أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الصفار - ألعمامه .....والسلطه














المزيد.....

ألعمامه .....والسلطه


علي الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 2255 - 2008 / 4 / 18 - 11:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد لايكون من قبيل الصدفه ان تفقد العمامه الدينيه بألوانها وأنواعها المختلفه هيبتها وقدسيتها التي اكتسبتها بعد سقوط الخلافه ألأسلاميه في بداية القرن العشرين، بل قد يكون سقوط العمامه هدفا مهما من أهداف مشروع الفوضى الخلاقه الذي ابتدعته الأداره ألأميركيه وباشرت تطبيقه في العراق منذ 2003.
نعم يستطيع المتابع للشأن العراقي ان يلحظ إزدراء الناس لعمامة رجل الدين ، بل ان بعض ألألقاب الدينيه مثل السيد والشيخ والملا اصبحت عبئا على صاحبها لدرجه يتمنى الكثير منهم ان لايسمعها خصوصا من لايرتدي الزي الديني منهم.
في تقديري ان رجال الدين المتنورين من امثال السيد السيستاني يدركون جيدا ان قدسية العمامه تتأتى بشكل اساس من غموضها وابتعادها عن الحياة اليوميه للمجتمع أو كما يقول المثل الأنكليزي ( ان العشب يكون اخضرا من الجانب الأخر البعيد)، لذلك يبتعد السيد السيستاني عن الخوض جهارا في الهم السياسي والأجتماعي اليومي في العراق، بل انه يبالغ في هذا ألأبتعاد حرصا منه على هيبته ،ولذلك بقي الوحيد المحافظ على هيبته بين العراقيين، ويقال إنه نصح قادة ألأحزاب الدينيه من الملتحين او المعممين بالأبتعاد عن المناصب السياسيه مدركا إن المواطن العراقي سيربط بين نقص الخدمات مثل انقطاع الكهرباء وطفح المجاري وبين العمامه ، وبالتالي تظهر حقيقة نظام الحكم الأسلامي وعجزه عن مواكبة العصر الحديث في المجالات السياسيه وألأقتصاديه وألأجتماعيه وتتحطم إسطورة الدوله ألأسلاميه التي تبشر بها ألأحزاب الأسلاميه باعتبارها الحل الأمثل متعمدين إغفال حقيقة فشل نظام الحكم الأسلامي الذي حكم لأكثر من الف عام وان انهياره سبق انهيار الشيوعيه التي لم تحكم إلا سبعين سنه فقط وان قداسة الحكم ألأسلامي تعود لكونه اصبح حلما بل اسطوره تشابه ألأسطوره التي اكتسبها الأنبياء بعد موتهم مثل المسيح والنبي محمد اللذان لم يكونا مقدسيْن بين اصحابهما وإن إسطورتهم تعززت وتضخمت بفعل المسافه الزمنيه عن الحقيقه.
أثبتت أحداث العراق ان السلطه مفسده سواء كان الحاكم ملحدا او رجل دين ، بل ان سمعة الملحدين في العراق افضل بكثير من سمعة رجال الدين من حاملي رايات محمد وعمر وعلي لأنهم يستخدمون اللباس الديني المقدس في استئثارهم بمقاولات المحتل وعملهم مع قطاعي الطرق ومشاركتهم في تهريب النفط وممارساتهم القمعيه وصراعاتهم الشخصيه التي أثبتت إن إلأسلام في العراق مفرقا لا موحدا حيث يتقاتل رجال الدين الشيعه مع رجال الدين السنه ويتقاتل أصحاب المذهب الواحد على مكاسب ( الدنيا الفانيه !!!!).
أستطيع القول ان الكثير من العراقيين يفضلون الحكم العلماني بعد أن سقطت هيبة العمامه وانكشفت عورة المتدينين المتاجرين بالدين، بل أكاد أجزم إن السيد السيستاني نفسه يفضل الحكم العلماني الذي لايتدخل في الشوؤن الدينيه ويجنب الدين الغوص في مستنقع الحياة اليوميه وبالتالي يحفظ هيبته ويبقيه في برجه العالي مثل الكنيسه التي اصبحت هيبتها الآن اكثر بكثير مما كانت عليه في فترة هيمنة الكنيسه على الشوؤن السياسيه. المشكله إن الطرف ألآخر من المعادله وأعني بها الأحزاب العلمانيه وخاصة اليساريه منها، لاتدرك هذه الحقيقه ولاتستغلها في الترويج للفكر العلماني الذي سيوحد العراقيين ويعزز روح المواطنه، إذ إن هذه ألأحزاب لازالت وكما تعودت تستهين بقدراتها ولاتقدر الفرصه الذهبيه التي يقدمها لهم رجال الدين على طبق من ذهب منتظرين تطابق الشروط الموضوعيه والذاتيه، بل إن البعض منهم يساهم في تجميل الفكر الديني خوفا من اتهامهم بالكفر والألحاد.
لا أرى رجال الحكم في العراق إلا حكاما يتربعون على قمة السلطه فيما تتدحرج عمائمهم نحو الهاويه..
عليهم أن يختاروا بين عمامة مقدسه بدون حكم ...
أو سلطة بدون عمامه.



#علي_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساسة العراق....وتعظم في عين الصغير صغارها
- إياد علاوي......ألأصرار على ألأنحدار
- ثرثره عراقيه على دجله /ح 2
- ثرثره عراقيه على دجله...ح/1
- الخدعة الكبرى...في العراق
- العربيه............(Coma) .........الكوما
- عمال العراق ...بين ألأستغلال الطبقي..... وألأستغلال السياسي
- تصريحات سيف الدين الراوي للجزيره ..إذا عُرف السبب ...بطُل ال ...
- عمي يابو جاكوج ...... سوده مْصخْمه وياك
- النخب السياسيه العراقيه ...من كان منكم بلا خطيئه فليرمنا بحج ...
- تزييف الوعي .....حسن العلوي نموذجا
- مدرسة عبوسي المسائيه...... التي اصبح اسمها مجلس النواب العرا ...
- في العراق..مجلس النواب ..الذي أبدع في وصفه مظفر النواب
- أيها المثقفون إنتبهوا ل..الوعي (( الشيعي )) والوعي (( السني
- مذكرات بريمر - سنتي في العراق - ألأيحاء بالسذاحه
- الحزب الشيوعي العراقي ...صح إنت كلش حلو ...بس موش كل الزين
- تداعيات إعدام صدام...دليل على أزمة العقل العربي
- ألأحزاب الدينيه الأسلاميه...مصادرة الرب وإحتكار ألأسلام
- قراءه لمشروع برنامج المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الصفار - ألعمامه .....والسلطه