أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي الجابري - صياد الطيور وواقعة البصرة















المزيد.....

صياد الطيور وواقعة البصرة


شمخي الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 2242 - 2008 / 4 / 5 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من خلال تتبع هجرة الطيور أقتدى أحد الصيادين أفكار وأكتشف مجموعة من الطيور المهاجرة ذات الأرجل المرصعة بالعقيق والتي تنتقل من منطقة نيسابور في فصل سقوط الثلوج كي تصل الى بساتين النخيل على ضفاف شط العرب ومن خلال هجرتها الفصلية تنقل معها أحجار صغيرة من الفيروزة التي تزغرف ارجل هذه الطيور بواسطة صمغ الاشجار ، وحين تأتي تتجمع في منطقة واحدة فكان الصياد الذي عرف هذا النوع من الطيور ينتظر قدومها ليس كعادة اقرانه بالاختفاء لصيد الطيور بل يقوم بالضرب على النقارة ويهتم بعادات الضيافة ويطعمها وفي كل يوم تترك هذه الطيور للصياد قطعة صغيرة من الاحجار كعملية تبادل لخدماته وتوفير الامان من خلال منع الصيادين من التقرب من هذه المناطق حتى صار من كبار الصيادين ونجمهم واشترى البستان بكامله ، وفي احد الايام عزم الصياد السفر الى اتمام حجة العمرة فجلس يحدث أعز المقربين اليه أخيه الذي يواصل حرفة الصيد بعده وطلب منه أن يواصل تقديم الغذاء من قطع الاسماك الصغيرة بعد ان حدد له مكان أقامتها وكيف يضع قطعة القماش جنب الشجرة لتترك له العقيق واكد عليه في كتمان السر فنتقلت المهمة الى الاخ الموثوق لمتابعت الامور حتى وصلت اعداد كبيرة مهاجرة تحتمي بالدفئ واستمر بعمله كل يوم منذ الصباح الباكر ولكن راودته نفسه بعد ان تصاعدة عنده وتيرة الطمع والجزع ودخل عالم المغامرة وبدأ يفكر لابتكار مصيدة كبيرة كي يستطيع من خلالها السيطرة على كل الطيور المرصعة بالعقيق وحين نزلت الطيور المهاجرة باغتها بالمصيدة الحديدية حيث قطعت ارجل عدد من الطيور مما تسبب في موت بعضها والقسم الاكبرخارج المصيدة لاكن الطيورفي حركتها حررت حبل الطرف الثاني من المصيدة فضرب عمود المصيدة الصياد الطامع في رأسه لينهي حياته ، ، وبقيت تتعاقب الايام حتى عاد الصياد من السفر والتقى بأهل بيته وجرى الحديث حول وفاة اخيه جنب عمود المصيدة وكان بجانبه ارجل طيور مقطعة وأشلاء ميته فعرف أن اخيه قد أخل في العهد ومعاملة التبادل . . وفي الموسم الذي تلاه جاءت الطيور ولم يشاهد طيور مرصعة ولم تدخل في البستان أي طيور مهاجرة حتى انتهى الموسم مما دعى الصياد ان يهاجر الى بلاد طوس وحين وصل قرب منبع العقيق في نيسابور شاهد بعض الطيور المرصعة على أعالي الاشجار فنشر كمية من الجراد وصغار الاسماك وانتظر لعدة أيام وهو يعزف بدقة وحنين على النقارة فلم تنزل الطيور حتى جاء صدى يقول ( أذهب لايمكن الصلح بيننا لانك لاتنس أخيك العزيز ونحن لاننسى أرجلنا المقطعة ) فتألم الصياد الغني كثيرا ثم تيقن ان كل طرف اخذ حقه وعاد الى البصرة ، ولكن ليس بصرة اليوم التي جار الزمان عليها . . لذلك كيف نفتح هذا الملف في كتب مفتوحة اسطرها جروح هذا الشعب الذي لم يشم رائحة ورد أغصان الزيتون كما شمها الايرانيون في 1979حين كانت قوى السافاك تهتك وتنخرفي كل مكونات الشعب حتى أتحدا الشعب الايراني بكل أطيافه وقواه السياسية الدينية والعلمانية وشخصياته المناضلة ومن كل الاجناس ليقول كلمته نعم للشعب لا للشاه واستهل بتوزيع المصاحف وأغصان الزيتون وبعدها جاء زحف الشعب من شارع الشهداء الاربعة الذي تغير اسمه الى شارع الثورة في مدينة قم وشمل كل أطراف المدينة وانتقل الى طهران وفرشت الشوارع بالورود حتى مطار مهراباد أنتفاضة الشعب السلمية وحين تمت عشرة ايام سقط النظام وختلفت الوعود والموازين وتحاربت الحركات وتقاتلت المليشيات في اصفهان وطهران . . فلا يمكن نقل التجربة الى البصرة والوضع بين الحالتين مختلف تماما في كل الاشكال ومنها نظام الحكم والقوى المنتفضة ومفردات التحرك كلها تختلف ماعدا المصاحف واغصان الزيتون وبدل عشرة ايام لسقوط الحكومة أعلنت السلطة العراقية ان على المتمردين خلال عشرة ايام بتسليم السلاح وكل ماجرى عمق الجرح ورغم احتواء الانفجارفان الترسبات باقية ومترسخة في العاصمة الاقتصادية وشريان العراق النفطي حين هبت العاصفة للتمرد واشتبكت المجاميع في القتال ولكن من يتحمل مشكلة الضحايا الابرياء حين دخلت مجزرة التدميرأيام متواصلة تستنزف قوى الشعب وتأكل البصرة ابنائها وستبقى الصراعات بين صفوف أطيافها ، فأهل هذه المحافظة ومايحملوه من حس وطني تجسد في كل نضالات الشعب وانتفاضاته التحررية ومقاومته لكل المواثيق والسيطرة الاجنبية من خلال مشاركته في وثبات العراق الخالدة ، كما ان العصيان والتمرد المسلح جاء نتيجة لتفاعل الازمات وتعقيدها ورتفاع نسب العطلين عن العمل وكثرة فصائل المليشيات ومخلفات أنهيار البنية التحتية للدولة العراقية وتفشي الامراض في المجتمع وانتشار الفساد المالي والاداري كلها من مسببات هذا التمرد الذي جعل الاحزاب التي تقود السلطة أن تتقاتل في السلطة وعلى السلطة نفسها حتى سارعت بعض الاطراف من التوجه الى ايران للبحث عن مفتاح حل الازمة العراقية وصار الاتفاق حول بعض المسكنات ولكن القطيعة ستبقى ، لان لهيب التمرد الذي نزل الى الشارع متحديا منذ 26 - 3 - 2008جسد زوبعة الفتنة والتحرك لنسف الوحدة الوطنية رغم أحتياط الشعب من أنتشار المعارك ، وهذا النمط أصبح جزء من ثقافة العنف التي تطبع عليها الشعب في خلق ظاهرة عدم التجانس للتعايش السلمي بين الطوائف والاديان والمذاهب والاحزاب السياسية نفسها و له تأثيراته السلبية رغم معانات الشعب فأضافة لما ذكر فأن المسببات والعوامل المؤدية للأعتصام المسلح والتجاوز على الحق العام جاء نتيجة كمبرز جرم للاعمال الأرهابية المتواصلة التي تمارسها العصابات من أيتام النظام الدموي السابق مع عناصر القاعدة والكتل الأرهابية التي نشأت في رحم الاحتلال والتي تحاول العبث في الامن وزرع الأحقاد الطائفية والمذهبية في المجتمع وتهيج الأحاسيس لترويج الكراهية وأعطاء هبة الشرعية للقتل على الهوية من أجل أستحواذ القوى الأستبدادية على الثروات والحريات0 أن الأنفلات الامني جعل البلاد في دوامة من العنف وكل العراق يمر في هذا المأزق التأريخي حتى وصل الوضع الى نصب سور وحواجز كونكريتية في داخل المنطقة الواحدة وتم الفصل بين بيوت العائلة الواحدة الساكنة شمال السور وجنوبه 0وأضافة الى تذمر الجميع من ضعف الخدمات العامة كالكهرباء المتقطع ولساعات طويلة وفي كل يوم ، وسحب الماء بعد معانات يومية ، والخدمات الصحية الضعيفة ، وعدم وجود تحسن في الوضع بل ينتقل من شكل سيء الى أشكال أسوء بعد تزايد زهق الأرواح وعوامل أخرى جعلت المواطن يعيش حالة الاضطراب وينزح ألى أي مكان أمن بعيدا عن أشباح الرعب والارهاب المتجول في كل مكان لذلك يجب دراسة جوهر واقعة البصرة ووضع الحلول لمعالجة المسببات والتركيز على دور المواطنة للحفاظ على بوادر مسيرة النهج الديمقراطي ومستقبل العراق ، وما حصل من عنف في باقي المحافظات الأخرى المدعوم من الدول التي تروج للعنف في المنطقة لتهميش هيبة الدولة وحرق عجلاتها وسلب ممتلكاتها وقتل وجرح منتسبيها هذا جانب والجانب الثاني ما تكبد به المتمردون والمنتفضون من تضحيات كبيرة حتى وصلت الامور بين الطرفين الى القطيعة فلا يتم الصلح بينهما لان السلطة لاتنسى قتلاها وشهدائها والمنتفضون لاينسوا دمائهم التي سالت ولم تغير شيء في معركة ليس فيها غالب ومغلوب وفي كل الحالات الخاسر هو العراق ولكن ( رب ضارة نافعة ) ونتمنى أن تكون خاتمة أحزان لهذا الشعب ودرس ونافذة للأستقرار والأمان والسلام .




#شمخي_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأديان دستورها ثابت ودستور الدولة متغير
- عطست أمريكا في العراق فتلوث الجوار من رذاذها
- نعمل كي نتحالف ونتحالف كي نعمل
- فاتورة التلفون الجديدة تواجه أستياء شعبي
- التلاقي والتحالفات لايجاد البديل الحقيقي لانهاء الازمات
- قتل الطيور في فلونزا الارهاب
- التحالف الوطني الديمقراطي وسيلة ومنهج عمل جماهيري
- ذكريات عن الشهيد يوسف ومعركة سولميش السليمانية
- بلاد الرافدين من ضحايا الأرهاب صحوة الخلاص
- السنة الثانية لحكومة السيد المالكي ؟ سنة رسوب أم تحسين معدل
- الحجارة الكبيرة تأتي من الجار القريب
- شعبنا يعالج جراحه وحكومة أردوغان تستخدم كلمة المرور الاسرائي ...
- حركة اليسار الديموقراطي العراقي في قطيعة مع العمل السري
- عام دراسي جديد و أمنيات لوضع طلابي أفضل
- الستراتيجية الامريكيه والهيمنة على سوق السلاح
- ذكريات من قوى الانصار في كوردستان
- الى أين تتجه حكومة العراق
- اجتثاث العراق من الموقع المتقدم بين دول العالم
- بمناسبة مرور عام على انبثاق حركة اليسار الديموقراطي العراقي. ...
- التحالفات الاستراتيجية محورالسياسة في القرن الواحد والعشرين


المزيد.....




- -عُثر عليه مقيد اليدين والقدمين ورصاصة برأسه-.. مقتل طبيب أس ...
- السلطات المكسيكية تعثر على 3 جثث خلال البحث عن سياح مفقودين ...
- شكري وعبد اللهيان يبحثان الأوضاع في غزة (فيديو)
- الصين تطلق مهمة لجلب عينات من -الجانب الخفي- للقمر
- تحذيرات ومخاوف من تنظيم احتجاجات ضد إسرائيل في جامعات ألماني ...
- نتنياهو سيبقى زعيما لإسرائيل والصفقة السعودية آخر همه!
- بلينكن : واشنطن تريد أن تمنح جزر المحيط الهادئ -خيارا أفضل- ...
- القدس.. فيض النور في كنيسة القيامة بحضور عدد كبير من المؤمني ...
- لوحة -ولادة بدون حمل- تثير ضجة كبيرة في مصر
- سلطات دونيتسك: قوات أوكرانيا لا تملك عمليا إمكانية نقل الاحت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي الجابري - صياد الطيور وواقعة البصرة