أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الحلاوي - الوجه الأخر لزيارة المالكي لبروكسل















المزيد.....

الوجه الأخر لزيارة المالكي لبروكسل


حميد الحلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2261 - 2008 / 4 / 24 - 09:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحيطـت الزيـارة الخاطفـة للمالكـي لبروكسـل وحـديثه أمـام البرلمـان الأوربـي بهالـة أعـلاميـة و دعائيـة في الواقـع من قبـل القنـوات الفضـائية الخاصـة بأحزاب الأئتـلاف الـذي يتبعـه المالكـي وتفـرعاته وكـأنها زيـارة " مفتـاح الفـرج " .. وحظيـت بمتابعـة أخـرى لا تقـل شـأنـاً من قبـل فضـائيات أخـرى يمكـن أعتبـارهـا مسـتقلة وغيـر منحـازة .
وفـي معرض توضيـح رأي الحكومـة بشـأن الزيـارة كان السـيد " علـي الدبـاغ " الناطـق بأسـم هـذه الحكومـة قـد قال في مؤتمـر صحفـي مشـترك عقـده في بغـداد مـع الناطـق الرسـمي بأسم القوات الأميركية في العراق :
" إن رئيس الوزراء نوري المالكي سـيتوجـه يوم السـبت المقبـل في زيـارة الى الأتحـاد الأوربـي علـى رأس وفـد سـياسي وأمنـي ونفطـي " . موضحـا ً أنـه :
" سـيجري محادثـات مـع رئيس وأعضـاء الأتحـاد الأوربـي تهـدف الـى تقويـة العـلاقات السـياسية والعسـكرية والأقتصـادية " .
وفـي توضـيح أكثـر شـمولا ً قـال " الدبـاغ " :
إن الزيـارة تهـدف الـى تقـوية العـلاقات الأمنيـة والسـياسية والعـسـكرية بين العراق والأتحـاد الأوربـي , وكـذلك التباحـث حـول تفاهـم عراقـي أوربـي فـي مجـال الطاقـة وبالخصـوص في مجـال الغاز , حيث يمتلك العراق أحتياطيـا ً واعـدا ً من الغاز الطبيعـي يمكنـه سـد جانـب مهـم مـن أحتياجـات أوربـا الهائلـة لهـذا النـوع من الوقـود " . مشـيراً الى أنـه خـلال الزيـارة سـيتم :
" توقيـع أتفاقيـة بين العراق و دول الأتحـاد الأوربـي لأسـتثمـار الغاز في العراق " .
لحـد هنـا وكـلام السـيد " علـي الدبـاغ " جميـل بكـل مفرداته ويبعـث الأمـل في النفـوس ( كونـه يأتـي قبـل حصول الزيارة الميمونـة لـ " دولـة " رئيـس الوزراء ) .
فـي " بروكسـل " العتيـدة الشـهيرة بكونهـا ليسـت مقر الأتحـاد الأوربـي فقـط .. وأنمـا مقـر اركـان حلف شـمال الأطلسـي " الـذي فقـد مبررات وجـوده المنطقيـة أثـر أنهيـار حلف وارشـو , لكـن بلطجـة أداة تنفيـذ " الحلـم الأميركـي " المتمثلـة بالأدارات الأميركيـة المتعاقبـة تصـر على أبقـاء الحلـف .. لا بـل توسـيعه المسـتمر والدائـم .. تحـت دعـاو ٍ لاتقنـع حتـى نزلاء مسـتشفيات الأمراض العقليـة .. لكـن المؤسـف والمضحـك المبكـي هـو أن عشـرات من قادة آخـر الزمـان .. وفـي مقـدمتهـم " دولـة " رئيـس وزرائنـا المحتـرم وكثيـر من قادة القـوى المشـاركة في " العمليـة السـياسية " يشـربون مـن الكـأس حـتى الثمــالة .. وبالشـكل الـذي جعلـه يتحـدث بنفـس الطريقـة .. التي سـادت خـلال حرب الثمـان سـنوات بين العراق وايران ..
( نحـن نقاتـل نيابة عـن التاريـخ والأمـة العربية ) .. لكـن شـعبنا المسـكين الـذي دفـع ثمـن هـذا القتـال مـن دمـاء ابنـائه ورجـاله .. وجـد نفسـه وقـد أحتـزت رقبـة فرحتـه بزوال الطاغيـة بسـكين أعمـى .. وهـو يجـد من أتـى بعـده يتحـدث ويقـول .. نحن في العراق نحارب الأرهـاب نيابة عن المجتمـع الدولـي ونتعهـد بدحـره لأزالة خطـره عـن باقـي الأمـم والشـعوب .. ولكـن أبنـاء شـعبنا مرة أخـرى دفعـوا الثمـن غاليـا ً هـذه المرة أيضـا ً.
وقـد أعطـى لقـاء " دولتـه " بقادة وأركـان حلـف شـمال الطلسـي , وتقـديمـه قائمـة طلبات الى القادة المذكورين لزيـادة مسـاعداتهم العسـكرية الى العراق .. صـورة قاتمـة لأوضـاع البـلاد الأقتصـادية وأرتهـان أرادة البـلاد السـياسية والأقتصـادية على المـدى الطويـل بأرادة المحتـل وأتباعـه , وقـد تضمن طلـب " دولتـه " طائرات ودبابات ومدفعيـة وأجهزة أتصالات , ودورات تدريب , لا أدري في حقيقـة الأمـر إنهـا قـد قدمـت لمـاذا ؟ هـل لتقـوية الجيش العراقـي ؟ ولأي غاية ؟ هـل هـي للدفـاع عـن البـلاد ..!! مـن مـاذا ؟ هـذه التسـاؤلات تقـودنا الى مراجعة كاملـة مـع النفـس يتوجـب أن يقـوم بهـا كـل من يعتبـر نفسـه ويدعـي بأنـه وطنـي شــريف وغيـور , ( وخصـوصـا ًمـن أولئـك الذيـن ما زالوا مخـدوعين برضـاهـم بعمليـة الضحـك على الذقـون وأعنـي بهـا ما أصطلـح على تسـميته ( العملية السـياسية ) ليطـرح بعـدها كـل منـا ومنهـم على نفسـه اسـئلة مفادهـا :
1 – ألـم تـُـنْهًـكْ بـلادنا مـن خـلال حروب ومغامـرات النظـام المقبـور التي أثقـلت ميزانية البـلاد وأحتياطياتها بمـا يقارب الـ 500 مليـار دولار مـن الديـون ؟
2- الـم يقـر الجميـع بأن السـياسة السلمية للبـلاد مسـتقبلا ً لا تسـتوجب بنـاء جيـش بعـدة وعـديد جيش الطاغية .
3- إذا كنـا نسيـر مـع قوات الأحتـلال " الصـديقة " في دهـاليـز الأتفاقيـة الثنائية للتعاون الأسـتراتيجي , والشـاملة لتنظيـم تواجـد دائم للقوات " الصديقة " في العراق .. فلأي شـئ سـتبقى أن لـم يكـن المسـاعدة في الدفـاع عـن البـلاد ضـد أطمـاع دول الجـوار .. وهـل أن وجـود تلـك القـوات فـي معظـم دول الخليـج هـو لشـئ غير هـذا الذي نتحـدث عنـه .
4- إذا كـان كـل هـذا وذاك قائمـا ً ً وحاضـرا ً في الأذهـان .. فلمـاذا هـذه القائمـة الطويلة العريضـة مـن " المسـاعدات " التـي كانـت طامتها الكبـرى تنحصـر في الشـريط الخبـري لأحـدى الفضـائيات والـذي أريد لـه أن يمـر مرور الكـرام والذي ورد فيه :
" تدفـع اقيامهـا من حصة العراق من عائـدات أسـتثمار حقول الغاز التي سـيتم الأتفـاق عليهـا " .
لكـن يبقـى هنـاك جانب مهـم وردت تفاصيلـه في سـياق نشـرات الأخبـار التي لاحقـت الزيـارة ومجرياتها .. لابـد أن أسـوق أحـدث تصـريح للسـيد " علـي الصحـاف " الناطـق بأسـم الحكومـة قبـل أن أعـرج على مضمـون ذلـك الخبـر , يـوم أمـس وعلـى الكثيـر من الفضـائيات بمـا قيهـا الداعمـة للحكومـة ظهـر الشـريط الخبـري التالـي :
السـيد " على الدبـاغ " : " لقـد أسـقطـت روسـيا 12 مليـار دولار من ديونها على العراق , في حين لم نلمـس أي بادرة مـن دول الجـوار بهـذا الأتجـاه " .
هـذا الكـلام الـذي يأتي قبيـل زيـارة " دولتـه " الى الكويـت بأيـام قليلة فـي محـاولة سـاذجـة ومكشـوفة لأبتـزاز دول الجـوار سـياسيا ً في مؤتمـرها الـذي سـينعقـد هناك بعـد أيـام .
نبـقى مـع " الصحـاف " .. ونقـول إذا كانـت روسـيا قـد فعلـت هـذا .. فلمـاذا إذن وأثنـاء زيارة " دولتـه " لبروكـسـل ..جـرى طرح موضـوع التعاون العراقـي الأوربـي في أسـتثمار الغاز العراقـي بالصورة السـيئة التي طرح فيهـا من قبـل " دولتـه " .
" أن مشـاركـة العراق في خـط الأنابيـب المسـمى " نابوكـو " ( والـذي في حقيقتـه مشروع متعثـر التنفيـذ منذ زمـن ) والمـار عبـر تركيـا سـيقـدم غازا ً رخيـص التكلفـة لقارة أوربـا وبـذلـك سـيقلل من أعتمـادها على روسـيا التي تجهـز الأتحـاد الأوربـي حاليـا ً بربـع أحتياجاته من الغاز " .
هـل هـكـذا يـرد الجميـل ..!! أم أن العـداء للشـيوعية ما زال قائمـا ً لـدى البعـض من سـادتنا المحتليـن و " قادتنا " الأسـلاموييـن .. حتى بـعد زوال الأتحـاد السـوفياتي وتفتتـه .. وأنتقـال روسـيا الى مصـاف الدول الليبرالية التي تقودهـا العصـابات والمافيـات وصـار الجنـس والمخـدرات .. شـعارها الرئيـس .. بدلا ً من أطعـام الشـعب الجائـع وتقـديم الرعايـة الصحية لـه والأجـور المناسـبة ودفعها في مواعيدها لا كمـا يروى الآن فـي أن بعض القطاعات في روسـيا لا يسـتلم فيهـا الموظفين والعمـال إلا بعـد سـتة أشـهر أو سـنة .
مالـذي تريـده أميـركـا بعـد هـذا كلـه الآن ؟ ومـا الـذي دفـع بـ "دولتـه " للهـرولـة الى بروكسـل لتبـديد أمـوال الأجيـال القادمـة فـي صفقـات أسـلحة لا يمكـن إلا أن نشـتم منهـا سـوى رائحـة العمولات غيـر المشـروعة .. ومـزيـدا ً من الفسـاد الأداري والمـالـي .
هـل صـارت حكـومة " دولتـه " بيـدقاً مـن بيادق تنفيـذ المخـطـط الأميركـي القاضـي بالأمعـان في أذلال الشـعوب بغيـة إســتلاب إرادتها لجعلهـا ترضـى بالأنقيـاد والإنســياق وراء " الحلـم الأميـركي " .
هــذه الأسـئلة مطـروحـة بمجمـوعها ليـس على مائـدة " دولـته " و لا علـى مائـدة " فخـامة " رئيــس العراق الفيـدرالـي المنتخـب وما يمثـلانـه من قـوى هيمنـت على مقـدرات البلـد كنتيجـة لأنتخـابات " ديمقراطيـة وشـفافـة بكـل المعاييـر الدوليـة " والتـي جرت في العام 2005 , حيـث كـان أدق وجـوه شـفافيتها ركنهـم الله والدين وأخلاقياته على الرفـوف والشـروع بعمليـات تزويـر لأرادات الناخبيـن نـدى لهـا جبيـن الأنسـانية , وببـراعـة مكتسـبة مـن تواجـد طويـل في بلـدان " المهجـر " كمـا يحلـو لهـم اليـوم تسـمية بلـدانهم الأصليـة .
بـل إنهـا مطروحـة أمـام جميـع القـوى الوطنيـة والقوميـة الشـريفة وأمـام جميـع قطـاعات شـعبنـا ومكوناتـه المتآخيـة .. رغـم البـلاء الـذي أراد هـؤلاء أن يســقطوهـا فيـه .
أمـا آن الآوان لأســتفاقـة مـا ياشـعبي .. تكنـس هـذه " القاذورات " وهـذا " الطفـح " مـن علـى أرض الوطـن .وليعلـم الجميـع أنـه ما لـم تحـدث أسـتفاقـة كهـذه , فأن نسـبة الأربعيـن بالمئـة اللذيـن يعيشـون اليوم تحـت خـط الفقـر.. والعشـــرين الأخـرى التي تعيـش بمحـاذاتـه...أكـاد أجـزم أنهـا في ظـل الديمقراطية والحريـات الواردة مـع الأحـتلال.. وحكـومة كهـذه لاتبالـي إلا بمـا تجـود بـه عليهـا سـيدتها أميـركا , ماضـية لتكـون تسـعين بالمئـة فـي حـال بقائهـم على سـدة الحكـم .. وسـتمتد طيلـة القـرن الحـادي والعشـرين .. قـرن " أميـركا " الـذي حـددته المؤسسـة الحاكمـة هنـاك ليكـون قرنـاً لسـيادة هيمنتهـا علـى العالــم .



#حميد_الحلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عيد العمال تتجدد الآمال ويشتد النضال
- في الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
- ما هكذا يبنى الدفاع عن قيادة الحزب يانبيل
- مرة أخرى مع - أبو زاهد - الذي نصب نفسه قيما ً على أفكار الآخ ...
- كيف تشاد مؤسات ولاية الفقيه في العراق
- مالدي طرأ على المسيرة لتحتاج التصحيح - قراءة في البلاغ الصاد ...
- الحملة الأممية للضغط على الحكومة العراقية لتعليق أحكام الإعد ...
- لا أقول وداعا ً أيها الحكيم
- دعوة لتعميق الحوار


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الحلاوي - الوجه الأخر لزيارة المالكي لبروكسل