أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خضير سلطان - خمس سنين على انهيار الدكتاتور/نسبية فعل الاستذكار في تحرير الذاكرة العراقية














المزيد.....

خمس سنين على انهيار الدكتاتور/نسبية فعل الاستذكار في تحرير الذاكرة العراقية


محمد خضير سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 2261 - 2008 / 4 / 24 - 09:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ادب وتقاليد الذكرى الوطنية لشعب ما على الارض او حتى في اليوتوبيا، يستلزم قدرا من مسافة زمنية مستقرة وحاسمة نسبيا في الاوضاع العامة، تفصل بين عالمين او زمنين للذكرى، بين الاستبداد والديمقراطية، الاحادية والتعددية ، الحرب والسلام، تستلزم في الاقل على المجتمع التقاط الانفاس بين عهد وآخر عقب مخاضاته الشرسة الطويلة كما في المجتمع العراقي ونزاعه الطويل مع الاستبداد وفي الوقت الذي كابد عميقا منه الا انه الان يعاني على نحو آخر من نزاعه مع الديمقراطية وردود فعل الارهاب.
ان الذكرى الوطنية تحتم استقرار الذاكرة الجمعية النسبي او دفعها الملائم على الاستذكار الهادىء والاحتفاء بالفارق الجوهري بين زمنين وعالمين لا ان يكون الاستذكار استمرارا لزمن واحد متداخل ، عصي على الفصل بين تراكمات محلية واقليمية ودولية، تنتهك براءة الذاكرة بل وتغيب الاحساس بالوجود السياسي وسط انفجارات بركانية هائلة ليس لها اول ولا آخر.... ليس هناك استذكار صاخب لحياة بنفس المستوى وربما اكثر بين السلبق واللاحق ، حتى ان مقارنة الدراما العراقية الحية بالدراما اليونانية المتخيلة التي تختزل الوجود الانساني كله وتكثف الوضع البشري على مدى عصور قديمة وحديثة، لا تصلح لمنطق تحليلي مقارن وتتصاغر امام سيزيفية المجتمع العراقي غير المدركة في العقل وغير المنظورة في الواقع بين صخرة الاستبداد وسفوح الديمقراطية.
استعادة الذكرى في عراق ما بعد الديكتاتور، تغدو حسابا استعاديا صرفا خاصا بوسائل الاعلام ومراكز البحوث ووصفة سنوية لمراجعة الوقائع ، والذاكرة المجتمعية لما تزل تحيا صدمة التغيير بالرغم من مرور خمس سنين في الحساب العادي ولم يستطع الفعل السياسي بعد التغيير افراغ وتنقية تلك الذاكرة من الترسبات الثقيلة وسيظل الوضع كذلك ما دامت الذاكرة السياسية لم تستيقظ بعد على نحو نسبي.
وماكان التغيير الا فرصة كبرى لتدشين تحرير شامل للذاكرة الاجتماعية والتاريخية فلم تعن هذه الذاكرة الحبيسة بفعل الاستذكار المنظم وترتيب الوقائع قدر ما افضى التغيير المفاجىء والغامض الى اطلاق الحبيس من التراكمات الاستبدادية ، اذ التقت الدلالة بتكاملها بين الانسان واثره الروحي والديني بعد ان كان الاثر الديني شاخصا ومفصولا عن النظام الروحي والديني، انها تخرج من قوة القهر المفروضة الى الوضع الطبيعي الحر، وتتبدى في الحاجات الاساسية كشعائر وسوق وحرية تعبير لدى الانسان العراقي ولم تكن الذاكرة مهيأة بعد الى تنظيم مفرداتها في اطار الحياة الثانية عقب انهيار سلطة الاستبداد.
فالشعائر اطلقت حشودها المليونية نحو الاضرحة المقدسة وسط اضطرام الموت والقتل والتفجير، والسوق اخذ اشكاله المشروعة من التبضع المحظور على الفرد العادي في السابق لدواع سياسية واقتصادية اذ تدفقت السلع بسرعة اكبر لاطفاء نهم الحاجات الاساسية الشحيحة، وحرية التعبير افضت الى ساحة مفتوحة ، تجمع المكونات التاريخية والسياسية بانتظار التمأسس والهيكلة في اطار الدولة.
هذه المظاهر او الموجات الثلاث هي جزء من تحرير الذاكرة غير القادرة على الاستذكار في ظل الاوضاع المتفاقمة واستمرار الحرب وعدم اطلاق الاعمار فضلا عن ان هذه الموجات الضعيفة ، تشكل نواة العقل السياسي العراقي في اطار تكويني للدولة الاتحادية اذ تحولت الشعائر الى مكونات تمثيل معبر عنها في نخب سياسية وارتقت حالة السوق الى موازنة اساسها الاقتصاد الريعي لمبيعات النفط وتمخضت حرية التعبير الى منابر اعلامية حزبية لاتنتظم بقانون او تخضع لضوابط مثبتة.
في هذا السياق فان المجتمع العراقي في مرحلته الراهنة لم يقو على فعل التذكروغير قادر على استعادة الذاكرة على النحو السياسي ما لم يحدد مفهوم حريته الاساسية بين نظامين ، الاول اغلق بالمصادفة المحلية المحكومة بالضرورة الدولية ، والثاني يمر مرهونا باحتمالية مفتوحة وسط ردود فعل اجرامية شرسة، انه يحيا صدمة تحرير الذاكرة ولم يتمرن على فعل الاستذكار المنظم ويغدو مرور الذكرى الخامسة والسادسة والسابعة على انهيار الطغيان ما هو في الواقع الا الذكرى الاولى لبدء مرحلة جديدة وزمن الذاكرة العراقي لم يتخط اللحظة المراوحة في مكانها بين التداعي والتشكل معا.





#محمد_خضير_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية (موندراما)هنا في سماء كانيا مالا (1)
- البرلماني العراقي بين الوظيفة الادارية والابتكارية
- حول البث العام في الاعلام العراقي/ اثر البناء التنظيمي على ا ...
- ما الضرورة ليكون الديمقراطي اسلاميا / مناقشة مع المفكر ضياء ...
- رؤية في شارع المتنبي/ متحف تعاد مسرحته لحياة حقيقية
- في ظل المنظومة الجديدة من المتغير العراقي/ ماهي آفاق تشكيل ا ...
- صحيفة الصباح العراقية/ من فراغ الزاير حتى تركات الشبوط(2)
- صحيفة الصباح العراقية/ من فراغ الزاير حتى تركات الشبوط(1)
- الراحل مهدي علي الراضي في روايته الاخيرة/ العودة الى ربيع لم ...
- حول وحدة الخطاب الديمقراطي للاعلام العراقي/الدور التكاملي لل ...
- مرقاة الدخول الى سومر
- شهادة قصصية، العين والآثر
- السؤال الثقافي العراقي بعد اربع سنين من انهيار الطغيان
- الى هيئة الحكام للاعلام العراقي..مشاركة فعالة لمركز معالجة ا ...
- بعد اربع سنين من انهيار الطغيان المشكلة العراقية في الحل
- في العراق الزمن كبنية مفقودة
- اللغة والارهاب
- بين النظام العربي والمجتمع العراقي ثنائية الانقسام الثقافي و ...
- فكرة مسرح الحياة وسط جلبة الموت/ طقس الصلاة في طاحونة حرب
- تنازل الدولة عن الاعلام


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خضير سلطان - خمس سنين على انهيار الدكتاتور/نسبية فعل الاستذكار في تحرير الذاكرة العراقية