أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الصفار - تداعيات إعدام صدام...دليل على أزمة العقل العربي















المزيد.....

تداعيات إعدام صدام...دليل على أزمة العقل العربي


علي الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 1787 - 2007 / 1 / 6 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اثبتت ردود ألأفعال حول إعدام (صدام) عمق أزمة العقل العربي وتجذرها وقدمت دليلا على المستقبل المظلم الذي ينتظر هذه ألأمه إن لم يبادر مثقفوها إلى البدء بحركة نهضويه تنويريه تتسم بالجرأه والرياديه والعمل على تحطيم كل القيود والسلاسل الفكريه التي تعيق تقدمها والتحاقها بركب الحضاره ، هذه القيود التي إكتسبت درجة القدسيه ويتطلب تحطيمها جراة رواد الحركات التنويريه في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وهي الجرأه التي يفتقدها المثقفون العرب في عصرنا الحالي .
إتسمت ردود ألأفعال حول إعدام طاغيه يستحق عن جداره لقب طاغيه العصر إتسمت بالتخلف الفكري والنفاق والأنتهازيه ، وبالرغم من عدم قناعتي بأسلوب عرض عملية ألأعدام والتي كان من ألأفضل عدم عرضها ترفعا إلا إن ردود ألأفعال تثبت إن هذه ألأمه لن تقوم لها قائمه.......

يتمثل التخلف الفكري في مفهوم البطوله الزائفه لدى مثقفي هذه ألأمه والتي تتمثل كما يدعون في الطاغيه وهو يصعد للمشنقه ماشيا معتقدين إن المحكوم بالأعدام يأتي زاحفا كما تظهره ألأفلام ألمصريه متجاهلين إن الكثير من السفاحين والجلادين والمجرمين يُعدمون وهم يضحكون لأنهم اعداء الحياة واعداء كل جميل وأن اعتيادهم على الذبح اليومي لضحاياهم يجعلهم في أٌلفة مع القتل والدم ومع ذلك فأن صدام لم يكن شجاعا حتى وفق هذه المقاييس بل كان مترددا خائفا ، إلا إنها العقليه العربيه المتخلفه التي تبحث عن بطوله زائفه بمواصفات بدويه حيث البطل من يخيف الأخرين ويدخل في مغامرات متتاليه مدمرا كل شئ وليس البطل من يبني وينمي بلده وفق مقاييس العصر الحديث ومن يشاهد المظاهرات العربيه يعتقد إن هذه الشعوب ليست لها هموم وطنيه أو إنها تعيش في ربيع الحريه في بلدانها لهذا غضبت على مشهد ألأعدام ( في حين تقتل حكومتهم خمسه وعشرين من المعارضين بعد يوم واحد من خروجهم متظاهرين كما حصل في تونس يوم ألأربعاء الثالث من كانون الثاني 2007 )) ، وأثبتت هذه ألمظاهرات إن هذه ألأمه في إستعداد دائم لأنتاج مجرمين كصدام مادامت شعوبها بهذه الدرجه من التخلف.

ويتجلى النفاق في التظاهرات التي خرجت في بعض الدول العربيه والسماح الرسمي للحكومات لهذه المظاهرات محاولة منها لترضية الجماهير ولأبعادها عن التفكير في قضاياها اليوميه كما إن الجماهير نفسها التي تحكمها أنظمه ديكتاتوريه تخشى إنتقاد حكوماتها المسوؤله عن معاناتهم وتصدرها للخارج تتظاهر معتبرة صدام بطلا قوميا وقف ضد إسرائيل في الوقت الذي تنسق حكوماتهم مع إسرائيل بل تقيم علاقات خاصه معها ولاتنبري الجماهير المعجبه بصدام للتظاهر ضد حكوماتها وبهذا تعزز الحكومات من الوعي المزيف والنفاق لدى الجماهير العربيه وتصدره للخارج فيما تنساق الجماهير في وهم ووعي زائف يبعدها عن فهم سبب حرمانها وتخلفها الحضاري. ويظهر النفاق في موقف بعض الحكومات التي عارضت ألأعدام لأنه تم في أول ايام عيد ألأضحى وهي التي لاتتوانى عن ذبح مواطنيها في البيت الحرام وفي أيام العيد وفي بيت ألله (( كما فعلت السعوديه في قتلها جهيمان في سبعينيات القرن العشرين بمساعدة قوات فرنسيه دخلت بيت الله )) أو القتل اليومي والتغييب للألاف من المعارضين الذين تمر عليهم ألأعياد وهم قابعون في زنازين مظلمه يتمنون ألأعدام الذي يبخل به الحاكم عليهم كي لايرتاحوا من معاناتهم دون أن يفكر الحاكم بقدسية ألأعياد الدينيه التي يتبجح بها ألآن (( سوريا مثلا )).

أما دلائل ألأنتهازيه فهي كثيره فالمتضررين من غياب صدام ممن كانوا يستلمون الهبات والأموال كشروا عن أنيابهم وأظهروا حزنهم لغياب الممول ومصدر (( المصاري )) ، وتظهر ألأنتهازيه في أوضح صورها في ممارسة عاده عربيه قديمه / جديده حيث يمارس العربي دور الأسد مع الضعيف فيما يكون أرنبا أمام القوي لهذا بالغت صحف خليجيه في إنتقادها ألأعدام لعلمهم بعدم قدرة الحكومه العراقيه الحاليه على إغتيال معارضيها في بلدانهم كما كان يفعل صدام فأظهروا بطوله زائفه وهم الذين كانوا يرتجفون من الطاغيه وظلوا يقدمون له فروض الطاعه رغما عنهم ويتناسون إن حكوماتهم الخليجيه ساهمت وساعدت ألأداره ألأميركيه على إحتلال العراق بل إن اكثر الدول دفاعا عن صدام وترعى عائلته هي (( قطر )) التي تستضيف اكبر قاعدتين اميركييتين انطلقت منها الطائرات التي أسقطت صدام الذي يتباكون عليه الآن ومع ذلك لايتجرا صحفي خليجي على انتقاد موقف حكومته هذا بل إن (( المفكرين القوميين من جماعة خير الدين حسيب )) عقدوا مؤتمرا لنصرة العراق على بعد بضعة كيلوميترات من القاعدتين الأميركيتين قدموا فيه شكرهم للحكومه القطريه لموقفها القومي المتميز...فهل سمعتم بانتهازيه مماثله في أي بقعة من بقاع ألأرض.

اما على مستوى العراق فقد ظهر جليا نجاح ألأحتلال في خلق نوعيين من الرؤيا السياسيه (( سنيه / وشيعيه )) وهذه حقيقه يجب على المثقفين ألأنتباه لها والعمل على التصدي لها بادئيين بانفسهم ، فقد ظهر جليا إن موقف قادة ألأحزاب السنيه يبعد 180 درجه من موقف ألأحزاب الشيعيه من قضية إعدام الطاغيه إذ جعلوه بطلا سنيا بقصد او دونه تزلفا للقوى المسيطره في مناطقهم واستمرارا لموقفهم الطائفي الذي إستندوا عليه في كسب الجماهير وترسيخا لموقف إنتهازي يضعون فيه قدما مع ألأرهاب وأخرى مع الحكومه او مثلما يفعلون مع المحتل الذي يشتمونه علنا فيما يتمتعون بامتيازات وعطايا شركاته (( صالح المطلك )) أو يستعينون بالمحتل على الحكومه (( خلف العليان )) دون التفكير في مصلحة بلدهم بل إنهم تمادوا في تعزيز الأصطفاف الطائفي باعتبارهم صدام بطلا ومن يتابع قناة (( صلاح الدين )) المموله من الجيش الأميركي يستغرب كيف يسمح ألأميركان ببث صور العزاء لمن أسقطوه وأسروه وسهلوا إعدامه إن لم يكن هذا يصب في صالح المحتل مبتكر ثنائية الشيعه والسنه وبهذا يساهم القاده السنه في تحقيق أهداف المحتل، إن الجماهير (( السنيه )) مدعوه للبحث عن قادة جدد لايكونوا من ازلام او من المستفيدين من النظام السابق كما هو حال القاده المسيطرين على الساحه السياسيه السنيه ، إنها فرصه مناسبه للمساهمه في خلق وعي عراقي وطني يبدأ من ألأقرار بأن صدام كان مجرما يستحق اكثر بكثير مما حصل له ومن يرى غير ذلك لايمثل إلا نفسه ويكفي ماحصل عليه هؤلاء القاده من اموال المحتل واموال الخليج بتباكيهم الزائف على سنة العراق.

أما الموقف الحكومي من الحدث فهو ترسيخ لحقيقة انهم – أي المسؤلين الحكوميين - لايتصرفون كرجال دوله يتطلعون للمستقبل تاركين الماضي خلفهم فقد اظهروا انفسهم كأعداء شخصيين للطاغيه وركزوا على إنه الجزاء العادل لمن أعدم الرموز الدينيه الشيعيه وكأنهم الوحيديين الذين اعدمهم صدام مما رسخ فكرة الأنتقام الشيعي من صدام بدلا من الجزاء القانوني العادل ، كما إن ألأرتباك كان واضحا في إخراج عملية ألأعدام التي أرادوها مكسبا سياسيا حزبيا وكان عدم بثها أفضل بكثير من بثها ، إن الحكومه مدعوه لأن تغير من اسلوب ادارتها للوضع العراقي بتقديم بديل وطني بعد أن أزيح كابوسا كان يجثم على صدور الجميع حكاما ومعارضه، إن الحل بيد النخب السياسيه العراقيه التي أخطأت جميعها وعليها ان تنطلق من ألأعتراف بالخطأ لبناء مشروع وطني عراقي يكون ندا للمشروع ألأميركي المجهول الأهداف والذي سيسحقهم جميعا.

اخيرا لابد للمثقفين العرب أن يدرسوا موقف الجماهير العربيه من إعدام الطاغيه ويبادروا لأداء دورا رياديا في خلق وعي فكري حضاري إذ لايمكن تصديق خروج ألألاف يدافعون عن قاتل إستحق العقاب فهو دليل على تخلفنا الفكري الذي سيؤدي بنا كأمه أو شعوب الى الهاويه التي ننزلق اليها بجداره بعد إن توسعت الهوه بيننا وبين الشعوب المتحضره لتصل إلى عشرات السنين بعد إن كانت بضعة سنوات بسبب الموقف ألأنتهازي للكثير من مثقفينا ..





#علي_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألأحزاب الدينيه الأسلاميه...مصادرة الرب وإحتكار ألأسلام
- قراءه لمشروع برنامج المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الصفار - تداعيات إعدام صدام...دليل على أزمة العقل العربي