أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مازن حمدونه - في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب القاص صالح أبو أصبع














المزيد.....

في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب القاص صالح أبو أصبع


مازن حمدونه

الحوار المتمدن-العدد: 2262 - 2008 / 4 / 25 - 10:38
المحور: مقابلات و حوارات
    


السراب ...............
أهو السراب أم ألم الغربة والشتات ؟!
قلت الصحراء ترامت أطرافها بين الحياة والموت. كمنجم الذهب الرابض تحت براكين اللهب أخذتك الغربة بعيداً ككل المبعثرين ، ككل المشتتين الهائمين بعد أن نالت من عزائمهم الهزائم .
في غفوة وفي وسط روابي الرمال المتحركة الملتهبة غفوت "عبر المولى" بعد أن خذلتك مركبتك . أيقظتك صفاره المقود ، في غفوة صرخت من ألم الغيظ بعد أن خذلتك الرحلة القاحلة . قذفت بك الإقرار ككل الذين تقطعت بهم السبل في بلاد القحط المرصع بالذهب الأسود .
بعض ممن تعثرت بهم السبل يبكون حظهم .. يبتهلون إلى الله أن يقيموا في غربة أنت أبكتك لوعتها ...هم معذورين ...فجوع الحاجة أجهضت أحشائهم وكل إغاثات الأمم لم تشبع رمق حاجتهم .أنت عشت غربة الوطن ، وحظك العاثر في صحراء العرب تقطعت بك السبل ، لم تعد قروش أهل العروش تنقذ محنتك .أدركت عزيزي كم هي موحشة الغربة .....كم هي مرعبة .
تقول الموت .....
الموت الذي تغفل جفونك وتنقلك من حاله لا تتكرر فاجعتها كل يوم .... أتعلم كم هو الفرق بين موت الماضي وموت الحاضر والمستقبل ؟! أنظر كيف أوهنك شبح الضعيف في الغربة وجعلت سريرتك تترنح بين المواجهة و الهرب .
أصبحت تخشى الموت والأذى وكل وساوس النفس من مشهد واهم قد يكون سراباً أو هاجساً أو كابوساً تقلبه ثنايا النفس .
كم أدخلت الغبطة على قلبي حين ذكرتني ببعض رواد الغربة عندما كانوا يعودون في إجازات الصيف تراهم يتهندمون بالجلباب الشفاف الأبيض وتراهم يطوون بعض من أوراق الدينار الأزرق والأخضر في أعلى الجيوب تعكس ما في النفس من لذة المال في وسط الفقراء كمن اغتنى في إجازة الصيف ووجهه شاحب لا يعرف طريق الترف ... حقاً إنه الميت في جوف الحي . ترى وحشة المكان تدفعك إلى خطرفة فاستنسخت من الذات وأسقتطه على الأخر. وصفت الجوع ووحشة الغربة ... والفراق ، والموت ، والخوف، والقلق وألم الرحيل . كثر كل أولئك الذين طوت الصحراء حاضرهم وابتلعت الجسد وحلته... وهم باتوا في ذمة التاريخ دون مكان لهم حتى في مقابر الذين رحلوا .
داعبت مشاعرك ... أقحمتك الذاكرة .. أعادت لك شريط الذاكرة صوب البحر ..أعادت لك نشوة السعادة وأنت في وسط الصحراء تغرق .والذاكرة نقلتك بمشاهدها إلى مياه بحور الأمس . شتان ما بين بحر الرمال ، ولهيب الصحراء ، ورطوبة الماء المتدفق .. وجدت نفسك تلهو، تجري تلهث ،تمرح ... كل هذا على أنغام موسيقى مذياع وحيد صاحبك في وحشتك ، وجدته يدغدغ مشاعرك في عالم محيط بك، موحش ، لا يسمعك فيها الا زواحف الصحراء مهما صرخت .
ترى "عبد المولى" سمعنا جميعاً وسمع أبائنا ، وأجدادنا ... أن بلاد العرب أوطاني وبشرونا بنجدات الملهوف وقالوا: سنأتيكم لو على ظهر الجمل والحمل ؛ إلا انه لا طائراتهم ، ولا جمالهم حتى حميرهم لم تصل.
قالوا جميعاً : ها اقتربنا وانتظر وختاماً أعيانا الانتظار ، هدنا الإعياء ، ومزقنا الصبر ، واندثر الحلم ، وأخيراً بزغ الفجر وعادت ظلمات الليالي تسدل حلكتها ..وانتحر الحلم ولم يعد يتبقى لنا من قومية وعروبة الماضي سوى الموشحات ، وترانيم الأغاني . حتى صفحات التاريخ الماضي بهتت وأكل الغبار بهجتها وأصبح يغلب عليها الشحوب والاصفرار .
رغم صراخ الجنود في طوابير العرض، و شخشنه السلاح ... ورغم هدير الدبابات ،وصفير الطائرات بقي الحال ... ومازال الوضع على ما هو عليه ينتظر؟!



#مازن_حمدونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب الشاعر سميح ا ...
- في ربوع الادب السياسي -حوار التناظر مع الأديب الشاعر محمود د ...
- في ربوع الادب السياسي - حوار التناظر مع القاص عمر حمش
- المنطار كائن في المكان ... هل غادر المكان
- ظلام دامس في وجدان وفاء سلطان فاض إدراكها
- حوار التناظر
- هل يستيقظ الفلسطيني أخيراً؟
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- مقدمة في حوار التناظر مع غريب عسقلاني


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مازن حمدونه - في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب القاص صالح أبو أصبع