أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - التهدئة وخطيئة المرحلية















المزيد.....

التهدئة وخطيئة المرحلية


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2268 - 2008 / 5 / 1 - 06:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))

لا ادري إن كانت هي المصادفة,أم أن التاريخ يعيد نفسه بجديد المسميات, مع ثبات البدايات ولنا في التجربة التاريخية عبر, فمنذ خمسة عشر عاما طرح مسار التسوية وكانت الآلية, حسب الأجندة الإسرائيلية, وعلى أساس اختبار النوايا في ظل الهاجس الأمني, مرحلية الانسحابات, لتكون البداية غزة_أريحا, وقبول هذا الطرح على الجانب الفلسطيني انطلاقا من الإجماع الوطني تحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1988, ومفاد التوافق على طرح جزء من أقصى الوطن"غزة" جنوبا , إلى جزء من أقصى الوطن"أريحا" شمالا, هو التأكيد على وحدة الشعب والإقليم الفلسطيني, هذا حسب الرواية الفلسطينية, وربما في خفايا الأيدلوجية الصهيونية يكون هذا الطرح وهذا الربط,على أساس أن تلك المنطقتين(غزة_ أريحا) بالذات ملعونتين في التوراة, إلا أنها اللعبة السياسية في محاولة لتطويع المستحيل وتذليل الصراع مرحليا, ليصبح صراع نطاق وحدود لاصراع شمولية ووجود, فكانت البدايات من غزة, وكانت العودة إلى غزة, على أمل التطور في بناء الثقة مع العدو التاريخي والأيدلوجي الصهيوني, وعلى مدار خمسة عشر عاما, والهاجس الأمني في مقدمة المبررات,التي دفعت الكيان الإسرائيلي بشكل متواصل,لسحب البساط من تحت أقدام السلطة الوطنية الفلسطينية, وذلك من اجل أن تكون غزة_ أريحا أولا وأخيرا,باستخدام فلسفة المماطلة, وثقافة المجزرة, وفي المحصلة عدوان متواصل على كل مقدرات السلطة وتدمير بنيتها التحتية, والحيلولة دون بسط نفوذ القانون, على اعتبار حضور مبررات المقاومة في مواجهة العدوان المتواصل, واستثناء المقاومة من حيز سلطة القانون, فيصبح العدوان مبررا قويا لفصل خطي المقاومة عن السياسة, وتغليب منطق المقاومة على منطق توحيد شرعية السلاح, وبالتالي تصبح المقاومة ذريعة دائمة لعدوان وتسميتها بالإرهاب, إنها عملية تغذية عكسية أرادها الصهاينة, رغم شعاراتهم الزائفة برغبتهم للسلام, وان المقاومة معيق لتنفيذ استحقاقات المرحلية للتسوية, وهكذا بقيت غزة_أريحا أولا , مرورا بالانتقال إلى بعض المناطق الأخرى في الضفة الغربية مع القيود الصهيونية الخبيثة( مناطق أ ومناطق ب) ومن ثم البدء برحلة اختلاق القضايا الفرعية للابتعاد عن جوهر التسوية وحرف بوصلة العملية التفاوضية, لتتركز المفاوضات على مدار خمسة عشر عاما على قضايا ثانوية وفرعية, حواجز, وعمال, وتصاريح, وتسهيلات استيراد وتصدير, حتى طمست معالم جدية التسوية, فقد ولدت العملية في" النرويج" ووئدت في تل أبيب, ودفنت في ضريح بشاهدي(غزة أريحا).
فقد اعتمدت ثقافة المجزرة على مستوى العملية السياسية, كما استخدمت تلك الثقافة الصهيونية المتجذرة, في أبشع عمليات قتل جماعية نازية, وتطهير عرقي عنصري لأوساط المدنيين الفلسطينيين العزل, وهناك تم وئد العملية السياسية في المقاطعة بفوهة المدفعية, وهكذا الحال استخدام كل أدوات المجزرة والموت, لتركيع الشعب الفلسطيني في ذلك النطاق الممتد من غزة حتى أريحا, واليوم وبعد تغيرات سياسية ووطنية دراماتيكية على مستوى الساحة الفلسطينية, فاستخدمت الديمقراطية لعملية التغذية العكسية, وخلق مبررات فصل جديد من المجزرة والعدوان, فحوصر الشعب عقابا على خياراته الديمقراطية, وحدثت الفتنة واللعنة التي حلت بموجب الانقلاب على شرعية الذات, واختلط الحابل بالنابل, حتى بدا المشروع الوطني الفلسطيني بلا معالم, وسقطت حرمة الدم الفلسطيني, لتصبح الساحة مهيأة لأربعة فصول من العدوان الصهيوني المتواصل, تحت العديد من المسميات, ويصبح انتهاك حرمة الدم الفلسطيني سببا لصمت العالم المنحاز للعدوان بالصمت والمشاركة وعدم الاكتراث.
حتى بات الوضع على الساحة الفلسطينية أشبه بالجحيم, خاصة في قطاع غزة التي انتزعت بفعل القوة العسكرية, من كيانها الفلسطيني, لتصبح غزة معزولة عن باقي جسدها الوطني, ومعزولة عن قوانين العدالة السياسية, فيبلغ الحصار الجائر ذروته,ليأتي على كل مناحي الحياة, التعليمية والصحية والنفسية, ونتيجة الانفصام بين شرعية المقاومة وشرعية السياسة تدفع غزة من دماء أبنائها ثمنا باهظا, فأصبحت غزة مدينة أشباح, لا امن فيها ولا أمان, ليلها كنهارها دون تضاريس مستقبلية, فتتحول إلى خندق لمقارعة الاحتلال, وتصبح ضمن خطة إستراتيجية صهيونية ذات أبعاد سياسية خطيرة, كيان معادي في إشارة لإكمال المؤامرة بفصل مستقبل غزة عن مستقبل الضفة الغربية, تمهيدا لمحاولات تعشش في الذهنية الصهيونية العفنة, ((بمصرنة القطاع واردنة الضفة)) , وللأسف يتماها هذا الفصل العنصري الصهيوني, مع الفصل الوطني الذي تسببت به عملية الانقلاب على شرعية الذات , تحت مسميات الحسم العسكري للخلافات السياسية, فاكتملت المأساة.
ونتيجة المؤامرة الشاملة على غزة, والعدوان المتواصل كذلك على المقاومة في الضفة الغربية, والانقسام الوطني الفلسطيني, أصبحت غزة بمثابة معسكر إبادة نازية,فإما الركوع وإما مواصلة العدوان, والمرارة تكمن في ذلك الصمت العربي والإسلامي الرسمي والشعبي الذي لم يرقى إلى التأثير على المسارات السياسية الرسمية, بذريعة أن حرمة الدم الفلسطينية هانت بين الأشقاء فرخصت للأعداء, وبات الوضع في غزة المحاصرة جحيما لايطاق على كافة الأصعدة, حتى تعددت المبادرات العربية وفشلت في إعادة اللحمة الوطنية, وتجاوز العرب عملية الضغط لتحقيق تهدئة ومصالحة"فلسطينية_فلسطينية" وأصبحت الأولوية في ظل الحصار الجائر, هي التهدئة مع الكيان الإسرائيلي, والوساطة بين فصائل وقوى المقاومة في غزة وبين الكيان الإسرائيلي, وهنا تعود غزة من جديد ليشترك الجميع في تكريس الانقسام بشكل خطير, حيث سعت إسرائيل منذ أن انسحبت تكتيكيا من قطاع غزة, لفصل مسار الهم الوطني في غزة والضفة الغربية, وقلنا حينها" لا نقبل بفصل غزة عن الضفة", واليوم يدور الحديث ترجمة للواقع الوطني المأساوي, لتستبدل عملية التسوية الأولى"غزة_ أريحا" بتهدئة طالما أصرت قوى المقاومة على شموليتها وتزامنها ونديتها, لتنحدر سقف التهدئة رغم ادعاء الانطلاق إليها من منطلق القوة!!! إلى تهدئة "غزة أولا" من اجل رفع الحصار عن غزة المأساة, وتحت كل المبررات هذه التجزئة هي جريمة بكل المقاييس , إلا إذا اعتبرت استسلاما, وحفاظا على عدم انهيار سلطة الأمر الواقع, لأنه ببساطة والتاريخ لايحتاج إلى تذكير, فرغم البجاحة الصهيونية بعدم حاجتهم إلى تهدئة, بقدر حاجتهم لأدنى شروط تخفيف العدوان, هو العمل بكل قوة وبالعديد من الوساطة الأوروبية والأمريكية والعربية من اجل هدفهم الأساسي في التعاطي مع هذا الطرح" التهدئة, من اجل إطلاق سراح الأسير الصهيوني" جلعاد شاليط" لا أكثر ولا اقل , والصهاينة كفيلين بعد أيام معدودة وليس ستة أشهر, بعد انجاز صفقة شاليط, لان يجعلوا من تلك التهدئة مشهدا ساخرا إن لم يفضي إلى عراك دموي داخل فصائل المقاومة, فسوف يفضي إلى إسقاط الثقة بتلك الفصائل, في حال وهذا مؤكد, عندما تقوم قوات الاحتلال باغتيال قادة ورموز من تلك الفصائل في الضفة الغربية, وارتكاب مجازر تستفز الحجر, عندها لا اعتقد ومن غير المنطقي, ومن غير الحكمة أن تتفرج غزة على ذبح أهلنا ومناضلينا ومجاهدينا في الضفة الغربية, فهل حينها تتحول فصائل المقاومة إلى مجرد خبر يدين ويستنكر الجريمة في الضفة الغربية؟؟ أم يخرقوا اتفاق التهدئة المرحلي ,الذي سيصبح في ظل التفرد بالضفة والمجزرة عبثي.
إن الموافقة على مايسمى خطيئة" غزة أولا" سوف يحدث طوفان نحن في غنى عنه في ظل الانقسام والأحقاد التي أصبحت تغزو الشارع الوطني الفلسطيني, لان الكيان الصهيوني دأب على عدم التأخر في اختبار بل واستثمار مثل هذه الفرص"غزة أولا" ليسقط شراكة الدم بين أعضاء الجسد الفلسطيني الواحد, الكل ينجرف صوب تلك التهدئة تحت مسميات عدم الوقوف عائقا أمام إجماع المقاومة, وفي المحصلة الجميع سوف يتبرأ من هذا الطرح الذي تجاوز الشمولية في الدم والهم والقضية.
فتعود غزة من جديد لقدرها لتكون أولا, مع العلم المسبق بان تلك الأولآ!! هي في حكم الاخيرآ, وعود على بدء من غزة أولا في التسوية فالفشل, إلى غزة أولا في التهدئة وحتما هو الفشل, وان كنا سنتوجه إلى التهدئة من منطلق قوة كما ندعي, فالأولوية والأولى أن لا نقبل بتجزئة التهدئة, وترخيص التفرد بجزء من شعبنا وأرضنا وننكس حين المجزرة بنادقنا, فهذا طرح لايرضاه عقل ولا منطق ولا دين, أما إن كان توجهنا إلى تلك التهدئة من ضيق ولا مجال إلا اللهث إلى تلك التهدئة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, فالتسمي الأشياء بمسمياتها, بان طاقة التحمل وصلت إلى الخطوط الحمر, وما دون ذلك فلا وألف لا لتهدئة أولا في غزة ومجزرة للمواطنين والمناضلين والمجاهدين في الضفة الغربية, فإما تهدئة شاملة ومتزامنة يكون للعدو مصلحة في قبولها, أو هي المقاومة الشاملة دون مهادنة أو مساومة, والبديل هنا مصالحة وطنية شاملة شاء من أعداء الوحدة من شاء وأبى من أبى, لنقول نعم لوحدة الدم , نعم لوحدة الوطن, نعم لوحدة البندقية, نعم لوحدة القرار.
والله من وراء القصد



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة المعبر,, والخيارات المصرية ؟؟
- الشرعية البرلمانية الفلسطينية ؟؟؟!
- كلاكيت ثاني مرة -جيمي كارتر -
- الأسرى ليسوا رقما ,,, الأسرى ليسوا خبرا-+ اقتراح-
- هيروشيما غزة واستنزاف المقاومة؟؟!!
- العدوان القادم ومقومات الصمود
- ما لم يصرح به -أولمرت- حدده -فلنائي-
- اندلاع الحرب صبيحة الثلاثاء 8 4
- انتفاضة ثالثة وسيناريوهات أخرى؟؟؟
- المبادرة اليمنية في العناية المركزة ؟؟؟
- إلى السيدة وفاء سلطان
- أيهما أهم,, تراجع الانقلاب أم تبكير الانتخابات ؟؟؟
- سُنة الخلاف والاختلاف وفَرض الوفاق والاتفاق
- ثغرات المبادرة اليمنية والسبت الموعود؟؟!!
- متى تنطلق فضائية حركة التحرير الوطني الفلسطيني -فتح-
- التهدئة مصطلح مطاطي يناسب الصهيونية
- قمة المستنقع العربي؟؟؟!!!
- قراءة في تهديد - اولمرت- بعاصفة الردع ؟؟؟
- جولة - رايس- لصياغة الأزمات
- قراءة سياسية لإمكانية تعديل مخطط المحرقة الصهيونية


المزيد.....




- وزير خارجية إسرائيل: مصر هي من عليها إعادة فتح معبر رفح
- إحباط هجوم أوكراني جديد على بيلغورود
- ترامب ينتقد الرسوم الجمركية على واردات صينية ويصفها -بغير ال ...
- السعودية.. كمين أمني للقبض على مقيمين مصريين والكشف عن السبب ...
- فتاة أوبر: واقعة اعتداء جديدة في مصر ومطالبات لشركة أوبر بضم ...
- الجزائر: غرق 5 أطفال في متنزه الصابلات أثناء رحلة مدرسية وال ...
- تشات جي بي تي- 4 أو: برنامج الدردشة الآلي الجديد -ثرثار- ويح ...
- جدل حول أسباب وفاة -جوجو- العابرة جنسيا في سجن للرجال في الع ...
- قناة مغربية تدعي استخدام التلفزيون الجزائري الذكاء الاصطناعي ...
- الفاشر تحت الحصار -يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً-


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - التهدئة وخطيئة المرحلية