أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الصفار - أيها المثقفون إنتبهوا ل..الوعي (( الشيعي )) والوعي (( السني















المزيد.....

أيها المثقفون إنتبهوا ل..الوعي (( الشيعي )) والوعي (( السني


علي الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 1802 - 2007 / 1 / 21 - 12:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذه ليست دعوه لخلق أو تبني هذين النوعيين من الوعي ، فأنا أقف بالضد منهما لذلك وضعتهما بين قوسين إلا إنني اصف ماهو كائن ومع ألأسف في العراق وبدأ ينتقل إلى الدول العربيه حتى تلك التي لايوجد فيها شيعه. لقد إستطاع صاحب المشروع ألأميركي تحقيق نجاحا ملحوظا في خلق مثل هذيين النوعيين من التفكير والوعي لدى أعداد غير قليله من العراقيين حتى غير المتدينين منهم بل إنجرف الكثير من المثقفين العراقيين والعرب بقصد او دونه إلى هذا ألأسلوب في التفكير والوعي.

لايخفى على أحد إن من أهم أهداف مشروع الشرق ألأوسط الجديد الذي تبشر به ألأداره ألأميركيه هو (( إعادة الهندسه ألأجتماعيه للمنطقه )) لتتلائم مع النموذج الجديد الذي تروّج له وبدأته بتفكيك المجتمع العراقي وتمزيق نسيجه (( الفوضى الخلاقه )) إلى ثلاث مكونات هي سنيه / شيعيه / كرديه ، مركزة على الصفه الطائفيه مستبعدة الكرد من هذا التوصيف رغم انهم في غالبيتهم سنه ، ويعمل أصحاب المشروع على إعادة تركيب هذه المكونات لتلائم مشروعهم وليس مصالح هذه المكونات ولايعرف احد شكل المنتوج الجديد.

من المؤسف إنجرار الكثير من قادة ألأحزاب ألأسلاميه إلى هذا النوع من ألأصطفاف وإستخدامه لمصالح حزبيه وشخصيه حيث تركز ألأحزاب الشيعيه على المظلوميه الشيعيه فيما تركز ألأحزاب السنيه على تهميش السنه دون ان يدرك الطرفين انهم يلعبون بالنار التي ستحرقهم لأنه توصيف لايؤدي إلا إلى إضعاف العراق كدوله يطمحون جميعهم الى حكمها وبالتالي سيكونوا حكاما ضعفاء لاقيمة لهم .

هل مانتحدث عنه هو وهم أم حقيقه علينا مواجهتها ؟ في تقديري إنّ أي عراقي محايد يستطيع ان يميز بروز هذيين النوعيين من الوعي لدى عامة العراقيين ويمكن ملاحظة ذلك من ردود أفعالهم عما يحدث في العراق ، فمن يتحدث عن ألأرهاب فقط ويدينه هو شيعي ، ومن يتحدث عن المليشيات فقط هو سني رغم ان الواقع يؤكد ان الأثنين (( أي ألأرهاب والمليشيات )) يُكمّل احدهما ألآخر في تدمير العراق.....ومن يفرح بأعدام (( صدام )) هو شيعي ومن يجيبك بأن المحاكمه يجب ان تكون لكل من أجرم بحق الشعب العراقي قبل وبعد (( صدام )) أو ان الماضي قد وّلى فهو سني.......ومن ينتقد التدخل الأيراني في شوؤن العراق هو سني ومن ينتقد التدخل العربي هو شيعي والحال إن التدخلين هما خطران على العراق ، ومن ينتقد النظام السابق ويحمله مسوؤلية ماحدث ويحدث هو شيعي ومن لايتفاعل معك في إنتقاد ذلك النظام فهو سني كان كارهاً للنظام ومعادياً له واصبح يترحم في داخله عليه لأنه كان على ألأقل سنيا..لقد إكتشف الكثير من العراقيين بعد سقوط النظام فجأة انهم سنه وان النظام كان سنيا بسبب ألأحتلال وقادة ألأحزاب السنيه التي يتلعثم قادتها في حديثهم عندما يُسألون عن ممارسات النظام السابق (( وكأنه إنتاجا سنياً )) فيما يكون لسانهم سليطا ومنطلقا في انتقادهم النظام الحالي (( وكأنه انتاجا شيعيا )). واكتشف عراقيون آخرون انهم شيعه أولا وأخيرا وان الصراع في زمن النظام السابق كان (( شيعيا – سنيا )) كما صورته ألأحزاب الشيعيه ، ومن يتابع تصريحات قادة هذه ألأحزاب إبتداءً من الجعفري إلى الحكيم إلى المالكي وغيرهم يجد انهم لايتحدثون إلا عن شهداءهم !! مثل الصدر ألأول والثاني وعائلة الحكيم واتباع آل البيت وكأن النظام السابق لم يعدم ألألاف من العراقيين من الأحزاب الوطنيه من السنه والشيعه ، وبالتالي ساهم قادة هذه ألأحزاب بقصد في تعزيز صورة الضحيه الشيعيه التي لم يكن جلادها (( بالأستنتاج )) يحمل إلا الصفه المضاده للشيعه وهي الصفه السنيه مما عزز من الرغبه في عدم ضياع الفرصه لدى الجماهير الشيعيه التي ستنعم بالرفاه في الدنيا والجنه في الآخره ، فيما عزز هذا التاكيد المستمر عقدة الخوف لدى السنه من الضحيه الذي أصبح حاكما والذي سيعمل على ألأنتقام من جلاديه ، والحال ان الفقير في مدينة الثوره يعاني نفس معاناة الفقير في منطقة الفضل وألأثنان لايهمهما إن كان علياً أولى بالخلافه من عمر او بالعكس لأن مصلحتهما مشتركه وعدوهما مشترك طبقيا ووطنيا ، لقد نجح صاحب المشروع ألأميركي بمساعدة قادة الأحزاب الدينيه وألأرهاب في خلق البيئه المناسبه لظهور وعي زائف لدى العراقيين فحوّل ثنائية (( التخلف – التقدم )) وثنائية (( ألأجور – ألأرباح )) الى ثنائية (( الشيعه – السنه )) ثم استطاع إلغاء ثنائية (( السياده – ألأحتلال )) لتحل محلها ثنائية (( جيش المهدي – فيلق عمر )) وبالتكرار اليومي للمصطلحات الجديده (( اهل السنه ، اتباع آل البيت ، الوزاره السنيه ، والنائب السني ، والمناطق السنيه والشيعيه ، ...... )) والتركيز ألأميركي منذ ألأحتلال على المحاصصه وتخويف الشيعه من تكرار خطأهم في العشرينيات ترسخت صوره جديده للوعي في ذهن المواطن العراقي بثنائيته الجديده (( السنيه – الشيعيه )) ، ومما زاد الطين بَلّه إستخدام المثقفين العلمانيين لهذه المصطلحات في توصيفهم للوضع والصراع الحالي والذين انتقلت لبعضهم هذه النزعه لاإراديا او في اللاوعي .إن ترسخ هذين الوعيين سيخلق حاجزا نفسيا بين العراقيين سيعزز إنقسامهم وسيكون أهم وأخطر (( إنجاز )) يحققه المحتل ومع ذلك لم يتصد له احد من المثقفين وعلماء ألأجتماع .

وكما تتحمل ألأحزاب الدينيه مسوؤلية ترسخ هذا الوعي الزائف فان مسؤولية الأحزاب الوطنيه العلمانيه لاتقل عنها وخاصة الأحزاب العريقه التي سبق وان تسّيدت الساحه السياسيه والثقافيه لعقود ، وذلك بانكفائها وتركها الساحه السياسيه والثقافيه والمجتمعيه للأحزاب الدينيه تلعب بها كما تشاء دون ان تحاول ان تتبنى خطابا نقديا ينبه المواطن العراقي الى جوهر المشكله أوتدربه على التأني في تقبل الخطاب الموجه له ونقده ، وتعويده على الربط بين هذه الخطابات والتعامل معها كسلسله مترابطه ليكتشف تناقضها وزيفها بدلا من تبني آخر مايقوله المحللون السياسون ،ولم تحاول هذه ألأحزاب مساعدة الجمهور العراقي على تبني حلما حضاريا يدفعهم للتطلع للحاق بركب الحضاره بدلا من التوقف مدهوشا وسلبيا مما يجري حوله ، بل إن ظهور قادة هذه ألأحزاب مع قادة ألأحزاب الدينيه ومجاملاتهم لهم وتخوفهم من نقد الخطاب الديني السياسي وكأنهم طرفا محايدا فيما بين هذه الأحزاب وبينها وبين الجمهور جعل الأمر (( أي الصراع السني - الشيعي )) يبدو وكأنه صراعا طبيعيا أوهو الحقيقه الوحيده السائده في الساحه دون ان يوضحوا للمواطن ان رأس المال الشيعي والسني في وئام وتناغم عندما يلتقون على موائد المقاولات او موائد المحتل فيما يُستخدم الفقير او العامل السني او الشيعي وقودا في حرب ليس له مصلحة فيها حيث يتصارع الكبار على ألأمتيازات سائرين على جثث الفقراء من الطائفتين ، وسيأتي يوم يقف راس المال السني والشيعي في خندق واحد فيما سيبقى الفقراء من الطائفتين متفرقين بسبب الدماء التي أسالوها أو سالت منهم ولايمكنهم نسيانها كما يفعل الأغنياء الذين لم يدفعوا دمائهم فيها ، ألم يقل مظفرالَنوّاب (( أُُُُ نبيك علياً لو جئت اليوم...... لحاربك الداعون إليك وسَموّك شيوعياً )) ، نعم لازالت الأحزاب الوطنيه في حالة غياب عن الوعي لانعرف متى تصحوا منه .

إنّ مجتمعنا العراقي سيصطدم في زمن قادم بترسخ هذا الوعي الزائف في نظرته لكل مناحي الحياة وستظهر مساوئه باعتباره وعيا متخلفا لايتلائم مع الزمن والحضاره كما صُدمنا بزيف ألوعي القومي واوهامه القوميه (( الوحده / فلسطين )) والتي شغلتنا عن الوعي الحقيقي الذي كان يجب أن يسود والمتمثل بصراع التخلف والحضاره ويمكن لكل متابع ان يلاحظ إزدياد الهوه بين الغرب المتحضر والعراق والذي كان يعد بالسنوات واصبح ألآن يُحسب بالعقود وسيضيف لها الوعي الطائفي الجديد عقودا جديده من التخلف تجعلنا خارج التاريخ .

يقع على عاتق المثقفين العراقيين المتنورين (( بل وحتى العرب )) أن ينتبهوا الى خطورة هذا الوعي لأن غض النظر عنه سيؤدي الى كارثه حضاريه وعليهم ان يؤدوا دورا فاعلا في التنبيه لخطورته وان يهيئوا البيئه المناسبه لبروز الصراع الحقيقي ، نحتاج لتبني فكر نقدي تحليلي يستشرف المستقبل ويقدم للمواطن الصوره الحقيقيه لطبيعة الصراع لا ان يبقوا أسيري الطروحات الدينيه وتبقى تحليلاتهم تدور في فلكها بمعنى استخدام نفس المصطلحات الطائفيه أ والتركيز على الفعل ورد الفعل الآني . أتمنى على المثقفين العراقيين ان يركزوا على تبني الدعوه لتطوير المجتمع صناعيا وحضاريا وان يحثوا العراقيين على الضغط على الحكومه لمكافحة البطاله والفقر وخلق بيئه صحيه تمكن العقل العراقي من تلمس طريقه الذي يؤدي به للحاق بركب الحضاره ، وأتمنى على علماء ألأجتماع ان ينتبهوا الى ظاهرة إنجراف الكثير من العراقيين من غير المتحزبين الى هذا الوعي الزائف الذي لا يستفيد منه إلا المحتل والأحزاب الدينيه والخاسر الوحيد هو المواطن العراقي والعراق....

ايها المثقفون لاتخافوا من نقد الخطاب الديني المسيّس...جميعنا نتحمل المسوؤليه ...تذكروا قول (( معين بسيسو )).....

إن قُـلـتـهـا مـُـــتْ

إن سـكـَتَ مُـــــتْ
ُ
قُــلْــهــا ومُــــتْ




#علي_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات بريمر - سنتي في العراق - ألأيحاء بالسذاحه
- الحزب الشيوعي العراقي ...صح إنت كلش حلو ...بس موش كل الزين
- تداعيات إعدام صدام...دليل على أزمة العقل العربي
- ألأحزاب الدينيه الأسلاميه...مصادرة الرب وإحتكار ألأسلام
- قراءه لمشروع برنامج المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الصفار - أيها المثقفون إنتبهوا ل..الوعي (( الشيعي )) والوعي (( السني