أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فارس محمود - الى الوراء دُر!















المزيد.....

الى الوراء دُر!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 10:47
المحور: حقوق الانسان
    


(كلمة حول قرار مجلس "حقوق الانسان" التابع للامم المتحدة بعدم "اهانة الاديان"!!!)

في خطوة اخرى ليست غير متوقعة عن منظمات مثل الامم المتحدة وغيرها، اقر مجلس "حقوق الانسان" التابع للامم المتحدة يوم الخميس المصادف 27 اذار-مارس قراراً قدمته مجموعة من الدول "الاسلامية" "للحيلولة دون اهانة الاديان"!!. وليس خاف على احد ان المقصود بالامر ليس الاديان على العموم. وانما "الاسلام" و"المقدسات الاسلامية" على وجه التحديد. ذلك ان ليس هناك بقدر الدعاة الاسلاميين والفكر الاسلامي افواه مليئة بكل مالايخطر على البال تجاه الديانات الاخرى.

ان لهذا القرار مدلولات سياسية عميقة لا لبس فيها. ولايمكن فصل هذا القرار الذي دعى اليه الاسلاميون عن عالم السياسة والصراعات السياسية اليوم ومقتضياتهما. انه حلقة من صراع قطبي الارهاب العالميين. انه مسعى للتيار الاسلامي للحصول على موطيء قدم جدي اخر وتثبيت نفسه اكثر كطرف اساسي في صراعات عالمنا المعاصر. ان قوى الاسلام السياسي تسعى لان يكون لها مكانة اكبر في خارطة السلطة اليوم، خارطة المكانة السياسية والحكم والتحكم. انها، وتحت راية الاسلام السياسي، تنشد حصتها من الهيمنة على العالم، وان يقر العالم بهذه المكانة. وعليه، فانهم في سعي مبرمج ومدروس وعالمي من اجل طرق اكثر مايمكن من الابواب وفرض التراجع على القوى السياسية الاخرى في العالم. ولهذا، فان سعيهم لادخال القران في حلف اليمين في المحاكم في احدى ولايات امريكا، تصاعد الدعوات الممجوجة لتطبيق الشريعة الاسلامية في اوساط "الجالية المسلمة" في بريطانيا، السعي لاجبار الحكومة الكندية على ان يكون لـ"الجالية المسلمة" محاكمها وقوانين احوالها الشخصية الخاصة الاسلامية مستغلين قانون "التعددية الثقافية" في اونتاريو، والسعي لفرض التراجع في اوربا امام حرية التعبير، ليس هذا وحسب، بل التمادي لقتل الاصوات المعارضة للاسلام مثل "كوخ" الهولندي وتهديد اعضاء البرلمان في هولندا وبلدان اخرى والخ... هي سلسلة من حلقات صراع واحد.

ان اصدار مثل هذا القرار هو ردة كبيرة للوراء. انه يقف بوجه احد اهم مكاسب البشرية والتي تتمثل بحرية الراي والتعبير. ناضلت البشرية لعقود من اجل فرضه على الطبقات الحاكمة، ودفعت البشر من التضحيات الشيء الكثير من اجل اقراره. ها هو مجلس "حقوق الانسان"!! ياتي لينسف لبنة من لبنات سعادة البشرية وتحررها وتعبيرها عن النفس بحرية.

الادهي من هذا انه ياتي من قبل لجنة تدعي "حقوق الانسان"، فاي حقوق انسان يتحدثون عنها؟!. بهذا القرار اثبت هذا المجلس بالملموس مدى تمثيله لهذه الحقوق. انه قرار معادي للانسانية باكثر الاشكال سفوراً ووضوحاً، وهو رضوخ صريح وواضح لجماعات وتيارات الاسلام السياسي وحكوماته البالية واهدافهم السياسية المقيتة. انه خطوة للجم التيار والموجة المتصاعدة المناهضة للاسلام السياسي والتي يتعاظم التفاف الناس حولها يوماً بعد اخر في ارجاء العالم المختلفة. ان هذا التعاظم، وقبل ان يكون نابع من نشاط وتحركات التيارات السياسية والاجتماعية والفكرية، فانه نابع من اجندة تيارات وجماعات الاسلام السياسي التي بينت للعالم في افغانستان والعراق مدى مناهضتهم للانسان والانسانية. لقد رأت البشرية جز الرقاب من على شاشات التلفاز والسايتات الالكترونية، لقد رات بام عينيها كيف يجعل من الطائرات براكبيها بارود قنبلة تفجيرية لقتل الالاف من الناس. لقد رات بام اعينها كيف يطلق الرصاص على راس امراة في ساحة كرة قدم من قبل قوات طالبان، لقد رات تجنيد الاطفال وغسل ادمغتهم بالخرافات والافكار المعادية للبشر، لقد رات خطب قادتها الهتلرية ضد "اليهود" واطروحاتها الفاشية والعنصرية المقيتة، لقد رات الجحيم الذي رمت به المجتمعات في بلدان العالم العربي والشرق الاوسط وافريقيا، لقد رات اجندتها في جنوب شرق اسيا واعمال القتل الجماعية في الجزائر، لقد رات ماحل ببلد متمدن وعصري ومتحضر مثل العراق على ايدي هذه العصابات المافيوية، لقد رات اغتصاب السجينات السياسيات العذراوات في السجون الايرانية كي لايدخلن الجنة (العذراء تدخل الجنة عند القتل)، لقد رات ختان النساء في "بلاد الاسلام"، لقد رات رجم النساء في ايران ورجم "دعاء" في العراق، لقد رات قطع الايادي والرقاب في الساحات العامة في السعودية تطبيقاً للقانون الاسلامي! لقد رات اية قذارة تقف تحت العمائم! لقد رأت ورأت من الجرائم مايبعث على الغثيان والقرف.

ان اقرار مثل هذا القرار يدلل تهافت ادعاءات هذه المنظمة والغرب عموماً وحديثهم الصاخب حول الديمقراطية وحقوق الانسان. انهم يدوسون اليوم بابشع الاشكال على احد اهم هذه الحقوق. ومثلما اثبتت التجربة مراراً وتكراراً ان هذه الحقوق هي عرضة للتطاول متى ما اقتضت مصالح الراسمال والراسماليين. الكل راى بام عينيه كيف طأطأت الحكومات الاوربية وفي مقدمتها الدنمارك والسويد وغيرها لهجمة الاسلاميين. اذ امام المقاطعة التجارية للبضائع الدنماركية، هب الراسماليون وسلطتهم الحاكمة باعلان التسليم والخضوع لجماعات الاسلام السياسي فيما يتعلق بنشر الصور "المسيئة" لمحمد ومارسوا الضغوطات على وسائل الاعلام لكي تكف عن ذلك! وها هم اليوم في السويد يطرحون البرامج حول فتح دورات لـ"ائمة الجوامع" والحصول على شهادات تخرج بهذا الصدد!! ان هذا يضيف دليل اخر على ان الحريات التي اكتسبتها (وفي الحقيقة انتزعتها) البشرية هي نتاج نضال البشر وسعيه للتحرر وعالم افضل وليس نتاج الديمقراطية الغربية! انه نتاج النضال غير الديمقراطي لملايين البشر بوجه الديمقراطيات الحاكمة وحكوماتها التي وقفت ولعقود بوجه هذه الحقوق والاقرار بها. وها هي الراسمالية العالمية تدوس على احد مكاسب البشر من اجل "استقرار" حركة راسمالها وقيام العملية الاقتصادية والسياسية باكثر الاجواء "هدوءاً" حتى ولو كان على حساب امال الاغلبية الساحقة وحقوقها المسلم بها.

ان حرية الراي والتعبير هو حق مسلم به للبشر. انه امر لايمكن فصله عن حياة البشر. يجب ان يصان هذا الحق. ان خرقه مخالف لانسانية الانسان، وشعوره واحساسه وحريته. ليس ثمة شروط لهذا الحق. انه حق بدون اي قيد اوشرط. انه حق انتقاد والتعبير عن الراي بغض النظر عن شكل هذا التعبير تجاه اية زاوية من زوايا حياة البشر. ليس ثمة "مقدسات" سواء دينية كانت ام قومية ام وطنية ام غيرها! ان احترام "المقدسات" هو الاسم الرمزي لتطاول الذين فوق على حقوق الذين تحت وسلبها لا اكثر. ان نقد الدين وحتى السخرية منه بالكاريكاتير وغيره ليس اهانة. ان ما هو اهانة فعلاً بالانسان وبشعوره وبالعلم، وبالعالم والتمدن والانسانية هو بقاء هذه الخرافات وهذه الافكار والعقائد البالية في حياة البشر، ناهيك عن السعي لفرضها بالعنف على الجماهير. ان وضع شرط لحرية التعبير يعني ممارسة القمع والعنف والقسر مهما ادعت المنظمة او المرء بدفاعهما عن "حقوق الانسان"!

يجب التصدي لهذا المسعى التراجعي والارتدادي الخطير الذي تمثل باقرار هذه المنظمة الدولية لهذا القرار. ان هذه المنظمات وطبقاً لماهيتها ومصالحها هي اعجز من التصدي لحملة الاسلام السياسي هذه، وان ليس لها تلك المصلحة التي تذكر للدفاع عن هذه الحقوق ومجابهة نتائج هذا الموقف. انها مهمة التحررين ودعاة حقوق الانسان (حقوق انسان لاعلى شاكلة هذا المجلس التابع للامم المتحده) وسائر المنظمات والشخصيات والجمعيات والاحزاب التي تضع رفاه الانسان وخلاقيته وكرامته منطلقاً لوجودها. انها هجمة على البشرية جمعاء. انها ليست اخر هجمة، ولا اخر شيء يسعون لانتزاعه منا، ان قائمة حملاتهم لاتنتهي. انها لاتنتهي الا بالافراغ التام للانسان من انسانيته، الا باعادة عصور الظلام بكل ماتعنيه الكلمة. انه سعي لاحالة العالم المتمدن والمتحضر وبالاخص في اوربا والغرب الى افغانستان اخرى وسعودية اخرى وايران اخرى. يجب عدم التاكيد على هذه المنجزات والدفاع عنها فحسب، بل تخطيها الى اوسع اشكال الحرية والمساواة والتمدن. انها مهمتنا نحن التحررين الذين لامصلحة لدينا للقبول بلجم الانسان من حرية التعبير والراي، ليس هذا وحسب بل ليس لدينا مصلحة في رمي مفتاح البشرية لبلوغ الحقيقة ومعرفة الحقيقة وتطبيقها والاستفادة من ثمراتها ومنافعها للبشر.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ينبغي دحر سياسة حكومة المالكي بحق قادة عمال نفط العراق!
- انهم يبغون تحويل القتل ب-البلوك- الى -ثقافة المجتمع- في كردس ...
- اغتالوه لانه كان شوكة في اعين قوى الظلام!
- أسسوا فروع مؤتمر حرية العراق!
- رياء حكومة بوش!!
- كذب، رياء، عنصرية - ترهات عمار الحكيم حول الفيدرالية
- في ذكرى 24 ايلول لنصدح بصوت واحد : -يجب انهاء الاحتلال فوراً ...
- مد احتجاجي عارم يميد الارض تحت اقدام -حكومة- الطالباني- البر ...
- كلمة الى كل الذين يلتسع قلبهم لمصير الانسان في العراق!
- كلمة على هامش تقدير البلينوم 18 للرفيق ريبوار احمد!
- ! انه بيان اسلامي متمسح بالاشتراكية - رد على بيان ما يسمى ب- ...
- ينبغي رد حراب تطاولات الاسلام السياسي على مكتسبات البشرية ال ...
- وزير حقوق الانسان في العراق يشحذ سكينته!!
- Are you kidding?!!!! حول - نعم -اللجنة المركزية للحزب الشيوع ...
- انها مهزلة اشد قباحة وخطورة من سابقتها!
- لوحات من مهزلتي الدستور والانتخابات!
- نداء للوقوف ضد جريمة الاعتداء على العاطلين عن العمل في السما ...
- البرزاني والاهداف الواقعية لمسألة - تغيير العلم العراقي-!
- الفيدرالية شعار ومطلب رجعيين
- عاش الاول من ايار، يوم التضامن العمالي العالمي


المزيد.....




- أمين الأمم المتحدة: أي هجوم بري إسرائيلي برفح سيؤدي لكارثة إ ...
- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فارس محمود - الى الوراء دُر!