أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رديف شاكر الداغستاني - موعد لم يكن...















المزيد.....

موعد لم يكن...


رديف شاكر الداغستاني

الحوار المتمدن-العدد: 2244 - 2008 / 4 / 7 - 08:04
المحور: الادب والفن
    



خطوة ..خطوة.. متردد.. يخطو ثابت باتجاه منطقة موعد ... تم الاتفاق عليه .. هو موعد لم يكن ككل المواعيد الاخرى ... موعد خاص لموضوع فرض نفسه ان يكون بهذا الوقت ولا يعلم ثابت قد لا يرى فرصة لمثله في المستقبل ... لم ينم طوال الليل كله يفكر كيف سيكون اللقاء معها ويمر امام عينيه شريط اللقاءات السابقة .. لقاءات عمل عامة .. كيف هو منظره وموقفه في نظر الزملاء الاخرين ... بدا يقيم من يحبه ومن لا يوده .. ولا يمكن ان يكون الحكم من خلال لقاءات العمل ... الا ان ملامح الرضا والتودد والتوافق بالاراء على مجمل الحياة السياسية العامة والخاصة وحرية المرأة في العمل وحريتها الشخصية ومساواتها مع الرجل .. كل ذلك تناوله ثابت وهو يتقلب في فراشه ليستعد كل الاستعداد لامتحان عسير مضني امام حبيبته سعاد ..الجادة في العمل والمظهر مع ثقافتها الادبية وثقتها بنفسها لم تسمح لا له ولا لغيره ان يسدد لها كلام فيه اطراء او ما شابه ذلك من قبل زميلات وزملاء العمل ..مع كل هذه المواصفات هل توصلت ! الى معرفة اسباب طلبي للموعد معها خارج إطار العمل وانا المنقول الى محافظة بعيدة عن بغداد .. انها ذكية وجميلة .فان حضرت الى الموعد ساكون انا مراقب عن بعد المكان المقرر للقاء ليتسنى لي تقدير الوقت من اين ابدأ الكلام ...فان كان حضورها بالملابس العادية اليومية فهذا مؤشر بالرفض .. وان كانت تتزين بهندام شيك معناه انها اشارة ايجابية بموافقة خمسون بالمائة من الامتحان الصعب ..وهو على تفكيره هذا سرحان وولهان يسير ببطيء متوتر الى الهدف القريب من مكان اللقاء .. وجد نفسه في المكان المحدد للقاء قبل خمس دقائق من الموعد الخامسة وهذا يعني انه من غير المستطاع سحب نفسه الى الجهة المقابلة للمراقبة كما خطط له .. داهمته من الخلف وقالت انت وين سارح .. ومعروف عن ثابت لباقته وثقافته مما يؤسر الاخرين بحديثه .. استدار حولها فراى يدها ممدودة للمصافحة على غير عادتها فامسك بكفيه الاثنتين يدها قائلا اني سارح في حلم اراه يتحقق فضحك الاثنان وانتجها في مسارهما صوب ساحة عنتر ومنها الى كورنيش الاعظمية .. لم يصدق ثابت ان التي تسير بجانبه وهي تضحك بصوت عالي حلم حياته .. فبدا يطريها بكلام جميل اشبه بالشعر لم تعهد هي ان تسمع منه كلاما مثل هذا سابقا.. شعر ثابت بفرحة غامرة تملا السماء وتضحك في داخل نفسه ويقول تسعين بالمائة .. النجاح.. وما ان وطاة قدماها ارض المطعم العائلي قالت اني على موعد مع العائلة هل لديك مانع بالجلوس معنا والتعرف على عائلتي .. كان كلامها جادا لابد ان يجيب وبسرعة بنعم او لا فنعم لها ما يبررها ولا لها موقفها .. ايهما يختار في هذه اللحظة الصعبة الحرجة .. فهي لم تعطيه الفرصة للكلام حول الموضوع الخاص به فقال نعم اذاً.. هي اختصرت لي كثير من المحطات المحرجة وهذا دليل الدليل على موافقتها المسبقة دون ان اطلب منها الكلام المباح ويبدو هي مثلي كاتمه لمشاعرها نحوي ومتيقنة اني ابادلها نفس المشاعر .. وصلا الاثنين لطاولة العائلة .. على السرعة قيم ثابت الجالسون وحسب الاعمار فهذا الاب وهذه الام والشقيقة وزوجها الذي يجلس بالقرب منها .. قال الحمد لله العائلة صغيرة .. ادى التحيات من قبله بلياقة مع اطراء بكلمات لسعاد ابنتهم بالمقابل قدمت سعاد.. ثابت تعريف به قالت .. انه زميلي في العمل وحدثتكم عنه كثيرا ابتسم ثابت وانشرح صدره وقال لنفسه اه انها كلمتهم عني انتبه لكلماتها مع تاشير يدها .. هذا ابي وهذه امي وهذه شقيقتي وذالك الجالس بقرب ... شقيقتي انه خطيبي ... لم يسمعها جيدا او لا تريد ان تدخل في اذنيه هذا المعنى فقال وبشكل لافت للنظر هل هذا خطيبك قالت نعم منذ زمن بعيد .. تبسمر ثابت على الكرسي المعد بجانب سعاد وهي مستمرة بتعريف اكثر انه زميلي الصادق الصدوق المخلص الذي حدثتكم عنه كثيرا .. تتكلم وهو ينظر اليها بحقد وكراهية لا يبالي ما تقول فهو مركز الى ذلك الخطيب ذو الخمسين عام وهي بالثلاثين كيف يكون ذلك ممكنا .. يصرخ بداخله الما ويقول لماذا عملت كل هذا بي .. هل هو عقابا لتاخري في طلب يدها .. استمر ثابت يجيب على انهمار الاسئلة عليه من قبل الجالسين حول اموره الشخصية هل انت متزوج ام لا . كم عمرك متى تخرجت من الجامعة واسالة اخرى تدور حول عائلته كل ذلك يجيب بطلاقة في ذات الوقت يحاور نفسه .. هذه الملعونة الحاقدة الحية الرقطاء . صحيح المراة لا تؤتمن . راح يكيل عليها اللعنات وينظر عليها وهي تضحك بصوت عالي مع خطيبها وتعلق على اجابات ثابت للاسئلة واحيانا تجيب بدلا عنه ..
ثابت في موقف لا يحسد عليه من شدة الالالم التي اعتلته بعد تلك الفرحة الوهمية للوهلة الاولى .. ياربي ماهذا النكد لماذا هي تمزقني اربا ... يريد ويتمنى ان يخرج من المطعم ويغادرهم ليصرخ في الشارع بأعلى صوته اه ... من الحب وعذابه... الله يلعن النساء كلهن وانا غبي ادافع عنهن وهن يمزقونني ...
بعد ساعات دقت ساعة الانصراف حيث وجه الاب كلاما جميلا لثابت .. تشرفنا بمعرفتك وقد انستنا بحضورك نتمنى لك التوفيق والنجاح ونحن لم نسمع منك شيئا .. رد ثابت سريعا دون تفكير بمغزى كلام الاب والله كان بودي من زمان التعرف عليكم لاني اعتز بسعاد ابنتكم زميلة العمر نعمة التربية والاخلاق اتمنى لها الموفقية في زواجها من الاخ سعدون واشار اليه بكفة وبنظرة غضب فضحك الجميع الا هو اشاط غضبا من هذا الضحك دون مبرر فنبرت شقيقتها صارخة .. ليش ياثابت متخاف الله تريد ان تجعل من شقيقتي ضرة علي .. انهار ثابت وجلس على الكرسي مجددا وصاح باعلى صوته ماقصدكم..؟ تقدمت سعاد بقربه وقالت انه خطيبي .. من زمن بعيد الا ان شقيقتي تزوجته . فكانت الكنية له بالخطيب من باب المزاح لانه قريبي ابن خالتي خطبتني خالتي له وانا صغيرة, فبقى نلقبه بالخطيب حتى بعد زواجه من شقيقتي فضحك الجميع الا ثابت كاد يبكي ونظرت اليه سعاد بشفقة والم معتذرة عن سوء الفهم المسؤلة عنه, وقالت له :اذن غدا على موعدنا كاليوم في ذات المكان.. فصرخ ثابت قائلا :لا هذا المكان لم أأتي اليه مجدداً سأأتيكم الى الدار مباشرة هل توافقون؟ انا ساخطب سعاد فرد الجميع عليه اهلا وسهلا في كل الاحوال.

انتهت



#رديف_شاكر_الداغستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الامراء الى متى تستمر
- اجتماعات القمم العربية- اتحاد الحكام ضد الجماهير العربية
- مذاق الوطن والوطنية مراً... من يتجرعه
- الى متى تستمر محاربة الموظفين السياسيين العائدين للوظيفة
- شهادة تعزية للمرأة في عيدها الثامن من اذار
- وحدة الفكر + وحدة الهدف = تحديد الهدف دون تحقيق هذه المعادلة ...
- رحيل القائد الشعبي المناضل جورج حبش
- ذكرىتاسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- الهامشيون .. والوطن .. والثقافة .. والمقاومة
- من ذكريات الماضي الحاضر وخلدون جاويد والحب والوطن
- على صخرة الإخوة العربية الكردية تتحطم مؤامرات العملاء
- تهنئة من القلب لمن انشأ واشرف على ادارة الحوار المتمدن
- لماذا تؤزم القيادة الكردية العلاقات مع تركيا في هذا الوقت با ...
- بيان انبثاق تجمع القوى اليسارية العراقية ... توليف مجلة الحق ...
- ومرة أخرى :البرلمان العراقي – هل صدئت قلوبكم فارتضيتم سرقة ا ...
- نواب البرلمان العراقي ... صدئت قلوبكم فارتضيتم سرقة وخيانة ا ...
- قانون النفط والغاز قانون العار
- اوقفوا حرب ..ابادة الشعب العراقي
- حركة اليسار .. العراقي .. الثورية .. الهوائية
- صوت .. يساري.. يتوقف


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رديف شاكر الداغستاني - موعد لم يكن...