البنية الانتاجية – الطبقية ، والبنية الثقافية – الفكرية ، هى ما نطلق عليه التشكيلة الاجتماعية بالمعنى الواسع والشامل .

• لايفوتنا أن نشير هنا الى مساهمات قام بها ماركسيون محدثون في تطوير مفهوم التشكيلة الاجتماعية بما يتمشى وتطور العلوم الطبيعية والاجتماعية مثل مساهمة : د . سمير أمين في مؤلفه : التراكم على الصعيد العالمى ، دار ابن خلدون 1978 .



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا عالم الاثار الجليل البروفيسور اسامة عبد الرحمن النور
- حول تجربة الاسلام السياسي في السودان الفترة:(1967- 2007)
- تجديد الماركسية
- بمناسبة الذكري ال36 :دروس انقلاب 19يوليو1971
- الصراع الفكري في الحزب الشيوعي السوداني الفترة:مايو 1969- يو ...
- موقع السلطنة الزرقاء في خريطة التطور الاجتماعي للسودان
- ابعاد جديدة لنشأة الدولة السودانية في الاكتشاف الاثري الاخير ...
- الماركسية وتحرير المرأة
- كيف تناول التقرير السياسي المنهج الماركسي
- الستالينية وتجربة الحزب الشيوعي السوداني
- من تاريخ الفكر الاشتراكي في الذكري ال 160 لصدور البيان الشيو ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - المفهوم المادي للتاريخ محاولة لتوسيع مدي المفهوم