أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - هل هذه بداية النهاية بين اسرائيل والدروز الفلسطينيين ؟















المزيد.....

هل هذه بداية النهاية بين اسرائيل والدروز الفلسطينيين ؟


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 704 - 2004 / 1 / 5 - 07:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أقدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على منع وفد يمثل زعماء الطائفة الدرزية وجميع عشائرها ومشايخها من عبور جسر الشيخ حسين على الحدود مع الأردن، حيث كان الوفد المذكور قرر السفر الى لبنان عبر الاردن وسوريا لزيارة اماكن الطائفة المقدسة في سوريا ولبنان، ويأتي هذا الاجراء بعدما كانت نفس السلطات سابقا قد منعت وفدا سابقا من السفر الى لبنان لتقديم واجب العزاء بوفاة شيخ عقل الطائفة الدرزية وعمدة الموحدين فيها ابو حسن عارف حلاوي. ورغم ان الوفد المكون من 310 اشخاص ومنهم 240 شيخا قد وصل الحدود إلا أن سلطات الاحتلال جمعت جوازات سفر أعضاءه وبعد تركهم ينتظرون لعدة ساعات جاء ممثل عن وزارة الداخلية  وأبلغهم بأنهم ممنوعين من السفر حفاظا على حياتهم وأمنهم.

 

هكذا اذن اسرائيل تعرف مصلحة الطائفة الدرزية ومصلحة عقلاءها اكثر مما هم يعرفونها، وكأن الداخلية الاسرائيلية حريصة عليهم أكثر مما هم حريصون على انفسهم، لو صح هذا كان يجب على اسرائيل عدم ارسال الجنود من الدروز وبقية الطوائف العربية للخدمة في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث جحيم الحياة الفلسطينية تحت الاحتلال الاجتثاتي الصهيوني، وبهذه الطريقة الحضارية تكون اسرائيل فعلا حريصة على أن لا يقتل الفلسطيني أخيه الفلسطيني برصاص اسرائيلي. لكن اسرائيل ليست دولة حضارية ولا ديمقراطية ولا هي دولة لكل سكانها، بل دولة بوليسية استعلائية، غير معنية سوى باليهود والصهيونية، ولا تعير أي انتباه او حرص فعلي لسلامة أي عربي أكان من المسلمين ام المسيحيين أو الموحدين أو حتى غير الموحدين، لأن لهذا الكيان سياسته المعروفة والمعهودة، سياسة فَرِق تَسُد..

 

 وبهذا الأسلوب فرض التجنيد الاجباري على الطائفة الدرزية في فلسطين وعلى بعض العشائر البدوية ، وبهذه الطريقة نجد ان هناك متطوعون من الطوائف الأخرى يخدمون في شرطة وجيش الاحتلال، فهذه هي انسب الطرق التي تحافظ بها اسرائيل على قوتها وهيمنتها وسلطتها القوية عبر تجسيد استعلاءها على الخاضعين لاحتلالها، فالدولة الاسرائيلية ليست سوى دولة لليهود، ومازال قادتها من اليسار واليمين يرددون بأنها دولة يهودية لسكانها اليهود. فهل سيعي هذه القضية المنتفعون من الوجهاء و المشايخ والقبليين والمتخلفين الذين يزجون ببعض الشباب العربي للخدمة في جيش الاحتلال الاسرائيلي، وهل سيعرف الشباب الذين يتطوعون من اجل المكاسب المادية والاقتصادية انهم ليسوا اكثر من مشاريع توابيت ومقابر متحركة ؟؟؟

 

 

إن مسألة منع الوفد الدرزي الضخم والكبير من السفر الى البلاد العربية قد تكون عملا مفيدا وجيدا للطائفة الدرزية أولا وللقضية الفلسطينية والعربية ثانيا، فهو بالدرجة الأولى إهانة للذين يعملون في خدمة الاحتلال من ابناء تلك الطائفة و في المقابل دعم وسند حقيقي للمحاربين من اجل رفض الخدمة من ابناء وعقلاء تلك الطائفة وذاك الوطن المستباح، وقد ينتج عن هذا التطور بداية نهاية سنوات العسل واللبن التي جمعت الطائفة بالمؤسسة الرسمية، وقد ينتج عن ذلك  كذلك ظهور تشكيلات جديدة تطالب بعدم القبول بالخدمة في الجيش اليهودي، ونقول يهودي لأنه جيش دولة اليهود، ولا نخاف من تهمة العداء للسامية لأن اليهود والاسرائيليين انفسهم ومعهم بوش الصغير قالوا ذلك علنا وفي مؤتمرات كبيرة جرت وقائعها في بلادنا العربية العتيدة، وبما ان الدولة يهودية فالجيش بشكل آلي يكون يهوديا وما عدا اليهودي من منتسبيه يكون مرتزقا، فهل يقبل الشبان العرب الذي يخدمون في الجيش اليهودي ان يكونوا مرتزقة يعملون لأجل المال في خدمة سيدهم القادم من وراء البحار و الآخرين من المستوطنين والمهاجرين الذين جاءوا من الجفاف الاثيوبي والتخلف والعوز والانحلال السوفيتي سابقا ؟؟؟

 

 

قد تكون اسرائيل استشعرت بالخطر الكامن من الزيارة ، فالمواقف القومية العربية الأصيلة للدروز في لبنان وسوريا تعتبر مفخرة للطائفة الدرزية، طائفة المعروفيين الموحدين، ولا يغيب عن بال القارئ الدور القومي الكبير الذي لعبه الدروز في مقاومة الاستعمار الأجنبي في سوريا ولبنان، ومن ثم الدور القومي الرائد والمميز الذي لعبه دروز لبنان بقيادة الزعيم الشهيد كمال جنبلاط في الدفاع عن عروبة لبنان وفي مواجهة المخططات الصهيونية الانعزالية المشتركة، كما لازال للقائد الدرزي الكبير وليد جنبلاط صاحب الصوت الحر والعالي، المنادي بالعروبة صداه في الطائفة، ومجرد التقاء الأخوة الدروز بأخوتهم في لبنان وسوريا سيكون له تأثيرات قومية جيدة تصب في مصلحة الطائفة اولا ومن ثم في خدمة القضايا القومية.

 

 نعتقد من هنا جاء الرفض الاسرائيلي الذي يعتبر تكملة لسياسة الاغلاق والعزل التي تمارس على الفلسطينيين الذين بقوا في فلسطين منذ 1948 ، منذ النكبة الكبرى وضياع فلسطين وبروز السرطان والعضال المسمى اسرائيل على ارض الشعب الفلسطيني.

 

 على كل حال فان حادثة جسر الشيخ حسين التي حددت الموقف الاسرائيلي بشكل لا يترك مجالا للشك، سوف لن تمر بدون انعكاسات قد تؤثر ايجابا في التيار القومي الدرزي الذي يحارب من أجل تأكيد عروبة الدروز ورفض أسرلتهم ويرفض الخدمة في جيش اسرائيل ويعلن بالفم الملآن انتماؤه القومي العربي مثله في ذلك مثل كل الفلسطينيين الذين يرفضون الخدمة في شرطة وجيش الاحتلال، أكانوا من هذه او تلك الطائفة.كما أنه سوف يترك كذلك انعكاساته القوية على العلاقات المهزوزة أصلا بين الطائفة الدرزية العربية والمؤسسة الصهيونية التي تحكم دولة اليهود في فلسطين المحتلة.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنان سوري بقلب عربي فلسطيني
- كانت سنة سوداء
- وداعا احمد صدقي الدجاني
- كلمات وطائرة وأفق
- كلمات لروح الأسير الشهيد بشير عويص
- اختراق الجليد ، سلام العبيد ..
- ايها الجنود المقيمون في دباباتكم
- اعياد الميلاد بلا بهجة وفي حداد
- 2003 عام العراق وأمريكا بلا منافسة
- سمير القنطار يأبى الاعتذار
- لا - للتلعيم
- تشخيص الاكتئاب و منع الحجاب
- صدام حسين عومل كما البقر لا كما البشر
- على هامش فشل الجولة الأخيرة من الحوار الوطني الفلسطيني في ال ...
- اسرائيل ومحاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين
- فدوى طوقان حمامة فلسطين البيضاء
- التدخل الاسرائيلي في شؤون الدول الاوروبية
- حوار مع الروائي العراقي عبد الرحمن مجيد الربيعي
- الكاتب لا يُوَدِّعُ الكتابةَ حتي يُودِعُوهُ قبرَهُ
- بوش في لندن


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - هل هذه بداية النهاية بين اسرائيل والدروز الفلسطينيين ؟