أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سنان أحمد حقّي - أمّتان!














المزيد.....

أمّتان!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 2238 - 2008 / 4 / 1 - 11:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



لتسمح لي روح الثوري والشيوعي الخالد فلاديمير إليتش (لينين) أن أستعير عبارته الخالدة ولا أدري هل ما سآتي به سيكون ملائما أم لا! ولكنني أعرف شيئا واحدا وهو أنني أعرض صورتين متناقضتين تماما من الواقع الإجتماعي ويبدو لي بشكل صميم أن بين هاتين الصورتين رابطة وآصرة متبادلة على النحو الذي تعرضه ادبيات الماديّة الدايلكتيكيّة فبينهما وحدة وصراع في آن واحد ويُمكن متابعة ما ينجم عن تراكم ظاهرة تينك الصورتين وكيف أنهما جائتا من أصل تناقض تم بهما نقضه وكيف أيضا سيفضيان في تفاعلهما إلى نقض واقعهما إلى ما لا يمكن تحديده على نحو دقيق وتفصيلي.
الصورة الأولى:
مجموعة من الشباب الذين يبدون على صحّة بدنيّة ممتازة وبسحنة سمراء وكما يُقال بطول وعرض يحملون معهم أدوات عمل (ورشة )متنوعة في أكياس من القماش ،تقوم هذه المجموعة باقتحام مبنى المصرف العقاري وهو مصرف لا يتعامل بدفع وقبض مبالغ التوفير والإيداعات الخاصّة بالحساب الجاري بل أن أغلب المعاملات الجارية هي ملفات تتعلق بإقراض المواطنين وتسليفهم مبالغ تُساعد على إتمامهم بناء مساكن لهم أو مساعدتهم على إعمارها
ويبدو أن المصرف لم يكن يعمل بسبب الظروف الأمنية الحادّة فما كان منهم إلاّ أن يُسارعوا إلى العبث بالأوراق ظنا منهم أنها قد تحتوي على أشياء ثمينة وحيث لم يجدوا فيها ما ينفع أسرعوا إلى انتزاع كل ما ظنّوا أنه مفيد من أثاث وأدوات وأجهزة كهربائية ثم باشروا في نزع السقوف الكاذبة والأسلاك الكهربائية بل حتى التوصيلات والأنابيب الخاصة بالمياه والمجاري وأنزلوا بجهد جهيد مجاري الهواء المعدنية الخاصّة بمنظومة التبريد ولم يتركوا شيئا لم يُحاولوا أن يتسببوا في تحطيمه وتحويله إلى نفايات .حصل ذلك بلمح البصر .ثم خرجوا وكانت هناك سيارة بيك آب في انتظارهم بباب المصرف انطلقت بهم إلى ما يُمكن أن يكون موقع عمل! جديد
الصورة الثانية:
(في نفس الوقت وفي مكان قريب جدا من موقع الصورة الأولى)
مجموعة من الشباب بثياب العمل المعفّرة بعرق الجبين والجص والسمنت والأتربة تحمل الخرسانة على ظهورها من مستوى الطابق الأرضي إلى مستوى الطابق الثالث وعلى السقالات الخشبية غير الأمينة بما يكفي ويستمر هذا العمل الدؤوب طيلة نهار طويل لا يُدرك طوله إلاّ من خبر نهار شهر آب في بلادنا وفي جنوبها بالتحديد لينتهي ذلك النهار بعد أن استقطعوا منه ساعة أو أقل لتناول الخبز والفجل ولم يكن هناك ماء بارد لأن الثلج ارتفع إلى أسعار لم يعد معها في متناول عمال البناء والكادحين
إنتهى النهار ليتسلم كل عامل أجرة زهيدة لا تكفي ولا تسد رمق عائلة تتكون من خمسة أفراد على الأقل ليوم كامل ولكن هؤلاء الشباب كانوا سعداء لأن المتعهد أخبرهم أنه سيكون بحاجة لهم غداً أيضا!
هاتان صورتان لأمتين الأولى انخرطت في الكسب السريع ولم يعد يهمها أن يكون كسبا شريفا أم ملوثا بالعار فلم يعد أحدٌ يرى في مثل ما يقومون به عاراً كما أن عددا متزايدا من الناس أصبحوا يجدون في أعمال مثل هؤلاء المخربين شطارة
أما الصورة الثانية التي تقف إلى جانبها فقد أصبحت صورةً من صور البائسين الذين لا يجدون لهم حيلةً في الحصول على المال بأي طريق كان!
مَن مِن كل من عرضنا يتمتع بالشرف؟ ومن هو من فقد شرفه ؟
عبر كل القيم والمثل الدينية والإنسانية، قيم السماء والأرض قيم السياسة والأخلاق من هو أشرف من صاحبه؟ أصحاب الصورة الأولى أم الثانية ؟
أترك للقاريء تحليل الصورتين واستنتاج النقائض التي خلفت هذه التصرفات العدوانية في الصورة الأولى وذلك السلوك الراسخ في الأخلاق القويمة والعمل الشريف بالنسبة لأصحاب الصورة الثانية!!!
أما ما سيخلّفه تراكم هذا التناقض فهو أمرٌ واضح وجليّ جدا ولا يخفى على اللبيب
ربّ قائل يقول أن أصل مقولة لينين لم تكن في هذا بل في الإستغلال والإنقسام الطبقي وأنا أعرف جيدا مغزى قول لينين الخالد ولكنني أستعيره فقط للتلميح إلى حجم العبيء الإجتماعي المتنامي..
ألا هل بلغت ؟ أللهم فاشهد



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطاءٌ منهجيّة!
- قضايا المرأة والمزايدات السياسيّة!
- فنطازيا على فنطازيا
- الحرف التاسع والعشرون!
- رحلةٌ من محطّة قطار المعقل!
- مدنيّون!..وماذا بعد؟
- رِفقاً بِلُغَة السَّماء!
- الفاشوش والقراقوش!
- المرحلة الراهنة..والمهام الوطنيّة.
- إنها رسالة..!
- أخوة يوسف!
- صدفات البحر..لآلي لُغتنا
- فنطازيا ..المنافقون
- مساواة( للكشر)!
- النخل الغيباني
- فيصل القاسم.. محرّضا يساريا!
- فنطازيا نحيب الكيتار
- عودة إلى سد الموصل
- فنطازيا ..تعاويذ ألكترونيّة
- ذكريات وأسرار من المستقبل


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سنان أحمد حقّي - أمّتان!