أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الصفار - العربيه............(Coma) .........الكوما















المزيد.....

العربيه............(Coma) .........الكوما


علي الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 1935 - 2007 / 6 / 3 - 05:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


...........

* تمر المجتمعات العربيه كافة بمرحلة غيبوبه ( كوما) عن العالم والمحيط الخارجي إبتدأت منذ مئات السنين ولازالت مستمره تخللتها فترات قليله من اليقظه ( الوعي) إمتازت بقصر مدتها وكأنها لحظات وهي كذلك في عمر الشعوب، إذ سرعان ماتعرض العقل العربي في تلك اللحظات لضربة على الدماغ ( كفخه باللهجه العراقيه) أفقدته الوعي مرة اخرى وأعادته لغيبوبته حتى وإن كانت عيناه مفتوحتان.

* لاأتخيل العربي إلا كائنا قادما من الزمن السحيق حتى وإن كان يستخدم الكومبيوتر أو يعيش في الدول المتقدمه ، إذ يسير فيها مشدوها مما يراه من تقدم، شأنه شأن ألأنسان القديم الذي لم يكن يستطيع تفسير الظواهر الكونيه إلا باللجوء للسحر والشعوذه والغيبيات لهذا لايجد العربي وصفا للمجتمعات المتقدمه المنتجه للحضاره إلا الأنحلال الخلقي، فيما يحتفظ هو –كما يعتقد- وهو المستهلك لمنتجات الحضاره بأخلاقه المزعومه ونقائه الفكري المتوقف عند القرن السابع الميلادي متباهيا برغبته في ألأنتحار والذي يسميه استشهادا.

*من يتحمل مسوؤلية شيوع هذا الأغتراب الفكري في وطننا العربي في العصر الحديث؟

* بدون تردد استطيع القول انهم الحكام / القوى السياسيه المعارضه / المثقفين / رجال الدين.

*ساهم الحكام بقصد في تعزيز الغيبوبه بخلق الوهم القومي المتمثل بوحده عربيه بين شعوب يستهزء فيها ابن المدينه من ابن الريف وابن الجنوب من ابن الوسط او الشمال وهم من بلد واحد مستندين الى مقولة ( أنا وأخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب)، كما ويشتم العربي اخاه العربي في القطر الآخر لدرجة الطعن في شرفه بالمفهوم العربي( أي اخلاق النساء) فالسوري يصف الفلسطيني بأبشع الأوصاف وكذلك ألأردني يقابلهما الفلسطيني بنفس الكره، والخليجي يحتقر المصري بل إن السعودي لايطيق الكويتي ويسميه بيهودي الخليج وكذلك الجزائري يمقت المغربي والعكس صحيح ونفس الشئ بين الليبي والتونسي ومع هذا فالكل يتبجح ويتغنى بالوحده العربيه، لقد استطاع الحكام ترحيل الحلم الوطني المتمثل بحياة سعيده وحره يأمن فيها العربي على حياته ومستقبله الى الحلم بدولة واحده يغرف فيها الفقير في مصر مثلا من نفط الخليج، بل إن طاغية العراق الذي كان حاكما لدولة تطفو على النفط حوّل انظار مواطنيه والعرب نحو نفط الكويت بأعتباره سيحل مشكلة المواطن العربي في كل مكان مما حشد حوله كل الجماهير المسحوقه التي بدلا من البحث عن حلول لمشاكلها في اوطانها ادارت روؤسها نحو وهم قومي يعرفون جيدا انه لن يتحقق وان اول المنقلبين عليه سيكون الحاكم نفسه ولكن أنى يكون للغائب عن الوعي هذه القدره على الأستنتاج ، وبهذه الحجه استطاع الحاكم العربي سحق كل الحركات التنويريه بحجة معاداتها للحلم القومي ،ويمكن للمتابع ان يلاحظ ذلك من سيرة حياة حكام مثل ( ناصر/ ألأسد/ صدام / القذافي/.....) مع الأختلاف في الدرجات والأساليب وتشابه الهدف وهو ضمان الولاء للحاكم بتعزيز( الكوما) العربيه.



* وبدلا من تقديم بديل مناقض للحلم ( الوهم ) انجرفت القوى السياسيه المعارضه في نفس التيار مستخدمة نفس ادوات الحكام ومصطلحاتهم وكأن الحلم القومي حقيقه وليس وهما لدرجه ان بعض القوى تراجعت عن افكارها وجلدت نفسها وقادتها لأنهم خالفوا المشروع القومي بطروحاتهم ( تراجع الشيوعين العراقيين عن موقفهم من القضيه الفلسطينيه في ستينيات القرن العشرين) وحماس الكثير من القوى السياسيه العربيه لطاغية العراق عند احتلاله الكويت.

* الشي نفسه ينطبق على المثقفين العرب الذين مارس اغلبهم ضياعا فكريا اقترب كثيرا من الأنتهازيه خاصة بعد سبعينيات القرن العشرين وإزدياد عنف الحكام إذ لم يمتلكوا جرأة مثقفي عشرينيات القرن نفسه الذين جاهروا بعدائهم للتقاليد دون خوف ، ولو راجعنا ألأدبيات العربيه لا نجد من جاهر برأيه بأن الحلم العربي هو وهم صنعه الحكام بل بالغ البعض منهم بتبني الوهم بقصد أو دونه وحاولوا تجميله كما يفعلون الآن مع الفكر الديني السياسي ، وقد يكون للعسف البالغ القسوه الذي سلطه الحاكم على المثقف العربي ألأثر الحاسم في عدم منحه فرصة للتأمل وطرح مفهومه الحقيقي للحياة وبقي في وجدانه لدرجة النسيان.

* أما رجال الدين فهم مستمرون في إصرارهم على تجهيل المواطن بأنتقائهم للأحداث أو المواضيع من الكتب او المساند( الصحاح) بما يلائم حاجاتهم ونجحوا في ذلك نجاحا باهرا، إذ يردد المواطن العربي ماأختاره له رجال الدين وكأنها الحقيقه الوحيده، وأزعم ان الغالبيه العظمى والتي تصل الى اكثر من 95% لم يقروأ صحاحا كاملا ومن قرأه لم يتجرأ على أن يكون له فهمه الخاص لأحداث الماضي ، ولو قرأ العربي تلك الأحداث بعين وعقل مفتوحين لأكتشف زيف الوهم الأسلامي الذي حل محل الوهم القومي منذ ثمانينات القرن العشرين ، إذ بدلا من ان يمد العربي ببصره للمستقبل أقنعه رجال الدين بأن الحل هو الدوله الأسلاميه على غرار دولة المدينه قبل 1400 عام.

* وفيما تنشغل شعوب الدول المتقدمه بالمستقبل وتبحث في تطوير حياتها إجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وتصرف المبالغ الطائله على البحوث ابتداء من تطوير فرشاة الأسنان الى إستنسال الانسان، نصر نحن العرب على العوده الى الوراء متنعمين بغيبوبتنا معتقدين ان العالم نائم ونحن المستيقظين.ونساهم جميعا بعضنا عن قصد والبعض الأخر بدونه في استمرار هذه الغيبوبه ( الكوما) العربيه وفق مبدأ ( الناس نيام ..إذا ماتوا استيقظوا) .

*ألآن ماهو البديل ؟

* لنأخذ العراق نموذجا..إذ تمر السنون على العراقيين وهم يتجادلون بمواضيع السنة والشيعة والأرهاب وتبدل الحكومات والخطط ألأمنيه المتعاقبه فيما يغيب عن تفكيرهم شكل العراق المعاصر الذي يتوائم مع محيطه الدولي، لقد نجح ألأميركان في إسقاط ألأتحاد السوفيتي بأشغاله بوهم سباق التسلح لدرجه كان السوفييت يصنعون احدث الأسلحه والمركبات الفضائيه ولكنهم عجزوا عن صنع جهاز تلفاز بمستوى الأجهزه الغربيه،إن أعظم نجاح يحققه عدوك / منافسك هو جعلك تتصرف كما يشاء وهو ماتفعله القوى الدوليه المهيمنه على العالم منذ سنين ويفعله المحتل، إذ يحقق الأميركان هذا النجاح في العراق حيث ينشغل الحكام والمعارضه والمثقفين في تداول الأمور اليوميه بحيث لايمد العراقي بصره ابعد من يومه زمنيا ومنطقته مكانيا فما يحقق المشروع الأميركي النجاح تلو الآخر في لبنان وفلسطين وقريبا في سوريا وايران في مشروع كبير يعيد بناء المنطقه لعشرات السنين القادمه..ولاأتخيل صاحب المشروع ألأميركي إلا مقهقها وهو يرى انجرار الجميع( حكاما/معارضه/مثقفين/ رجال دين) في الأنشغال في اداء دورا ما أو البحث في الممارسات وألأحداث اليوميه دون اعطاءه فسحه للتامل والبحث عن جوهر المشكله والهدف الأسمى ، ولازلت اتذكر قصة كانت ترويها لي والدتي عن رجل يعاني من إشغال زوجته له بالعمل من الصباح حتى المساء في اعمال متتاليه وعندما سأله اصحابه عن سبب عدم تطليقها أجابهم ان لا وقت لديه للتفكير والتنفيذ..وهذا شأننا نحن العراقييون( واللبنانييون والفلسطينيون) ومن يصفق لنا ومن ينتظر دوره من شعوب المنطقه.

*.ألأمل في المثقفين إذا ماتبنوا خطابا يستخدم ادوات ومنهجيه جديده ويوجه عقول وابصار العراقيين نحو النموذج الأرقى في الحياة حيث الحريه والجمال والأقتداء بشعوب العالم المتقدم المنشغلين بحاضرهم ومستقبلهم المدافعين عن حقوقهم المدنيه ،المترفعين عن انتمائهم الديني والقومي بعد ان اكتشفوا( أي تلك الشعوب) زيف المتاجرين بالدين وحاصروهم في معابدهم منتزعين منهم قوتهم الدينيه المقدسه والتي إكتسبوها بمصادرتهم للرب واعتباره ملكا لهم، ونفس الشئ فعلوه مع الحكام القوميين الذين وجهوا انظارهم نحو الوهم القومي ،مصرين على تجديد حياتهم مقتنعين بأن لكل زمان طراز جديد للحياة عليهم ان يتمتعوا به، فالمواطن في هذه الدول لايتذكر ربه ولا رئيسه( لعدم حاجته لهما حيث العمل هو المقياس) كما نفعل نحن في كل لحظه منافقين الرب والرئيس.

*علينا ايقاظ المواطن العربي من غيبوبته وإلا فأننا نساهم في انحدار المجتمع نحو هاوية التخلف والسير عكس التاريخ والمنطق..ايادينا ملطخه جميعا باثم استمرار( الكوما) العربيه فنحن الضحايا والجلادين..

نحتاج لجرأة في الخطاب الثقافي والسياسي ..وإلا فعلينا السلام ولعنة الأجيال..




#علي_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمال العراق ...بين ألأستغلال الطبقي..... وألأستغلال السياسي
- تصريحات سيف الدين الراوي للجزيره ..إذا عُرف السبب ...بطُل ال ...
- عمي يابو جاكوج ...... سوده مْصخْمه وياك
- النخب السياسيه العراقيه ...من كان منكم بلا خطيئه فليرمنا بحج ...
- تزييف الوعي .....حسن العلوي نموذجا
- مدرسة عبوسي المسائيه...... التي اصبح اسمها مجلس النواب العرا ...
- في العراق..مجلس النواب ..الذي أبدع في وصفه مظفر النواب
- أيها المثقفون إنتبهوا ل..الوعي (( الشيعي )) والوعي (( السني
- مذكرات بريمر - سنتي في العراق - ألأيحاء بالسذاحه
- الحزب الشيوعي العراقي ...صح إنت كلش حلو ...بس موش كل الزين
- تداعيات إعدام صدام...دليل على أزمة العقل العربي
- ألأحزاب الدينيه الأسلاميه...مصادرة الرب وإحتكار ألأسلام
- قراءه لمشروع برنامج المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الصفار - العربيه............(Coma) .........الكوما