أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رديف شاكر الداغستاني - من ذكريات الماضي الحاضر وخلدون جاويد والحب والوطن















المزيد.....

من ذكريات الماضي الحاضر وخلدون جاويد والحب والوطن


رديف شاكر الداغستاني

الحوار المتمدن-العدد: 2124 - 2007 / 12 / 9 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في يوم شديد الحرارة التقينا بها كالعادة بعد الدوام الرسمي وكانت عائدة من سفرة قصيرة إلى اوربا00جائت متألقة يغمرها الفرح والسعادة ناثرة شعرها كعادتها على كتيفيها باتجاه الخلف وهو الشيء المميز لها 00حلوة المعشر وطيبت القلب 0والحب الذي في قلبها هو على لسانها 00هو الأخر لديه حب عارم مع أخرى تزوجها.. تنتظره بشغف بعد انتهاء دوامه الرسمي الا انه يقضي الساعات معنا متنقلين بين ربوع كورنيش الاعظمية ومنه سيرا على الأقدام إلى شارع ابي نواس وصولا لداره الواقع في نهاية الشارع بعد ان يغادرنا من رافقنا طيلة هذا المسير فاذا كان الليل قد حل فلابد من إيصال الحلوة الى منطقة سكنها خوفا وحفاظا عليها .. انها أوقات رحبة تتخللها النقاشات الجادة في الفن والادب والسياسة والحديث عن برنامج يوم الاحد وما سيعرضه من فلم ذا مستوى رفيع من حيث الموضوع والإخراج والتمثيل وعن نوعية الشخص الناقد لهذا الفلم ومحاولات السلطة فرض أشخاص غير مؤهلين للنقاش منهم مثلا مسئول الصفحة الثقافية لجريدة الثورة البعثية فأوقعته المقدمة في النقاش بمطبات ثقافية فنية كشف بها هشاشته الثقافية وأميته الفنية مما حدا به كتابة مقال في جريدة الثورة يطالب السلطات الرسمية بإيقاف هذا البرنامج ان لم يكن هناك بديل لمعده او مقدمته متهمهم ببث الدعاية للشيوعيين وهم اعداء الحزب والثورة ..كانت محاور اللقاءات التي احضرها في الأسبوع مرتين الا أنهم يلتقون يوميا بحكم تقارب العمل الرسمي وهذه اللقاءات يحضرها بعض الفنانين لمختلف الفنون موعدا او مصادفة على الطريق كل اهتمام هؤلاء الشباب المثابرة واستلهام المعرفة والتقدم والبحث عن جديد في مجالهم الفني والثقافي فيجري الحديث عن فلم سينمائي مميز او قصة رائية او عرض مسرحي يعرض او على وشك العرض والنقاش حول تقييم معارض فنية للفنون التشكيلية . وتحت هذه المضلة ضلت الحلوة ترصد الفارس وهو يتعالى ويزهو غرورا وفاءً للحب . للزوجة . هكذا كانت هدية الحلوة له مفاجأة فرحة حين وضعت كفها على طاولت مطعم صفوان ثم رفعتها ليخرج من تحت كفها فأر صغير يركض بسرعة على مساحة الطاولة وبشكل دائري ثم سقط منها على الأرض فانطلقت الضحكات من القلب فالهدية لا تتناسب مع حجم خلدون جاويد ولعبة الفار تعبير طفولي نقي لمشاعر داخلية وهاجة ... فرد على ذلك بابتسامة مع حركة من يديه يمسح به شعره الى الخلف وبحركات وجهه وعينيه يحرقها شوقا ... فانطلقنا بعد قضاء الظهيرة في هذا المطعم المكيف المطل على نهر دجلة في كورنيش الاعظمية .. واصلنا السير بعد ان غادرتنا الحلوة الى مقر عملها لتسجيل حلقة من حلقات البرنامج التلفزيوني .. تناولنا اثناء الاستمرار في السير الحديث عن الحب والآخرين والعشاق وأحسست وانا صديق الطفولة والشباب ورفاق الدرب اعلم تنهداته .. ان لديه مرارة خفية بداخله وهو شاعر العشاق النرجسي والمقدام في حركته مع الآخرين فيحبهم ويحبونه .. قدم تنازلات وتضحيات لحبه الكبير من اجل ارضاء الحبيبة لينال الزواج منها خاصتا كانت مطالب اهلها قاسية جدا فأعطاها الحب كله فأعطته نصف حبها وهذا ما ثبت لي حين تفاجأ عند جلوسي على كرسي الضيافة بداره رفعت راسي لأرى كم الساعة الآن وإذا بي أشاهد جسد إنسان مرسوم على قاعدة الساعة في وضع الساعة السادسة والنصف أي رأسه ورجليه يلتقيان وخصره معلق بمركز الساعة وهذا يعني انه مشنوق او منتحر او مقسوم قسمين فذهلت من هذا المنظر قلت ما هذا المنظر ياخلدون قال بألم ومرارة هذا انا .. انا المعدوم .. انا الميت .. انا المقبور .. في الحيات . صرخت اين الحب اين التضحيات اين المبادئ الحلوة الإنسانية كيف تصل الأمور إلى هذا الحد .. نعم وصلت فوق هذ الحد والحدود . حاولت ان افتح حوار مع زوجته في جلسة أخرى وجدت لديها أسبابها ومبرراتها قبل ان انطلق بكلمات الملامة سالت هي بعتاب اين تقضون الوقت بعد الدوام سؤال فيه إدانة الضمنية لي وللآخرين واستمرت تشكي مع استدراك انه يصلني ليلا او بعد مغيب الشمس وأنا وحدي هنا انتظر ماذا انتظر .. كانت لكمة موجعة لي بل لكل من يرافقنا وهي تعني ماتعني فبادر خلدون بشبه العصبية ادعوك للحضور واللقاء خارجا فترفضين وأطلقت لكي الحرية في قضاء الوقت أينما تشائين . أحسست ان استمرار وجودي بينهم غير موفق والأجدر بي الانسحاب بلباقة أدبية ليعالجوا جراحهم فالحبيبين هم الأقدر على معالجة هذه الجراح ... كان أساس هذا الغيرة والشك وبعد فراق قسري لسنين طويلة بيننا فهو وحبيبته الزوجة سافرا والحلاوية سافرت والآخرين انتشروا هربا من بطش السلطة وأنا تواريت عن الأنظار ولأني في الأساس لدي حيطة من النظام وجبهته الوطنية .. فلم اعلم عن هؤلاء الأحباب أي شيء طيلة السنين الا ما ندر قبل احتلال العراق بسنة وصلتني أخبار خلدون ان لديه أبناء شباب وهو في صحة جيدة .. بعد الاحتلال زار بغداد وعلمت منه ان التفريق حصل مع زوجته الحبيبة بعد كل هذه السنين الطويلة من معاناة الغربة .
لقد اعتصر قلبي ألما افبعد هذا الحب اللاهب ان يفترقا. لقد استعرضنا ذكريات لتلك اللقاءات الجميلة فيها نشاط ومثابرة وأول ما قصدناه مطعم صفوان فلم نعثر منه سوى هيكله الخشبي جراء سرقة محتوياته وتحطيم جدرانه الخشبية بعد الاحتلال فجلسنا بجانبه على ارض خضراء وبمحاذاة مجرى نهر دجلة واستعرضنا ذكرى الأحباب من الأصدقاء والرفاق الشهداء وبشكل خاص الرفيق الشهيد البطل الشاعر رياض كمال البكري الذي تم إعدامه سنة 1978 من القرن الماضي من قبل النظام الفاشي . ولقد قيمنا الأوضاع السياسية التي سادت في البلاد فاختلفنا كان هو متفائل كلجنته المركزية وأنا متشائم كقيادتي المركزية .. يافرحة التي لم تتم . فهؤلاء الجدد في السلطة يقتلون كل بذرة حب وعشق وفرح للشباب ... يقتلون الحيات باسم الدين والطائفية والقومية قلت لخلدون محذرا عد كما أنت مغترب لحين ان تتضح أكثر ملامح الوضع ... الم يكن لديك حب جديد بعد هذا العمر قال حبي يبقى وعشقي يزدهر لكل العراقيين شابات وشباب وان الكيان كله مهدد الم يكن من دفاع لا بد من العودة واقضي بقية حياتي بين الأهل والأحباب وأموت في بغداد وادفن فيها يقول ذلك لأنه كان لايزال يضع على عينه نظارات الجبهة الوطنية والخطابات المخملية والتفاؤلية لجماعة ساحة الأندلس رغم ذلك فهو قرار جميل سوف ليصمد عند أول منعطف وان أحوال العمر لها حوبتها سيجبر على تغيير القرار وهذا ماحصل . ما ان عاد الى غربته ليتدبر امرعودته ... وقعت أحداث قتل وخطف واغتصاب للفتيات كان بدايتها على شكل فردي .. سمعته يصرخ في سماعة التليفون قائلا لقد صدقت توقعاتك فلم أعود لأموت تحت أرذل خلق الله مذبوحا ومنقوش على جسمي مسامير وفي راسي ثقوب .. وبعد ذلك بدا يصنع شعرا للوطن المنكوب والشعب الجريح ويودع الحب والعشق لبغداد في شعره المتواصل قبل سفره من بغداد عائدا عن طريق شمال الوطن .. قلت هل التقيت بالغربة الطويلة بالفار ابتسم قائلا نعم التقيتها لمرة واحدة في زمن واحد ومكان واحد وسؤال واحد تم الاجابة عليه سريعاً... افلم يكن لذلك التخاطر أي شيء قال لا . وهذا يعني هناك الكثير من قصص ومواقف لاتستحق فتحها اذ الاشياء تتغير وتتأثر وتتلون ويبقى الحب والعشق والوفاء اجمل الاشياء .






#رديف_شاكر_الداغستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على صخرة الإخوة العربية الكردية تتحطم مؤامرات العملاء
- تهنئة من القلب لمن انشأ واشرف على ادارة الحوار المتمدن
- لماذا تؤزم القيادة الكردية العلاقات مع تركيا في هذا الوقت با ...
- بيان انبثاق تجمع القوى اليسارية العراقية ... توليف مجلة الحق ...
- ومرة أخرى :البرلمان العراقي – هل صدئت قلوبكم فارتضيتم سرقة ا ...
- نواب البرلمان العراقي ... صدئت قلوبكم فارتضيتم سرقة وخيانة ا ...
- قانون النفط والغاز قانون العار
- اوقفوا حرب ..ابادة الشعب العراقي
- حركة اليسار .. العراقي .. الثورية .. الهوائية
- صوت .. يساري.. يتوقف
- (في طريق الهدى والايمان)
- من اجل جبهة تقدمية شعبية كفاحية مناهضة للاحتلال والامبريالية
- الخلاص , والهروب , وتهريب الناس
- وثيقة تحريم الدم العراقي
- موقف .... وحديث
- متى تحذو البصرة حذوالانبار
- عمة سوداء ...على افكار حمراء
- موقف مبدئي ثابت وموقف انتهازي مصلحي منافق
- من اجل تفعيل انتصار المقاومة اللبنانية
- ثورة 14 تموز 1958 هدية الشيوعييين للبرجوازية


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رديف شاكر الداغستاني - من ذكريات الماضي الحاضر وخلدون جاويد والحب والوطن